و في الصباح استيقظت هيوري و لما تعرف ماذا تفعل فقررت الذهاب إلى النادي الفرنسي حيث وجدت كل الرؤساء السابقين
ميكا : مرحبا بالجميع , مبارك لكم النجاح
ريزا : شكرا لك
تاشكي و هو يبكي : لا , توشيرو سوف نفترق , لا استطيع التحمل , حتى أن دموعي تخرج رغماً عني . و
استمر في البكاء
توشيرو : لماذا البكاء ؟ لا حاجة لفعل كل هذا
تاشكي و هو يتملك نفسه : لأني أحبك و لا أتخيل نفسي بدونك
توشيرو : حسنا ما رأيك أن نكمل حياتنا في نفس المدينة حتى لا نفترق ؟
تاشكي بفرح : نعم إنها فكرة جيدة , أنا سأذهب إلى فرنسا أو ايطاليا لأن هناك شركتان لوالدي تهتم بالفنون
توشيرو : حقاً , والدي يملك مختبر لدراسة الجينات في ايطاليا , سوف نكون هناك
هيوري : ما رأيكم أن يكون الموضوع مشتركاً , فليتكلم كل واحد عن مستقبله , سوف نبدأ بميكا
ميكا بخجل : أنا ... لا ... كيف
هنا وضع هيجي يده على كتفها ونظر إليها و قال
هيجي : لا داعي للخجل , تكلمي
أومي : ماذا هناك , تكلما
ميكا بخجل : قررت أن نتزوج أنا و هيجي بعد التخرج
أومي : انه أمر مفرح , كم أنا سعيدة لأجلكما
نيرو : هه و الأطفال ممثلون فرنسيين
هيجي : لا تسخر منا يا علم التفاحة -------> يقصد التفاحة التي سقطت على نيوتن
زورو في نفسه : أحياناً أتمنى لو أن بطيخة وقعت عليه
نيرو : سؤال هيوري واضح , ماذا تريد أن تصبح في المستقبل ؟
هيجي : ممثلاً مشهوراً
نيرو باستهزاء : كاذباً مشهوراً
هيجي بغضب : سوف اكسر عظامك إذا تابعت السخرية
ميكا : دعك منه يا هيجي , ماذا عن البقية
ناتو : سوف اذهب إلى جامعة أكسفورد لأتابع دارستي في الرياضيات و سوف أصبح بروفيسوراً فيها
أوران : باحثة جيولوجية
ماري : سوف أبقى في بيت والدي , لا أريد فعل شيء , أنا أحب الزهور و والدي يملك مشتلاً واسعاً و جميل
زورو : لا ادري , ربما سأذهب إلى اليابان و أكمل ما تعلمته في مهارات القتال
أوتاني : سأنضم إلى نادي السلة الوطني
أومي : والدي مشرف على الأندية الشبابية لكرة القدم , سوف أصبح مديرة فريق
هانكو : والدي أيضا رئيس لمؤسسة النشر الثقافي , سوف أصبح روائي مشهور -----> هذا أحسن مستقبل
ميكا : سأدرس الأدب الفرنسي أكثر
ريزا : أريد أن أصبح عارضة أزياء
ميكا : أنتِ جميلة حقاً , و أتمنى لكِ أن تصبحي ملكة جمال العالم يوماً ما
ريزا : شكرا لك
ناتو : نيرو , لم يبقى سواك أنت و هيوري
هيوري : سأعمل عمل أمي و أبي , أمي ذهبت إلى النفط و أبي إلى النكتارات لكن أنا سأذهب إلى البتروكيماويات و اجمع بينهما
نيرو : رائد فضاء
هيوري و هي تنظر إليه : ما أجمل حلمك
نيرو : شكرا لك
و بعد ذلك خرج الجميع من النادي , ظلت هيوري تتمشى إلى أن حل الليل , لكنها صعدت إلى سطح المدرسة لتراقب النجوم , و في أثناء استمتاعها بها شعرت بيد باردة تمسك برقبتها من الخلف فصرحت
هيوري و هي تصرخ بغضب : نيرو , لقد أخفتني
نيرو : بصراحة أنا الذي خفت من صراخك
هيوري : ما بك اليوم ؟ ما الذي جاء بك إلى هنا ؟
نيرو : لا شيء أحببت فقط أن أشاركك التأمل
هيوري : لا بأس
و بعد دقائق لم يستطع نيرو التحمل و السكوت فأمسك بيد هيوري
نيرو : هيوري , بخصوص ما جرى بالأمس
هيوري : نيرو , هل ترى النجوم من هنا
نيرو باستغراب : بتأكيد , ما الجديد ؟
هيوري : نحن كالنجوم
نيرو : لم افهم
هيوري : نحن نرى النجوم قريبة من بعضها لكن في الحقيقة هي بعيدة جداً فيما بينها
نيرو : لا تقولي هذا الكلام دائما هناك فرصة
هيوري : عن أي فرصة تتحدث , لقد ضاعت كلها , هل تعلم ؟ , لقد كنت ذات حظ جيد , لأني لو وزعت الفرص التي أضعتها لأصبح جميع سكان الأرض أزواج , نيرو اعرف حزنك لكن سوف تبقى صديقي إلى الأبد
غضب نيرو عند سماعه لكلامها و ترك المكان , بعد ذلك بدأت هيوري تتجول في ممرات المدرسة مودعةً لها , و في كل مكان تحط نظرها فيه تجد اثنان يودعان بعضهما بسعادة , و كانت تنظر إلى الأولاد و هم يرافقون صديقاتهم و يحاول جعلهم سعداء حتى في الأيام اللحظات الأخيرة في هذه المدرسة , عندها قالت هيوري في نفسها : الجميع وصل لمراده , ميكا و هيجي سوف يتزوجان و هانكو و أومي يحبان بعضهما كثيرا و جميع الطلاب هنا مع أحبائهم إلا أنا , لكني لست نادمة على هذا كله لأني كنت سأندم حقاً لو عشت حياتي مع نيرو .
و بعد هذا كله ذهبت هيوري لغرفتها لتجد نيرو جالساً على سريره بيأس و استياء و حزن لكنها تركته في حاله و نامت لتعيش يومها الأخير في هوكايدو .
و في الصباح عندما استيقظت لم تجد نيرو في الغرفة فخرجت لترى صديقاتها و تبقى معهم في يومها الأخير , و في الطريق التقت بميكا و أخبرتها ميكا بأنها هي و أومي تخططان لإقامة حفلة وادع في النادي الفرنسي لأنه انسب مكان لإقامة الحفلات و طلبت منها دعوة نيرو , و على الفور ذهبت هيوري لتختار ملابس تناسب الحفلة و في أثناء تجريبها لأحدى الثياب دخل نيرو الغرفة عندها دارت هيوري حول نفسها و قالت
هيوري : نيرو , ما رأيك فيه ؟
نيرو : جميل لكن ما المناسبة ؟
هيوري : ميكا دعتنا إلى حفلة وداع بما أننا تخرجنا و غدا صباحا سوف نخرج من هنا لكنك لم تكن بالغرفة حتى أخبرك بالأمر
نيرو : حسنا , سوف أبدل ثيابي و اختار أفضل ما عندي و الحق بك
هيوري : تلحق بمن ؟ سوف نذهب سوياً
نيرو : على راحتك
و بدل نيرو ملابسه و تحرك هو و هيوري إلى النادي الفرنسي , كان جميع الرؤساء متألقين وقتها , نظرت هيوري إلى الموجودين فوجت أعضاء النادي الفرنسي موجودين هناك و يساعدون ميكا في الترحيب بالطلاب , فتحركت هيوري إلى ميكا بغضب
هيوري : ميكا ! كيف توجهين دعوة إلى أعضاء ناديك و تتركين البقية
ميكا : كنت أعرفك ستلاحظين لهذا دعوت فقط النواب و بعض الطلاب المميز , لا أريد للحفلة أن تكون عشوائية فهي مخصصة لنا
هيوري : أنا أفهمك
و في هذه اللحظة جاء ماكي و ميري و رحبا بهيوري
ماكي : كيف حالك يا هيوري
هيوري : بخير
ميري : مبارك لك التخرج و حصولك على جائزة التفوق
هيوري : شكرا
ماكي بصوت حزين : هيوري لقد كنت لطيفةً حقاً , سوف نفتقدك
ميري : و أنا أيضا , لقد كنت طيبة و مثالاً للمثابرة
هيوري : لا داعي لمثل هذا الحزن الآن , و كأنني سأموت
و في هذه اللحظة انطفأت الأنوار و وقفت ميكا على مكان مرتفع و دعت الجميع إلى الرقص , هنا طلب ماكي من ميري الرقص معه بعدما استأذنا من هيوري , و ظلت هيوري تحدق بالراقصين كلهم , كان منظراً بديعاً لكن نيرو لم يثبت ساكناً بل طلب من هيوري الرقص و وافقت على طلبه , و رقص الجميع ثم جاءت فترة المرح حيث قدم البعض بعض النكات و البعض الآخر يقلد بعض المعلمين أثناء شرحهم للمحاضرات , و ظل الوضع على هذه الحال حتى جاء وقت العشاء , تناول الجميع ألذ الوجبات و بعدها استمع الجميع إلى خطبة ميكا الوداعية المحزمة لكنها في نفس الوقت تحثهم على الاستمرار حتى لو لم يكونوا مع بعضهم و بعد الحفلة تفرق الجميع و ودع الجميع بعضهم , ودعّت هيوري ميكا و أومي و توجهت إلى غرفتها حيث وجدت نيرو هناك
هيوري : من الغريب أن تقول هذا , أنت لا تحب الأصوات العالية و لا الازدحام
نيرو : ليس هناك وقت لنكره الآن , نحن في لحظاتنا الأخيرة و لا يجب علينا إظهار الحزن و الاستياء
ابتسمت هيوري من كلام نيرو و وقفت أمام النافذة الكبيرة تنظر إلى القمر و كانت تقول لنيرو : لم يبقى لنا في هذه المدرسة سوى ساعات معدودة , و هذه آخر مرة سوف نرى فيها القمر لأنه في الصباح سوف يأتي والدي و يأخذني إلى البيت و الأمر يشملك أيضاً , ستعود إلى بيتك و تعيش حياتك , نيرو اعرف سبب حزنك لكن لا يوجد سبب لذلك و أنت تعرف السبب , أمك لم تمت صحيح ؟ , لأنك لم تكتب أبداً أنها توفيت , لكنها و بلا شك تركت المنزل لسبب ما , أنا مؤمنة بأنها هي التي ستأخذك في الصباح .
نظرت هيوري إلى الزجاج و رأت صورة نيرو المنعكسة , لقد كان حزيناً و الدموع على وشك الخروج عندها قالت له : لم الحزن ؟ هل ستفتقدنا حقاً ؟ أتذكر انك في يوم من الأيام قلت أمام الطلاب في ناديك : ((( لكل شيء نهاية , و إذا كان سينهي في اللا نهاية فهو ابتدأ من اللا بداية , و لكن ليس هناك شيء يسمى اللا بداية , إذاً لكل شيء نهاية ))) لقد كنت تعلم انه هذا اليوم سوف يأتي لكنك حزين حتى في اللحظات التي يجب أن نكون فيها أقوياء .
في هذه اللحظة شعرت هيوري بشخص يضمها من الخلف بقوة , حركت عينها لترى عين نيرو الدامعة
هيوري ببرود : ما معنى هذا ؟
نيرو بصوت باكي و حزين : هيوري , أنا احبك حقاً
هيوري : اعتقد انك ....
نيرو : لا استطيع تحمل فكرة أن أكون صديقك فقط , أريد أن تكوني زوجتي و تقفي إلى جانبي إلى نهاية العمر
عندها استدارات هيوري و نزعت نظارتها و نظرت عين نيرو عن قرب و قالت
هيوري : أنا موافقة على ان اكون زوجتك لكن قبل هذا سأقول لك شيءً , في الماضي عندما كنت أُحبك , كنت اخجل عندما أراك من بعيد و تنزل عيني عندما تقترب مني و يقشعر جسمي عندما تتكلم معي , لكن الآن , الأمر مختلف , أنت قريب جداً مني و يداك الباردتان تمسك بي و أنا بين أحضانك الدافئة و أنفاسي تخالط أنفاسك لكن لا اشعر بك بتاتاً , لم يعد قلبي يخفق لرؤياك , لا يمكن أن احبك مرة أخرى , لأنك تكذب على نفسك و لن تستطيع التخلي عن هذه الصفة , لا أريد أن أكون كالأتي سبقنني إليك , أن أعيش حياتي بدون حُبك خير لي من أن أحب شخصاً آخر , هل تفهمني ؟ , لن تقبل كلامي لكني لن أغيره .
لم يستطع نيرو التحمل أكثر فترك هيوري و هو يصرخ : أنا أكرهك و لا يمكن أن احبك مطلقاً , لقد تدمرت حياتي لأنكِ كنتِ حياتي .
و اخذ إحدى السكاكين الموجودة على إحدى الطاولات و أردف : لكن الآن ليس لي حياة و سوف أموت على حزني عليكِ . و رفع السكين ليقتل نفسه , لم تصرخ هيوري قط بل تقدمت إليه ببرود تام , كان يصرخ : ابتعدي , لا تقتربي مني . لكنها لم تكترث له بل قامت بضمه و وضع رأسها على صدره
هيوري : ما بك ؟ الم ترد الانتحار ؟ هيا انتحر لن أمنعك , اجعل السكين تخترق ظهري لتخرج من صدري إلى صدرك
نيرو بتردد : لكنك أنت .....
هيوري : لأنك كاذب , أنت تحبني بصدق و أنا اعرف هذا الشيء لكن أنت تعرف النهاية
هنا ترك نيرو السكين و رماها على الأرض و هيوري تركته و توجهت إلى النافذة و قالت بصوت واضح
هيوري : نيرو , حُبنا مستحيل , حُبنا لعنة على كلينا , أنت لن تحب غيري و أنا لن أحب أي شخص , نيرو ابدأ حياتك من الغد , أبدا بدون أكاذيب , أنسى كل ما فعلته و انسني أيضاً , عندها فقط سوف ترى السعادة
و بعد كل الذي حدث اطل الصباح بنوره و أُطلق جرس المغادرة , حزمت هيوري حقائبها و كذلك نيرو و الصمت مخيمٌ على المكان , خرجت هيوري من الغرفة إلى الممر و هي تنظر إلى هوكايدو نظرة أخيرة و بعدها دخلت في الساحة لترى والدها ينظرها أمام الباب , كانت تريد القفز عليه لكنها سمعت صوت نيرو من الخلف فالتفتت إليه
نيرو و هو يلتقط أنفاسه من الجري : هيوري , نسيت أن أعطيك شيءً مهماً
هيوري : ما هو ؟
عندها البسها قلادة نادي الفيزياء الذي عُلق بها مغناطيس و قال : هذا حتى لا تنسني . و فعلت هيوري الشيء نفسه حيث علقت قلادتها التي بها رمز الأكسجين و قالت : لكني متأكدة بأنك لن تنسني
نيرو : هيوري , لن أنساك أو أنسى شرحك للروابط
هيوري : لا اصدق , اخبرني كيف تتكون الروابط الآن ؟
نيرو : إذا كانت أحادية تكون هكذا . و وضع يده اليمنى على كتفها
نيرو : و الثنائية هكذا . و وضع يده الأخرى على كتفها الأيسر
نيرو : و الثلاثية هكذا .
و قام بضمها و قال بهمس : وادعاً هيوري
و قام بالجري و الدموع تسيل على وجهه , لكنه في الطريق سمع صوت يناديه فنظر إلى الخلف فوجد امرأة لم يرها من قبل , لكن نيرو بدون إرادته جرى إليها و بكى عليها و قال : أين كنت منذ أن كنت صغيراً يا أمي
أم نيرو : لا يهم , المهم انك ستكمل حياتك معي
و من مكان آخر كان هيوري نظر إليه و تقول : كنت اعرف أنها ستأتي
والد هيوري : أهلا بك يا صغيرتي , لقد كبرت فعلا
هيوري : لكني لا أزلال صغيرتك
والد هيوري : بالمناسبة من ذلك الفتى الذي أعطاك هذه القلادة , هل تحبان بعضكما
هيوري : الآن هو صديقي ليس أكثر
والد هيوري : كنتما تبدوان و كأنكما تحبان بعضكما
هيوري : أنت قلت تبدوان
والد هيوري : هيا إذا إلى البيت
هيوري : هيا
و منذ تلك اللحظة تفرق أبطالنا إلى كل مكان ليحققوا أهدافهم في جميع أنحاء العالم , لكن الروابط التي تكوّنت بينهم لن تضعفها المسافات بل إنها ستزيدها قوة .