كان يمشي بين الممرات ولكنه توقف فجأة بعد ان سمع صوت احدهم ..
نظر لأخر الممر وهو يشعر بأقتراب خطوات ذاك الشخص اليه وحال ما اقترب علم بأنها فتاة ..
شعر بحماقتها وهي تقول :" هل انت شرطي ؟؟.. ارجوك ساعدني.. لم استطيع ايجاد باب الخروج "
فكر للحظه * كيف لها ان تقابل شخصا مثلي*
لم يقدم على اي حركه .. لكنه ظل يفكر بحياة هذه الفتاة التي امامه ..
انها حقا لاتعلم بأنها ستكون نهايتها , لا احد يعلم كيف ستكون نهايته ,
مع ذلك فأن الأشخاص الحمقى مثلها يسيرون نحو نهايتهم بأقدامهم , ...
- ظل ساكنا حتى لاحظ خوفها وهي تنظر نحو يده وقد اضاءت المكان بهاتفها . .
هذه حركة اخرى تدل على انها قد اختارت النهاية لنفسها . .
لكن هذه الفتاة فضولية اكثر من اللازم , والغريب بأنها لم تهرب ...
, * يالَ جرائتها ..* . .
نظر الى الضوء يرتفع ليقترب من وجهه اكثر واكثر فأختار ان ينهي الامر بسرعة ويغادر من هنا ...
امسك بأكتافها بقوة ودفعها نحو الجدار بعنف , ثم رفع سكينه لرقبتها بسرعة خاطفه ..
اخذت تبكي بحرقة وخوف ويبدو بأنها اخيرا استعادت وعيها من الصدمه لتدرك بأن لا مخرج لها الان ,
احس بأنفاسها وهي تتقطع وتسارع بتوتر وخوف ,
من الافضل ان ينتهي منها مع انها لم ترى وجهه لكن بكائها هكذا جعله يضيق ذرعا بها وسيكشفه لا محاله,
اقترب منها وهو يهمس بحدة تشابه حدة تلك السكين التي التصقت بحنجرتها وهو يقول,.:" :آششششش . . . لاتصدري أي صوت ! , او سأقتلكِ "
انتبه لهاتفها الذي كان يؤشر بضوئه ومن الواضح بأن احدهم يتصل بها
سحبه من يدها ليرميه ولكن الضوء انعكس على وجهها لبضع اجزاء من الثانيه لينتبه له
عقد حاجبيه وهو يتذكر هذا الوجه , وهذه الاعين , انها نفسها ...
صمت للحظة وهو يتأمل نظرة الخوف في عينيها وصوت بكائها المرتعد وارتجافها ..,
لا يعلم ماهو ذاك الشعور الذي انتابه لكن خوفها هذا جعل شريطا من الذكريات يمر بين عينيه ..
اما هي كانت دموعها تنساب بغزارة وهي تنظر نحوه بخوف وضعف كبير, ,
اخيرا قالت بصوت باكي :" أرجـ,,ووك .., لاآ تقـ,,تلني . . ."
رمى الهاتف بقوة ليعم الظلام ثانية ليختفي وجهها ويبقى صوتها الباكي
سمع خطى احدهم تقترب من المكان وهذا ما لايريده ...
ابتسم بسخرية كبيرة على هذا الموقف السخيف الذي يحصل له ,
كيف له ان كان على وشك قتلها وافساد خطته والان ذاك الاحمق القادم
انزل سكينه لكنه رفعها ثانية حال مااستشعر أقتراب ذاك الشخص اكثر ...
ابتعد عنها ثم عاد وشدها الى صدره بسرعة وهي ترتجف خوفا
ثبت السكين نحو رقبتها بحذر ليستعد له وقد توقع مسبقا بأنه احد رجال الشرطة الحمقى
وقف شخص في اخر الممر بهدوء ثم وضع كشاف الضوء
نحو جون بينما الاخير وضع ظهر يده صوب وجهه ليخفي نفسه
سمع ضحكة غريبة خرجت من الشخص القادم وبعدها اخذ يلقم سلاحه بصمت
ظل جون يستمع بحذر وتعجب منه من دون ان يتضح شكلها
الى ان قال الغريب :" ستنتهي على يدي اليوم ..ايها الثعلب . . "
صدم جون وعقد حاجبيه واخر كلمة تردد في ذهنه , الثعلب , ... لا احد يناديه بهذه الكنية سوى ...
اخيرا وقد استطاع استيعاب الامر ادخل السكين
ودار بالفتاة نحو ظهره بسرعة شديدة لتنهال بعدها صوت تلك الطلقات النارية واحدة تلو الاخرى . .
صرخت روز وهي تحتمي بظهر جون وترتجف بخوف ورعب شديد من صوت الطلقات الناريه
اخذ جون يتراجع للوراء ليحثها على الهروب لكنها لم تملك الجراءة لفعل ذلك
وظلت متشبثة به وتبكي بخوف كالطفله ...
توقف الرجل عن الاطلاق فجأة ثم تقدم نحو جون الذي ابتسم بسخرية شابها الغضب
فقال بخبث:" لاتحلم بالخروج من هنا .. اتباعي يراقبونك من كل مكان .. سيموت الثعلب في قفصٍ للفئران ..
كم هذا منطقي حقا ..وخصوصا وانت مع تلك الفتاة ... ليس هناك مصيدة احسن من هذه ,, ستموتون جميعا ,"
..
لم يحتمل كلامه وتلك الالغاز الغريبة التي يطلقها فأجابه وهو يحاول اخفاء غضبه:" من انت .. !؟"
عاود الغريب يطلق النار بشكل عشوائي في الهواء وهو يضحك ثم توقف وهو يقول :" ستموت فلا داعي لأن تعلم بشأني . ."
فتحت روز عيناها حال ما انتهى صوت الطلقات وهي لازالت ممسكة بظهر بدلة ذاك الرجل بخوف ..
لاحظت يداه التي احاطها بها للخلف وكأنه يحاول حمايتها فتعجبت منه ولم تفهم مالذي يريده بالضبط ..
شعرت فجأة برطوبة في ذراع قميصه وكأن شيئا يسيل منها حاولت ان تلمسه لكنه ابعد يده بسرعة عنها ....
زم جون شفتيه بحقد وشد قبضته الاخرى نحو الخلف اكثر عليها وهو يسمع ضحكات هذا الرجل الغريب وثقته بنفسه ..,,,
لكن جون سرعان ماعاود الابتسام بمكر وهو يقول بثقه :" لنرى من سيخرج من هنا اولا اذن .."
تعجبت روز وهي تسمع ضحكة سخرية صدرت منه وكأنه يثق تماما بأنه سيخرج من هنا ...
افلت جون يديه منها ودار بجسده نحوها بينما هي كانت كالقطة الضائعة الضعيفه ..
شعرت فجأة بأقتراب وجهه وانفاسه نحو اذنها ليهمس فيها شيئا بصوته الحاد الذي بعث البرودة والخوف في جميع اطرافها ليتناقض مع حرارة انفاسه ...
عاود النظر نحو ذاك الغريب الذي اخفاه الظلام ثم اخرج مسدسه من جيب معطفه ورفع يده للأعلى وهو يصوب نحو السقف مباشرة
ثم اطلق فما لبث ان خرج صوت انذار الحريق الصاخب ..
فتحت بعدها رشاشات المياه وفتحت معها جميع المخارج من كل جهة بشكل تلقائي لتعلن حالة الطواريء
سمع ذاك الغريب يقول بنبرة غاضبه :" هل هذه هي حيلتك السخيفه ..هيا ايها الثعلب ليس هذا ماتوقعته منك"
تجاهله جون واستمر في التراجع وهو يسمع صوت وقع اقدام رجال الشرطه ..
استدار بسرعة نحو روز وبهدوء مد يده لرقبتها تحت صدمتها
وبلمسة خفيه من يده جعلها تقع مغشيا عليها بين يديه ...
حملها وركض بين الممرات وهو يستشعر نظرات اشخاص تتبعه ..
اسرع في جريه وعندما اقترب من باب الخروج
استوقفه صوت احدهم يصرخ ويقول
: " قــــف مكــانــك...وإلا سأطلق . ."
كان هذا صوت جيمس الذي كان يلهث بتعب وهو يقترب منه اكثر بحذر ليحاول معرفة هويته ..
توقف جون من دون ان يلتفت بينما باب الخروج امامه قد انبعث منه الضوء لينير المكان لتتبين اجزاء من ملامحه ..
رد جون بصوت هاديء من دون ادنى التفاته :"ان اقتربت اكثر .. ستتأذى هذه الفتاة .."
وقف جيمس حائرا وهو لازال يصوب مسدسه نحو جون ..
شعر بالغضب الشديد من حركة هذا المجرم ثم صرخ :" مالذي تريده منها .. لاشأن لها لذلك اتركها حالا .. "
وبحذر شديد اقترب جون بها نحو الارض وانزلها لتستلقي عليها ثم نهض بخفة ليتابع سيره نحو الخارج ..
صرخ جيمس به بغضب :" تـــــوقــــف.. "
كان سيجرى خلفه لكنه وقف فجأة وهو يشعر بدوار ..
نظر حوله ليرى قنينة غازية ويبدو بأن المجرم القاها قبل خروجه من دون ان ينتبه احد ...
اطلق جيمس النار نحوه ليوقفه لكن جون تابع بكل ثقة ولم يعره اهتماما
مما جعل جيمس يشعر بالاهانة الشديدة والحقد لهذا المجرم المغرور ..
شعر بالدوار يزداد و بالرؤية تختفي فجلس على ركبتيه وهو يقول بصوت واهن:" تـ,بآ لـ,ك.."
اسرع جون ليجد سيارة سوداء تنتظره , خرج منها الخادم العجوز وهو يقول بقلق:" سيدي .. انت مبلل تماما .."
:" لاعليك.."
قال هذه الكلمة وصعد بسرعة ليغادروا المكان بحذر وهو يفكر بذاك الغريب ..
بعد نصف ساعة تقريبا دخل جون لغرفته وتبعه الخادم وهو يخرج ملابس جديدة له ومن خلفه خادم اخر يحمل علبة لأدوات طبية ومعقمات ..
جلس جون على الكرسي بأنهاك وتعب بدى واضح على ملامحه
ثم خلع بصعوبة معطفه وقميصه الابيض الذي غطا اجزاءه بقع الدم ليتضح جرح الرصاصة الغارقة في ذراعه الايمن
والتي قاوم ألمها بشده منذ البدايه , ,, كي لايشعر به ذاك الرجل وبضعفه فينال منه , هكذا فكر
..
سمع الخادم وهو يقول :" لم اتوقع ان تكون المهمة صعبة لهذه الدرجة عليك ..؟"
زفر جون بحقد وهو يتذكر الغريب ثم قال بحيره
:" لقد ظهر رجل من العدم ليفسد خطتي .. لا اعلم من يكون,, لكنه دعاني بـ الثعلب .."
وقف الخادم مذهولا ثم قال :" الثعلب؟!... لا أحد يدعوك بهذا اللقب سوا بعض اعدائك . . كيف لهم ان علموا بخطتنا وقدموا للمركز.. !؟"
هز جون رأسه دلالة على عدم معرفته وحيرته بينما الخادم اخذ يعالج جراحه وقد بدى من مهارته بأن لديه خبرة في هذه الامور ..
---------------------------------------------------------
وبعد انقضاء تلك الليله وشروق الشمس التي لم ينتبه لها اعضاء ذاك القسم لشدة انشغالهم بالكارثة التي حلت عليهم
:" هل تسمون انفسكم ضباطا .. كيف !, كيف لمجرم ان يقتحم مركزا للشرطة وينفذ جريمته امام العديد من رجال الشرطه ...
الا تخجلون من انفسكم ! ... الجميع هنا سيخصم منه ,. ذاك القاتل اريده حيا او ميتا لا فرق عندي ..."
دخل جيمس وهو ممسك برأسه اثر الدوار وانتبه لـ صوت مدير القسم ومن خلفه المأمورين ويبدو في قمة غضبه وهو يصرخ على افراد الشرطه ...
حال ماانتهى من كلامه التفت لجيمس ثم قال :" وانت , اين كنت حين دخل ذاك المجرم ..."
قال بأحترام وهو يشعر بالغيض والندم :" اسف سيدي , حاولت الامساك به لكنه افلت مني , "
تابع المدير لومه وغضبه بعدها خرج وقد خصم من رواتب جميع الافراد كـ عقوبة لهم زيادة على الاعمال الاضافيه,
تقدم جيمس نحو كيفن ثم قال :" ماذا عن المسؤولين في غرفة المراقبه , ؟"
هز كيفن رأسه بقلة حيلة ثم قال :" لقد وجدناهم وقد خدروا جميعا بمادة ما قبل الحادثه , اما كاميرات المراقبه فقد انطفأت جميعا .., انه ذكي حقا "
ضرب جيمس يده على المكتب وهو يقول بغيض :" لقد كنا قريبين جدا .. وها نحن عدنا للبداية مجددا , تبا لهم,"
نظر كيفن الى وجه جيمس الغاضب ثم سأله :" لكن , هل انت بخير ؟؟ سمعت بأنهم وجدوك واقعا عند البوابه وقد خدرك بنفس المخدر . ."
هز جيمس رأسه بالأيجاب ثم جلس على مقعده وهو يتذكر ذاك المجرم :" الوغد .. لقد خطط لكل شيء مسبقا .., لكن مالذي كان يريده من اخذه لتلك الفتاة .."
حال ماتذكرها وقف وهو يقول :" يجب ان اجري تحقيقا معها .. انا متأكد بأنها رأت كل شيء ..."
في مكان اخر , فتحت عينيها ببطء لتتداخل خيوط النور فعادت لتغمضها وتحاول فتحها من جديد ..
كان كل شيء باللون الابيض , الجدران , الاغطيه .. الستائر , اخذت تفكر بالذي حصل لها ...
الظلام ,,, قطرات الدم ,,, السكين التي كانت تضغط على رقبتها , تلك الطلقات النارية ذات الصوت البشع والمخيف .. ,
اخيرا تلك العبارة الهامسة في اذنها لتجعل القشعريرة تسري في كل جسدها
زادت نبضات قلبها وبانت ملامح الخوف عليها ,ثم تجمعت الدموع في عينيها لتهطل بغزاره
شعرت بالضيق فحاولت النهوض و من دون ان تنتبه لذاك المغذي المتشبث بيدها ليقع العمود الخاص به
بقوة على الارض بينما هي اخذت تبكي وتنادي :" أبـــــي .. أبي , كاثرين "
- فُتح الباب ليدخل والدها أثر الصوت وتتبعه كاثرين بسرعة وقلق ليشاهدوها في تلك الحاله
قال ليوناردو بفزع وهو ينظر لحالة ابنته :" روز .. هل انتي بخير؟ , مالذي جرى لكٍ يابنتي ..!؟"
- حال ما رأته يقترب منها بكت اكثر ليفتح ذراعيه ويشدها لصدره بحنان :" والدك هنا ولن يحدث لكِ أي مكروه .. لا تخافي ,, انا هنا "
ازداد بكائها وهي بين ذراعيه وكأنها قد شعرت اخيرا بالأمان لتفرغ كل ذاك الخوف داخل احضان والدها
لم تتحمل كاثرين المشهد فمسحت دمعة تسللت من عينها
وخرجت وهي تتذكر أتصال جيمس وأنه طلب منها ان تبلغه حال ماتستيقظ روز ,
لاتعلم من اين احضر رقم هاتفها لكن في النهاية هو شرطي ولديه طرقه الخاصه ..
ضغطت على الارقام ولم يستغرق وقتا طويلا الى ان رد بعجله :" كاثرين ؟؟"
:" اجل .., اردت ان اخبرك ان روز قد استيقظت .. لكن اظن انه من الافضل ان لا تأتي الان فحالتها سيئه , ارجو ان تنتظر حتى تتحسن بالكامل .."
:" اوه .., حسنا , شكرا لأنكِ اخبرتني بذلك , ابلغي تحياتي أليهم "
ابتسمت ثم ردت :" حسنا اذن , الى اللقاء .."
:" سيدي .. يجب ان تستيقظ .."
قالها الخادم وهو ينظر لجون الغارق في النوم وسط سريره كالقتيل بوجهه الشاحب لدرجة لم يشعر بأي شيء حوله ..
هز الخادم رأسه بأشفاق ثم خرج واغلق الباب مرة اخرى وابلغ الرئيس بأنه يحتاج للراحة اليوم ..
كان الرئيس يجلس وحده في غرفة الطعام الضخمة وهو يتناول افطاره الصباحي
الى ان دخل وليام الذي اخذ يتلفت بستغراب ثم قال :" اين جون ؟ .. دائما مايسبقني الى هنا .."
قال ريتشارد وعيناه على صحيفته :" يبدو بأنه يريد اخذ قسط من الراحة بعد مهمته البارحه .. فقد طلبت منه ان يصلح غلطتك الغبيه "
جلس وليام وتقدم منه الخادم ليسكب له الشاي ويقدمه اليه
ثم غادر بعدها قال وهو يمسك بكوب الشاي وبنبرة اخفى فيها الكثير من الخبث
:" سمعت بأن جون كاد ان يقتل ابنة ليوناردو بالامس . ."
صمت قليلا ثم ابعد الصحيفة عنه وهو يقول بحزم :" وكيف لكَ ان علمت بذلك .."
ارتشف وليام القليل من الشاي ثم نظر نحوه واجاب بثقه :" احد رجالنا كان معه بالامس وقد رأهم .."
- تغيرت نظرات ريتشارد للغضب ثم قال بحده :" ولماذا عساني سأصدقك ..انت حقا لاتجلب سوى المشاكل"
شعر وليام بالغيض من عبارة والده تلك ثم اجابه بمكر :" ان كان وفيا حقا فأنه سيعترف لك بما حاول الاقدام عليه ,
وان لم يعترف فأنا من سيثبت لك صحة كلامي عندها ..."
صمت ريتشارد بحيرة فأردف وليام :" لا اعلم لما يود أذيتها لكنني اخشى ان يفعلها مجددا .."
نظر اليه ريتشارد بغضب ثم صرخ :" تبا لك .. اعلم بأنك تكرهه ولكنك لن تجني شيئا من كلامك هذا ,,"
نهض وليام ببرود واستأذن للخروج وقبل ان يخطو من الباب قال :" أسأله اذن , لماذا اختفت جثة ذاك الرجل الذي قبضوا عليه .. هذا اذا كان قد قتله فعلا "
- خرج بعدها بينما ريتشارد اصبح في حيرة اكثر من امره ... وفكر * الم يقتل ذاك الرجل ..؟!"
فتح عينيه بتكاسل شديد ونهض قليلا ثم نظر الى الساعة وقد كانت تشير الى الثالثة عصرا ..
تعجب انه لم يوقظه اي احد فقام ليأخذ حماما يعيد له نشاطه ..
بعد ان خرج ارتدى بنطالا عاديا وسترة سوداء من الجلد بعجلة ثم خرج وهو ينادي :" ستيف..!؟"
قابله الخادم بسرعة ليردف جون بضيق:" لما لم توقظني ..!؟"
رد الخادم بأدب :" بدوت لي متعبا فقد نزفت كثيرا بالامس ولذلك لم احبذا ايقاظك و .."
- نظر اليه بلوم ثم قاطعه وهو يقول :" ماذا يفعل الرئيس ؟ , هل طلبني .. ؟!"
اجاب الخادم :" لا لم يفعل .. "
رفع احد حاجبيه بأستنكار ليردف الخادم:" اخبرته بأنك تريد ان تأخذ راحة لليوم ,,"
- مشى جون الى حيث مكتب الرئيس الخاص بمنزله لتقابله الموظفة وهي تقول
:" سيدي الشاب .. ارجو ان تسمح لي .."
وقف وصمت لينتظر ماستقوله ..
:" قال الرئيس بأنه لا يريد ان يقابل احدا اليوم , "
اقترب منها وهو ينوي الدخول متجاهلا ماقالته
وقفت لتمنعه فنظر اليها بنظرة تعني *لست اي احد . .*
- اردفت الموظفة بأدب ..
:" أعلم مكانتك عند الرئيس لذلك فقد اوصى بأن اخبرك بذلك عند مجيئك ,
هو لايود مقابلة اي احد بما فيهم انت , لبقية اليوم .."
عقد حاجبيه بأستغراب اكبر .. ثم سأل :" هل اخبرك عن السبب.. ؟"
هزت رأسها بالنفي ليعود ادراجه لغرفته ..
فكر للحظات * ماذا سأفعل الان ..!*
عاد لغرفته وجلس براحة على الأريكة الواسعه للحظات كان رأسه خاليا من أي شيء ..
امسك بجهاز التحكم بملل ثم اشعل التلفاز ليظهر برنامج اخباري ..
للحظات اخذ يستمع لما يقوله المذيع وهو يضع اقدامه على الطاولة امامه ..
:" وقد جاء في بيان انه قد اقتحم مجرم خطير مركز شرطة العاصمة بالامس
وقد قام بقتل رجل اشتبه به في تصدير الممنوعات لبلدان اخرى ولكن الشرطة اثبتت اختفاء الجثة في نفس يوم الحادثة
لتزيد التساؤلات عن صحة الجريمه وحتى الان لم يثبت من الشرطة أي شيء حول مجرى الحادثه........."
عقد حاجبيه بإستنكار وذهول وهو يفكر" * اختفاء الجثه؟؟... كيف ذلك ..*
تذكر فجأة ذاك الغريب وحاول ربطه بأختفاء الجثه . .,
تذكر بأنه حاول ان يتخلص منه ومن الفتاة لكن ماعلاقة ذلك المشتبه به ليأخذ جثته
ازداد الامر عليه حيرة واغلق التلفاز وهو يشعر بالغيض من ذاك الغريب ,
كان كلامه مبهما وواثقا بنفس الوقت كما لو انه يعلم تحركاته وبماذا يفكر ....
ردد بقهر * تبا له ..*
------------------------
مر اليوم سريعا على البعض وبطيئا على البعض الاخر كـ جون مثلا
فقد كان رأسه خاليا من اي شيء ليفعله غير ان الرئيس بقي في مكتبه طوال اليوم
وفي النهايه قرر انه ربما القراءة ستحل مشكلة الوقت والملل القااتل ..
-----------------------------------------
في اليوم التآلي ..
في منزل روز , وبعد ان خرجت من المشفى وتأكد والدها من صحتها وانه لم يمسها اي اذى مع انه لم يكن هناك اي داع لبقائها ليوم كامل عندهم ....
كانت جالسة في غرفتها على سريرها الزهري وتضم وسادتها الصفراء الناعمه
مع كل تلك الالوان المفرحه الا انها كانت تجلس بكأبة شديده وشاردة تفكر بتلك الاحداث المرعبه
حتى جاء صوت ضرب الباب لتفيق من شرودها ..
دخل والدها وحزن لمنظرها فجلس بقربها وهو يقول بحنان :" حبيتي .. انتي لم تخبريني حتى الان مالذي حدث معكِ ... ارجوكِ افصحي لي .. "
صمتت ونظرت اليه بحيرة شديده وهي مترددة ان تخبره ..
متأكدة بأنها ان اخبرته فأنها ستدخل نفسها في دوامة من المشاكل والتحقيقات بجانب انه سيزيد حرصه وسضُيق الخناق عليها اكثر من ذي قبل ...
هكذا هو خوف والدها فهو يحرمها من اشياء عديدة بسبب قلقه الزائد ,
وعذره دائما .. ليس لدي سواكِ في هذه الحياة , انا اخاف عليكِ ...
تحب ان يقلق عليها وتحب خوفه بشأنها لكنها تشعر احيانا بالأختناق الشديد لهذا ..
- شعرت بيده فوق رأسها ليمسح على شعرها بحنية وهو يقول :" اعلم بأنك لاتودين اخباري ...
لكن قسم الشرطة اتصلوا عدة مرات يريدون مقابلتك لمعرفة التفاصيل وقد منعتهم حتى الان "
اطرقت برأسها للارض بحيرة اكثر وهي تفكر * , يبدو بأنه لاخيار لدي بعد الان ..
والشرطة لن يستسلموا لأن هذا عملهم ... مع انني اشعر بأني سأنهار فقط من ذكر التفاصيل,,
آآه لا رغبة لدي في الرجوع لها لا اعلم كيف سأخبرهم بذلك وانا على وشك البكاء فقط حين اتذكرها *
ابتسمت بأصطناع وهي تقول :" سأخبرك بعد ان اعود من الجامعه .. اتفقنا !؟"
رد ابتسامتها ثم قال :" حسنا .. انتبهي في طريقك ولا تتأخري , سيكون السائق بأنتظارك كالعاده .."
- خرج لتنطلق منها زفرة طويلة وهي تشعر بأن رأسها على وشك ان ينفجر من كثرة التفكير ,
لم تجد سوى الجامعة لتنسيها ماحدث وهي تخبر نفسها بأن كل ماحدث مجرد حلم ...
لكن ذاك الصوت البارد وحرارة تلك الانفاس اللاذعة لاتنفك عن التكرر في رأسها مرارا بشكل جنوني ,
وقفت قليلا ونبضات قلبها تسارعت لتتغير ملامحها للرهبة وهي تتذكر جملته حين همس لها بصوته الخافت وبكل ثقه *أنتظري .., سأعود لأقتلكِ قريبا .."
مالذي يحدث حول جون ..؟ في مؤامره ضده وكلها من وليام الشرير
هل سيصدق ريتشارد كلام وليام ..؟ أتوقع سوف يشك في جون بعد كلام وليام
ماهو أجمل جزء في هذا البارت ..؟ والد روز يقول :" اعلم بأنك لاتودين اخباري ...
لكن قسم الشرطة اتصلوا عدة مرات يريدون مقابلتك لمعرفة التفاصيل وقد منعتهم حتى الان "
اطرقت برأسها للارض بحيرة اكثر وهي تفكر * , يبدو بأنه لاخيار لدي بعد الان ..
والشرطة لن يستسلموا لأن هذا عملهم ... مع انني اشعر بأني سأنهار فقط من ذكر التفاصيل,,
آآه لا رغبة لدي في الرجوع لها لا اعلم كيف سأخبرهم بذلك وانا على وشك البكاء فقط حين اتذكرها *
موقفها أبدا لا يحسد عليه
ومن هي الشخصية التي احببتموها اكثر والعكس ؟! في هذا البارت عجبني جون(طلع فيه خير),,,,واللي أكرهه وليام ودي أذبحه بيدي
أعتقد إنه هو اللي وراء أختفاء جثة الرجل
..........................................
في إنتظار البارت القادم
دمت بخبر ..............................................
التوقيع
قال تعالى :{ومن يتق الله يجعل له مخرجا(2)ويرزقه
من حيث لايحتسب}سورة الطلاق
رد: (مميز) Lost soul <\3
العرض العادي
