جدران طويلة ملونة بالأبيض قسمتها نافذة تطل على أحدى شوارع سيول
لتدخل خيوط الشمس معلنه بدء الصباح لطفل توسد جسده الضعيف سرير كبير
ذو غطاء اسود وفضي تبدو عليه ملامح الطبقة المخملية
ليفتح الطفل عينية ببطـء وهو يحاول النهوض .. ولكن ارتمى جسده بين أكناف الأرض الصلبة
ليعلن صوت سقوطه مجي الأصدقاء ..
ليتوك -- عزيزي هل أنت بخير ؟
-- نعم لا تقلق .. إجابة كيبوم بصوته المتقطع ..
هان – هيا لأرفعك إلى سريرك ..
أعيد الجسد الضئيل إلى أكناف قماش كان هو الشئ الوحيد الذي يحيط به منذ أيام
ليذرف الطفل الدموع مديرا ظهره للأصدقاء .. وكاتما شهقاته في قلبا لا يكاد
ينبض من شده الألم والحزن الذي يحتويه ..
.................................................. .........................
يجلس على طاولة لشخصين وهو رافع تلك الجرائد في يديه
وهو يتناول قهوته من ذلك الكوب المزين بالورود الصغير ..
ولكن ذلك الانسجام قطعة اتصال ما ..
وضع يده بكل هدوء على الهاتف ليرفع غطاءه ويجيب بهدوء ..
-- مرحبا
-- مرحبا .. هل هذه تحيتك لي ؟؟
-- ليتوك هيونغ ليس كذلك ولكن لأني لم أتعرف على الرقم لذلك أجبت برسمية ..
-- ألا تنوي العودة ؟؟
-- لا أستطيع .. فما زال والدي في حاله صحية سيئة ..
-- سيون .. هل تتوقع بأن والدك هو الشخص الوحيد المريض ..
-- هيونغ .. من تقصد ؟
-- أجعل قلبك يدلك .. ولكن أرجوك لا تتأخر ..
-- هيونغ ..
-- سيون .. سيؤنبك ضميرك أن تأخرت ..
بتلك الكلمات انتهى اتصال دام للحظات .. ليضع سيون في حيرة
من أمره وآلاف الأفكار تجول داخلة .. هل هو كيبوم ؟؟ هل حصل شئ للأعضاء ؟؟
من هو الذي يعاني ؟؟ من ...؟؟ من ...؟؟
ولكن لا يوجد إلا أساله .. تملك شجاعته وتوجهه إلى غرفة والدة
ليطرقها بهدوء ..
-- تفضل .
ليفتح الباب على غرفة ذات لون أحمر غامق .. يزين الجدران بعض من اللون الذهبي
ليرز جمال نوافذ ملأت الغرفة بأشعة الشمس الدافئة ..
توسطها سرير ذو خلفية ذهبية كبيرة .. يرتمي علية غطاء باللون الأبيض الناصع ..
المزين بألوان الملوك .. ليجيبه صوت مبحوح من خلف مكتب كبير أخذ حيزا من الغرفة ..
-- صباح الخير أبي .
-- اوه سيون . تفضل .
-- شكرا . أبي لقد أتيت إليك بطلب صغير ..
-- تفضل بني .
-- أريد أن أعود لسيؤول . أعرف أنه طلب صعب ولكن أحد أصدقائي
مريض ويجب على الاطمئنان عليه ..
-- ولكن ...
-- أعرف بأن العمل بيدي الآن ولكن سأذهب لأسبوع فقط من ثم أعود .
-- لماذا تطلب مني أذن الرحيل ؟
-- ماذا ؟
-- أنت كبير وتعرف مصلحتك وأنا لم أجبرك في يوم على العمل معي .. لذلك
عندما تريد الرحيل غادر دون أن تودعني حتى .. فهذا حقك .
.................................................. .........................
حل المساء بعد يوما ككل الأيام
ليطل من نافذته على شوارع سيول .. سحب تحذر من مطر غزير ..
ليبدأ الناس بالاختباء من ماء أنساب مع الرياح .. مع برق أضاء المكان
بقوة إشعاعه .. ورعد خطف صمت الحضور ليسمع صوت إغلاق الأبواب والنوافذ
لا يسمع إلا وقع المطر على أرصفة الطرق .
ولكن هذا الجو جذب جسده ليخرج إلى الطريق ليلامس قطرات المطر لعلها تزيل ألمه
ولكن شيئا فشيئا .. أصبح جسده مبتل كله ..
-- سيون .. سأتعود على رحيلك مهما كان الثمن سأنساك .. أعدك ..
نطق بها كيبوم وهو لا يستطيع التمييز بين دموعه وقطرات المطر ..
.................................................. ...........................
يجلس باستقامة على مكتبه وخادمة ذو الملامح الجدية واللبس الرسمي يقف بجواره
بصمت .
-- سأنتهي من الملفات .. وأعود مباشرة إلى سيؤول كيبوم انتظرني أن قادم ..
-- ولكن سيدي أن المطر غزير لذلك جميع الرحلات متوقفة لليوم .
-- حقا .. لم أنتبه لذلك .
-- فلتجهز السيارة .. سأذهب بمفردي ..
صعد سيارته بعد أن ودع والده .. وهو يتحرق شوقا للقاء شخصا ما ..
رمى جسده على كرسي السيارة وأدار محركها ليعلن صوتها عن بدء رحلته ..
وضع رجلة على الدواسة ليأمرها بالقيادة بأقصى سرعة لها ..
.................................................. ..................................
تجمع الأعضاء في سطح منزلهم ليروا المطر ينساب على أجسادهم
لعلة يخفف من الألم الذي يمرون به .. ولكن الصمت كان يقتلهم ..
مع رؤيتهم للبرق الذي نشر شعاعه تجمعوا في أحدى الزوايا .. لتحميهم مضله
خضراء لونها من المطر .. ولكن قطع صمتهم كلمات هان ..
-- لماذا لا نحضر كيبوم معنا ليرى المطر ؟؟
-- فكرة جيدة .
-- أنها ليس فكرة جيدة ..
-- هيتشول لماذا تعارض فكرتي .؟
-- كيوهيون لست أعارض فكرتك بل لأن كيبوم لن يتحمل عبء صعود الدرج ونزوله ..
-- آآآه لم أفكر بذلك معك حق .. أسف
ولكن ما يجهله أبطالنا بأن صديقهم قد رمته الآلام والصرخات طريحا في الطرقات
فاقدا وعيه من ألم أجتاح قلبه الصغير الذي لم يتحمل العبء ..
.................................................. .................................................
قلبه ينبض بسرعة وهو يبحث بعيون مترقبة لعلة يجد ضالته ولكن لا أثر
وأخر يأسه أطلق صرخة من بين شفتيه .. ليعلن عن يأسه ..
-- ريووك ماذا هناك ؟؟
-- كيبوم ليس موجود بغرفته ..
-- هل تأكدت ؟؟
-- نعم ليس موجود ..
ليبدأ الأصدقاء بعدها بالبحث عن طفلنا الصغير .. بقلوب تضطرب خوفا من المستقبل ..
بشفاه لا تردد سوى ( كيبوم . كيبوم ) .. بأيدي ترتجف من هول الصدمة ..