طبعاً مصاصين الدماء معروفين دائماً يكونون مثقفين و مطلعين على كل ما هو جميل و معبر
لهم ذوق غريب دوماً (=
لذلك قدمت لكم
قصة من التراث الروسي بعنوان (( ماء الحياة ))
ترجمة / Soul Cradle a.k.a ALUCARD SENSEI
ترجمتها ترجمة أدبية (= جميلة جداً أضفت عليها الأسلوب العربي .
الغلاف من رسمي كاملاً باستثناء الخلفية
محتويات الغلاف
(( الصياد - زعيم الأقزام ))
القصة جميلة و فيها عبر رائعة
أتمنى منكم معرفة هالعبر فيها (=
ماء الحياة
حدثت هذه القصة في قديم الزمان , عندما كانت أوراق شجر الأرز و التنوب و الصنوبر تصفر و تذبل و تتساقط في فصل الخريف , و قبل أن تصبح مخضرة و مزهرة طوال فصل الشتاء.
بدأت هذه القصة عندما خرج صياد في يوم من الأيام إلى الغابات للصيد . راح هذا الصياد يمشي و يمشي و ابتعد حتى وصل إلى مكان لم يتجرأ أحد من الصيادين للذهاب أو الوصول إليه. وجد الصياد مستنقعاً طويلاً و كبيراً حيث لا يمكن لأي حيوان عبوره أو أي طير يستطيع الطيران فوقه. فقال الصياد في نفسه :"إذا كانت الحيوانات أو الطيور لا تستطيع عبور و اجتياز هذا المستنقع , فأي نوع من الحيوانات و الوحوش و الطيور يعيش على تلك الأرض" . وكلما زاد تفكير الصياد في الأمر زاد فضوله. فقال : " علي معرفة ما في تلك الأرض. علي عبور المستنقع مهما حصل و مهما كلف الأمر."
تراجع الصياد إلى الوراء قليلا ثم انطلق يجري بسرعة ليقفز عالياً فوق ذلك المستنقع, نجح الصياد في العبور . وقف الصياد و أخذ يلهث من شدة الجري. نظر من حوله إلى المكان , لا شيء جديد الأرض نفس الأرض وكذلك العشب و الأشجار. فقال : "يا للسخف. لم تكن هناك حاجة للقفز". و أن لبث الصياد حتى فغر فاه فجأةً من هول الصدمة. فقد رأى أمامه سبعة أرانب مربوطة بأحزمة و هي واقفة تنتظر بهدوء, ثم خرج سبعة رجال صغار من سبعة جحور, وهم يشبهون البشر تماما باستثناء الحجم فقد كانوا صغيري الحجم جدا . فعندما تخفض الأرانب أذانها يبدو أولئك الرجال أطول منها ,و بالعكس , يبدون أقصر منها عندما ترفع أذانها. فسألهم الصياد:" من أنتم؟" فأجابوا:" نحن الرجال الخالدون, و السبب في ذلك أننا اغتسلنا بماء الحياة . لذا نحن لا نموت أبداً. و لكن من أنت؟ ".فأجاب : " أنا صياد." فصفق الرجال الصغار من شدة الفرحة و هتفوا بصوت واحد: " رائع. عظيم." فتقدم أكبرهم و كان ذو لحية وشعر أبيضين , و قال للصياد: " لقد أتى إلى أرضنا وحش كبير و مفزع , نحن لا نعرف من أين أتى ذلك الوحش العملاق , لكنه قام بمهاجمة أحد أفراد قبيلتنا و قتله. نحن رجال خالدون لا نموت من أنفسنا إلا إذا هاجمنا وحش و قتلنا. أنت صياد, تستطيع مساعدتنا في تلك المحنة, فهل يمكنك اصطياد ذلك الوحش و قتله؟" فقال الصياد : " لم لا ؟ أنا موافق؟" لكنه قال في نفسه :" يا ترى هل سأكون قادرا على مواجهة و قتل ذلك الوحش؟"
انطلق الصياد لملاحقة و تتبع أثار الوحش. بحث الصياد و بحث لكنه لم يجد سوى أثار أقدام الأرانب, ولكن فجأة لاحظ الصياد بين تلك الآثار أثار أقدام حيوان السمور. عثر الصياد على السمور وقام بسلخ جلدة و أخذه ليستفيد منه ثم تابع بحثه عن الوحش. لم يجد الصياد الوحش , لذا عاد أدراجه حيث الرجال الصغار و قال لهم :" لم أتمكن من العثور على وحشكم الكبير المفزع كل ما عثرة عليه هو هذا السمور." صاح الرجال الصغار و قالوا:"هذا هو الوحش العملاق الذي قتل صاحبنا. انظروا إلى جلده. يا له من جلد كبير! يا لها من كف عريضة ! يا لها من مخالب حادة! " فقال كبيرهم للصياد:" لقد أنقذتنا و أنقذت حياة شعبنا لذا سنجازيك على إحسانك بإحسان مثله. انتظرنا . سوف نزورك و نحضر معنا لك ماء الحياة لتغتسل به و تصبح خالدا مثلنا. شكراً لك."
ودع الصياد الرجال الصغار و قفز فوق الوادي و عاد إلى الوادي حيث يعيش.أخبر الصياد أهله و أصدقاءه بما حدث معه و ما شاهده. وانتظر الصياد زيارة ضيوفه الصغار.
انتظر الصياد يوم , و يومان , و ثلاثة أيام و أسابيع و شهور و مضت الأيام و لم يأتِ الضيوف , ونسي الصياد الرجال الصغار ووعدهم له.
حل الشتاء . تجمد كل شيء, و تغطى المستنقع بالثلج الأبيض. و في أحد الأيام خرجت نساء القرية إلى الغابة لجمع الحطب. و فجأة شاهدت النساء الأرانب الصغيرة و هي تحمل الرجال الصغار و في يد كل واحد منهم جرة صغيرة فيها ماء الحياة . انفجرن النساء من الضحك عليهم فقالت إحداهن:" انظرن أنهم يمتطون الأرانب ." و قالت الثانية:" انظرن إلى أولئك الرجال الصغار كم هم مضحكون!" و قالت الأخرى :" يالهم من نكتة." و قالت إحداهن:" سأموت من الضحك"
غضب الرجال الصغار من تصرف النساء المخزي .فهم يعتزون بعرقهم و يفخرون به و لا يحبون أن يستهزأ بهم أحد. التفت كبيرهم إلى الخلف و صرخ و أمرهم بسكب ماء الحياة من الجرار على الأرض, ثم عادوا أدراجهم من حيث أتوا.
و بهذا لم يعرف الصياد بأمر قدومهم , كما أنه لم يحصل على ماء الحياة , بالمقابل حصلت أشجار الأرز و الصنوبر و التنوب عليه. ومن ذلك الحين وهذه الأشجار خضراء زاهية لا تصفر أوراقها و لا تتساقط طوال العام.