قراري
ذهبت والدتي لزيارة مدرسة للمعاقين, في "أوكازاكي". لقد أخبرتني عنها ولسبب ما لم أستطع التوقف عن البكاء. إن أختي تبذل جهدها في الدراسة لأنه أسبوع الامتحان. أما أنا فلا أفعل شيء.
لا أستطيع إخراج موضوع مدرسة الأطفال المعاقين من رأسي. الحقيقة,إنني لا أستطيع البقاء في مدرسة "هايقاشيكو" ثلاث سنوات أخرى. أنا لا أعلم أي شيء عن مدارس المعاقين. إنه كعالم مجهول
بالنسبة لي."كولومبوس" و "غاما" قد ذهبوا إلى العالم المجهول بأربع أمال وستة مخاوف.
الأمل:
1.سأكون قادرة على التطلع على مستقبل واضح.
2.سأتمكن من عيش حياتي الخاصة.
3.التسهيلات والنظام يبدوان جيدان.
4.سأتمكن من تكوين أصدقاء معاقين.
الخوف:
1.سأشعر بأني أقل من كائن بشري.
2.لا أدري إن كنت سأتمكن من العيش مع الناس الآخرين.
3.قول (وداعاً) لأصدقائي في المرحلة الثانوية.
4.كيفية نظر الناس والمجتمع لي (بسبب صورة مدرسة المعاقين).
5.الصبيان.
6.تغير ضمن العائلة.
أتسال ما إذا كانت أختي الصغيرة ستتذكرني, إذا بقيت بعيدة في سكن المدرسة. وأخي أيضاً........هل سيفكر بي في بعض الأوقات على الأقل؟ (ذلك يبدو أنني سوف أنتحر أو شيء من هذا القبيل).
"إس-جان" تعيش لوحدها منذ السنة الأولى لأن منزلها بعيد ولا تستطيع تغيير المدرسة. هذا السبب قد يجعلها مختلفة عني ولكنني أستطيع تفهم وحدتها.
هنالك ذبابة كبيرة تصدر طنيناً قرب النافذة.الذباب في فصل الشتاء يجب أن تقتل.لكن عندما أتذكر أنها قد أنجبت الكثير من الأولاد في الصيف فإنني لا أستطيع قتلها...مستشعرة أهمية "الحياة".
كنت أنظر إلى فصل جديد من النافذة أصبحت عاطفية وأنا أفكر وأقول:(أوووو هذه هي مدرسة "هايقاشيكو").عندما نظرت أعلى إلى السماء رأيت قمراً أبيض.(أنت لم تختاري أن تكوني مريضة,هناك الكثير
من الأشياءالتي تستطيعين عملها,حتى إن كنت معاقة.إن كنت إنسان ليس لديه القوة ليفكر,فلن تستطيعي الشعور بالمحبة والدفء الذي يمتلكه الناس,الذي بدأت تدركينه بعد
إصابتك بالمرض) هذا ما قالته أمي.أنا و"إس-جان" تكلمنا بالقرب من البحيرة عند شروق الشمس وكنا نستمع إلى تغريد الطيور.قالت "إس-جان":("آيا-جان" أنت فتاة غريبة,فقد قلت أن السماء جميلة,
وشديدة الزرقة وتذهل بسهولة.يبدو أن قلبك شديد البياض).أما أنا فسألتها:(هل يوجد شخص ما تكونين معه على طبيعتك؟).فأجابت:(ممممم, ربما أختي وأخي الصغيران, لأنني أستطيع أن أكون
متغطرسة عليهما.لكن أستطيع أن أكون على طبيعتي أكثر عندما أكون مع نفسي.)."إس-جان" قد اختارت بملء إرادتها أن تكون لوحدها, أما أنا فقد اُنتزعت من عائلتي....فهذا فرق كبير.
هناك فتاة في السنة الدراسية الثالثة ذات أسنان نابية وذات ضفيرة,تلك الفتاة عضوه في نادي الأحياء وهي تحب الفئران كثيراً.مشيت معها إلى المكتبة.مشيت كل المسافة لوحدي
لذلك كنت بطيئة جداً.........لكنها مشت معي بحيث تعادل سرعتها خطواتي. لديها 44 فأراً في المنزل.حدثتني عن أول مرة امتلكت فيها فأراً قائلة:(كان أنثى اسمها "نانا".ماتت نتيجة لسرطان
الثدي.الفئران تصبح كالبشر عندما تمرض ثم تموت إنه لأمر محزن أن تري حيواناً يموت.).إني لا أعرف شيئاً عن هذه الفتاة, كنت أستطيع أن أسأل زملائها عنها أو أساتذتها. لكنني لم أفعل لأنني أردت
أن أعرف عنها أكثر من خلال قصصها.استطعت أن أتكلم معها مرة أخرى. الناس ينادونها "سا-جان".عائلتها مكونة من والديها وأختها الصغرى والـ44 فأراً.في حديقة منزلهم لديها مقبرة تدفن فيها
فئرانها وتضع حشائش على قبورهم. في اللغة الفرنسية (نسياني ليس) تترجم كفأر في اليابانية."سا-جان" قالت لي ذلك لأن (نسياني ليس) تشبه الفأر.
"سا-جان":(أنا (استخدمت كلمة "بوكو" خلال كلامها بالرغم من أنها فتاة) أعتقد أنه عندما يموت شخص ما,أنه مات عوضاً عني. أنت "آيا" لديك رجلان سيئتان لذا أعتقد أنه عليَ عيش حياتي بجدية من أجلك).
وأنا أستمع لها وأومأ رأسي فقط أكملت:( أعتقد أن البشر لديهم قوة خاصة. بالنسبة للأميبا نحن مخلوقات بقوات خاصة. والناس فاقدو البصر ألا يرون الناس الذين بمقدورهم الإبصار على أن لديهم قوى
خارقة وغير طبيعية؟)."سا-جان" لا تتعب أبداً. إني حقاً أحبها!! ولكن في السنة القادمة لن تكون "سا-جان" ولا "آيا" في مدرسة "هايقاشيكو".
في حصة اللغة الإنجليزية بكت "كاي-جان" قائلة أنها محبطة لأنها حصلت على درجة سيئة في الامتحان. غضب الأستاذ وقال:( لا تبكي, إن كنت ستبكي كان عليك أن تحاولي أكثر منذ البداية.).
كم كان ذلك مخيف.التفكير في أنني لن أقع في مشاكل كهذه مهما كانت درجاتي سيئة أشعرني بالحزن.
تكلمت مع "سا-جان" عن الأوقات التي كان يصبح فيها جسدي دافئاً بسبب الرياضة.(ممارسة تمرين الدفع والضغط هو الأفضل).(حتى في كرة القدم وكرة السلة, فأنت لا تحتاجي للمس الكرة
كل ما تحتاجيه هو الركض).لقد شعرت بقليل من الإحراج لأني كنت أثرثر عن أمور لا أستطيع فعلها بعد الآن.
شاهدت فلم "زنبقة في الحقل" على التلفزيون. إني أؤمن بوجود الر ب. التفكير أن الله قد يمتحنني من خلال معاناتي يجعلني أفضل بكثير. بطريقة ما لا أريد أن أنسى هذا الشعور.
لقد اقترب عيد رأس السنة. الكثير من الناس ساعدوني واهتموا بي خلال هذه السنة. يبدو أن السنة القادمة ستكون سنة صعبة..... أتحارب فيها ضد نفسي. ذلك بسبب أني لا أستطيع الاعتراف
بأني معاقة. لا أريد ذلك.فذلك مخيف. مع ذلك فإنني لا أستطيع الهروب بعيداً !! إذا ذهبت لمدرسة المعاقين..........
إن ذلك يخيفني أنني سوف ألتحق بمدرسة للمعاقين. قد تكون مكاناً ملائماً للأشخاص المعاقين مثلي لكني لازلت أريد البقاء في "هايقاشيكو". أريد أن أدرس مع الجميع. أريد أن أدرس عن
كثير من الأشياء وأصبح شخصاً كبيراً. لا أريد التفكير بأن زملائي الذين بصحة جيدة سيتركونني ورائهم. إن أمي تتكلم في بعض الأحيان عن مدرسة المعاقين. إنني قادرة على فعل الأشياء
بمفردي وإن كنت استغرق وقتاً طويلاً. أخبرتني أمي كيف أستطيع التغير من شخص يتلقى المساعدة إلى أخر يقدم المساعدة. إني على منحدر اتخاذ قرار ضخم وذلك الوقت سيأتي قريباً