قد اصبحت الساعة الثامنة والنصف مساءاً .. فنظر إلي جون وأخبرني بأن أنتظرهٌ بالخارج وهكذا فعلت
دقائق حتى خرج وهو يحمل على كتفهِ سارة ومعه حقيبة تبدو انها تخصها .. أشار إلى إحدى السيارات بالموقف وقال : أتبعيني
فلحقت به ..
كل ماراه ليس سوى مساحات واسعة من الاراضي الخضراء واحيانا يظهر بها عدد ضئيل من الماشية
ونادراً ما يظهر منزل أو اثنان ..
يبدو انها منطقة غير سكنية بما اراه عبر النافذة ..
مر وقت طويل ونحن بالسيارة .. جون منهمك بالقيادة , وسارة بالكرسي الذي يجاوره نائمة وهي تميل برأسها
نحو النافذة .. يبدو أن جون لا يعامل إبنته كما يُعامل أي طفل لم يبلغ الخامسة من عمره بعد , لا بد أنه قد مر بوقت عصيب
بالعناية بها .. ياترى أين والدتها ؟؟ ..
قطع أفكاري صوت بوابة حديدة سوداء وضخمة تقف امام السيارة وهي تفتح بشكل اوتوماتيكي
حدقت بها لبرهة .. ونحو نعبر الى الداخل حيث ينتصف طريقنا قصر كبير يبدو انه من القرون الوسطى
لشكله القديم ولكن جميل بنفس الوقت ..
تحيطه مساحة من الاشجار وبالمنتصف نافورة بشكل حورية تجلس على صخرة ..
يبدو ان من بنى هذا القصر كان متأثراً كثيراً بالاساطير القديمة ..
توقفت السيارة .. ونزل جون وايقظ ابنته سارة ثم نظر الي بمعنى " الحقي بي "
تتبعته الى الدرجات الكبيرة التي يقف على اعلاها تمثالين لنمرين مستلقيان ..
دخلنا القصركان جميلاً حقاً .. من حيث رؤوس الحيوانات المعلقة على الحائط
والموقد الكبير الموجود بغرفة الجلوس والسجاد الاحمر الذي يفرش ارضية المنزل
انه حقاً بيت جميل .. ولكنني لا انفك بالشعور بالبرودة تجعلني اشعر بالقشعريرة
وكأن الحنان والدفئ قد أختفيا من هذا المنزل ..
ظهرت فجاءة امرأة طاعنة بالسن تلبس لبس الخدم وتحمل على ملامحها ابتسامة بشوشة
انها تذكرني بهيلينا هل لها صلة قرابة بها يا ترى ؟
رحبت بجون وسارة بحرارة واخذت سارة بين ذراعيها وهي تقول لها : اشتقت لكِ كثيراً يا صغيرتي ..
ثم رفعت عينيها لتلقتي بعيناي فاعتذرت قائلة : اعذريني يا صغيرتي لم انتبه لوجودكِ هنا , اه أأنتِ ماريا ؟
ابتسمت لها : نعم يا سيدتي .. سررت برؤيتكِ
ردت لي الابتسامة باخرى كبيرة وهي تقول : اوه اهلا بكِ يا عزيزتي .. أنا مدبرة المنزل آنآ هوستين .. وكذلك والدة هيلينا, والتي انا أكيدة أنه قد سبق لكِ لقائها
" اووه اذاً هي والدتها .. انهما حقا متشابهتان "
قالت لي : هيا سأرشدكِ لغرفتكِ .. إنها مجاورة لغرفة سارة
حدقت بي سارة بسعادة عند سماعها هذا الخبر ..
نظرت خلفي لارى اين اختفى جون الا انني لم اره ..
" اين ياترى يكون قد ذهب ؟ "
سرت خلف آنا .. آه يبدو ان كل ما سأفعله حاليا هو الطاعة والتتبع .. على الاقل هكذا سوف أضمن
عودتي لأهلي ولقريتي سالمة ..
وصلت لغرفتي انها كبيرة جداً .. جدرانها ملونة باللون البنفسجي والستائر باللون الابيض
اما السرير فهو بالاحمر وشراشفه بيضاء اللون .. انها تبدو غرفة ً تبعث البهجة بقلب من يراها ..
دخلت الحمام .. لاغسل وجهي و اجدد ربط ضمادة ُجرحي ..
ومن ثم بدلت ملابسي وخلدت للنوم لشدة التعب ..
تسللت خيطان خفية الا انها دافئة واخذت تلامس خدي بحنان .. ابتسمت كعادتي
عند بدء يوم جديد .. لاني اؤمن بالمقولة التي تقول " ابتسم لتجعل يومك يبدو اكثر اشراقا "
سمعت طرق خفيف على الباب .. فإذ بها السيدة آنا تريد ايقاظي من النوم لتدعوني للافطار
نزلت للطابق السفلي وانا اقوم برفع شعري الى الاعلي .. فلم أجد سوى سارة تأكل طعامها
بهدوء ابتسمت لها ابتسامة صغيرة وردت لصحنها ..
تقدمت من المائدة وجلست مجاورة ً لها ..
يبدو الطعام شهيا .. لكن .. ماذا سيحل بي .. لقد بدأت اشتاق لاهلي
فانا لا اعلم اين انا .. او ماذا افعل ..
من دون ان اشعر ذرفت دمعة صغيرة سرعان ما قمت بمسحها
لا , لا يجب ان استسلام سأحارب حتى النهاية لأحصل على غايتي
اريد العودة لمنزلي سالمة دون أذى .. وهذا ما سأفعلهُ ..
حضرت السيدة آنا وكان يبدو على وجهها القلق ..
.gif "SnipeR (69)")
اااااااااااع ماشاء الله 
.gif "SnipeR (37)")
.gif "SnipeR (80)")
وووووق
العرض العادي
