منتديات أنيدرا الدراما الكورية و اليابانية



الملاحظات

الروايات والقصص المكتملة الرّوآيات والقصَص آلمُكْتمِلة لأنيدرا

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-02-2008, 02:28 PM
الصورة الرمزية katren
katren katren غير متصل
 
معلومات إضافية
الانتساب : Jun 2006
رقم العضوية : 1547
المشاركات : 4,467
   الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
Icon26 ++ بين تلال الريف ++ قصة من كتابتي تحط رحالها على أنيدرا

++ بين تلال الريف ++ قصة من كتابتي تحط رحالها على أنيدرا


لإزالة كل الأعلانات، سجل الآن في منتديات أنيدرا





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

اليوم أضع بين يديكم إحدى أعمالي الروائية السابقة والتي طلبتموها سابقاً ^_^

(( بين تلال الريف ))

تدور أحداثها حول فتاة شابة تدعى إليسا ... كانت لها نظرة لا مبالية للحب الذي أضحى مزيفاً في هذه الأيام .. ولكن هناك حدث ما سيغير تلك المفاهيم التي اعتادت عليها ...

لن أطيل عليكم بالتأكيد ..

ولكن هذا الموضوع مخصص فقط للقصة والتي تتضمن نزول جزء كل يومين ...

بإمكانكم إبداء آرائكم و انطباعاتكم أو حتى إنتقاداتكم من هنا ..


حتى تكون القراءة ميسرة للكل ...

أتمنى لكم متابعة طيبة من كل قلبي ^_^

katren
++ بين تلال الريف ++ قصة من كتابتي تحط رحالها على أنيدرا,أنيدرا


الموضوع الأصلي : ++ بين تلال الريف ++ قصة من كتابتي تحط رحالها على أنيدرا || الكاتب : katren || المصدر : منتديات أنيدرا



قديم 21-02-2008, 02:41 PM   رقم المشاركة : 2
katren
 
الصورة الرمزية katren





معلومات إضافية
  النقاط : 19090
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :katren غير متصل
My SMS Unable To Stay, Unwilling To Leave


أوسمتي
Smile35 ++ الجزء الأول ++

++ الجزء الأول ++,أنيدرا

- كلام فارغ !

كانت هذه أول كلمة تفوهت بها إليسا بعد مشاهدتها لفلم رومنسي ، لم تكن إليسا فتاة تؤمن بالحب مطلقا ، كانت تحب الفلسفة وتكتب أشعار الحب لأشخاص وهميين لكن في نظرها أن الحياة قاتمة من ناحية الحب ، بل إنها تعتقد أنه زائف وأنه في حدود المسرح والتلفاز ...



نهضت من مكانها وذهبت إلى غرفتها ، كانت إليسا رائعة الجمال ... صاحبة شعر برونزي اللون وطويل , عيناها واسعتان تتسم بالتحدي والمراوغة ... أنفها رفيع ووجنتاها متوردتان وفمها شديد التزمت .... ربما لم تكن صاحبة طول فارع فطولها طبيعي وقوامها معتدل ...


دخلت إلى غرفتها وألقت بنفسها على السرير الحريري وهي تتأمل صورتها قبل 5 سنوات حينما كانت فتاة 16 ربيعا ... قالت بصوت عميق :
- كم تبدو أحلامنا مشرقة عودة إلى صفحات الطفولة .... نكبر فنكتشف أن نظرتنا للأمور محدودة .... وأن الحياة لوحة تزداد تعقيدا كلما اقتربنا منها !



أخذت نفسا عميقا وهي تتذكر كلام صديقتها لوسي ليلة البارحة في المطعم :
- أصبحت أكثر انطواء .... لا تخرجين للاحتفالات ولا حتى للعشاء ! هذا فوق أنك ترفضين الرقص أو حتى الغناء ... إنك شديدة التحفظ والحياة تتطلب أن تكوني أكثر انفتاحا لتسعدي !
- أنت مخطئة ! أنا لست بحاجة لأحد ! إنني فتاة قوية ولن أرتبط بأي شخص ! سعيدة بحياتي وبوحدتي !
- إليسا ... أرجوك ! ماذا سيقول الناس عنك ! ربما عليك أن تزوري عيادة لمعرفة سبب التغير مؤخرا !
-أذهب إلى طبيب نفسي لأنني أرى أن الحب أمر فارغ ! أخبرتك أنني سعيدة هكذا !
- لكنك تحسين بالنقص ...



عندها أخذت هذه الكلمة تتردد في بالها ، أغمضت عينيها بشدة وراحت تكتب :
- الناس شرائح مختلفة ... وألوان متعددة ... هل يجب أن تتداخل هذه الألوان جميعها لتشكل لوحة؟ ألا يمكن أن نستغني عن لون واحد ونعمل بالباقي !

كتبت هذه الجملة في قصاصة بيضاء فيها نقوش وردية ناعمة حيث عطرت هذه القصاصة بأروع عطور باريس التي تعشقها ....و وضعتها في صندوق مرصع بلآلئ بيضاء لامعة و كرات زجاجية بحروف مختلفة ...



هذا الصندوق كان مركز نبوغ إليسا الشابة ، لأنها تضع فيه تساؤلاتها الفلسفية لتجد لها حلا وتفسيرا بنفسها بعد فترة وهي عادتها منذ أن كانت في العاشرة ، مشكلتها أن تساؤلاتها أصبحت تتزايد وتتوسع بطريقة تعجز عن تفسيرها بنفسها .... حيث زادت رغبتها في الاستقلالية والوحدة ، كانت تحاول أن تبتعد عن الناس ... وكأن شيئا اعتقدته فخافت منه منعها ذلك ...


في الصباح التالي أفاقت إليسا على صوت الباب يُطرَقُ بشدة :
- إليسا ...... إليسا .......



بالطبع لم يكن الطارق سوى الخادمة ميري التي اعتادت على إزعاجها في مثل هذا الوقت، ابتسمت إليسا واستيقظت خصوصا بعد أن تخيلت ميري على شكل جرس كبير يصرخ بشدة :
- إنني مستيقظة .... هذا يكفي ...
- حسنا آنسة إليسا ...الفطور جاهز بالأسفل ..



أطلقت زفرة طويلة وذهبت إلى النافذة وفتحتها لتستنشق الهواء العليل ... الجو كان رطبا بسبب الأمطار وباردا .. أحست بلفحة برد تجتاح جسدها وابتسمت بسعادة :
- إنه الشتاء ... بارد قاسٍ ... دخوله بهجة ... وخروجه مرجو ... ترى هل سيكون الشتاء كالمعتاد ؟!



ارتدت ملابسها استعدادا للخروج إلى الجامعة ... إليسا لم تكن تحب التبرج الزائد على الرغم من كون والدها صاحب ماركة والز للملابس وأدوات التبرج ... حيث اكتفت بالجينز وقميص برقبة مرتفعة ومعطف بفرو ناعم ودافئ بلون بني متدرج ...رفعت شعرها بعناية فهي تكره تركه هكذا والخروج به ...


نزلت إلى الطابق السفلي حيث والدها جورج و والدتها مارغريت ينتظرانها على الطاولة ... مع أخيها الأصغر مايكل الذي يبلغ ستة عشر عاماً من عمره...


كان مايكل شديد الاهتمام بمظهره وهو صاحب مجموعة متكاملة من الأصدقاء ، يحب الحفلات والغناء بعكس أخته تماما ...
علاقة الأخوين بعيدة ولا تكاد تذكر لفارق السن والتفكير وتباعد الاهتمامات ...



ألقت التحية وتبادلت مع والدتها حديثاً قصيرا جدا ::
- صباح الخير ...
- صباح الخير عزيزتي أرى أنك تأخرت في النهوض ؟!؟!
- أوه ...نعم ...كنت أشاهد فيلما بالأمس ...ثم لم أستطع النوم !
- لا بأس ... بما أن العطلة قادمة ... هل تنوين بالقيام بعمل ما ؟!
- ..... لا أدري ... هذه قصة أخرى ... أمي علي الذهاب
- لكنك لم تأكلي شيئا ؟!!
-لست جائعة ... إلى اللقاء ......
- إلى اللقاء .



كانت لوسي صديقتها المقربة قد وصلت للتو لتذهب معها ... ألقت عليها التحية وانخرطت في الحديث مباشرة ::
- العطلة قريبة جدا .... لا أصدق !! هل لديك تخطيط مسبق؟!
- غريب!
- ما الغريب ؟؟
- لا شيء ... هل لديك أنت فكرة ما ؟!
- نعم ... في الحقيقة أنا وإد خططنا لقضاء ليلة العيد معا ... مع الأصدقاء ....
- ماذا عن العائلة ؟!
- أظن أنني لم أعد صغيرة لأحتفل مع الأطفال في المنزل ! ثم إنها ليلة العيد فقط وفي الصباح سنعود .. ما رأيك أن تأتي معنا ؟!
- أممممممم .... بالطبع ما دام الأمر هكذا ....
- هذه هي إليسا التي أعرفها ..
صمتت إليسا وهي تفكر بعمق بداية حول قضائها العطلة بعيداً عن والدتها .... يبدو أن مصيرها في النهاية هو المغامرة في الحياة ... تنهدت وابتسمت للوسي ..



أصبحت عطلة عيد رأس السنة على الأبواب وهاهي إليسا تقوم بالتسوق لشراء ما يلزم مع لوسي .... كانتا في محل لفساتين المناسبات ... إليسا لا تحب الفساتين القصيرة ... كانت تحب الفساتين التي لا تتعدى منتصف الساق بعكس لوسي لكن الاثنتان تتفقان على أن النعومة واللون الهادئ هو ما يريدانه ...


ارتدت إليسا فستانها الجديد بألوان زُرقَة السماء وتألّق النجوم ... وأطلقت شعرها المتموج بخصلات متدلية على جبينها ... وضعت القليل من أدوات الزينة مع اعتنائها الشديد بالأناقة والألوان ... ارتدت معطفا من الفرو نتيجة البرودة الشديدة وتساقط الثلوج .... واستعدت لقضاء احتفال مع الأصدقاء بليلة العيد ....





 
قديم 22-02-2008, 05:48 PM   رقم المشاركة : 3
katren
 
الصورة الرمزية katren





معلومات إضافية
  النقاط : 19090
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :katren غير متصل
My SMS Unable To Stay, Unwilling To Leave


أوسمتي
Smile35 ++ الجزء الثاني ++


توجهت إليسا مع صديقتها لوسي إلى الاحتفال في الشقة الفاخرة التي استأجرها إدورد صديق لوسي المقرب ...في الحقيقة شابتنا تكره مثل هذه الاحتفالات والصخب ..... لكن خروجها اليوم كان بهدف المغامرة وتحدي النفس ! فهي لم تخرج إلى الاحتفال مع الأصدقاء منذ دخولها إلى الجامعة ...

وصل الثلاثة إلى موقع الاحتفال .... تأملت إليسا في المبنى الفاخر وتنهدت ... سألت لوسي إدورد :
- إد .... هل الجميع مدعو ؟!
- نعم .... كل أصدقائنا تقريبا ...
-إذا فقد اخترت الشقة الفاخرة !
- نعم ...
- محال !
- بلى .... وقد طلبت من والدي تزويدها بكل مستلزمات الاحتفال وأدوات التدفئة اللازمة ....
- يااااه ..... كم هذا مشوق !
- لقد وعدتك باحتفال مثالي .... وأنا عند وعدي ....

كان إدورد ابن السيد جيفرس صاحب مصنع للخشب .... وكان ثراؤه فاحشا جدا !، لذلك كانت ملامحه مترفعة وحديثه بلكنة المالك لكل شيء ! .... نستطيع أن نقول أن لوسي تحب فيه هذا الثراء ... وتحب طريقته لذلك أصبح صديقا مقربا لها ...
أما إليسا كانت مختلفة جدا .... هادئة تحب التأمل وتكره الزيف ، الطبقة التي تعيش حولها لا تناسب ميولها وطريقة تفكيرها .... فقد كان الأغلبية يهتم بالمظهر ويكتفي به ....

وصل الثلاثة إلى الشقة أو بالأحرى صالة الاحتفال ... فقد عبث هذا الشاب بهذه الشقة الكبيرة وجعلها تبدو كقطعة من فندق فاخر، تزهو جوانبه بالأضواء والموسيقى الاحتفالية .... حتى الخدم وجدوا في تلك الشقة مما يعني أنه على مستوى راق وليس مجرد تجمع أصدقاء ....
وقفت إليسا ترمق المكان بنظرة إعجاب ،فقد كان رائعا جدا .... أما لوسي فأخذت تسقط وابل المديح وصرخات الإعجاب لتبدي مدى سعادتها بالمكان ....

وصل أغلب الأصدقاء بعد نصف ساعة ، وكان كل منهم يرتدي ملابس فاخرة ورسمية .... أخذت لوسي تتأمل المكان والزوار وهي تتذكر المخيم الرائع اللذي قضوه أيام الثانوية ... قالت إليسا بصوت منخفض :
- لو أن الزمن يعود لحظة فقط!
هنا قاطعها صوت من الخلف :
- إليسا .... سمعت عنك كثيرا .... مع ذلك أرى أن الكلام لا يكفي ...
إلتفتت لتجد شخصا طويلا ونحيلا بدى مرتبا ... لكنها لم ترتح لطريقة إبتسامته :
- ومن تكون ؟!
- ههههههههههه ........ أرى أن لوسي تنسى إخبارك ببعض الأمور ...
- لوسي؟!

هنا اقتربت لوسي وألقت التحية على الشاب قائلة :
- أوه ..... تشارل .... سامحني لقد نسيت !
سحبت إليسا من يدها وقالت لها بصوت منخفض :
- هذا الشاب يدعى تشارلز أندرسون ...... والده يعمل نائب رئيس للضرائب ... وهو موهوب جدا ... يكتب الأشعار ويرسم ..... لقد دعوته إلى هنا عن طريق إد ... وأتمنى لك قضاء وقت ممتع معه ...
- ماذا !!؟؟ ...... انتظري ... أنا .......
- أعرف أنك سترفضين لو قلت لك مسبقا ..... إليسا لا داعي لكل هذا الجمود تحدثي إليه ... وكوني إلى جانبه فهذا أفضل من الوقوف إلى جانب الحائط !
- لا أستطيع !
- من أجلي ... فقط تحدثي إليه .... أرجوك !
- أوه ....... حسناً .....
- هذه هي صديقتي الرائعة ... كوني واثقة جدا ومترفعة ....أراك لاحقا !

رمقت إليسا ذلك الشاب بتفحص وهي تردد في نفسها :
- كالعادة ..... وسيم وموهوب ..... لكنه حقيقة يفتقر إلى الإحساس الكامل بمن حوله ! كيف له أن يفهمني ! أتكلم بأفكار تكون بالنسبة لهم ألغازا لأنهم يحتاجون إلى معجم لفهمها !! ........يالي من يائسة !
هنا انتبه إليها تشارلز واقترب منها قائلا :
- أنا تشارلز أندرسون ... أدرس القانون .... ولي في الأدب والفنون ....
- تشرفت بمعرفتك ... أنا إليسا والز ..... أدرس في قسم العلوم الفلكية ....
- هل تنضمين إلي في الرقص ؟!
- نعم ولم لا ؟!

سارت معه مرغمة على ذلك ...... وهي تحاول أن تتجنبه ..... نظرت إليه بعينين راجيتين فقال لها :
- أوه لنسترح إذا ...... يبدو أنك متعبة ...... سأحضر شرابا .....
- نعم .....

إليسا بدت متضايقة فهي فتاة متحفظة نوعا ما وتكره مثل هذه الاحتفالات المليئة بالتصرفات الطائشة .... عاد تشارل وفي يده كوب من الشراب ... وقدمه لها ... فقالت :
- لا أحب الكحول ....
- لا بأس بالقليل في يوم كهذا ....
- لن أشرب منه !
- ولم ؟!
- أحب أن أظل في وعيي ...

قالتها بنبرة ساخرة وهي ترمق اللذين يشربون بلا توقف وقالت :
- تشارل ..... أنا لا أناسبك ..... ولن أستطيع البقاء هنا أكثر !
- علمت بأنك متعبة ...
- لست متعبة لكنني مصدومة نوعا ما ..... علي العودة قبل أن أجن .......
- مالأمر ؟! ..... أنت غريبة جدا .....
- حسنا كما تشاء متعبة .... وأريد أن أنام ...... تصبح على خير .....

رمقها بتعجب وهز رأسه حيرة ومضى لإكمال الإحتفال ..... بينما خرجت إليسا وهي متوترة ...ركبت السيارة وهي في حيرة وتساؤل قاتلين :
- كيف لي أن أعيش مع أناس يرغمونني على التصرف كما يريدون ! أريد أن أعيش لوحدي .... هذا أفضل لي !

قطع تساؤلها صوت لوسي من الخارج والتي أتت مسرعة :
- إليسا ....... توقف !..... إليسا مابك ؟!
- لم يعجبني الإحتفال ...
- أنتي تمزحين ..... هل ضايقك أحدهم .....
- لا .... ما بكم ! .... دعوني وشأني .... اليوم أدركت أني مختلفة .... مختلفة جدا !
- مختلفه ! إنك حسناء ! الكل يتمنى أن تكوني إلى جانبه... والجميع يرمقك بإعجاب !
- ليس هذا ما عنيته ؟!
- إذا ماذا تريدين ..... كان برفقتك أفضل شبان البلدة في أفخم إحتفال ! هل تتمنين إحتفالا مع الأطفال وجوارب العيد لتكوني أكثر سعادة !
- أظن أن ذاك الوقت أفضل وأكثر إمتاعا من مكان لا أرتاح فيه !
- أرجوك أفيقي ! أنت الآن شابة راشدة ولست طفلة !
- وهل هذا يعني إعطاء مشاعري وملكاتي لمن لا أحب ! أضيع الوقت بالتسكع معه ثم أكتشف أنه زائف !
هنا صمتت لوسي وهي تنظر إلى إليسا بشفقة وقالت :
- متى ستجدينه ؟!
- لن أمانع حتى لو بقيت لوحدي !
- إذا ستظلين تشعرين بالنقص دائما !

هنا أحست إليسا بالدوار وامتلأت عيناها بالدموع وأشارت للسائق بالمضي فيما وقفت لوسي ترمقها إلى أن إنعطفت السيارة ...... تنهدت وقالت :
- إليسا ...... مزاجك صعب هذه الأيام ...... ولن يتحسن بعنادك !!

بكت إليسا بصمت طول الطريق ... لم تكن فتاة قوية حازمة المشاعر ... بل كانت رقيقة ... لا تتحمل الضغط الاجتماعي ... عادت إلى المنزل متجاهلة نداء عائلتها فلم تشأ أن يروها تبكي .... دخلت غرفتها وأغلقت الباب مرتمية في أحضان الوسادة الوثيرة والتي تبللت بدموعها الدافئة ....

استيقظت إليسا في صباح اليوم التالي وهي تحس ببرودة شديدة ... انتبهت إلى أنها لم تبدل ملابسها ولم تستعد للنوم ... وعادت أحاسيسها الحزينة فتقدمت نحو قصاصات أوراقها المعطرة لتكتب شيئا ربما تحله الأيام ... أمسكت بالقلم وراحت تكتب بقوة إحساسها :
- هل هذا قدري ؟! لم أحس بزيف من حولي ؟! لم لا أكون كباقي الفتيات ؟!

أطرقت قليلا ثم كتبت في قصاصة أخرى :

- أحيانا تسيّرك الأمور بقسوة نحو المجهول .... في هذه اللحظة يخونك إحساسك ويخونك من حولك ... لكن ... عليك أن تمضي قدما لاكتشاف المجهول وإلا بقي غامضا لا ترى منه شيئا !
هنا توقفت وقالت :
- نعم ! علي الرحيل ..... أحتاج لفترة أبتعد فيها عن ضوضاء المدينة إلى الريف ! هناك سأعيد حساباتي بعد أن يصفى تفكيري ....

وقفت وكلها حيوية مشرقة .... إحساسها بالسفر بث ّ فيها النشاط والتفاؤل ... دخلت وارتدت فستانا أنيقا بلون وردي حريري استعدادا للاحتفال بالعيد ...
بدت في غاية الرقة وهي تنزل السلالم .... بادرها الجميع بالتحية والتهنئة ....

كان يوما جميلا بالنسبة لها .... الأهل سعداء ويفتحون هداياهم بسرور .... وحينما جاء وقت العشاء سألتها والدتها :
- عدت مبكراً بالأمس ؟! أتمنى أن لا يكون أحد ما قد أزعجك .
- أوه ... أمي .... كنت أريد أن أنام مبكراً ... ورأيت أنهم لن ينتهوا إلا في ساعة متأخرة !
- عزيزتي ... خفت أنك حزينة أو ما شابه ... على كل ... أنا سعيدة لتألقك هذا اليوم ...
ابتسمت إليسا بطريقة معبرة إلى والدتها ثم قالت :
- أمي .... أرغب في السفر !
نظرت السيدة مارغريت إلى ابنتها باندهاش ثم قالت :
- إلى أين عزيزتي ؟!
- الريف الأوروبي ...
- الريف؟!
- نعم ... لطالما تمنيت ذلك .... فهل لي ما أريد ؟!
- حسنا عزيزتي سأخبر والدك بالأمر .... ولا مانع لدي البتة....

ابتسمتا وذهبتا لتناول طعام العشاء مع بقية أفراد العائلة ....

وبعد انتهاء السنة الثالثة كانت إليسا على وشك الانطلاق إلى الريف فقد تمت الترتيبات بشكل سريع ومنظم .... وهاهي تبادل الجميع بنظرات المحبة .... قال لها والدها :
- إليسا ... أتمنى لك وقتا ممتعا ...
- شكرا لك ....

قالت والدتها بلكنة حزينة :
- انتبهي على نفسك ...
- حاضر أمي ....
هنا نزل أخيها من السلالم بسرعة قائلا :
- إليسا ! ....... لا تنسي الهدية !!
- حسنا ...... بالتأكيد ..... إلى اللقاء ...
- إلى اللقاء ......

خرجت ونظرت إلى لوسي بجانب إدوارد، قالت لهما :
- كنت أتمنى أن ترافقاني ..
- آه يا إليسا تعرفين أن أحدهم لا يطيق البعد عني ...
- أتمنى لكما عطلة سعيدة ...
- ولك أيضا ...

تعانقت الصديقتان بحرارة ... ثم قالت لوسي بأسلوب مشاكس :
- إذا وجدت الشخص المناسب أحضريه معك .
ابتسمت لها إليسا وركبت السيارة في طريقها إلى المطار ...

في الطائرة كانت إليسا بقرب النافذة ... أخذت تتأمل بصمت البحار والسحب .... تنهدت وقالت في نفسها :
- الريف ! حيث تكمن الخلابة والصفاء !
أغلقت عينيها وراحت تتخيل وترسم صورة لرحلتها الريفية ... وغطت في نوم عميق ....




 
قديم 23-02-2008, 04:07 PM   رقم المشاركة : 4
katren
 
الصورة الرمزية katren





معلومات إضافية
  النقاط : 19090
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :katren غير متصل
My SMS Unable To Stay, Unwilling To Leave


أوسمتي
Icon26 ++ الجزء الثالث ++


هبطت الطائرة الأميركية في مطار العاصمة الألمانية برلين لكن إليسا تابعت الرحلة بقطار الأنفاق إلى فرنسا لتبيت هناك يوما ومن ثم تتابع الرحلة إلى الريف الفرنسي .......

وصلت إلى فندق( لو وربنك باريس) حيث يعتبر من أفخم وأروع الفنادق الباريسية .... والذي يتميز بطابع أنيق وساحر ... دخلت إليسا إلى غرفتها في الطابق الخامس وتمددت على السرير دون أن تخلع حتى حذاءها...


وعلى غير العادة ، نهضت مسرعة في اليوم التالي واستعدت للخروج إلى الريف .... قابلت في المصعد فتاة بدى عليها أنها أمريكية فقالت لها :
- أ أنت من أميركا ؟!
- نعم ... ويبدو عليك ذلك أيضا ...
- نعم ... أظنك من تاكسس ...
- هههههههه .... وأظنك من هوليود .....
نظرت إليسا إلى الفتاة بتعجب ثم قالت :
- من نيو يورك ....
- صحيح ! تبدين كالممثلات !
- حقا ! .....
هنا فتح باب المصعد :
- رحلة موفقة لك ...
- ولك أيضا ...


استقلت إليسا سيارة تنطلق بها من وسط البنايات الشاهقة إلى قصور الريف العريقة ... والمناظر الساحرة ! حيث أصبح تفكيرها منصبا حول روعة خضرة التلال ، زرقة السماء والهواء المنعش النقي ...


كانت إقامة إليسا في إحد قصور الريف العريقة والتي أصبحت في هذه الأيام فنادق للسياح الراقين ... في حين ظل جزء من تلك القصور التي تعود للقرون الوسطى متاحف أو ملكاً لأمراء فرنسا ...
بالطبع لم تجلس في الفندق فهي قادمة لأجل نسيم الريف النقي ... الذي لطالما اعتقدت أنه يزيل اليأس ويجدد الأمل ! ...


خرجت بلا مرافق أو دليل سياحي ، كانت تفضل السير على ركوب ناقلة ما ... لكن في لحظة أغرتها التلال الخضراء ... فسألت مزارعاً كان يعمل في أرضه ::
- مرحباً !
- أوه مرحبا !
- هل لي أن أعرف ماذا يختبئ خلف تلك التلال البعيدة ؟
- خلف التلال ؟!
- نعم تلك التي تقع في الجهة الشمالية !
- هناك توجد بحيرة صغيرة ... و منزل ريفي كبير ...
- رائع !
- لا ... مطلقا ! الجميع يتجنب ذاك المكان !


هنا نظرت إليسا بتعجب ، وقالت :
- عفوا ... لكن لماذا يترك الناس مكاناً جميلا ... خاصة بوجود بحيرة ما ؟!
- إنها قصة طويلة ! ربما لن تمانعي أيتها الشابة بكوب من الشاي ..
-سيكون من دواع سروري ..


استضافها ذلك المزارع المسن إلى داخل منزله الخشبي واستقبلتها زوجته برحابة قائلة :
- منذ زمن بعيد لم نستضِف شخصا هنا ... لا أحد سواي أنا وزوجي ...
- ماذا عن أبنائكما ؟!
- ابني الأكبر يدرس في المدينة ... وابنتي متزوجة ويعمل زوجها في العاصمة .. لذلك نحن هنا لوحدنا في الغالب ... ونراهم في الأعياد ...
- نعم ... الجميع يرغب في المدن والضجيج !
هنا نظر إليها الرجل المسن قائلا :
- هل تعرفينا باسمك ؟!
- أوه .. آسفة .. أنا إليسا والز ...
- تشرفنا بمعرفتك ... نحن عائلة سميث... تقاعدت من البحرية بعد ثلاثين سنة من العمل وجئت إلى الريف طلبا للراحة ...


قدمت السيدة سميث الشاي بطريقة أوروبية بحتة ... ثم قالت إليسا :
- أنتم من بريطانيا ، يبدو عليكما ذلك ...
- نعم ... أحببنا هذا المكان وجئنا للعيش فيه منذ خمس سنوات ... كلّ شيءٍ كان جميلاً حتى وقع ذلك الحادث المؤلم !
- حادث ؟!
- نعم ... إنه المكان الذي كنت تشيرين إليه ... كان ذلك المنزل لأحد أغنياء أوروبا ... وكان يدعى جيمس بندلتون ...
- نعم ...
- هذا السيد كان بارداً جداً ... حيث اتهم بقتل صديقه لغرض المال ، لذلك،ابتعد عن أعين الناس وجاء إلى الريف ...
- حسنا لم لا يذهب الناس إلى تلك الجهة ؟!
- لأنه في يوم من الأيام ،وفي تلك السنة الغابرة ...،حدث الحادث في ليلة باردة وممطرة ! ، حيث قتل هذا السيد ... بطريقة بشعة جدا ! حتى أصبح جزء من البحيرة مخضبا بالدماء .
- ألم يمسك أحدهم بالقاتل ؟!
- لا ... لا يوجد أثر واحد يدل على أنه كان هناك ثمة شخص معين ! فأغلق ملف القضية ...
- من الطبيعي في هذه الحالة أن تعود الأمور إلى مجاريها .
- نعم ... لكن قبل ثلاث سنوات استأجر رجل المنزل ... وقتل بنفس الطريقة ! فاعتقد الجميع أنها روح غاضبة ، ولم يعد أي شخص يرغب بزيارة تلك المنطقة !


صمتت إليسا فقالت السيدة سميث لزوجها :
- جون ! يبدوا أنها أول زيارة للفتاة ! لم تخبرها بالأمر ؟
- أريدها أن تكون على حذر ! لا نريد مزيدا من المآسي في هذا المكان الجميل .


هنا قالت إليسا بدون مبالاة :
- حسنا ربما كان قاتلا محترفا يود الانتقام من الرجلين ! لا أحد يعلم ...
- لكن ... كوني على حذر .. فمنذ شهران رأينا ضوءًا من إحدى الشرف .. وأخشى أن ذاك الشيء متعطش لمزيد من الدماء !


رن هاتف إليسا النقال فجأة ، فاعتذرت وخرجت مسرعة ، كان والدها والذي قال لها :
- أحد أصدقائي يقيم الآن في باريس ... ويقول أن لديه منزلا في الريف استأجره للعطلة ... وسعد باستضافتك ...
- هل أترك الفندق لأسكن معهم ؟!
- لا .. لكن على الأقل تعرفي عليهم ... لكي أطمئن أنك لست لوحدك !
- حاضر يا والدي ...
- حظا موفقا ...
- إلى اللقاء...


أغلقت هاتفها وتنهدت قائلة ::
- أتيت لمزيد من الحرية ! وهاهو قدري يجرني إلى أناس لا أعرفهم ....


توقفت لوهلة ثم قالت :
- عجبا لأمرهم ! ، روح غاضبة ؟! ، أين المنطق في هذا الكلام ...


أخذت ترمق التلال الرائعة والبعيدة بإعجاب ... كانت عبارة عن مرتفعات شديدة الخضرة ... فيها أزهار ملونة تزينها ... أخذت تتأملها حيث بدت كنقاط تلون المرتفع ، وقالت في نفسها :
- هل الخوف يبعث الأكاذيب ؟! .... كم يبدو ذلك المكان خلاباً ... يا إلهي ! كيف أنجذب إليه بهذه الصورة !


نظرت إلى المزارع الذي خرج للتو وقالت :
- شكرا لك سيّدي ...


ابتسم لها فيما ركبت عربة تجرها الخيول وقالت لسائس الخيول :
- أود الذهاب إلى تلك التلال !


نظر إليها بتعجب ، ثم قال :
- حاضر يا آنسة ...


كانت إليسا تحس بالإثارة كلما بانت التلال الخضراء وزاد قربها ووضحت زهورها ، حيث بدت وكأنها فتاة في الثانوية تستعد لقضاء مخيم في غابة ما !


هاهي الآن تبتسم بسرور لأروع منظر شاهدته في حياتها !


فما بين التلال كان منظرا ساحرا يأسر الأعين !
أشجار خضراء ، زهور رائعة تغطي بعض البقاع بطريقة عشوائية ، منزل حجري رائع وكأنه لوحة فنية ! خاصة وأنّ النباتات المتسلقة تمنحه صورة ليس لها مثيل !


ركضت لتقترب قليلا وقالت :
- راااااااائع ! بل .... آآآآآه أعجز عن وصفه !
نظر إليها سائق العربة وقال :
- هل أنتظرك يا آنسة ؟
- لا ... ربما يطول مكوثي هنا !
- إنه ضرب من الجنون !


نظرت إليه قائلة :
- بل الجنون بعينه أن يُترَك مثل هذا المكان ....
- هل أذهب ؟
- نعم ...
- ربما لن تجدي من يوصلك عند الغروب ...
- لا آبه كثيرا لأنه مجرد طريق طويل !
- حسنا


هنا مشت إليسا بسعادة إلى قلب المنطقة ... عند البحيرة ... قالت بسرور :
- هواء عليل ... وماء صاف ... خضرة مبهجة ... وزهور متفتحة ... هذا ما حلمت به !


أخذت تتأمل المكان بكل سرور ... وكأنها تود نسج هذه الصورة في ذاكرتها فلا تغيب عنها أبدا ... ارتمت تحت ظل شجرة وأخذت تردد في نفسها :
- هذا ما أردته ... مكان رائع ، وذهن صاف ... لكن ، ما الذي يجعلني أحس بالنقص ؟!


هنا عادت بالذاكرة إلى نيويورك ... كلام لوسي والجميع ... وقالت بصوت منخفض :
- تغيرت إليسا ... لم تعد تلك الفتاة ! ... لا أدري لماذا أفضل الابتعاد ... هل هو الخوف أم اليأس ...


أحست بالتعب شيئا فشيئا ، وتمنت لو أنها أحضرت صندوقها معها لأنه حل لكل هذه المشاعر المجهولة ، أغمضت جفنيها واستسلمت للنوم !


بعد فترة سمعت صوتا يميل إلى الهمس يقول :
- استيقظي ... أصبح الوقت متأخرا جدا !




 
قديم 25-02-2008, 03:08 PM   رقم المشاركة : 5
katren
 
الصورة الرمزية katren





معلومات إضافية
  النقاط : 19090
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :katren غير متصل
My SMS Unable To Stay, Unwilling To Leave


أوسمتي
Smile35 ++ الجزء الرابع ++


فتحت عينيها ببطء شديد ولم تر سوى ظل شخص يقف أمامها مباشرة ، قالت بصوت يائس :
- أرجوك لا تقتلني ، مازلت أتمسك بالحياة !

سمعت ضحك الغريب قائلا :
- مضى وقت طويل عن آخر مرة ضحكت فيها هكذا !
- إذا فأنت ترغب بالضحك لا القتل !
استمر بالضحك قائلا :
- ولم يرغب شخص في قتل شابة جميلة ، متمسكة بالحياة ...
- من أنت ؟!
- لحظة واحدة ! هل تدركين أين أنت الآن ؟!
- أنا بين التلال ...
- يا له من تعبير جميل ... أعطني يدك لأساعدك على النهوض ..
- ماذا ؟! لست مسنة وفي وسعي الركض مسافة ميل !
ضحك هنا بخفة ثم قال :
- حسنا يا آنسة ... تفضلي بالنهوض ..

نظرت إليه باستياء فهي تحس بالإعياء من السفر ، ولم تكن تتمنى الاستيقاظ حتى الصباح ! لكنها على الرغم من ذلك وقفت ، وهنا تمكنت من رؤية ذلك الغريب بوضوح ، كان شابا طويلا يتمتع بعينين ساحرتين ، شعره أسود اللون وابتسامته رائعة ، إليسا بمجرد أن رأته قالت :
- ابتعد عني !
نظر إليها بتعجب ، أكملت :
- لا تنظر إلي هكذا ! أعرف الكثيرين أمثالك ، المظاهر تعني لهم كل شيء ! ورغباتهم فوق كل شيء ! لا يعرفون للإيثار معنا ، ولا حتى للحب طعما !
- هناك أناس لا يعرفونك ، أو بالأحرى لا يسعون لاكتشاف جوهرك الداخلي ولا يكلفون أنفسهم حتى للاقتراب من الجوهر ... لذلك فإنهم يسيئون فهمك ، أليس كذلك ؟!

توقفت مندهشة من هذه الكلمات ، فقالت :
- نعم ، هو كذلك ...
- إذا لم َ تحكمين علي ّ من المرة الأولى ؟!
صمتت وكأنها لم تنتبه إلى تصرفها ثم قال لها :
- ماذا تفعلين هنا ؟!
- أنا ؟! لا أدري أحببت المنظر ؟!
- غريب ؟!
- ما الغريب ؟!
- أنا أقيم من شهرين في هذا المكان، ونادراً ما يأتي شخصٌ إلى هنا ويمكث حتى هذه الساعة !
- إذا أنت الذي تسكن هذا المنزل ! لذلك يرى الناس هذا الضوء ، فيخافون منه !
- أ أنت ممن يؤمنون بقصة الأرواح الغاضبة ؟
- بالطبع لا !
- إذا لم خفت من أن أقتلك ؟!
- لا أدري ... كنت نصف متيقظة !

ابتسم ثم قال :
- إنها التاسعة ! وأنت هنا لوحدك ، هل تعانين من شيء ما ؟!
- لا ، إنني أريد مزيدا من الهدوء ، بعيدا عن ضوضاء المدينة !
- هذه الأماكن خير ملاذ لمن يحب التفكير والتأمل ، لكنك تبدين وكأنك تحاولين الهروب ... من شيء ؟!
- بالفعل ! إنني أهرب من اللذين لا يفهموني ! لكن أفكارهم تلاحقني !

تنهد هنا قائلا :
- ما اسمك ؟!
- إليسا
- إليسا ... هذه الحياة قصيرة ... لا تستحق أن نأخذها بصعوبة ! ... حياتنا ترتبط بنا ، بإمكاني أن أعيش بسعادة في حين أن لدي القدرة على أن أقفل الباب على نفسي وأعيش بين الجدران !

نظرت إليه وبدت منشدة جدا إلى كلامه ... ابتسم لها ثم قال بصوت عميق وهو ينظر إلى القمر :
- هناك الكثير من الأشخاص يدركون ذلك متأخرا ! وهم يتمنون عودة الزمن إلى الوراء ليعيشوا كل لحظة بسعادة ، بعيدا عن الحزن والكره !

نظرت إليه وقالت :
- لمَ أرى في عينيك الألم ؟! أمثالك مكانهم في المدينة حيث الصخب والمظاهر !
- لم أحب تلك الأمور كغيري من الناس .
- ماذا ؟!
- لكنني الآن أحس بالندم ! لماذا أدرت ظهري للدنيا في وقت كان علي أن أستمتع بها !
- ربما لأنك لم تجد أناساً يفهمون ماتريد ؟!
- كان معتقدي ، لكنه كلام فارغ ! لا طعم للحياة بدون المغامرة ، عليك أن تخوضي غمارها ! يجب أن تتألمي لتجد اللذة في العيش ! هناك أيام مفرحة وأخرى محزنة ، لكن يجب عليك أن تكوني قوية ، وتأكدي ! ما من ليل دامس مهما طال يمنع الشمس من الظهور مجددا إلى الحياة ..
- كلامك هذا منطقي ! لكنني لم أصادف من يستحق !
- ربما كان حولك طوال الوقت ، لكنك فضلت البقاء مغمضة العينين بفكرة أنه لا يوجد في هذه الدنيا من تستحقين !
- هل تظن ذلك ؟!
- بالتأكيد ، لأنني لو ركزت على الزاوية المظلمة ، حتى وإن بدت خيوط النور لن أراها لأنني شغلت بالي وحصرت تفكيري في زاوية مظلمة ، بعيدا عن الناس ، حينها سأجد تساؤلات كثيرة لن أجد لها جوابا ، فجوابها لن يكون إلا مع الناس وبهم ...

نظرت إليه بعمق ثم قالت :
- كلامك قوي جدا ، وكأنك على علم مسبق بما أحس به !

صمت الاثنان وأخذا يتأملان في البحيرة ... كانت إليسا تردد كلامه ، وتتعجب من الطريقة التي يتحدث بها هذا الشاب ، سألته :
- أخبرتك باسمي لكنك لم تخبرني باسمك ؟
- أنا سيرفيوس لازاريوس من انجلترا
- واااااو ، تتحدث وكأنك من القرون الوسطى !
- منذ أن كنت صغيرا والجميع يرميني بهذا اللقب ..
- اسمك أثريُُُُُ جدا !
- حقا ! أتمنى أن أكون أحد الفرسان الذين لا يهابون الموت ، ويمضون قدما لنيل المجد !

نظرت إليسا إلى ساعتها فقال مباشرة :
- سأوصلك إلى مكان إقامتك ...
- سيكون لطفا بالغا منك ...
- هيا بنا !
- أين ؟!
- انتظريني هنا ...

مكثت إليسا في محاولة لتحديد مشاعرها ، فهاهي تحس بمزيج غريب ورائع .
- هل وجدت من يفهمني أخيرا !


- هيا أيتها الأميرة !
التفتت لتجد سيرفيوس يمتطي فرسا فقالت :
- محال !
- بلى ... هذا ريف ، هل تتوقعين سيارة فاخرة ..
- لا ، لكن لم أتخيل ذلك ..
- هيا بسرعة حتى لا تتأخري .

ركبت إليسا خلف سيرفيوس ، وقالت :
- رائع ... هل هو فرسك ؟!
- لا ، استأجرته من إسطبل قريب من هنا ... ليسهل علي التنقل ..أين تقيمين ؟
- في الفندق الذي أمامنا .. هل تراه ؟
- أوه ... نعم ...

وصلا إلى الفندق وقالت إليسا :
- لم لا تتناول العشاء في الفندق ؟!
- علي العودة فعشائي ينتظرني في المنزل .
- أ لديك خدم ؟
- لا لست بحاجة إليهم .. هل سمعتي عن مصاص دماء يمتلك خدما ؟!
قالها بحركة تمثيلية مرعبة ونبرة ساخرة ، ضحكت إليسا وقالت :
- كنت أسأل فقط لأعرف عما إذا كنت أنت تطهو .
- أنا ؟ أطهو ! ، لا ، لدي خدم بالتأكيد .. ما رأيك أن تتناولين الغداء في منزلي غدا .
- ألا يقيم معك أحد في المنزل ؟
- لا ، لوحدي منذ شهرين .
- أوه يا لك من شخص غريب ! لم تنصحني إذا ما دمت لا تطبق كلامك !
- قلت لك ، أنني أدركت كل شيء مؤخرا ! وأنا الآن في محاولة للبدء من جديد ! هل ترغبين بمرافقتي ؟
- سيكون ذلك من دواعي سروري .
- أراك غدا .

أمسك بيدها وقبلها ، امتطى فرسه ثم قال :
- غدا إذا ، سآتي مبكرا لاصطحابك !
- إلى اللقاء .

رمقته بناظريها حتى اختفى ، نظرت إلى النجوم وأخذت نفسا عميقا قائلة :
- شعور غريب ! هل سيكون هذا الشخص مهما بالنسبة لي ؟!




 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
 
الانتقال السريع


الساعة الآن 07:05 AM.
ترتيب أنيدرا عالمياً
Rss  Facebook  Twitter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

منتديات أنيدرا An-Dr للدراما الآسيوية و الأنمي

منتديات أنيدرا