السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
كالعادة أنا متاخرة في الرد فأعباء العمل لا تترك لي أي مجال لأي شيء آخر هذه الأيام
الأخ Mr Miseryأقول في البداية أن موضوعك "قطعة أدبية" أخرى من قلمك المبدع - أقصد لوحة مفاتيحك المبدعة- فبارك الله فيك
وجميل أن يشاركنا الآخرون بنات أفكارهم فيثروها بالنقد البناء والملاحظات، وخاصة في عالم الشبكة العنكبوتية التي أصبحت متنفساً للكثير منا تشجع على طرح المواضيع ومناقشتها.
****************************
اليهود لم يقتحمونا في عقر دارنا، ولم تكن هناك معركة خسرناها أمامهم تلتها خسارة أرضنا وشرفنا، بل تسللوا إلينا عبر عيوبنا وتفرقنا وضعفنا وشقوقنا، ولم نع إلا عندما أصبحوا بين أظهرنا، كما يفعل النمل حين يتسلل إلى المطبخ أو البيت من خلال شقوقه التي لا يلقى لها أحد أي بال، تماماً كما قال نزار قباني :"لم يدخل اليهود من حدودنا، ولكن تسللوا كالنمل من عيوبنا"
نعم، ذاكرتنا قصيرة ولا نتعلم من الماضي، أذكر هنا ما قاله "هنري كسنجر" وزير الخارجية الأمريكي السابق عن مبدأي "الخيمة والسوق" الذي نصحه به أحد أساتذة الجامعات في التعامل مع العرب، وأعتقد أنهما ينطبقان على المسلمين عامة للأسف. لن أدخل في سرد تاريخي سياسي هنا، ولكنهما باختصار يشرحان ما تفضلت بشرحه أخي عن ذاكرتنا القصيرة وعدم اعتزازنا بالأصل والمبدأ وتقاعسنا عن العمل الجاد من أجل الربح السريع القصير المدى وعدم التخطيط للمستقبل.
هذا كلام تكرر كثيراً في الماضي ونسمعه ونقرأه في كل مكان، والسؤال هو الآن :هل ذاكرتكم ضعيفة وقصيرة؟ هل سوف تستفيدون من ما لم تستفد منه الاجيال القادمة؟ هل تريدون أن تصبغوا بنفس الصبغة التي صبغ بها الجيل الماضي أم حان أوان التغيير؟ رسالة إلى الجميع فهل من مصغٍ؟
***********************************
بدأ تعلقي باليابان منذ كنت طفلة صغيرة في حوالي الثامنة من عمري عندما اخبرني أبي عن "هيروشيما" وعن القنبلة الذرية
وعن دمار اليابان وخسارتها في الحرب
وعن قدرتهم على بناء اقتصادهم من جديد بدءاً من الصفر
وعن نظامهم الاقتصادي والصناعي والتكنولوجي المبهر
أعجبت باليابان وبحضارة اليابان وبدأت أقرأ بنهم عن اليابان وعن تاريخها وأزداد إعجاباً بها يوم بعد يوم
ولكنت كانت هناك مشكلة
مشكلة الدين والعقيدة
كنت صغيرة آنذاك لا أعلق على تلك المسألة أي اهتمام يذكر
ولكن الوضع اختلف فيما بعد، أصبحت اليابان بالنسبة لي البلد النموذجي الذي يجب أن تكون عليه بلادنا
البلد النموذجي والذي لا ينقصه سوى الإسلام
ولكني كنت دائماً وما زلت أود لو تصبح بلادنا الإسلامية مثل اليابان
ياباناً إسلامية، بكل ما في معاني الإسلام
ماليزيا كانت أقرب الأمثلة إلى تحقيق ذلك النموذج ولكن ما زال أمامها الكثير
ولكن الواقع الحقيقي في بقية الدول الإسلامية
هو واقع محبط وحزين يثير في النفس الكآبة ويفقدها الأمل
ولكني أقول
إن الله سبحانه وتعالى -بقدرته وحكمته- قدر الوضع الحالي لأمتنا
ولكنه بلطفه ورحمته لم يتركنا من غير دليل نجاة وهو القرآن الكريم
ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
الحديث الذي ذكرته للرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال :"لياتين عليكم زمان تتداعى عليكم الامم كما تتداعيالاكلة إلى قصعتها ، فسأله احد الصحابة : أمن قله نحن يا رسول الله !؟ اجاب الرسول : بل كثير و لكن كثرة كغثاء السيل" ينطبق على وضعنا الحالي فهو نبؤة من رسولنا الكريم الذي لا ينطق عن الهوى. ولكنه قال كذلك :" لا تزالطائفة منأمتي ظاهرينعلى الحق" فهذه الطائفة موجودة وبها النصر إن شاء الله تعالى. فالأمل موجود فلا ييأس من روح الله المؤمنون.
صدقت أخي وأوفيت حين قلت :
نبدا بتغيرانفسنا و نبدأ اللعب بقواعد اللعبة التي فهمها غيرنا قبلنا مع انها شرحت لنا فيالقرآن الكريمـ( الذي سنختمه هذا الشهر بإذن الله .. ولكن هل سنرى ما كتب فيه من قواعد و نفهمها حقًا .. أم ان قرائتنا له ستكون مجردقراءة !؟ ) ..
و قد يسألسائل .. و ما الفائدة من تغيير انفسنا .. نحن ا نزيد عن الـ5000 أو الـ6000 عضو علىاي حال بالمنتدى .. و لن نفعل هذا كلنا .. بل و لن يقرأ عُشر الاعضاء هذا الموضوع ..
الفائدة هوأن معظم الأعضاء يمتازون بميزة فريدة بالاضافة الى ما ذكرته اعلاه ، و هو مرحلتهمالعمرية .. و بحساب بسيط يتضح لنا أن اصغر اعضاء او عضوات هذا المنتدى سيحمل اولابنائه بين ذراعيه في غضون 15 او 20 سنة على الاكثر( حظسعيد في تربية اولادكمـ ) .. و ستنعكسافكار الاعضاء و احلامهم و امالهم على ابنائهم و تربيتهم لهم ..
بالإضافة إلىأن معظم الأعضاء نشيطين .. و الحياة و النشاط داخل المنتدى يعكس نشاطًا خارجه اوعلى الاقل يكون غالبًا بداية لنشاط خارج المنتدى .
و هذا يعنيان سلوك العضو الجديد سيؤثر على مستقبله ، و على وظيفته و على مهنته ..
و من يعلم .. اذا بدانا الآن .. فقد نحصل على اعضاء مبدعين و علماء و أدباء و شخصيات بارزة فيالامة مستقبلاً...
نعم، مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهذه الخطوة قد تكون منا نحن ولم لا تكون منا نحن؟!!! وما ذلك على الله بعزيز
اعترافنا بضعفنا وحالنا ليس مدعاة للأسى والقنوط واليأس
بل هو دعوة لدراسة الأسباب واتخاذها والمضي قدماً لتحقيقها على أرض الواقع
جزاك الله كل خير
************************************
أجمل ما في موضوعك أخي أنه حمل وقدم لمحات مختلفة متباينة، لمحات دينية وسياسية وتاريخية واجتماعية وتربوية، من كل زهرة بستان (أو شوكة)
بارك الله فيك ولا تحرمنا المزيد من عطاءاتك
نعم ما زال هناك المزيد ليكتب، وأتمنى أن أقرأ لك المزيد دائماً
انتهى وقت الاستراحة وانتهت "خرابيشي" وأعتذر عن الإطالة وعن أي خطأ من نفسي المخطئة، علي العودة إلى العمل الآن
سلام