الفصل الثاني { مَاذَا يْحْدُثُ لَنَا }
لا تسمع إلا صوت وقع قطرات المطر .. ليطرق أبواب قلوب أصدقاءنا
فمازال البحث جاريا عن ( كيبوم )
-- لم أجدة
-- ولا أنا .
-- لنبحث في الخارج ؟؟ قد يكون خرج لرؤية المطر .
رد هان على كيوهيون و سونغمين .. بنبرة جدية جدا ..
.................................................. ..................................
طريق يحيطه من الجانبان أشجارا عظيمة .. لا ترى إلا أنوار سيارات تقطع
خيوط المطر المتواصل .. لتعلن عن توقف أحدى السيارات في حواف الطريق ..
ترجل الرجل من سيارته ..بذلك المعطف الثقيل ليحميه من المطر .. بوسامة عظيمة تعتلي ملامحه ..
لتقوده قدميه لمبني قديم رث الطلاء ذو أبواب خشبية شبه محطمة ..
ليطرق الباب بكل هدوء ..
-- مرحبا
-- مرحبـــ ـ ـ ـ ـ أنت ؟؟ ماذا تفعل هنا ؟؟
صدرت تلك العبارات من رجل في أواخر الستينات .. ذو شعر أبيض اللون ..
ذو ملابس شبة جديدة يحيط بين يديه .. شالا مزين بألوان الشتاء .. عاد لحديثة
ولكن بحزم ونبرة أعلى ..
-- عن من تبحث هنا ؟؟
-- أنه أنا طفلك الوحيد ألن تحتضنني حتى ؟؟
-- أنا لا أعترف بك كابني .. فأخطأك قد أغلقت قلبي ضدك ..
-- أبي .. أرجوك .. أنا أريد أن يعود إلى ؟؟
-- ماذا تريديه أن يعود إليك بعد أن وضعته في دار رعاية بيديك ..
-- أبي .. لقد كنت طفلا ..
-- أخرج من منزلي الأن ..
لقد محت الدموع جمال وسامه الابن الذي يرجوا عطف والده .. لينزل رأسه
بحزن ويحث خطأه .. ويعود إلى أدراجه دون النطق بكلمه واحدة ..
.................................................. ...............................
جسده الضئيل مرتمي على الطريق .. ليتعمق في ماضية ويعاني بمفرده في ظلام
الذكريات .. لينتشر الأعضاء الإحدى عشر ليبحثوا عن ذلك الطفل ..
في كل طابق – في كل مصعد – ليطرقوا على كل باب – ويسألوا كل شخص يرونه ..
ولكن بدل أن يجدوا الطفل المفقود .. وجدوا الشخص الذي قطع المسافة ليقابل كيبوم ..
يسونغ -- سيون !!
سيون – لماذا تبدوا متفاجئ ؟
ريووك – لا شئ ولكن ....
سيون – ولكن ماذا أجيبوني ؟؟
هان – كيبوم أنه مفقود ..
سيون – سيعود بمفرده .. هو يحب الجلوس بمفردة ..
ليتوك – إذا لم نجده سيموت !!
سيون-- ماذا ؟؟
ليتوك – لقد زادت حالته سوءا أكثر من قبل لا يستطيع حتى التحرك بمفرده ..
.................................................. .................................
في ذلك المكتب الكبير في وسط الغرفة ذو الجدران الطويلة
المكسوة باللون البني الغامق .. يجلس ذلك الرجل بكل راحة { جانغ }.. وهو يحدث ابنه { جون }..
-- بني نحن مضطرون لذلك ..
-- لا أنا لا أريد .. سأبقى مع الأصدقاء وأنت يمكنك الذهاب ..
-- جون ( أصدرها بصوت ينم على الحزم والشدة )
-- أبي
-- سنرحل وهذا قرار نهائي ..
.................................................. ...................
ليبقى الأصدقاء يبحثون عن { كيبوم } بكل أمل بقي في قلوبهم
وهم يدعون { الْرَبْ } بأنهم يجدونه وهو مازال حياً يرزق ..
..............
لقد كنت أمشي بين الطرقات وأسمه يتردد بين شفتي تلقائيا دون جهد يذكر ..
لأعبر الطرق بعينيين مترقبتان لرؤيته ..
إلى أن وصلت إلى طريق شبه ضيق .. ليجذبني قلبي لأمر عبره لأرى
فيه طفلا ملقى بين أكناف الأرض القاسية ..
لا أسمع منه إلا الشهقات الخافتة .. وأنا مازلت أقترب منه
ولكن صدمتي بأن ذلك الشخص كان صديقي ..
لم يسعني إلا أن رفعته من على الأرض لأضعه بين يدي .. بعد أن وضعت عليه
رداءي ذو اللون الأسود ..
ولكن { كيبوم } ماكان منه إلا أن يشبث في قميص سيون بقوه كالأطفال
ليذرف دموع الألم بين يدي شخص لطالما أحبه
وتخرج الحروف من بين شفتيه المتجمدتان ..
-- لــ لماذا .. تــ تأخرت ..؟ لقد كنت أنتظرك
-- أنا أسف ..
-- هذا كله بسبب غيابك
-- أنا أسف ..
-- لا تعتذر ولكن أخبرني بأنك لن ترحل مره أخرى ..
-- كيبوم .. أنا أسف ..
فقد وعيه بين يدي وقبضة مازالت تحتوي قميصي .. ودموعه تذرف
ليتم نقله إلى مستشفى سيؤول العاصمة دون أي تأخير