أَرْجُوكَ يا صرخةً تَعَالَتْ بَيِّنُ مَسَامِعِي.."
خُذِّي بِيدِي وَطَيْرَي بِي عَالَيَا رجوتكِ."!
لَا تفليتيني لِشَتَاتِ وَحِدَتِي .. وعانقيني بِلَهِفَةِ!!
لاجد طَرِيقَي بَيِّنِ مَرَايَا الْمُسْتَقْبِلِ الْمُنْشِدِ.//"
هُنَا بَيْنَ حُقُولِ الْأَرُزِّ الشَّاسِعَةِ فِي ظَهيرَةِ هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي تَعْلُوهُ سَمَاءَ زَرْقاءِ صَافِيَةٍ تعانق أشعة
الشمس الذهبية وَبُعْدَ أَنْ جَمَعَتْ مَحَاصِيلُ هَذَا الْعَامِّ بِرفقةِ جَدْيِهَا ,, تَعَوُّدِ هيناكو إلى الْمَنْزِلَ بِاِبْتِسَامَةِ
شَقَّتْ طَرِيقُهَا بَيِّنِ وَجْهٍ مُحَمَّرَ مَنِّ حَرارَةِ الطَّقْسِ ..
تَقَوُّمُ هيناكو دَائِمَا بِالنُّهُوضِ فِي الصَّبَاحَ الْباكِرَ حَيْثُ تَقُومُ بِغُسْلِ الْمَلاَبِسِ وَنُشِرَهَا فِي حَبَّالِهَا ثَمَّ تَقُومُ
بِكُنَّسِ الْمُنْزَلِ وَتَنْظِيفَهُ وَتَرْتِيبَهُ وَبُعْدَهَا تَقَوُّمِ بِإِعْدادِ طعامِ الْإِفْطارِ للجدين ثَمَّ تَذْهَبُ بِرفقتِهُمَا إِلَى الْحَقْلِ
وَتَعُودُ بُعْدُهُ بِقَرَابَةِ 4 سَاعَاتِ لِتَعُودُ وَتَقُومُ بِإدْخَالِ الْمَلاَبِسِ مِنْ الْخَارِجِ وَتَطْوِيهَا وَتَعَدَّ الْغَدَاءَ وَبُعْدَ
الْغَدَاءِ تَذْهَبُ لِإِطْعامِ الْخُيُولِ الَّتِي يَمْتَلِكُهَا الجدين وَبُعْدَهَا عِنْدَ الْعَصْرِ تَذْهَبُ إلى الْبَلَدَةِ لِشِرَاءِ حاجِيَّاتِ
الْمُنْزَلِ وَتَعُودُ لِإِعْدادِ طعام الْعَشَاءِ ..وعندما تتعانق عقارب الساعة لتعلن نهاية هذا اليوم يَذْهَبُ
الجدين إِلَى فَرَاشِهُمْ اِسْتِعْدادَا لِلْنُوَمِ وَتَبْقَى هِي تَرَتَّبَ مَا تَبْقَى لَهَا مِنْ مهام لِهَذَا الْيَوْمَ ..!
تَصْعَدُ السُّلَّمُ الْخَشَبِيُّ خَطُّوهُ ثَمَّ تَقِفُ قَلِيلَا بِسَبَبِ اِلْمِ قَدَّمَهَا ثَمَّ تُعَاوِدُ الصُّعُودُ غَيْرَ مُبَالِيَةٍ بِألَمِهَا,,
فَتْحَ بَابٌ خَشَبَي لِيَكْشِفُ عَنْ غُرْفَةِ يَسُودُهَا اللَّوْنَ الْأصْفَرَّ وَالْخَشَبِيَّ وَتَخْطُو بخطى ثقيلة إِلَى سَرِيرِهَا
وَتَأْخُذُ لِحَافُهُ الْأِصْفَرِّ الَّذِي يَحْمِلُ نقشات زُهورَ بَيْضاءِ وَتُخْفِي نَفْسُهَا فِيه ..!
_آه لقد نَسِيَتْ !!
نَهَضَتْ هيناكو لِتَذَكَّرُهَا واجبها اللَّيْلِيِ الَّذِي كَانَتْ ولازالت تَقُومُ بِهِ لِتَرْفَعُ جَسَدُهَا الْمُنْهِكِ وَتَنْهَضُ مَنُّ
فَوْرِهَا بِالْجُلُوسِ عَلَى كُرْسِيِّهَا أمام مَكْتَبَتَهَا الْخَشَبِيَّةِ الصَّغِيرَةِ وَتَفْتَحُ ذلك الدَّرَجُ الصغير لتَخْرُجُ دَفْتَرُ
أَخْضَرِ اللَّوْنِ تَقَلُّبَ صَفْحَاتِهِ لِتَصِلُ إِلَى آخِرِ صَفْحَةِ بَيْضاءِ وَبِالْقَلَمِ الَّذِي دَاعِبَتُهُ أنَامِلِهَا كَتَبَتْ:
هَذَا هُوَ الْيَوْمَ الْوَاحِدَ' والثمانون بَعْدَ المائة..
أَنَا سَعِيدَةُ جِدَا لِبَقائِيِ عَلَى' قَيْدَ الْحَيَاةِ ' حَتَّى الْآنَ.
وأغلقت ذَلِكَ الدَّفْتَرَ وَقَامَتْ بِفُتَحِ النَّافِذَةِ لِتَتَمَتَّعُ غُرْفَتُهَا بِنَسِيمِ اللَّيْلِ الْبَارِدِ وَنَهَضَتْ إلى سَرِيرَهَا تَارَكَهً
النَّافِذَةَ كَمَا هِي وغَطت فِي نُوَمِ عَمِيقِ.,
ذِلُّكَ الدَّفْتَرِ الْأَخْضَرِ فَتَحَتْهُ تِلْكَ النَّسَمَاتِ الْبَارِدَةِ الَّتِي اِجْتَاحَتْ الْغُرْفَةُ لتقَلَبَ أَوِرَاقَهُ وَتَسْتَقِرُّ عَلَى
صَفْحَتِهِ الْأوْلَى الَّتِي كَانَتْ تَحَمُّلُ بِخَطِّ الْيَدِ أَسَطْرَ بَيِّنِهَا إيقَاعَاتٍ حَيَاةَ تَبْحَثُ عَنْ أَمَلِ يَعْزِفُ عَلَى أَوْتَارِهَا :
هَذَا أَوَّلَ يَوْمَ لِي بَعْدَ الْعَمَلِيَّةِ لِقَدَّ قَالُوا لِي أَنْ لدَي 6 أَشَهْرَ بِالْكَثِيرِ لأعيشها..!
لَا أَعْرُفُ مَا الَّذِي يَعْنُونَهُ بِأَنْ يخبروني بَذَلَكَ هَلْ يُرِيدُونَ مِنْي الْاِسْتِسْلامِ لِلْمَرَضِ أَمْ مَاذَا..؟!
لِقَدَّ قَرَرْتُ أَنْ أُعَيِّشَ فِي الرِّيفِ مَعَ جِدِّيِّ بَعيدَا عَنْ ضَجِيجُ الْعَاصِمَةَ الْمُزْدَحِمَةَ بِالْمَرَضِ.
وسأعيش سَعِيدَةَ ..
لكنُ لَا أَعْرُفُ .. هَلْ سَيَأْتِي الْغَدُ ؟!!
لَوْ تَتْرُكُنَّي هَذِهِ الآهات لِحَلَّقَتْ بَعيدَا فِي سَمَاءِ وَرْدِيَّةِ.."
ولتناسيت مَعْنَى آلمي وَحُزْنَي وَبَقِيَتْ أُسْطورَةُ الْبَهِجَةِ الْمَنْسِيَّةِ..:
وَرَسَمَتْ مَنُّ بُعْدِ حُروفِهَا حُروفِي.,!
وَشَدَّدَتْ عَلَى مَا مُعَنّى الْحَرِيَّةِ ..!
_تمت_
أَرْجُو أَنْ تُنَالَ إِعْجابَكُمْ رَغْمِ تَوَاضُعِهَا
فَهِي الْمَرَّةُ الْأوْلَى لِي فِي الْقِسَمِ..
فِي أمَانِ اللهِ"