استيقظت كعادتي على صوت أبي وهو يستعد ويخرج لصلاة الفجر في حوالي الساعة 6 صباحاً وأطفأت منبهي قبل أن يرن في السادسة والنصف ....
صليت الفجر ثم مررت على غرف أخواتي ليستيقظن للصلاة أسمع صوت أبي في المطبخ يصنع الشاي ويحضر لنا الإفطار ثم يشغل التلفاز على قناة الجزيرة بصوت عالٍ كما هي عادته...
أنزل إلى غرفة المعيشة تحت، اللبنة التي كانت في يدي وقعت عني وانسكبت على الأرض نظفتها ثم جلست آكل بذهن شارد وأشرب كوب الشاي الدافئ والأصوات المعتادة تدور في خلفية عقلي أسمعها ولكن لا ألقي لها بالاً
أبي يصرخ من الطابق الأرضي على أخي الموجود في الطابق الثالث ليسرع حتى لا يتأخر على المدرسة أختاي تتناقشان كما هي العادة في "البوت" المناسب للجو اليوم أختي الأخرى تبحث عن "شيلة" لونها عنابي تناسب "جاكيتها" اليوم أختي الصغرى تبحث عن "ملابس السباحة" لأن عندها اليوم درس سباحة
يوم عادي جداً، والأخبار كذلك كانت كما هي على قناة الجزيرة فلسطين، العراق، شمال العراق وكردستان....... لا جديد
ثم كان الخبر الأخير في النشرة "... ضرب زلزال قوته 4.7 على مقياس ريختر...." قلت في نفسي إن شاء الله بس ما يكون في أندونيسيا وما يكون في ضحايا ".... الجزر البريطانية ولم يتسب......" شوووووووووووووووو بريطانيا ضربها زلزال، كيف متى OH MY GOD!!!
ومن هنا لم يعد صباحي كما كان فوراً بدلنا القناة إلى قناة BBC وبالفعل سمعنا الخبر بكل تفاصيله
ضرب زلزال شعرت به معظم المدن البريطانية في حوالي الساعة 1 صباحاً واستمر لحوالي 10 ثوان، لم تكن هناك أي خسائر في الأرواح، ولكن سقطت بعض المداخن القديمة في بعض البيوت، وظهرت تصدعات في بعضها الآخر.
أختي قالت أنها في حوالي الساعة الواحدة صباحاً شعرت ببعض الاهتزاز ولكنها عزت السبب إلى القطار الذي يمر قريباً من بيتنا، ونشعر به فقط في الليل عندما تهدأ الحركة المرورية.
زلزال، نعم زلزال، الأرض اهتزت من تحتنا ونحن كنا في سبات عميق "أوأمنوا مكر الله"
سبحان الله، تذكرت زلزال "بام" في إيران، حيث حدث في الليل وفي الصباح كانت المدينة استوت مع الأرض وراح ضحيتها آلاف الضحايا في غضون ثوان قليلة فقط
شعرت بخوف شديد!! لم أشعر بأي شيء!!
كنت نائمة... لم أشعر بشيء....
يا إلهي!!!
لسبب ما نظن أننا بعيدون عن المشاكل أو الكوارث الطبيعية التي ابتلت بها دول أخرى ولكن ما هو الضمان الذي يجعل نركن إلى هذا الشعور بالأمان؟
زلزال!!
لم أشعر بالأرض تهتز من تحتي ولكن اهتزت روحي من الداخل!!
رأيت وشعرت بمدى جهل الإنسان بما حوله، رغم ما وصل إليه من علم وحضارة وتقدم، فرغم هذه الثورات الهائلة في التكنولوجيا والفضائيات فما زال الإنسان جاهلا بما سيقع له بعد ثوان، وقد عجز العلماء رغم ما أوتوا من علم عن أن يتنبئوا بوقوع هذا الزلزال أو غيره من الزلازل والبراكين التي راح ضحيتها ملايين البشر.
أسأل الله لنا السلامة وأن يحمينا جميعاً من الفتن والكوارث دائماً أينما كنا ^_^
زلزال
/images/1152021545_a2.gif)
/images/1152021578_a3.gif)
العرض الشجري