في صباح يوم جديد , بالتحديد في منزل السيد ليوناردو هيلتون
على مائدة الإفطار , كانت روز تتناول طعامها بصمت وهي تستمع لكلمات والدها
التي يجب ان يطلقها في كل صباح واعظا لها
:" ربما ساتأخر اليوم في عملي , سأعود بحلول التاسعه ,
لا تحاولي الخروج لأي مكان ودعي السائق يقلك من جامعتك ,
أخبرت الجميع ان يأخذوا حذرهم لحين أتي بالحراس الجدد .
في حالة شعرتي بالملل يمكنك دعوة كاثرين الى هنا .. "
زفرة روز بملل وهي تضع الشوكة على الطاولة ثم قالت بحنق وسخريه :
" حسنا حاضر , وشكرا لأنك تدعني اذهب الى الجامعة كل يوم , انه لطف شديد منك .."
انتبه ليوناردو لنبرة الاستهزاء منها لينظر اليها بعتاب بينما هي خرجت برفقة الخادمة لتوصلها الى الباب بغضب
:" شبان هذه الأيام يتذمرون بكثره .."
قال ذلك الخادم القابع خلف ليوناردو ليخفف عنه ما رمته روز من كلمات
لكنه اجاب بهدوء :" لا , يحق لها التذمر كما تشاء لطالما ستبقى آمنه ...
اعلم بأنني اشدد الحصار عليها بأفعالي , لكن يجب ان تتحمل اكثر .. , "
صمت قليلا ثم اردف بسرعه :" مظلتها هنا !! اسرع واعطها مظلتها فربما ستمطر .."
هرع الخادم للخارج وهو يحمل المظلة قبل ان تنطلق روز لجامعتها ..
بينما ابتسم ليوناردو وهو يهمس :" يالها من فتاة .. "
-----------------------------------------------
:" مرحبا بعودتكِ انسه تيفاني .."
نزلت فتاة من سيارتها الفخمة بغرور وهي تقول :" اين ابي ووليام ..؟"
:" الرئيس موجود في مكتبه , والسيد الشاب في غرفته .."
تجاهلته بدخولها مسرعة لتأخذ طريقها نحو مكتب ريتشارد
دخلت بعد ان طرقت الباب بهدوء لتفتحه وهي تقول :" أبي.."
قابلها ريتشارد بأبتسامة طفيفة وهو يقول :" اهلا بعودتك .."
تقدمت منه قائله:
" لقد عدت حال ماانتهيت , بالمناسبه .. كيف حال جوناثان ..؟
أعلم بأنك تنهال عليه بالمهام كما اعلم بمضايقات وليام له"
اجاب الخادم العجوز هنري نيابة عن ريتشارد :" كل شيء هادئ وبخير , انستي لابد بأنكِ متعبه سـ..."
لم يكمل جملته حين صرخت الفتاة بحدة وهي تقول :" الا تراني اتحدث مع ابي فلما تقاطعنا .."
صمت العجوز بهدوء يجمع ماتبقى من كرامة عمره المهان ليجيب ريتشارد :" كما قال , انهم بخير"
زفرت الفتاة وهي تعود لرونقها الظاهري المغرور ثم قالت :
" اذن , متى سأرى جون , وايضا اظن بأنه يجب ان يأخذ اجازة من هذا العمل الشاق فـ هو يؤثر على علاقتنا .."
رد ريتشارد مجاريا لحديث ابنته:" حال ماينتهي , يستطيع اخذ عطلة بقدر مايريد .."
ابتسمت الفتاة بغرور لطلباتها المستجابة ثم خرجت مودعة والدها
نظرت نحو خادمتها التي تسير محاذية لها ثم قالت :
" اريدكِ ان تعرفي ماهو جدول جون هذه الايام .."
:" حاضر انستي .."
كانت ستستمر الى ان تصل الى غرفتها لكنها تراجعت وهي تقف عند غرفة وليام
طرقت الباب ثم دخلت من دون ان تسمع الرد
وقفت في منتصف الغرفة لتجده جالسا على مكتبه الذي في زاوية غرفته
:" لا أحد سيطرق ويدخل بهذه الطريقة ما عداكِ ايتها الطفله .."
ابتسمت تيفاني وتقدمت وهي تقول بنبرة متصنعه:" مرحبا وليام ,يبدوا بأنك اشتقت لي كثيرا .."
ابتسم بسخرية ثم اجاب:" أكثر مما تتخيلين , والان دعيني اكمل عملي .."
تجاهلته وهي تتقدم وتنظر الى ملفاته ثم تعاود النظر اليه وكأن هناك شيء تريد الحديث عنه
تراجع بكرسيه المتحرك ثم كتف يديه وهو يقول :" ماذا الان ..؟!"
اعطته نظرة متعالية ومشمئزة قبل ان تقول :
" سمعت بأنك تتقدم انت وجون في علاقتكم لدرجة انك حاولت قتله .. حاول ان تفسر لي من فضلك"
زفر بضيق مطولا وهو يحاول التحلي بالصبر لهذه الفتاة التي تنغص عليه حياته
:" يبدو بأن الاشاعات تنتشر بشكل غريب .."
لم تصدق كلماته لكن تعابيرها تجهمت وهي تقول بنبرة تحذيريه :" أحذرك , أن مسه أي شيء .."
لم تكمل عبارتها وهي تسمع قهقهاته العالية لتزيد حنقا
صمتت وهي تراه يضحك الى ان قال وهو يحاول تمالك نفسه :
" صدقا تيف , هل حقا ستخوضين هذه العلاقة الفاشلة مع ذلك المتشرد بغض النظر عن تبني والدي له ,
أي انه يعتبر اخاكِ قانونيا .."
اشاحت بوجهها بغرور وهي تقول :
" لا شأن لك بي .. ولست غبية لأنسى ذلك ,, فقط اعلم بأنني لن ارضى بأفعالك الحمقاء معه .."
تركته وخرجت ليهمس بعدها بغرور :" اجل صحيح , كلاكما لقطاء جئتما من مكان تملؤه القمامه ..
لاعجب مما اراه اذن ,"
كان جالسا في مقعد السيارة الخلفي ويملي عليه ستيف
بعض المهام التي سيقوم بها لهذا اليوم بحذافيرها
بينما يستمع بملل وهو ينظر لزجاجة النافذه التي امتلأت بالبخار الخارج من فمه
:" سآتي لأقلك هذه المرة بعد الجامعه ,
ثم سنذهب لأحد فروع شركات ليوناردو لنتم بعض الإجراءات اللازمة
حتى يتسنى لنا استلام اول سفينة شحن بحسب الخطه "
:" لا داعي سأذهب بنفسي .."
:" كما ترغب , اما في المساء فقد عزم الرئيس على اقامة مأدوبة عشاء
ودعوة بعض الاشخاص المهمين.. "
:" هل يتوجب حضوري ؟؟"
تمتم ستيف بتفكير لسؤال جون والذي ظهرت من خلاله نيته في عدم الحضور
:" آآ , أظن ذلك .."
- حال ماشعر بأن ستيف انتهى من كلامه ,
ترجل من السيارة ليدخل الى مبنى الجامعه بمنتهى التكاسل
ويحاول ان يكون طبيعيا ويتنازل عن جميع الافكار التي تدور في رأسه
:" ارجوك قلي مالذي تحاول فعله هذه المرة مع جبال هذه الملفات القديمه ..."
ابتسم جيمس وهو يلقب صفحات الملفات ثم يعطس وقد انتثر منها الغبار ..
استطرد كيفن بعد ان رأى حاله :" عاملون التنظيف هنا يشتكون منك يارجل .."
لم تتزحزح ابتسامة جيمس الواسعة وهو يقول :" سأريك ماوجدت , انه شيء بشأن تلك العصابه .."
جلس كيفن على احد المقاعد وهو يقول :" هاتٍ ماعندك.."
نفض جيمس الغبار عن الملف ليأخذ كيفن بالسعال ثم قال :
" من حسن حظي بأنني كنت من اشد المتابعين للجرائم التي تحدث في المدينة منذ صغري .. "
رد كيفن بستهزاء :" يآل براءة الطفوله .."
اكمل جيمس متجاهلا لعبارة كيفن :
" اسمع , كان هناك قضايا عدة بشأن اختطاف الاطفال سابقا تملئ الصحف ,و خصوصا الايتام منهم ,
وكشفوا بأن الخاطفين , هم عصابة او مجموعه ..
لديها طريقة غريبة ومجنونة في خطف الاطفال لعدة سنوات وأرسالهم لمدن مختلفة
لجعلهم يقومون بأعمال السطو والسرقه ..
وبما انهم ايتام فلا احد سيتعرف عليهم او حتى يبحث عنهم ..
طريقة ذكية, لكن الفاعل يبدو مُختلا عقليا "
اجاب كيفن وقد شده ماقاله جيمس :
" اظن بأنني اتذكر هذا الحدث , فلقد أُشِيع عنه في كامل البلاد لكن لا اذكر انهم قد امسكوا بهم .."
:" صحيح , و احزر متى اُقفلت القضيه .. "
فتح ملفا اخر كان يحوي صورة رجل عمره اقرب الى الأربعين , تبدو قديمة بعض الشيء بألوان شهباء ..
:" هذا الرجل يدعى سميث والز ... قد تم الامساك به في احد الليالي التي كانوا يجرون فيها عملية اختطاف ..
حال ماامسكوا به قرر ان يعترف بشرط تلقي الحماية الكاملة من قِبل الشرطة لأنه كان خائفا ..
لكنه وفي نفس الليله قُتل بداخل مركز الشرطه .. ليس هذا فقط ..
بل ان العاملين على القضية قتلوا ايضا ..وبما ان القضية قديمة
ولم يجدوا شيئا وانتقل عمل العصابة لمدن اخرى فقد اغلقوا القضيه "
دهش كيفن من الاحداث الغريبة التي بداخل ذلك الملف ثم قال :
" لكن , ماعلاقة كل ذلك بقضيتنا نحن .."
رد جيمس بحماسه وكأنه يستمتع بكل مايحدث :
" الكثير ياصديقي , اولا .. يبدو بأن قاتلنا الجديد كان يحذو حذو ذلك القاتل ..
لذا سأتتبع ملفات جرائمهم السابقه , .. ثانيا والاهم ..
كان لدى سميث والز مسدسا ذو طلقات تحوي نقوشا مشابهة لتلك التي وجدناها في الحفل ..
فأراهن على ان لها علاقة بمنظمتهم.. وسأبحث عنها ,
ثالثا من الواضح جدا بأنها سلسلة عمليات متتابعه منذ عشر سنوات وحتى الان ولم تتوقف بل عادة من جديد
لذلك يجب ان نتابعهم منذ البداية لنعلم كيف يفكرون "
وضع كيفن رأسه على حافة الكرسي براحة ثم قال :
" آه , انه امر معقد ,لأصدقك ماكنت سأفكر بما اخبرتني به ابدا"
رد جيمس بغرور :" اجل اجل ,فلديك صديق عبقري ,,
هيا اريد منك ان تبحث معي في جميع هذه الملفات القديمه ..
اريد ان أجد أي شيء له علاقة بهم .."
:" سأخرج لأبحث عن ذلك الفتى , يجب ان احقق معه مرة اخرى "
:" لا داعي لتمثيل ذلك اعلم بأنك تريد مقابلتها .."
نظر جيمس بحنق لكيفن الذي انشغل فورا بالملفات التي امامه
كان جون قد خرج من قاعة المحاضرات وجلس على احد مقاعد المقهى الصغير الذي اعتاد على صخبه
حتى تلقى مكالمة من كريس الذي بدا عليه الملل وحيدا بداخل شقته
:" ان كنت تشعر بالملل هكذا فلما لا تعود ادراجك .."
رد كريس بتذمر شديد:" يآلك من شخص قاسي القلب = ( , "
-
:" مرحبا جوني ^^ "
نظر جون الى الفتاة التي وقفت امامه تلقي التحية بكل لطف كعادتها
ارتبك قليلا وهو يبعد الهاتف عنه لكن سمع كريس من خلاله وهو يقول :
" ما , ماذا ؟جوني؟,, صوتٌ لطيف؟ .. ايها اللعوب انت تلهوا مع فتاة ! , لا اصدق ,
قلت لي بأنك لازلت عازبا فكيـف يـ ,.."
اغلق الهاتف متجاهلا له وادخله في جيبه وهو يرد بهدوء :" اهلا ,,"
اتسعت ابتسامة روز بمجرد ان رد تحيتها ثم قالت بتهذيب:
" ارجوا ان لا اكون قد ازعجتك , هل كانت مكالمة مهمه ؟"
:" لا , "
شعرت بخجل وهي تجلس وتضع كتبها الثقيلة على الطاولة بتعب :
:" ههـ~ يآلهي .. هناك امتحان غدا وهناك العديد من الدروس لم افهمها.."
صمت جون غير مبالي او يتصنع عدم الفهم بينما اكملت روز :
"آآ , مـ مارأيك ان تـ تشرح لي بعض النقاط .."
لاحظت نظراته التي اربكتها من دون سبب لتكمل بسرعه :
" بالطبع ان كنت متفرغا , اعني لـ لست مجبرا وايضا انها قليلة ولن تأخذ من وقتك ... اعدك"
عضت على شفتها السفلى بتوتر وهي تتوقع ان طلبها لن يلاقي ترحيبا اطلاقا لكنها مجبرة على المحاوله
- اول شيء خطر في بال جون الرفض بدون تفكير , لكنه اخذ ينظر لكتابها مطولا ,
تكتف وهو يفكر بأن حالته الان اقرب الى الملل لكنه قال بضيق طفيف :"ارني ما لديكِ .. ؟"
فرحت وهي تردد :" شكرا لك .."
همس وهو يشيح بوجهه :" لم اوافق بعد "
اخذت تقلب الصفحات وتريه بعض السطور من دروس لم تستوعبها
اما هو فقد كان يشرح لها باختصار شديد و آلية وجدية كبيرة
أظهرت لها جانبه الذكي لأول مره
مما زاد اعجابها به وهي تحمر خجلا حين يقترب و يدني نحو الكتاب
مسترسلا في شرحه ونظراته تتراوح بين عينيها وبين الصفحات بمنتهى الجديه
-
:" هل هذا كل شيء ..؟؟ "
سأل حال مانتهى وقد اخذ منه اقل من العشر دقائق لشرح كل شيء
شردت قليلا ثم اجابته بأرتباك :" أآ ,أجل , شكرا جزيلا .. "
ثم ابتسمت وهي تقول بمزاح :" ان كان هناك المزيد سأخبرك.."
:" ها قد وجدتك اخيرا .."
التفت نحو صاحب الصوت ليجد جيمس واقفا بأبتسامة نصر غريبه وكأنه قد وجد فريسته اخيرا
اشاح نظره عنه وهو يقول :" ولما قد تبحث عني !! .."
القى التحية على روز ثم اخذ مقعدا وهو يقول :
" اخبرتك بأنني سأقابلك مرة اخرى لأتحقق من ماحدث في تلك الليله ,
من المفترض بأن ارسل مجموعة رجال ليأتوا بك الى القسم لكنني لا احب هذه الطريقة كثيرا"
سأل جون بملل منه:" ماذا بشأن ذلك الحفل !! .."
:" روز ,, أرجو منكِ ان تتركينا قليلا فهناك مااود قوله ..."
نهضت روز وهي قلقة من المشكلة التي تشعر بأنها السبب فيها وابتعدت قليلا بحيث يمكنها مراقبتهم
-
اردف جيمس حال ماسنحت له الفرصه وبشكل صريح :
" لنقل بأنني اشك في مصداقية ماقلته لنا وانني اتمنى ان تقول ماحدث بالضبط "
اجاب جون بعد زفرة وهو يقول بنبرة بارده
" لا أعلم مالذي يفترض بي ان اقوله عن ماحدث ,
ان اردت ان تعلم فلما لا تمسك بأولئك المجرمين وتسألهم بنفسك .."
لاحظ جيمس نظرة غريبة رافقتها ابتسامة خبث لينهض جون بعدها وهو يقول :
" اخبرتك بأن لا تزعجني مرة اخرى"
لحق جيمس به و اوفقه بأن امسك بكتفه بقوة ليلتفت الاخير اليه بضيق
:" لم انتهي من حديثي بعد .."
صمت جون ليحثه على الاكمال بملل فقال :
" كان هناك اطلاق نار في تلك الليله .. فكيف تفسر ذلك "
:" ربما احد رجالك فعلها .."
كان واضحا لجيمس نبرة التلاعب التي يجيب بها جون وقد اغضبه ذلك
:" لما لاتقول بأنه كان سلاحك .."
:" لنفترض بأنه سلاحي , ماذا يعني لو كنت ادافع عن نفسي .."
اقترب منه جيمس وهو يقول :
" لاتتحاذق معي , سألتك سؤالا واضحا جدا , هل كان ذلك السلاح لك ام لا"
ضحك جون فجأة بشكل اثار حنق جيمس ثم اجاب :
" ولم علي ان اجلب سلاحا لحفلة خطبه ,
لأجعلك تقتنع اكثر وتكف عن ازعاجي ,, كان هناك فئة من الحراس مختصة بتفتيش المدعوين ..
فكيف سأمر منهم .."
اجابة جون عقدت لسان جيمس رغم انه لم يقتنع في داخله
وهناك شيء في عقله يصر على اتهام الشخص الذي امامه
:" لنقل بأنك اقنعتني هذه المره ... لكن ان علمت بأن لك علاقة بالامر فـ سأحظرك بطريقتي .."
- غادر بينما وقف جون محدقا ف الفراغ ويفكر
- * تبا لك .. .. يبدو بأنني سأضطر للتخلص منك قريبا *
:" هل هناك مشكلة بينكم .."
التفت لصوت روز ليجدها تقف بقلق وتراقبهم بصمت ليقول بعدها :" لا , لاشيء.."
اقتربت منه وهي منكسة وبدا على ملامحها حزنا طفيفا وهي تقول :
" انا اسفه .."
نظر اليها بتعجب لكلمتها فتابعت وهي تجلس على المقعد:
" لقد أدخلتك في مشاكل بمساعدتي في ذلك اليوم ..
اعلم بأنك نادم على مساعدتي لكن , انا سأقدر مافعلته دائما ..
لا اعلم مالذي يحدث حولي , لا ادري مالذي علقت فيه
ولماذا اشعر بوجود خطر حولي في كل مرة و اناس غريبين يريدون ايذائي ربما
, اشكر جيمس لأنه يساعدني دائما لكن انت ربما لن يعجبك الامر وسأتسبب في ازعاجك فقط "
انسابت دمعة منها من دون ان تنتبه لتلحق بها قطرات اخرى متتابعه
اخذت تمسح عينيها وهي تردد :" المعذره , "
لم يستطع سوى ان يتابع ماتقوله بصمت وقد توقف عقله عن التفكير بأي رد مناسب
لا يعلم مالذي يقوله , هل يؤيدها ام يواسيها او يخبرها بأنه لامشكله .. جميعها صعبه
لكنه نطق بشكل فاجئه اولا :" إن واجهتكِ مشكله , أخبريني .."
كانت نبرة آمرة غريبة أي شخص قد يسمعها سيتضح له مدى قلقه ..
تفاجئ من نفسه بشده , عض على شفته بندم كبير وهو يؤنب نفسه
• * مالذي قلتٌه !! *
دهش وهو يرى السعادة التي غمرتها وتخللها تورد وجنتيها البسيط وهي تقول بفرح :
" شـ شكرا , انت لطيف حقا"
" الى اللقاء .."
قالها وغادر من فوره متجهما وغاضبا بشكل غريب
هل يشعر بتأنيب الضمير تجاهها ؟ , هل ضعف امام دموع انثى
ام انه يريد استغلالها ويتوقع ظهور رجال وليام حولها عما قريب ..!؟
فلا طريقة للأمساك بالعدو الا بأعداد الطُعم ..
ردد في نفسه للحظات * لا سبب يدعوني للشفقة الان , لن تفسد مهمتي *
:" أؤكد لك سيدي , لا احد يعلم بشأن خطتنا سواي .."
:" احسنت ياسيد روي .. انت حقا شخص ذكي وانا متأكد بأنك تستطيع اكمال مهمتك"
:" بالتأكيد استطيع سيدي .. لكن "
:" لاتخف , أبنتك ستكون في أمان طالما انك تنفذ مانطلبه تماما .."
:" شكرا لك .."
اغلق فريمان الهاتف ثم وجه بصره نحو ريتشارد الذي قال بعد صمت :
" اريدكم ان تراقبوه جيدا , فأنا لا أثق برجال الأعمال هؤلاء .."
:" حاضر سيدي "
:" هل هناك أي اخبار عن ذلك الفتى الهارب ..؟؟"
:" لا سيدي .. حتى الان لم نعلم عنه أي شيء,"
:" لن يطول الامر حتى يعود ليبحث عني .."
ابتسم بعد عبارته بشكل خبيث ثم اتبعها بقهقهة واثقة
وكأنه يشعر بالمتعة رغم قسوة مايفعله
------------------------------------------------
وضع قدما فوق الاخرى بداخل شقة كريس وهو يستمع لكل عتابٍه المتتالي
وأسئلته المزعجة حول تلك الفتاة
وبحوزته كوب قهوة دافئة معاكسة للجو الشتوي البارد ..
:" يآلك من مزعج .. "
جلس كريس بحنق وهو يقول :" لم تخبرني بعد بهويتها ,, هل هي جميله !؟"
تجاهل كلماته بتنهيدة ثم سأله بشكل مفاجئ:
" هه~ .. لم تخبرني مالذي تخطط له ببقاءك حتى الان .."
نهض كريس متحاشيا جون واخذ كوبا ليسكب له بعض القهوة
ثم قال مغيرا مسار الموضوع:
" اتعلم ,؟! , اليوم ... انها ذكرى وفاة ماري .."
تجهم وجه جون بسماع تلك العبارة
واخذ يمعن النظر في ملامح كريس
التي حاول فيها اخفاء مدى حزنه العميق
بالنظر بداخل كوب القهوة وكأنه يختبئ بداخله
لا يملك جون المهارة في قراءة ما يخالج صدره
بسبب مهارته في الابتسام والضحك وهذا ما يجعله وحيد احيانا
صمت كريس بقليل من الحزن على حاله لكنه سرعان ما التفت ليقول :
" اذن , ما اسمها ..؟"
اجاب جون بحنق :" قلت لك لا علاقة لي بها .."
رد كريس بخبث :" الانكار , خير دليل على كلامي "
رشف جون من كوبه بصمت وهو يحاول ان يركز في اشياء اكثر اهمية بالنسبة له
رن هاتفه لينظر لكريس الذي بدوره علم بأن عليه ان يصمت لحين انتهاء المكالمه
رد جون وهو ينهض نحو المطبخ الصغير الذي خلفه
:" اجل ... اين ؟, كثف البحث في تلك المنطقه .. حسنا "
اغلق الهاتف والتفت ليجد كريس يقف وقد سمع المحادثة التي اجراها
اشاح بوجهه عن نظرات كريس المعاتبة حيث قال :
" الازلت تبحث عنهم ؟.. يالهي كم انت عنيد "
مسح بيده على وجهه بحركة تدل على احباطه من كتلة الصخر التي امامه
سار جون نحو باب الشقة ليخرج لكنه توقف ثم قال ..:"
:" هناك شرطي احمق يحاول الترصد لي , بدل شقتك من وقت لآخر وانا سأكون اكثر حذرا
اخرج بشكل خفي ولا تستخدم بطاقات الائتمان او الهوية ابدا ,, و.."
ابتسم كريس وقاطعه وهو يقول:" يكفي يارجل انت تقلل من شأني بنصائحك هذه .."
:" اآء .. حسنا ,,"
لم يكن على طبيعته حيث ابدا قلقه بشكل ملحوظ
وقد انتبه كريس على تخبطه وضحك لذلك
:" كريس.."
كان جون يبحث عن أي كلمات يحاول بها التخفيف عن مايشعر به صديقه في هذه الليله
لكن لم يجد شيئا غير انه قال بنبرة غريبة وابتسامة
تحمل كل مشاعر التشجيع والمواساة التي لم يستطع التعبير عنها في:
" أبلغ تحياتي لـ ماري .."
دهش الاخير ثم ابتسم بدوره ابتسامة تبدي قوته الظاهرية المصطنعه وهو يقول
:" بالطبع .."
كان يطرق اصابعه بتوتر على الطاولة في المقهى الذي بجانب شقته
وهو ينظر للساعة التي تشير الى الخامسة عصرا
اخذ يتذكر حين قابلها للمرة الثانية في هذا المكان البسيط
حينها لاحظ تواضعها وبساطتها وخجلها الكبير حيث كانت بداية اعجابه بها
قرر بحزم هذه المرة ان يتقدم خطوة اليها وان لا ينتظر اكثر
وتحت الحاح كيفن بأن يصارحها بما في قلبه سريعا
:" هيا ياصديقي كن رجلا واتصل بها .."
:" ماذا لو رفضت ؟؟"
قالها جيمس بقليل من الثقة المهتزة ليجيبه كيفن
:" لا اظن ذلك .. كما قلتلي يبدو بأنها لطيفة جدا لذلك اشك بأن ترفضك"
شد على الهاتف وقد عزم هذه المرة ان يخبرها بصدق مشاعره
ضغط على اسمها المخزن في سجل الاسماء بـ (كاثرين 3> )
اخذ يرن منتظرا بينما هو منتظرا الرد بشغف
:" مرحبا .."
تغيرت ملامحه لربكة وارتجف صوته وهو يقول :
" أ أهلا كاثرين .. ارجو ان لا اكون قد ازعجتك في هذا الوقت"
:" لا أبدا .. "
لحظات من الصمت حاول فيها جيمس التقاط بعض الكلمات واستجماعها في عقله
انتظرت فيها كاثرين بحيره ..
:" كـ كنت اتسائل اذا كنتي متفرغة يوم السبت لتقبلي دعوتي في المقهى القريب"
لاحظ صمتها لثوان اخذ فيها يدعوا من كل قلبه ان توافق
جاءه صوتها الطيف وهي تقول :" لابأس .. في أي وقت تشاء"
:" سأراسلك وآتي لأقلكِ بنفسي ,, شكرا "
:" لما تشكرني ..؟"
ابتسم بفرح ورد بعفويه :" لا لاشيء , حسنا .. أراكِ لاحقا .."
اغلق الهاتف بفرح بينما نظر اليه كيفن الذي استمع لكامل المكالمه
ثم قال بغيض :" هل ستدعوها على كوب قهوه؟؟؟"
:" اجل !"
زفر بأحباط ثم تابع :" هل انت احمق؟, من المفترض ان تدعوها لتناول العشاء
في مطعم فاخر على اصوات الموسيقى واضواء الشموع "
فكر جيمس بملامح بلهاء ثم قال :" ظننت بأنني سأتسرع ان فعلت هذا , "
:" يآلك من ذكي .."
كان وجهه متجهما , شاردا وذو نظرة لامعة بالحزن بعكس ما يكون دائما
احكم قبعته الزرقاء على وجهه اكثر وضم معطفه الاسود ليدفئه عن تلك الرياح الباردة
ثم مشى على احد الارصفة المليئة بالدكاكين ليلمح اخيرا دكانا لبيع الازهار
جعل من البائع ينسق له مجموعة من جميع انواع الزهور التي لديه في باقة واحده
استنشقها قليلا واستشعر رائحتها العطرة الطيفه
وهو يفكر* انها نفس رائحتِها ...*
اعطى البائع حسابه ثم تقدم نحو الشارع ليوقف سيارة اجره
قال للسائق حال ما صعد :" توجه الى المقبرة الجنوبيه .."
:" سنصل في خلال ساعة اذن"
:" لابأس .. "
اسند رأسه للخلف بتعب وهو يفكر بها
ليغط في غفوة فتبدأ الاحلام بمداهمته
-------------
سار بخفة في ممرات حي شبه خالي من الابنية وفقير في اقصى المدينه
لكنه مليء بالحدائق المتواضعة والمنازل الصغيره
كان يتلفت بحذر من ان يراه احد او يتبعه كـ الص او الهارب ..
اخيرا ظهرت له حديقة صغيرة بشكل دائري ذات سياج ابيض بجانب منزل جميل وصغير
رغم بساطته الا انه مصبوغ بألوان زاهية ليدل على الذوق الانثوي الذي يقطن فيه
كانت كل جهة من الحديقة مزهرة بنوع خاص من شتلات الازهار على مسارها بالكامل
بينما شتلات نبات الفراولة واشجار اليمون والتوت والتفاح تأخذ منحنياتها وتتجسد في مساحات الحديقه
فتح باب السياج الصغير الذي اصدر صوت صرير فاضح
:" من هنا ؟؟..كريس..؟؟"
ضرب يده بجبينه وهو يندب غباءه ثم قال بخبث :
" انه انا .. كنت اريد مفاجئتكِ لكن هذا الباب المزعج افسد كل شيء .."
تركه ودخل ليجد الفتاة التي اسرت قلبه وجعلت من عيناه تفيض حبا وحيويه
اقترب منها بنظرات الملهوف واكتفى بمراقبتها وهو يتحسر على الاسبوع الذي مر من دون رؤيتها
بينما ضحكت وهي تسكب بعض الماء على شتلاتها وتقول :" هذا افضل , لتكف عن ألاعيبك .."
ابتسم لرؤيتها تضحك وتجلس لتستنشق عبير الازهار التي تعبت في زرعها
جلس بقربها ثم قال بنبرته الحنونة وهو يمسك بأصابع يدها :" هناك جروح تملأ يدكِ .."
ابتسمت لقلقه ثم قالت :
" لابأس .. علي تحمل ذلك ان كنت اريد ان اعتني بهذه الازهار"
عقد حاجبيه بضيق ولم يعجبه ماقالته فأجاب :" ليس على حساب حبيبتي .. هيا لنذهب ونضمدها"
نهض جارا اياها نحو المنزل الصغير ودخل ثم اجلسها على اول كرسي قابله
احضر علبة الاسعافات والتي حفظ مكانها جيدا ثم فتحها وبدأ بتعقيم جراحها الأقل من بسيطه
بينما هي كانت لاتزال مبتسمة وقد لمعت خديها بأحمرار وهي ترا حماسه واجتهاده
:" اتعلم , لم لاتصبح طبيبا .."
:" هل تسخرين مني , حسنا لابأس سأسمح لكِ هذه المره "
ضحكت ثم اتبعت :" صدقا .. انت ماهر جدا .."
ابتسم بعد ان انتهى واقترب وهو ينظر الى عينيها ثم قال :
" انا طبيب خاص لحبيبتي فقط .."
لاحظ اشتعال خديها ولم تتوقع اجابته هذه فأنكست رأسها
بينما هو اخذ يضحك بشدة هذه المره
نفخت خديها بحنق وقالت:" كف عن هذا ..اعلم انك تريد احراجي"
هدأ اخيرا ليتقرب منها ويطبع قبلة على خدها
ثم همس بخفه مما جعلها تحمر وتبتسم بخجل:" أشتقت أليكِ .."
كان المكان هادئ وباردا بداخل سيارة السيد فريمان
التي رَكِبَها مُعه ليِقلهُ الى شركة ليوناردو لإكمال اجراءات صفقتهم
كان مرغما على الذهاب لذا وضع يده على خده وسار بأفكاره طوال الطريق
فقطع فريمان تفكيره وهو يقول :" الم تجد اولئك الثلاثة حتى الان ..؟"
اجاب بهدوء وكسل بالكاد يسمعه :" لا ..ليس بعد .."
:" هـآ ؟.. لماذا ؟"
:" انا من اخبرهم بأن يختبئوا بحيث لا يجدهم احد .."
ضحك فريمان بشكل جعل جون يعقد حاجبيه بانزعاج ليقول بعدها :
" ياصغير , منذ متى اصبحت تنصح اعداءك هكذا , كان يجب ان تتخلص منهم "
نظر نحو زجاج السيارة المليء بقطرات المطر متجاهلا اياه وهو يفكر بألف فكرة في عقله
مالذي يفعله كريس في هذه الاثناء , كيف يتخلص من ذلك الشرطي
اولئك الثلاثة الذي يشعر بحمل ثقيل حين يفكر بأنه سيتخلص منهم ايضا
وسيخلف وعده في تركهم يذهبون ...
انكش شعره بضيق وكأنه يريد ان يخرج تلك الافكار من رأسه لبعض الوقت
توقفت السيارة عند احد الشركات الضخمة بمبناها الذي يجاري السحب في السماء
ليترجل منها فريمان وهو يقول :
" اريدك ان تأخذ جولة حول الشركة وتستكشف كل نقاط الامان فيها وعدد الحراس ,
اذا انتهيت انتظرني هنا "
تعجب جون من طلبه ليقول :" لا اظن اننا سنضطر لاقتحام المكان يوما .."
:" اتبع التعليمات فقط .. فهذا الاحتمال وارد .."
قال ذلك الصوت المتحاذق الغريب وهو يرى الشاب الاشقر يدخل الى مخبأه المظلم المريب
نزولا بسلالم طويلة ووصولا بالصالة القابعة تحت الارض والتي بدا شكلها كالكهف تماما
ماعدا بأنه زينها بلوحات زيتية وتحف بدت ثمينة جدا رغم غرابة المكان
:" شكرا على دعوتك لي في جٌحرٍك الجميل .. انا في عجلة بما ان والدي يراقبني هذه الايام .. "
نهض الغريب من كرسيه وهو يقول :" بالطبع , مالذي تحتاجه هذه المره .."
تغيرت ملامح وليام ليتجهم وهو ينظر للغريب
الذي يصل شعره الاشهب لأكتافه وتبرز في وجهه علامة سطوة واضحه تدل تجارب قاسية وشخصية اقسى
" نفس مااردته اخر مرة فانت لم تنفذه .."
ضحك الرجل بشكل مفاجئ ثم قال :" هذا لايعتبر طلبا , فأنا قد وضعته ضمن اولوياتي الشخصيه , "
ابتسم وليام بخبث وهو يقول :" اذن فلا داعي لأكرر بأنك ان فشلت , فسيفضح امرنا "
:" لا تهتم ..انا متنبه هذه المره "
-----------------------------------------------------------
:" سيدي , ايها السيد لقد وصلنا .."
نهض كريس مفزوعا من غفوته وهو ينظر حوله
كان حلما جميلا تمنى ان لا يصحوا منه لدرجة ان قلبه اعتصر حين نهض
وهو ينظر للمقبرة التي توقفوا امامها لتظهر في عينه لمحت الحزن من جديد
:" هـ هل تستطيع انتظاري هنا؟؟"
:" حسنا , لكن لاتتأخر .."
ترجل من السيارة وسار ليدخل الى المقبرة الواسعه
كانت عيناه على قبرها مباشرة تشق طريقها الى ان وصل
ارتجفت اقدامه حال ماتوقف وتخدرت لتجلسه رغما عنه
شعر بأنه خائر القوى وهو يقرأ الاسم الذي على لوح القبر
[ماري كولن , 20 عاما , توفيت في عام 2010]
وضع الزهور بالقرب من القبر بعد ان استنشقها للمرة الاخيره
وكأنه بهذه الزهور يتذكر رائحتها تماما
ارتجفت شفتاه وهو يقول بغصة مؤلمه :
" مرحبا عزيزتي ..لقد اشتقت لكِ.. كثيرا.... ماري "
انسابت دمعة حارقة استشعر بها لهيب قلبه الذي يعتصر حزنا بفراقها
مسحها وابتسم ابتسامته المصطنعة وهو يقول :
" لاتقلقي لست حزينا , اصبح لدي فتاة اخرى وسأتزوج قريبا .. حتى انني سأعيش هنا بسلام كالسابق,
حديقتك لازالت كما هي , ومنزلكِ أعدت ترميمه مرة اخرى ... لم اعد فقيرا بل لدي الكثير من المال واعمل بجد و.."
انتفض وسد فمه بيديه وهو يقاوم رغبت قوية في البكاء كالطفل
تسللت دموعه بغزارة وحرارة وتتابعت شهقاته على ذكرى اخر لحظات بينهم
-
-
-
كان قد تلقى اخر تحذير من ريتشارد بترك تلك الفتاة الى الابد
والرجوع والانصياع اليه بدل التنمر ضد رئيسه كعادته
لكنه لم يسمع ولم يبالي بل خرج بعد شجار عنيف بينهم,
ذهب نحو منزلها وهو يتخيل بأنه سيجدها كـ كل مرة
تسقي الازهار وتشذب الشجيرات
لكن صدمة قد حلت عليه وشلت كامل اجزاء جسده وعقله
وهو يرى الحديقة قد دفنت بما فيها تحت التراب بعد ان احترقت وتحولت الى رماد
والمنزل قد اندلعت فيه النيران بشكل كامل
اخذ يركض كالمجنون داخل المنزل , بحث في كل مكان لكنه لم يجدها
فخرج للحديقة وهو يصرخ بأسمها ويتمنى بأن تكون بخير
لكنه وجدها ملقاة هامدة من دون حراك ومغرقة بالدماء
بكى وهو يرى جزء من قلبه بهذه الحالة المؤلمة ليصرخ بهستيريه:
" ماري.. ماري ارجوكِ اجيبيني..مــاري"
انتشلها وضمها الى صدره وبكى كالطفل تماما وهو ينادي باسمها ,
لا يدري كم من الوقت مر وهو يضمها بشغف ويصيح
لكن مهما طال ذلك الوقت
فمامن مجيب ....
-
:" انا اسف ماري , كل ذلك بسببي .. كنت متهورا وغبيا ,
ليتني ابتعدت عنك واستسلمت لهم ..
ليتني تركتك تعيشين بهدوء في حديقتك..
لقد حطمت حياتكِ ولن اسامح نفسي ابدا .... "
العرض العادي
