التنين الصيني..مرحلة إبتلاع العالم ((بقلمي))
لإزالة كل الأعلانات،
سجل الآن في منتديات أنيدرا
في موضوعي هذا سأسلط الضوء على العملاق أو المارد الصيني والذي خرج من القمقم وعاد ليسيطر على العالم من خلال التجاره والاقتصاد وهما الركيزه الاساسية في موضوعي وسأتطرق إضافه إلى ذلك إلى جوانب اخرى كالجانب التاريخي والسياسي والعسكري و سأحول توضيح الصورة عن دولة سوف تسيطر عاجلاً ام اجلاً على العالم وستزيح الولايات المتحدة عن القمة فأتمنى ان اوفق في ذلك
: Made in china
ربما لا توجد عبارة تردد بكثره هذه الايام اكثر من عبارة ((صنع في الصين)) حتى باتت جزء من القاموس العربي والعالمي ايضاً.
فالمنتجات الصينية تغزو العالم , والصين تصنع كل شيء من الابره إلى الصاروخ" كما يقال" فلا يوجد بيت في العالم تقريباً ليس فيه منتج صيني سوء جهاز تلفاز أو مذياع أو لعب أطفال أو منسوجات...الخ وحتى الشماغ الخليجي أصبح يصنع في الصين ويصدر إلينا..
وربما ساهم رخص المنتج الصيني إلى زيادة صادراتها وإقبال الناس عليه خصوصا في الدول النامية والفقيره وحتى الدول الغنية مثل الدول الاوروبية والتي اصبحت شركاتها ومنتجاتها تعاني من غزو المنتج الصيني إلى بلادهم واقبال الناس عليها بسبب رخصها, فمثلاً تصدر الصين الأحذية إلى إيطاليا التي تعرف بأنها تصنع الأحذية الفخمة والغالية ويقبل الايطاليون على الأحذية الصينية والتي تقل سعرها عن سعر الأحذية الإيطالي كثيراً مما يجعل المواطن الإيطالي يفضلها على المنتج المحلي فأصبحت الصين تصدر الأحذية لبلد يصنع الأحذية الفاخره وهذه من المفارقات العجيبة..
لكن ليس كل المنتجات الصينية رخيصة فهناك انتاج صيني درجه أولى وهو ذى جوده عالية وسعر مرتفع نسبياً فالصين والشركات الصينية اصبحت تحقق ارباح عالية من خلال صادراتها مما يوفر لها القدرة المالية الازمة لتطوير صناعتها..
وتعتبر الصين اكبر دولة مصدرة في العالم وقد تخطة المانية هذا العام حيث تفوق صادراتها 600 مليار دولار سنوياً و لديها فائض مع اغلب دول العالم حيث يبلغ فائضها السنوي 288 مليار دولار تقريباً..
فصادراتها للولايات المتحدة وحدها يبلغ 200 دولار سنويا والولايات المتحدة تعاني بشدة من العجز التجاري مع الصين والذي وصل إلى 60 مليار دولار لصالح الصين وهذا ما يدفع الولايات المتحدة للضغط بستمرار على الصين لرفع قيمة عملتها حتى تكون هناك قدره تنافسية و كذلك الدول الاوربية التي تمارس بدورها ضغوط مشابه على الصين لنفس السبب..
ويعود سبب رخص المنتج الصيني إلى وفرة الايدي العاملة الرخيصة و المصانع تعمل على مدار الساعة مما يدفع الشركات الكبرى في العالم إلى المسارعة لفتح مصانع لها في الصين و التصدير من خلال الاراضي الصينية
مما زاد من حجم الاستثمارات الاجنبية في الصين وجهلعا اكبر دوله مستقبلة للإستثمار الاجنبي في العالم متخطية الولايات المتحدة في ذلك..
و الصين كذلك تقوم بأستثمارات كبيره في الخارج و تمتلك اصول ضخمه من العملة الصعبة..
فقد وسعت الصين اليوم إستثماراتها في القارة السمراء((افريقيا)) حيث نجد الصين تسعى ومنذ سنوات لتعزيز تعاونها مع دول القارة في العديد من المجالات، بما يضمن تأمين احتياجاتها النفطية المتزايدة، حيث تمثل وارداتها النفطية من دول القارة نحو 25% من استهلاكها.
وتمتلك القارة الافريقية موارد طبيعية ضخمه وهذا ما يفسر توجه الصين إلى الاستثمار في أفريقيا وتحاول منافست الولايات المتحدة التي تستثمر بشكل كبير في افريقيا و تطمع في السيطره عليها..
و وصلت الاستثمارات الصينية في إفريقيا إلى نحو 11.7 مليار دولار أمريكي، في العام الماضي وقدمت قروض كبيره ألى إفريقيا جنوب الصحراء في قطاع البنية الأساسية وحدها بنحو 12.2 مليار دولار أمريكي حتى منتصف العام الماضي. كما الأرقام تشير إلى أن الصين شاركت في نحو 800 مشروع - أو نفذتها - في إفريقيا خلال السنوات الخمس الماضية، منها 137 مشروعاً زراعياً، و 133 مشروع يتعلق بالبنية الأساسية، كما أن الشركات الصينية تعاقدت منذ عام 2000 وحتى نهاية عام 2006، على بناء طرق عامة في إفريقيا طولها أكثر من 6 آلاف كيلو متر، وخطوط سكك حديدية، طولها أكثر من 3 آلاف كيلو متر، و8 محطات للطاقة.. إلخ.
فيما بلغت قيمة التجارة الخارجية بين الصين وأفريقيا خلال العام 2006 , 55.5 مليار دولار بزيادة قدرها 30% عن عام 2005. وكان من بين هذا الرقم صادرات من أفريقيا ومن المرجح ان تبلغ 100 مليار دولار خلال الاعوام القليلة القادمة..
خلفية تاريخية:
الحضارة الصينية من اعرق الحضارات في العالم ويعود قدمها إلى 5000 سنة وفي بكين العاصمة مشى اول إنسان معتدل القمة وصنع أدوات بسيطة واستعملها، كما عرف كيف يستخدم النار ويسيطر عليها و اول من اخترع ورق الكتابه هم الصينيون..
وكانت أول أسره إمبراطورية هي أسرة شيا، عام 2070 قبل الميلاد , قبل حوالي 5000 عام، استوعب الصينيون فن صهر البرونز.. وقبل أكثر من 3000 عام أي في أسرة شانغ، بدأوا يستخدمون الأدوات الحديدية. وفي مجال صناعة الفخار تم إنتاج أدوات الفخار الأبيض والفخار الملون..
وفي عصر الربيع والخريف وعصر الممالك المتحاربة، كان هناك نهوض كبير لنشاطات ثقافية، فظهر كثير من الفلاسفة مثل لاو تسي وكنفوشيوس ومنشيوس والاستراتيجي سون وو والذين أثروا تأثيرا عميقا واسعا في الأجيال اللاحقة.
و لا ننسى أسراة هان (206ق.م-220م ) عصر الإزدها و طريق الحرير الشهير الذي انتقلت عبره المنسوجات الحريرية الزاهية الصينية إلى الغرب بلا انقطاع..
و في العصر الحديث حدثت حركة 4 مايو و التي بدات في عام 1919م يرجع سببها المباشر إلى المعاهدات غير المتكافئة التي فرضت على الصين بعد الحرب العالمية الأولى. وقد أدت الوطنية العارمة إلى أن يشن الطلاب حركة المقاومة هذه حتى شملت مختلف الفئات في البلاد كلها. كما بدأت أفكار جديدة مختلفة تدخل إلى الصين، كان انتشار الماركسية - اللينينية أشد اجتذاب منها. وفي عام 1921، عقد ماو تسيتونغ (( الاب الروحي ومؤسس الصين الشعبية))و11 شخصا آخر، بصفتهم ممثلين للجماعات الشيوعية في مختلف المناطق، المؤتمر الوطني الأول في شانغهاي، فتأسس الحزب الشيوعي الصيني. و الذي استطاع تأسيس ما بات يعرف اليوم بجمهورية الصين الشعبية والحزب الشيوعي هو الحزب الحاكم اليوم في الصين..
ويعتنق اغلب سكان الصين الديانه البوذية وتوجد ديانات اخر كالإسلام((عدد المسلمين 45 مليون نسمة))و كونفشيوسية والمسيحية..
ويتألف المجتمع الصيني من قوميات كثيره واكبر هذه القوميات قومية الهان هي إحدى القوميات التي يتكون منها الشعب الصيني وتمثل حوالي 94%
وهناك قوميات أخرى مثل : قومية هوي وقومية الويغور وقومية القازاق وقومية وهي قوميات يعتنق أهلها الإسلام..
الجانب السياسي :
تعتبر الصين ثالث أكبر دولة من حيث المساحة بعد روسيا وكندا وتتساوى مع الولايات المتحدة في المساحة وترتبط حدودها بكثير من الدول وهي تعتبر دولة عظمى و عضو دائم في مجلس الامن وتملك حق النقض الفيتو واليوم تلعب الصين دور حيوي جدا في السياسة الدولية وتدافع عن مصالحها الحيوية في اكثر من منطقة في العالم كما يحدث في أفريقيا..
اما ما يخص جيرانها فلطالما كانت علاقتها باليابان منوتره بسبب الخلاف التاريخي و الحروب بينهما واحتلال اليابان للصين في الحرب العالمية الثانية وما ارتكبه الجنود اليابانيون من فضائع هناك و مطالبة الصين بالإعتذار عن تلك الفتره ورفض اليابان الاعتذار.. ورغم ذلك حافظ البلدان على حد أدنى في العلاقات مع زيادة التعاون الإقتصادي بينهم وهو العامل المهم في علاقة البلدين ببعضهم خصوصا مع ضخ الشركات اليابانية الاموال في الصين عبر استثماراتها في الصناعة وإنتقال الكثير من الشركات اليابانية للعمل في الصين..
اما علاقة الصين بالجارةالدودة الهند فهي علاقة تنافسية حيث يعتبر البلدين الوحيدان في نادي المليار نسمة ويطلق المحللون الإقتصاديون على البلدين مصطلح ((افيال آسيا)) لحجم البلدين الديمغرافي والجغرافي ايضاً, وقد خاض البلدان حلاب خاطفة بسبب نزاع حدودي بينهم عام 1962م..
فالهند كانت حليف للغرب ابان الحرب الاردة بين المعسكر الغربي الراس مالي بقيادة الولايات المتحدة والمعسكر الشرقي الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي والتي كانت الصين جزء منه و من هنا كان الخلاف الصيني الهندي وعلى أي حال يحاول البلدين تغليب لغة المصالح المشتركه بينهم مما يخفف من حدة التنافس فيما بينهم..
العلاقة الصينية الروسية هي الأهم :
اما في ما يخص العلاقات الصينية والروسيه والتي تطورت اليوم لتصبح علاقه تحالف استراتيجي مهم يعتبر مواجه للولايات المتحدة وسياسة القطب الواحد..
رغم بعض الخلافات التي كانت تشوب العلاقات الروسية الصينية و خسارة روسيا موقعها الكبير كراعي للإشتراكية وتحول هذا الثقل إلى الصين التي اصبحت اليوم الراعي الرسمي للشيوعية و اخر معاقله إلى جانب كوبا و السبب أن الصين لديها نظام مرن في هذا الجانب بعكس ما كان عليه الاتحاد السوفيتي والذي سقط بسبب عيوب في النظام المركزي للحكم..
وعلى أي حال فان التحالف الروسي الصيني يخدم مصالح كلا البلدين و يؤسس لحقبه جديدة في التعاون بين عملاقين لا يستهان بهما على الصعيد الدولي خصوصا انهما دولاتان عظمتين ويمتلكون ترسانه كبيرة من الاسلاحه غير التقليدية وكذالك إقتصادين ينموان بوتيره سريعة فالصين ترغب في الحصول على التقنية العسكرية الكبيرةو الإستفادة من التجربة الروسية في هذا المجال و توثيق هذا الجانب اما روسيا فترغب في تصدير السلاح وزيادة مبيعاتها منه إلى الصين وترغب كذلك بتصدير منتجاتها إلى السوق الصينية الضخمه وهذا ما دفع البلدين إلى إنشاء سكة حديد بينهما لتعزيز التعاون بينهما..
الجانب الإقتصادي :
اما في الجانب الاقتصادي وهو الاهم في حديثي هنا على إعتبار ان قوة أي بلد في العالم يعتمد على قوته الاقتصادية بالدرجة الأولى وخير دليل على ذلك الولايات المتحدة الامريكية والتي تعتبر اكبر اقتصاد في العالم و الدولة العظمى الاولى والسبب الرئيسي لذلك هو اقتصادها الضخم..
فالصين تعتبر ثالث اقتصاد في العالم بعد امريكا واليابان و متساوية مع المانيا وربما تخطتها هذا العام حيث يبلغ الناتج القومي للصين 3 ترليون دولار تقريباً وهي ثاني اقتصاد في آسيا بعد اليابان ويبلغ النمو الاقتصادي للصين ما بين 9- 10 % سنوياً وهو معدل مرتفع قياسا لحجم لصين واثرها في العالم وهذا النمو مستمر منذ اواخر الثمانينات و إلى اليوم..
ويعود سبب ذلك إلى الحجم السكاني الهائل للصين ((1.3 مليار نسمه)) وكذلك إلى رخص الايدي العاملة والتي ساهمة في زيادة الاستثمار الاجنبي..
وتمتلك الصين اكبر احتياطي من العملة الصعبة في العالم حيث تجاوز احتياطها الترليون دولار في العالم والتي تستثمره عبر الصناديق السيادية والتي تمتلك اكبرها على مستوى العالم وتستثمر في الشركات الناجحة في العالم ويعود الفضل لهذه الثروة إلى فائض صادراتها إلى العالم وكما ذكرت في الاعلى ان صادراتها تتجاوز 600 مليار دولار وهي اكبر دولة مصدره في العالم حالياً..
وعلى الرغم من حجم الصادرات الصينية كبير إلا ان معظم هذه الصادرات هي صادرات لشركات اجنبية تعمل في الصين لهذا يرى المحللون ان الصين وحش بلا أنياب لافتقادها إلى العلامة التجارية الخاصة بها وبشركاتها المصنعة والذي يفقدها الكثير من نصيبها في التجارة العالمية..
وتعتبر الصين من حيث القوة الشرائية الثانية على مستوى العالم حيث تبلغ القوة الشرائية للصينيون حوالي 5 ترليون دولار مما يغري الكثير من الشركات العابره للقارات للعمل والاستثمار في الصين..
الجانب العسكري :
ربما كان هذا الجانب هو الجانب الذي يقلق جيران الصين وكذلك الولايات المتحدة حيث حمل التقرير السنوي الذي تصدرة وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون عن الصين بعنوان (( القوة العسكرية للصين عام 2008))
أفاد التقرير السنوي لوزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" أن الصين تواصل تحديث ترسانتها العسكرية وتعزيز قدرات سلاح البحرية والاستثمار في الصواريخ النووية عابرة القارات وتقنيات تدمير الأقمار الصناعية كما أنها ضاعفت الجهود لاختراق أنظمة حواسيب الجيش الأمريكي.
وأشار التقرير، الذي رفع إلى الكونغرس، أن إجمالي نفقات الجيش الصيني العام الماضي بلغت ما بين 97 مليار دولار إلى 139 مليار، إلا أن عدم شفافية حكومة بكين حالت دون تحديد كيفية إنفاق تلك الأموال.
وفي المقابل بلغ حجم الموازنة المطلوبة للجيش الأمريكي للعام الحالي، 481.4 مليار دولار ،لا تتضمن متطلبات الحرب.
ويقول مسؤولو البنتاغون إن بكين خصصت معظم تلك النفقات على "الحرب الإلكترونية"، حيث شهدت أنظمة حواسيب البنتاغون العام الفائت زيادة ملحوظة في عمليات التسلل..
وتمتلك الصين اكبر جيش نظامي في العالم حيث يبلغ عدده 3 مليون جندي ما بين احتياطي و أساسي.
وتمتلك الصين ترسانه نووية 450 راس نووي واجرت 45 تجربه نووية..
الصين والعرب :
تعتبر العلاقات الصينية والعربية في الوقت الحالي جيدة خصوصا مع تشابك المصالح و تعطش الصين للنفط ورغبتها في تعزيز علاقاتها الاقتصادية بالعالم العربي والسعودية تحديدا باعتبارها اكبر منتج للنفط في العالم..
وتنظر الصين للقضايا العربية المصيرية نظره معتدلة سوء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية او العراق أو غيرها من القضايا ولكن هناك فشل من قبل الدولا عربية لحملة العلاقات العامة و التوسع في العلاقات الثنائية كما يفعل العدو الصهيوني والذي يتحرك بسرعة لتعزيز التعاون مع الصين في كافة المجالات وخصوصا العسكرية..
ان من المهم ان تقوم الدول العربية بتعزيز التعاون الاقتصادي مع الصين و تشجيع الصين على لعب دور اكبر في السياسة الشرق اوسطية مما يساعد على المدى البعيد على إحداث توازن كبير بينها وبي امريكا ولاتي تسيطر على اللعبه الساسية في المنطقة..
في النهاية أتمنى اني قد إستطعت أفيدكم ولو بشكل بسيط و اقدم لكم صورة عن ماهية هذا العملاق الذي بداء يستيقض يبتلع العالم بفضل إقتصاده المتنامي والمتسارع في النمو..
:: بقلمي وإعدادي الشخصي ::
دمتم بحب
تحياتي
الموضوع الأصلي :
التنين الصيني..مرحلة إبتلاع العالم ((بقلمي)) || الكاتب :
صادق النية || المصدر :
منتديات أنيدرا