تابـع ...
-في سكن الشباب حيث لازال كيونا وشاان وايون وبعد مرور عدة ساعات غارقين في دردشاتهم التي لا تنتهي ..
- كيونا ينظر بسخرية لشاان : نعم أنت تستحق ذلك .. كيف تطلب من فتاة صغيرة أن تعمل لدى شباب كـ خادمة !!
- فتحت ايون عينيها على إتساعهما : فتاة صغيرة ؟!
- شاان ينظر لـ كيونا بغضب : هل صدّقتي هذا الغبي ؟! ليست فتاة , تبدو أكبر قليلاً ربما لديها أطفال أيضاً !!
- كيونا يرفع حاجبه مستنكراً : بالله عليك ياشاان هل تلك تبدو كأم ؟! إنها صغيرة وهذا واضح لكنك تبرر موقفك فقط !!
- شاان في نفسه "تباً لهذه الفتاة " .. رفع صوته : أووه حسناً حسناً أنا أعترف أنها ربما أصغر قليلاً , لكن أليس غريباً ؟! تبحث عن عمل في الحمام وترفض أن تعمل خادمة ؟!
- كيونا : ربما لأننا شباب , لو كان منزل عائلة لـ كانت وافقت ..... ونظر إلى إيون التي وقفت : مابكِ ؟!
- إيون : سأذهب لقد تأخرت كثيراً ..
- شاان : لكنكِ لم تري ايل وو و مــيكي ( وشدّ على إسم ميكي ) ..
- إصطنعت إبتسامة : أراهما غداً في الجامعة .. إلى اللقاء ... وخرجت ... وبمجرد خروجها قفز شاان على كيونا : هل أنت مـُضطرّ لإخبارها عن تلك الأجوما ؟!
- كيونا يتفادى ضرباته ضاحكاً : هوّن عليك يا رجـُل إنها إيون يعني صديقتنا ليست أحداً غريباً ..
- شاان يجلس مجدداً : حتى لو , هذا مـُحرج .. إنهض أمامي لـ ننام , أسهرتـُكَ بما يكفي غداً عليكَ الطبخُ والنفخُ يا حبيبي ..
- تصنع كيونا الحزن : هل تشمتُ بي أيها الحقير ؟! ... إبتسم شاان ببراءة ليقول كيونا : بعد الغد سـ أسخر منك بالتأكيد !! ........ بينما خرجت إيون من عندهم ودخلت شقتها المقابلة لهم ... دخلت غرفتها وفتحت النافذة تنظر للأرض التي بدأت تتبلل بمياه المطر : يتصنع الغباء .. ميكي ؟! سأقتله ثم اُلحـِقـُكَ به !!
**
- وقف هوان برفقة شومي أمام باب الفيلا لمنزل الرئيس قائلاً : شكراً لمجيئكِ لزيارة عمي ..
- شومي تبتسم : لا شكر على واجب , فأنا لم أفعل شيئاً عظيماً ...
- إبتسم هوان وهو يتأمل وجهها ثم همس بخبث : هل نحدد موعد الزفاف ؟! ..
- ضحكت شومي بخجل وضربته بلطف : توقف عن هذا , إبن عمك في المشفى وأنت تفكر في الزواج ؟! ..
- ضحك هوان وأمسك بيدها التي ضربته بها : أنتِ حقاً مـُراعية للآخرين .. شكراً لكِ لأنكِ بجانبي ..
- إبتسمت شومي : حسناً يجب أن أغادر الآن فقد تأخر الوقت ...
- هوان : لا تنسي غداً , أمي ستأتي للغداء هنا مع عمي وزوجته وترغب برؤيتكِ ... أومأت شومي برأسها وهي تفتح الباب وتخرج وسط مرافقة هوان الذي أوصلها لسيارتها ... ركبت وتحرّكت بها مبتعدة وهي تنظر إليه يقف مكانه يراقب السيارة تبتعد حتى إختفت عن ناظريه تماماً .. دخل بعدها هو ليودع عمه وزوجة عمه وغادر لمنزله هو أيضاً ..
**
- وأخيراً بعد ليل طويل هاهي الساعة تقترب من الرابعة فجراً .. سحبتُ حقيبتي أحثُ الخطى لمكتب التوصيل وأنا أراقب أثار إصطدام قدميّ بالشارع المبلول وقد توقف الرذاذ منذ مدة .. وصلتُ ودخلتُ هناك و إجتاحني دفئ جميل تمنيتُ معه أن أستلقي على الصوفا الجلدية السوداء اللون و أغـُطّ في النوم فقط .... أنهيت الحوار مع المسؤول وإستأذنته لوضع حقيبتي هنا ريثما أنتهي ولم يـُمانع , خلعتُ المعطف المتبلل و وضعته مع حقيبتي ثم خرجتُ لإنهاء العمل الأول لي في حياتي , مشيتُ على العناوين المكتوبة في الورقة , إستغرق التوصيل تقريباً ساعة ونصف , رغم تقارب المنازل إلا أن البحث عنها لأول مرة والتأكد من العنوان هو ما جعلني أتأخر .. إنتهيت وعـُدت للمكتب لإستلام مـُرتبي اليومي , سعادتي لا توصف بإستلام المال " مع أن المبلغ كان قليلاً جداً مقارنةً بما كنتُ آخذه كل يوم من اُمي , لكنّ هذا أكثر مبلغ أشعرني بالسعادة , شكرتُ المسؤول وأخذت حقيبتي وخرجت لأقرب مطعم لأملئ معدتي الفارغة ... جسلتُ على طاولتي وفي وقتٍ قصير كان طلبي جاهزاً .. وضعته أمامي وأنا أشعر أن لعابي سيبدأ بالتساقط , لا أدري مالذي جعلني أتذكره في هذه الأثناء , ربما أن الطعام الذي طلبته هو نفس الذي نأكله دائماً معاً ؟! .. حقاً تمنيته أن يكون أمامي و يأكل بسرعة كبيرة ثم يعيث فساداً بطبقي كما يفعل دائماً حين يقول وهو ينتقي أفضل ما يوجد فيه : أنتِ لا تحبين هذا ولا هذه ... ثم يأكلها ويعود : ولا هذه تسبب لكِ الكحة , ولا هذه ولا ولا ...... فقدتُ رغبتي في الطعام مع ذكريات أخي هان المـُزعج .. أرغمتُ نفسي على الأكل وأحاول منع دموعي من النزول ( حسناً غيوري لا يمكنكِ البكاء بعد الآن فقط فكري بأن هناك من هم أتعس منكِ في هذه الأيام , بعدها فقط ستتمكنين من العيش بهدوء ) " حاولت حقاً التفكير بهذه الطريقة لكن حقاً لماذا لم يكن للطعام طعمٌ أبداً ؟! .. " لا أستطيع الأكل أكثر " .. تركت الملعقة وبقيتُ في مكاني أنظرُ للخارج عبر الحائط الزجاجي للمطعم ....
**
- في سكن الشباب كان الصخبُ يملؤه بسبب صـُراخ كيونا المـُستعجل : سأعـُد حتى العشرة , إن لم تكونوا جميعاً أمامي فلن تتناولوا الإفطار ... بدأ يعـُد : واحد , إثنان , ثلاثة , أربعة , خـ .. خرج مع هذا الرقم شاان يجري وهو يـُغلقُ سحاب بنطاله وبدا مع سـُرعته أن سينزلـِق على أرضية المنزل .. إقترب سريعاً وهو يقول : ليس معقولاً يا أخي ما تـُمارسه علينا من إذلال !! .. وجلس مادّاً يده ليأكل لكن ضربة من كيونا أوقفته وهو يقول : إنتظر البقية يا مفجوع ... أبعد شاان يده وقال مـُتألماً : هي توقف عن هذا رجاءً ..... أكمل كيونا الذي تجاهل كلمات شاان تماماً : ستة , سبعة , ثمانية , تسعة , عـــ شـــ ... وصمتَ حينما رأى ميكي وايل وو يجريان بسرعة وينضـمـّان لـ شاان .. تنحنح كيونا وجلس معهم ليقول ايل وو بنبرة ساخرة لا تخلو من الغضب : تباً لك, تسخر مني حين أكون غاضباً , لكنكَ أشدُّ مني حين يكون يومك ...... نظر إليه كيونا وهو يرفع أحد حاجبيه : عفواً أخ ايل وو لم أسمعك جيداً !!! ...
- ايل وو وقد بدأ يأكل : كنتُ أقول هل نمت جيداً ؟! ...
- كيونا يومئ ساخراً : بالتأكيد , ماذا عنك ؟! ...
- ميكي وقد تذكر فجأة : لا يمكن ذلك !! أشعر بأن الأمس كان يومي ...
- شاان بسخرية : لا تحاول إستعطافنا , اُشعر بيدك وقدمك غداً هو يومك !! ....... ضحك ميكي : أعلم أعلم لا تنصرع علي منذ الصباح ... أنهوا إفطارهم وتوجهوا للجامعة .. مشوا عبر الممر المؤدي لقاعتهم بهدوء ورزانة ينزلان عليهم فجأة حين يصبحون هناك .. دخلوا قاعتهم أخذوا لأنفسهم أماكناً بجانب بعضهم كعادتهم ....
- كيونا يخرج مذكرته : أليس هناك إختبار اليوم ؟! .. المكتوب في الإعلان ..
- شاان بدون إهتمام : كلا ليس اليوم .... نظر إليهم ايل وو قليلاً وتفكيره سارح ثم قال : صحيح هل قرأتم من أين إلى أين !! غداً إمتحان الـ 200 صفحة !! .. ليغلق كيونا مذكرته بحسرة ويضعها جانباً : 200 !! هذا كثير ...
- شاان بسخرية : هل نبدأ في الإستذكار منذ الآن ؟! ..... سادت فترة صمت قطعها شاان وهو يوجـّه نظره للشاب الذي دخل القاعة في هذه الأثناء وجلس في الصف الأول وقال : هل تعتقدون أنه يغسل ويكنس ؟! ..
- إبتسم ميكي : ربما ..
- ايل وو : كلا لا أظـُن ذلك , لا يبدو أنه من هذا النوع ..
- كيونا : وما أدراك ؟! ..
- ايل وو يتأمله : أليس واضحاً من شكله !! يبدو كـمن يـُخدم مثله ..
- .......... : تبدون أنتم كذلك ؟! .... إلتفتَ الشباب ورأوا إيون تقف خلفهم وتنظر للشاب معهم .... تقدمت وجلست بجانبهم ليقول شاان : كيف نبدو ؟! ... صمتتَ إيون وهي تتفحصهم بنظرها ثم قالت : أنتم تبدون أكثر أناقة وجمالاً منه , لذا أنتم من يظن الناس أنكم من تـُخدمون أكثر من ذلك الشاب ..
- إبتسم شاان بغباء : حقاً !! هل نبدو كذلك ؟! ...
- هزّت ايون رأسها بالنفي : ليس في نظري بل في نظر طالبات الجامعة , أريد أن أعرف على ماذا هم معجبون بأشخاص مثلكم ؟! ... نظرت للشباب الذين يرمقونها بغضب ثم نظرت للأمام وإبتسمت " أول مرة أفرح بقدومك يا دكتور " ..... كان الكتور قد وصل ليخـيـّم الصمت وتتجه الأنظار إليه .. وتنجو هي من قتلة محترمة من الشباب ..
**
- في مكان آخر .. رفعتُ رأسي الثقيل أنظـُر للمرأة التي تكلمني قائلة : لا يمكنكِ النوم هنا يا آنسة .... تلفتُّ حولي لأرى الزبائن في المطعم ينظرون إلي , وقفتُ أرتب شعري : لم أكـُن نائمة .... أخذتُ حقيبتي وخرجتُ بسرعة " ياللإحراج , مالذي أشعر به حين رميتُ رأسي على تلك الطاولة ؟! . . " ... مشيتُ أنظر للساعة وكانت تـُشير للعاشرة صباحاً .. " يجب أن أبحث عن غرفة أنام فيها " ... وإبتدأ بحثي مجدداً لعل وعسى أجد غرفة بسعر رخيص يمكنني قضاء ليلي فيها ... رحت أتنقل من مبنى لآخر لكني لم أجد سكناً بالسعر الذي يمكنني دفعه ... إكتفيتُ من البحث بعد أن أصبح الوقت قـُرب الظهيرة , جلستُ أريحُ قدميّ قليلاً بعد أن إشتريتُ لنفسي مشروباً بارداً .. " مالعمل مع السكن الآن ؟! .. هذا غير معقول !! كيف لا أجد مكاناً للعيش فيه ؟! ... ليتني قبلت العمل عندهم كـ خادمة , ربما كانت مسألة السكن محلولة , لكن كيف سأسكن مع شباب ؟! .... ومالمانع فلن أكون في نظرهم سوى خادمة ... " ضحكت على غبائي كيف أعود للتفكير في موضوع كهذا وقد رفضتُ الشباب أساساً خصوصاً ذلك الطويل الذي عرض علي العمل .. لو رآني ربما يقتلني لأنني أحرجته .. أووف لم يكن علي أن أرد بتلك الطريقة الوقحة ...
إنتهت الحلقة ..
.gif){kind=icon}
رد: - ليلة خسوف القمر - رواية بـ قلمي
.gif)
.gif)
.gif)
يصحلكـ اصلاً نـاس متلهمـ 
< إنفعلتـ 
.gif)
<< براا
العرض العادي
