الجزء الأول: الفصل2:
-2-
(( فضول ))
(سألتها بنفاذ صبر (( لعنة من..؟؟ )) صرخت قااائلة (( لاااا تسأل.. !!)) )
أخذت أمشي إلى غير هدف..
متأملة في طريقي أطفال يداعبون كلبا صغيرا.. لقد كان منظرهم لطيفاً جداً..
لطيفاً إلى درجة أنني قد نسيت ما كانت به نفسي من توتر.. وفضول..
حاولت قدر الإمكان أن أستمتع بنزهتي هذه.. وأن لا أخوض في التفكير فيما قرأته صباح اليوم.. أو ما جرى معي في الحمام..
في طريقي قابلتني إحدى المنشورات الورقية.. حملتها لأرى محتواها..
فإذا به بلاغ عن اختفاء رجل في الخامسة والثلاثين من عمره..
اختفى من أسبوع في ظروف غامضة.. متزوج ولدي بنتان..
أعسر.. توجد ندبة صغيرة على رقبته.. وله..
لم أكمل قراءة بقية التفاصيل.. ليس برغبتي..
وإنما خضوعاً لمشاعري التي أخذتني بعييييداً لنجول في عالم أفكاري..
لوهلة شعرت بارتباط بين اختفاء هذا الرجل ورسالة ذاك الآخر في تلك المجلة..
أيمكن أن يكون هو.. ولكنني لا أملك إثباتاً يدل على ذلك..
وإن كان هو لتعرّفه أهله..
ثم إنني لا أعلم متى أصدرت تلك النسخة من المجلة..
آآآه وما شأني أنا..
ألقيت بالورقة بعيداً عني في الهواء و عدت أدراجي إلى البيت..
شعرت وكأن الهواء يزيدني ضيقاً بدل أن يزيدني انتعاشاً كما كنت قبل خمس دقائق..
ولكنني هذه المرة لن أتنازل عن معرفة ما حصل معي في الحمام.. بالتأكيد هناك تفسير..
الساعة الآن العاشرة تماماً..
أخذت أبحث في شبكة الإنترنت عن جميع النسخ من المجلة التي قرأتها صباح اليوم..
والحمد لله وجدت النسخة التي أردت..
أخذت أتصفحها سريعاً حتى أصل إلى صفحتي المنشودة..
وأخييراً وجدتها..
أول ما قمت به هو أنني قرأت اسم المرسل..
لقد كان (( ت. أ )) فقط..!!
ثم كتب بجانبه اسمه المستعار (( لم يتم عرض البلد تلبية لرغبة المرسل ))..!!
لماذا لم يرغب في عرض اسم البلد.. غريب..!!
إذاً فاحتمال كونه ذلك الرجل المفقود وارد وبقوة.. ولكن..
أخذت أراجع تاريخ اختفاء الرجل بتاريخ إصدار هذا العدد من المجلة..
فوجدت بأنها تسبق اختفاء الرجل بأسبوع.. هذا يعني أن صديقنا صاحب الرسالة مفقود من أسبوعين..
لذا.. لا أعتقد بأنه قد يكون هو..
خطر على بالي بعد أن اطمأننت إلى عدم إثبات صحة أفكاري أن أكمل الجزء الذي لم أتمكن من قرائته..
ولكن..
آآه مالذي يجري..
دخل أخي الصغير غرفتي حاملاً معه بطارية يدوية مخبراً إياي بإنقطاع التيار الكهربائي..
لا مشكلة في ذلك عندي لأنني كنت سأخلد للنوم..
أخذت منه البطارية شاكرة إياه على إخباري..
لم أجد مهرباً من أن أعود إلى فراشي لأنام..
واضعةً لنفسي بعض الأعمال المعينة والتي أرغب بعملها غداً..
كما أنني أتمنى..
وعلى حين غرة اضطررت إلى قطع حبل أفكاري حين لفت نظري منظر ساعتي التي وضعتها أمام المرآة..
كيف لم أنتبه لهذا منذ البداية..
لماذا..؟؟!!
لماذا ساعتي حمراء كالجمر..؟؟!!
.........
بقيت واجمة في مكاني أتأمل منظر ساعتي المرعب..
لا أدري هل أهرع إليها لأرى مابها..
أم أتركها وأنتظر ما سيحدث..؟؟
لم أعطي نفسي فرصة الإجابة على هذه الأسئلة..
نزلت من السرير.. وبخطوات بطيئة اتجهت إلى المرآة..
كانت ساعتي تزيد توهجاً بذات اللون الأحمر المرعب كلما اقتربت منها..
رفعت يدي حتى أحملها..
ولكن منظر المرآة استوقفني وقتها..
فقد كانت سوداء تماماً لا تعكس شيئاً.. سوداء بطريقة كابوسية تشعرك وكأن شيئاً ما سيخرج من خلالها فوراً..
لا أعلم بأي قوة استطعت أن آخذ الساعة وأضمها إلي وأنا أشاهد هذا المنظر..
ولا أعلم كيف انتهي هذا الموقف..
كل ما أذكره هو أنني منذ أن حملت ساعتي خارت قواي كلها..
فسقطت على الأرض مغشياً علي..
.......
فتحت عيني مستيقظةً بسبب حرارة الشمس على وجهي..
آآه.. أشعر بألم رهيب في جسدي..
وفي جزء من الثانية تذكرت ما عشته ليلة البارحة..
فتحت يدي لأرى ساعتي فلم أجدها..
نظرت تجاه المرآة فإذا بها طبيعية لا يعيبها شيء.. وساعتي أمامها كما وضعتها..
كيف هذا..؟؟
هل كنت أتوهم.. لكن.. الساعة.. لقد كانت تشع احمراراً فعلاً..
والمرآة..
تحاملت على نفسي لأقف..
واتجهت إلى حيث المرآة والساعة أتفحصهما..
يا إلهي.. إنهما سليمتين تماماً.. لا أثر لأي شيء يثبت تغيرهما..!!
إذاً.. مالذي جرى لي ليلة البارحة..؟؟
لقد كان كل شيء محسوساً فعلاً.. أنا متأكدة بأنني لم أكن أتوهم..
هل لما حصل معي في الحمام علاقة بما حصل معي ليلة أمس..؟؟
لن أسكت على ما يحصل لي..
يجب أن أجد أجوبة لكل سؤال يدور في رأسي.. وفي أسرع وقت قبل أن أجن..
وبكدآ يكون أنتهي الفصل2 من الجزء الأول..
^^
ترقبوا البآقي بإذن الله,..~
في آمآن الكريم..~