و يتأكد من أنها أوثقته بقوة....فقال لها...أزيلي شعرك هذا ...لا أستطيع أن أرى
شيئا....أمسك شعرها ورماه...خلف...ظهرها...وطلب منها أن تربطه...مرة أخرى
كي لا يزعجه....تنهدت وطلبت منه أن يصمت فهي لا تستطيع أن تركز....جيدا...
أرجوك دعك من شعري...أنظر هل هو جيد...أم ماذا...نظر إليه لقد أوثقته بقوة ..
صرخ على والده...أبي لقد أنتهينا...أحسنت السيدة عملها...أخيرا أجادة شيئا..
أردات أن تلكمه فهو يسخر منها...تركها فوق ونزل ...طلبت سلوى منها أن تنزل
لقد حل الليل...هيا ريم أنزلي,,,ما بك...حسنا أنا قادمة....أمسكت سلوى يدها...
هيا لنذهب...نظرت ريم لليسار وجدت جواد....له علامه بيضاء على وجهه...
تقدمت نحوه...لامسته...برقة وحب...مبتسمه...كان منصور واقفا يتحدث إلى
والده...ألتف ينظر إلى ريم...فوجدها وهي تداعب الحصان...كيف لها القدرة
على التعامل مع الحيوانات...حتى ان الحصان أحبها ولم يصرخ...أو ان ينزعج
منها...ترك والده...ووقف بجانبها وهي تداعبه...نظرت إليه...وقال لها...هل
أنتي ساحره...لم يعجبها كلامه...رمقته بنظرة..خبيثه...لا...لكنني أحب الأحصنة
فهي مخلصة ووفية...وهذا ما يجعلني....أحبها أكثر من أي شيئ...أخر...حقا...
من هل لديك أحصنة....لا أتذكر...ناده والده...عاد إلى والده...فقال له...أنظر
إلى كريستينا ستلد في هذه الأيام...وأنا اخاف عليها وعلى الجنين...فلقد فقدت
أبنها فسنة الماضية وبفصل الشتاء....لا عليك هذه المرة ستكون ولادتها جيدة
فهي قوية...وقفت سلوى وريم وينظرون إلى كريستينا......أتمنى ان تلد
اليوم...كي...لا تتعب
أكثر...فالجو لا يساعدها...هيا لنعد...تحركوا كلهم...إلا أن ريم...كانت تنظر إلى
الجواد وهي خائفة عليها...تقدمت نحوها...وضعت يدها على خد الحصان...
ولامست شعرها...وتتمنى لها ولادة ميسرة...وقف...منصور بجانبها قائلا...هل
تخافين عليها...نعم...فالأم تتألم...الإنسان وحيوان ينتابهم الخوف عند الولادة...
...وضعت
يدها على جبهتها....فهي كلما حاولت أن تتذكر يأتيها صداع...كان منصور يتابع
حديثها بلهفة....ما أن فتحت عينيها حتى وجدته...يغادر المكان...قبلت الحصان
وغادرت الإسطبل....فتحت نافذة غرفتها ...إلا أن الجو لم يساعدها فعادت وأغلقتها
....جلست على سريرها....تحاول أن تتذكر ماضيها...إلا أنها لم تستطع...
لقد خانتها الذاكرة...وضعت يدها على مكان الجرح...متى ستعود ذاكرتي ...
لا أريد أن أعيش وأنا مجهولة الهوية...أحس من أني غريبة...ذرفت دموع
الحزن...فهي لا تعرف من تكون...نامت..كانت تحلم....فهي ترا أن
أقدام....تجري...خلفها...دخل منصور وجدها...تتحدث مع نفسها
أقترب...منها...وجهها يصب عرقا وعينيها تذرف دموعا....فتقول...لا أرجوكم
لا....لماذا من أنتم...ماذا تريدون مني....فتحت عينيها....حتى عانقته بقوة....
لم يفهم لم تفعل ذالك..طلبت منه أن لا يتحرك....ظل صاماتا...لدقائق...حتى
أستعادت وعيها...نظرت إليه...فقالت لنفسها لم...هو هنا..ولماذا عانقته...
دفعته للخلف...وتأسفت..كانت مرتبكه...انا أسفة لم أقصد...كنت أحلم...فقال
لها...لا عليك..أنتي مريضة...لقد طرقت الباب إلا انك لم تقولي شيئا..ففتحت الباب
أنا أسف...سأرحل...هل هناك شيئ...تريده...بلع ريقه...لا...خرج بسرعه...وأغلق
الباب......أحست بالخجل...لقد أحرجته...أبتسمت....يالني من
فتاة حمقاء...أحست بالراحه...أمسكت الوسادة وعانقتها بقوة....فرائحته عليها...
وضعت رأسها ونامت بعمق....كان منصور...خلف الباب...ما به لما تسمر أمامها
ولم أطاعها عندما عانقته...تذكر المشهد...وهي تعانقه بقوة وتبكي....وتطلب منه
أن لا يتحرك...حتى انه نسي لماذا أتى إليها....عاد إلى غرفة والده..ووضع رأسه
كي ينام......نظر والده
وهو نائم ويبتسم....منذ زمن ولم يبتسم...منصور...عادت به الذاكرة....
إلى خمس سنوات...التي مضت.... أبي...سأذهب إلى أمينة..فهي تنتظرني...حسنا
بني....لقد أحبها كثيرا...كان سيتزوجان إلا أن امرا حدث....فلقد تركته
أمينه...وتزوجت برجل آخر....غني...بعد عودته بيومين من عمله....
دخل إلى البيت وهو ينظر إليهم بساعدة...إلا أنني تمنيت لو لم يأتي
فاليوم...هو يوم زفافها....لم تخبره من أنها ستتزوج برجل...آخر...كان
حلمها...أن يكون لها قصور ويخوت وأموال كثيرة...فتحقق حلمها وتركت
منصور يتعذب من بعدها....أبي مابك هل هناك شيئ...بني...ما بك
لماذا ترتجف هكذا....أبي أرجوك لماذا وجهك أصبح أسود اللون...هيا أخبرني
ظهرت سلوى أمامه...تقدم نحوها...ما به أبي....نظرت إلى الطاولة...فوجه
نظره
إلى طاولة...تقدم وفتحها...لم يصدق ما كتب عليها...أبي...هل...لا مستحيل
وكيف...لم تخبرني بالموضوع حتى...كيف لها أن تتركني...غضب وصرخ
خرج من البيت وتوجه بسرعه إلى بيتها...فلم يجدها...لقد رحلت إلى المدينة
ذهب بسرعه...صعد إلى سيارة اجرى...متوجها...إلى الفندق
....كان يفكر بها وبالأيام الجميلة التي قضاها معها مستحيل ان تتركني
من أجل المال....بعد ساعه وقف أمام الفندق...دخل بسرعه...بعد أن رمى
البطاقة أمام الحارس...توجه إلى سلالم...حتى وصل إلى الطابق الرابع....
إلى اليمين..وقف أمام الباب...فتح الباب وجد المدعوين...من الطبقة الغنية
نظر إلى اليسار فوجد اخاها واقف...تقدم نحوه...ما أن رآه...حتى أمسكه...فقال له
عبدالله...ما الذي أتى بك إلى هنا...اليوم زفافها لا تحطم احلامها...لن أدعها تتزوج
أراد أن يذهب إليها بغرفة الإنتظار إلا أن أخاها أمسكه ودفعه للخلف....وطلب من
الحراس عدم السماح له بالدخول....أخرجوه من القاعه...وقف ينتظرها ...حتى
أتت بعد ساعة...كان جالس عند سلالم...ظهرت أمامه وهي تمشي للدخول...حاول
الوصول إليها...إلا أن الحراس منعوه....فصرخ ....حتى نظرت إليه...تألمت
له...كان حبها الوحيد...لكنها لم تستطع أن تترك أحلامها من أجله...كان يؤشر
لها بعدم الذهاب...وهو يبكي...إلا أنها تركته ودخلت القاعه وأقفلوا الباب...عليه
جرى بسرعه...صرخ بقوة...أرجوك لا تتزوجي...أنا أحبك...أمسكوه الحارس
ورموه خارج....الفندق......جلس طوال الوقت...ينتظر خروجها من الفندق
التعب والإرهاق...قد ظهر عليه...لم يعد يتحمل....حتى ظهرت..وهي تدخل السيارة
لم تنظر إليه حتى وهو واقف يتأملها وهي ترحل عنه.....سقط على الأرض مغمى
عليه من التعب....باليوم التالي....كان نائما بالمستشفى....ووالده وأخته....يسهرون
على راحته...أستيقظ من نومه...نظر إليهما...مبتسما...جلس....وقال لهم....هيا
لنعد إلى البيت لم أعد أريد أن أبقى هنا...لقد مللت...أنا أسف...هيا...بني أنت تعب
لا يجدر بك أن تذهب...أرتح غدا سنرحل...لا...أنا بخير ولا أشكوا من شيئ...
وقف...وأرتدى ملابسه...كان مصرا للعودة....رحل عن المستشفى....نظر إلى
المكان وهو عائدا إلى بيته وإلى قريته الصغيرة الجميلة...نظر إلى السيارة
المجاورة له...عند إشارات المرور.فتاة.. نائمة...كانت القبعه....غطت معظم
وجهها...كان يحاول أن يرا وجهها...تحركت السيارة....بعد وصوله...دخل إلى
الإسطبل لوحده.. أراد ان يبقى لوحده قليلا...صعد السلم....وجلس على الأرض
وهو يبكي بصوت خافت...ويحاول أن لا يتذكرها إلا انه لم يستطع أن ينساها..
مرة السنوات دون أن يذكرها أو أن يفكر بغيرها...كان همه العمل...وأن يساعد
والده