وأنا أقرأ مدونتي هذه ، وجدت نفسي أقول :
يا إلهي .. حتى في منتدى انيدرا نشرت فيه موضوع حادثتي ! يا لهذه الفضيحه !
إنني أفشي سري و أفضح نفسي .. هداني الله .
وطالما أنني اقترفت هذا الذنب العظيم في أمر نفسي فإنني سأكتب الآن آخر ما يتعلق بأمري في وقت الحادث .
ورغم أنني أشعر أن لا أحد يهتم بأمر مدونتي السخيفة هذه سوى أخت رائعة في الله قيمت مدونتي و وضعت تعليقا
أبهجني و أسعدني بالفعل .
على كل حال , فإنني سوف أتحدث عن أمر حادثتي للمرة الأخيرة ، وأظن أن لا فائده أن أعود واتطرق حول هذا الامر مرة أخرى .
حين قلبت السياره ، ولانني لم أكن أرتدي حزام الامان وهذه كانت غلطتي بالفعل ، فقد خرجت من السيارة و ارتطمت بشدة على الأرض . و اكثر ما تأثر من هاذا الارتطام هو رأسي . فقد تضرر كثيرا ، لكن الحمدالله لم تحدث أية كسور أو جروح ولكن لكون أنني ارتطمت برأسي فقد أثر الأمر بي عصبيا ، وتغيرت كثيرا .
تغيير به شيء ايجابي ، وبه شيء سلبي ،
الايجابي هو أنني أصبحت متدينة وملتزمة وربما أكثر من اللازم ، ورغم أنني كنت أنا من علم اختي واخواي الانميات والدرامات الكوريه واليابانيه فقد أصبحت فجأه لا أطيقهم . وكنت حين المح اخي او أختي ايشاهدان كوريا تيفي فإنني أحرك رأسي تأسفا وأقول : الله يهديكم .. ماشي قناة غير هالقناة ؟؟ حطو قناة الرسالة أو قناة اقرأ أو الشارجه .
عندها يقول أخي : أعانك الله اعانك على تفكيرك المتعصب هذه .
في تلك الفترة ولا زلت لا استخدم فيها الإنترنت الا للبحث عن الأمور الذي حرمها الله وسبب تحريمها وغيره
ولا أنكر أنني استفدت كثيرا ,, لكن بالنسبة لعائلتي فهذا الأمر ليس من طبعي بتاتا .
أخي الأصغر ووالدي يقولان لي أنك أصبحت تجلسين معنا معظم الوقت وهو أمر لا تفعلينه , فغالبا تكونين في غرفتك على اللاب توب او تقرأين كتابا أو تكتبين قصص ومذكرات .
وحتى أمر عملي في البنك ، أصبحت أدقق فيه كثيرا وصرت ابحث عن مشروعية العمل في البنك ، وجدت الجواب ارعبني وهو ان كان البنك ربويا فلا يجوز العمل فيه .
وأنا لا اعرف حقيقة ان كان البنك الذي كنت اعمل فيه ربويا .
ولكني عزمت على المغادرة وأقدم في وزارة التربية والتعليم لأصبح مدرسة فهذه أفضل لي .
ومن الأمور السلبية التي تغيرت في أمري هي أولا الأصوات العالية تضايقني كثيرا ، ولقد بدأ يتلاشى والحمدالله . ولا زلت أذكر حين جاءت ابنة أخي ذو السنتين من العمر إلى غرفتي و كانت تريد شئا من أختي وتلح عليه ولا أذكر عما كانت تريد ابنة أختي ولكن صوتها العالي ضايقني و خرجت من الغرفة مسرعة .
أما أسوأ شيء سلبي حدث لي ولا زال لدي شيء قليل منه هي أنني أصبحت عصبية المزاج
خاصة حين استمع إلى صوت قد يجده البعض صوتا عاديا
ولكن بالنسبة لي فإنه عال جدا .
وأذكر حين ذهبت إلى المطبخ لاساعد في طبخ الغداء وتجهيزه وجدت عمتي هناك ترتب وتجهز الغداء و حين حاولت الاقتراب و شرعت أن جهز الغداء برفقة عمتي جائني ردها بسيطا لكن ضايقني وقتها حيث قالت : لن ناكل الآن .. سوف ننتظر والدك حتى ياتي من الخارج . فتركت ما بيدي و عدت إلى غرفتي , وبعد ساعة اتجهت إلى المطبخ مرة أخرى و أسرعت لأخذ الصحون والادوات ولكن عمتي جاءت وعلقت : سوف ننتظر أخيك الاكبر أولا .
عندها تضايقت بشده وقلت : أنكم لا تريدوننا ان نأكل , انا بلهاء أنني خرجت من غرفتي وجئت إلى المطبخ ، أرجوكِ قولي أننا لن نتغدى .
وخرجت من المطبخ وعدت إلى غرفتي , وجاء وقت الغداء , و نادتني أختي لكنني قلت لها : أنا لا أريد أن آكل .. سأموت جوعا ولن آكل .
استغفر الله العظيم ،
وفي المساء جائني أخي الصغير وهو يقول لي : عمتي خافت وارتعبت منك وقالت أنها لن تعارضك مرة أخرى ولن تقول لك شيئا . لكنني وقتها قلت : "ومن قال أنني سأذهب إلى المطبخ مرة أخرى . سابقى في غرفتي أنا واختي وسأغلق على نفسي الباب بالمفتاح "
قال أخي برفق ولين : " أنا سأحضر لك الغداء "
فلت بعصبيه : " قلت أنني لا أريد أن آكل " إذا جعت سأعد طعامي بنفسي و لا أريد طعاما جاهزا .
ألهذه الدرجة كنت عصبية المزاج ؟ لا حول ولا قوة الا بالله .
و لأنني من بعد الحادثة ، اعطتني المستشفى مواعيد في العيادة وهي مواعيد لفحص النطق speech therapy
ولكنني أسميها فحص الذاكرةmemory therapy . لأن في كل جلسه أحضرها في العيادة مع الدكتورة اجدها تسالني أسأله تخص الذاكرة مثل ماهو الشيء الذي لا نرتديه في الصيف ؟ في باديء الأمر قلت : الملابس الخفيفه .
ههههه جواب مضحك وغبي بالفعل .
و هكذا ، يستمر الفحص مثل ما هي عليه . ولازلت اتذكر حين سالتني الطبيبة :
هل تريدين أن تعودي إلى العمل ؟ أم تودين أن تكملي الماجسير ؟
الآن بالطبع اود أن أكمل الماجستير لكنني وقتها قلت : أريد ان أعود إلى العمل .
أبي حفظه الله كان يحضر معي ولكن وقت جلسة الذاكره يجلس خارجا .
وحينما انتهي يذهب غلى الطبيبه و يسالها عني ، فتقول : إنها فعلا تعاني من مشكلة في الذاكرة ، هناك أمورا كثيرة لا تتذكرها .
وحين أخبرني أبي تعجبت كثيرا ولكن أبي قال :" قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا "
وأذكر أنني كنت جالسة مع أبي وكنا نتناقش حول أمر الحادثه التي مررت به وكنت أقول له :
" ماحدث في الحادثه سببه لم يكن أخي الأصغر إنما سببه في السيارة (فالسيارة كانت صغيره وسريعة الانقلاب ) ضحك أبي وقتها وقال : " هذا مكتوووب ، هذا مكتوب من الله , أنسيتي قول الله تعالى :" قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا " وصدق الله العظيم .
فعلا كان الأمر مكتوب من الله ، كان مؤلما ولازلت اتعالج إلى اليوم ولكن أجد انه كان خيرا . فقد جعلني أعد نظري في أمر عملي في البنك , وبدأت ابحث كثيرا في الأمور الدينيه .
اتذكر حين كنت أحادث زوجة ابن عمي وأخبرتها عن الحادث وأنني بشكل ما ممتنه من وراء هذا الحادث ، فقد جعلني متدينه بعض الشيء وجعلني أعيد النظر في أمر عملي في البنك , عندها قالت زوجة ابنة عمي :" وعسى أن تكرهوا شئيا وهو خير لكم " وصدق الله العظيم .
في رمضان . ذهبت أنا و بعض أفراد من عائلتي لأداء مناسك العمرة .
و لا أخفي عليكم .. أن تلك كانت من أجمل أيامي في حياتي . لدرجه أنني وددت ان أعود إلى هناك .
ما أبهرني وأسعدني هو انني التقيت بأناس من شتى الجنسيات . واغلبهم من دول شرق آسيا كاندونيسيا و ماليزيا .
و يبدو ذلك الامر واضحا من هيئتهم وأشكالهم .
ولكني فعلا تعجبت من تصرفات بعض الناس هناك
فمثلا بعد ان تناولنا العشاء في مكان عام و واجهنا صعوبة في ايجاد كرسي في مطعم وغيره .
فتناولنا العشاء في مكان قريب من الحرم , وكانت هيئتنا مظحكة جدا , حتى كدث أقول لاخي : نحن نبدو كمتسولين .
ههههههههههه
و بعد ان تناولنا العشاء ، غادر أخي يبحث عن سيارته و هممنا بالمغادرة ولكن أقبلت إمرأه من جنسيه عربيه و قالت وهي ترجونا : أعطوني شيء .. الا تريدون أن تقدمون لي زكاه ؟
عندها بالفعل شعرت شيء من الحسرة وقلت لنفسي : لو أنني لم أقدم مالي لأخي من أجل العمره لكنت قدمت لها شيء من مالي .
لكن زوجة اخي قالت لها : " لا ليس لدينا مال ,, الله سيعطيك"
ولكن تلك المراه ظلت تنظر إلى بقايا من طعامنا الذي هممنا ان نأخذه وقالت تلك المراه : " أليس لديكم شيء لآكله ؟
بصراحه شعرت بالأسى و الحزن من اجلها .. وظللت أقول لنفسي : " تعال يا اخي و ساعد تلك المرأه "
وغادرت تلك المرأه ورحلت بعيده عنا , بينما بقيت أتاملها وأراقبها و في داخلي الكثير من الحزن من أجلها .
و بعدها واتجهنا وانا و زوجة اخي غلى مكان لنشرب قليلا من الماء ، وقلت لزوجة أخي : " أنني فعلا أشعر بقليل من الحسرة لتلك المراه "
قالت زوجة أخي : أختي ..أرجوكِ فكري بالأمر .. هي من دولة عربية ..أي متغربة وجاءت إلى هنا وتركت كل شيء خلفها وجاءت إلى هنا بلا مال أو أي شيء . ما الذي تستفيده ؟
عندها تذكرت قول رسول الله صل الله عليه وسلم :" من اركان الاسلام ، حج البيت ، لمن استطاع الذهاب إليه سبيلا "
و حين جاء أخوي بسيارته وصعدنا السياره ، وفي منتصف الطريق اخبرته زوجته عما حدث لنا فقال أخي : " أنتم لا تعلمون ..هناك أناس يأتون إلى الحرم المكي و يسكنون و ينامون في الحرم إلى يوم عيد الاضحى "
عندها تفاجئت بشدة !!!! هذا أمر أعرفه لأول مرة
كان أمرا مفاجئا بالنسبة لي .
سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم
وأذكر أيضا حين كنت اصلي التراويح في الحرم في قسم النساء ، على يميني كانت هناك امرأه تصلي وهي جالسه .
ولا انكر إنني تعجبت ، فكنا نصلي ونركع ونسجد ، بينما هي كان تقوم بكل ذلك وهي جالسه .
وبعد انتهاء من احدى الركعات , أردت أن أسألها من أين هي ؟ ولكنها سارعت بالقول لي :
أخدتت علاج غلط وانا ما اقدر اقوم . أي أعطوني علاجاً خاطئأ والآن لا استطيع أن أقف .
فهمت من حديثها من اين هي . ولكنني تألمت كثيرا من اجل هذه السيدة وقلت لها :
" شفاكِ الله .. ان الله هو الذي يشفي
وهزت رأسها وكنت أستطيع أن أرى شيء من الحزن في ملامحها وعينيها .
و حين اجتمعت مع اخي ووالدتي وزوجته ، ظللت أمشي برفقة زوجة اخي واخبرتها بمن التقيت وقلت : أرأيت تلك السيدة التي جلست بيميني ؟ .. قالت لي أنها تلقت علاجاً خاطئاً .
و لا أذكر ماذا قالت لي ولكنني أذكر أنني قلت لزوجة أخي : " ارأيتي ؟ هي تعبة ولا تستطيع الوقوف ..رغم ذلك فقد جاءت من أجل عمرة في رمضان .. هذا دليل ان لا يوجد عذر لاي شخص في التهاون عن أداء الفرائض والسنن .
الحمدالله , والحمد الله على اعظم نعمة , نعمة الإسلام.
فعلا , اشتقت إليها ، رغم أنني سعيدة جدا بنفسي وشخصيتي الجديده.
و بالرغم أنني اتباهى بالتزامي الجاد أمام أخوتي وإخواني ,
لكنني لا انكر , انني اضايق حين ألمح تلميحات عند أفراد عائلتي
وكله يدوره حول تديني المفاجيء , واستطيع ان أشعر بضيقهم وعدم ارتياحهم حين أثرثر حول ماهو حرام وماهو حرام
ولازلت أذكر ، حين قال لي أخي الأصغر : " هل تريدين أن تصبحي مثل مقدم برنامج خواطر ( أحمد الشقيري ) .
رمقته بنظره و أدرت راسي ’ وتظاهرت أنني لم أسمعه , ولكنني " -في الواقع - كنت أشعر بشيء من الضيق والحسره , لدي أمنيات وطموحات كثيره , حالي حال الكثيرين , ولكنني أجعلها معلقه , و في قائمة الإنتظار .
في باديء الامر , كنت اتضايق حين ألمح همسات و أحاديث عني . وكيف أنني لم أعد فتاة حساسة , ولكني فجأه أصبحت جادة و دقيقة في أمور الحلال والحرام .
ولكني رغم كل هذه الأحاسيس , فأنني مؤمنه أنه قضاء وقدر من الله .
وأذكر أنني كنت اتمشى في فناة المنزل برفقة والدي , وكنا نتحدث عن أمور عدة , ولكنني الذكيه فتحت موضوعاً لم اعدأطيق الحديث عنه , قلت لوالدي : " الحادثة لم تحد بسبب أخي , الذي استلم رخصة قيادته حديثا , ولكن ذلك حدث بسبب السيارة نفسها . فقد كانت صغيرة و سريعة الإنقلاب .
عندها ظحك والدي حفظه الله : : هذا مكتوب ,,, هذا مكتوب .. " قل لا يصيبنا إلا ماكتب الله لنا "
فعلا أنني مؤمنه بذلك , و ممتنه بعض الشيء , فقد جعلني أعيد النظر حول عملي , وحول ما أريد أن أعمل فيه .
و أنني في الحقيقه أريد أن اصبح معلمة . على الاقل أكسب اجرا وراء تدريسي لطالبات .
وأنني ممتنه حول التزامي المفاجيء .
ولكنني لا انكر ...أنني اشتــــاق إلى نفــــسي القديـــمـــة .
تبا لي ...كنت أشتكي لإخوتي و في دفتر مذكراتي بأنني اشعر ان لدي شخصيتين ...شخصية مرحه وشخصيه , وشخضية ملتزمة .
وكنت أريد لإحدى هاتين الشخصيتين أن تبرز أكثر من الأولى .
حتى استطيع أن أعرف نفسي ، وافهم نفسي .
وتحقق أمنيتي , من وراء حادث تضررت عصبيا بسببه ,و ظهرت تلك الملتزمة .
ولكن ملتزمة أكثر من اللازم .
رد: حديث النور و الفيء
العرض العادي
