أقبلَ الفجر، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسـرَّهْ !
لا أَرى إلاَّ وُجُوهـاً كالـحـاتٍ مُكــفَـهِـرَّهْ
أو كمثلِ الرَّوضِ لم تتركْ به النكباءُ زهـرَهْ
وعيوناً دَنقـتْ فيهـا الأمانـي المُستحِـرَّهْ
فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٍ في الذي تهوى وتكـرَهْ
وخدوداً باهتاتٍ قد كساهـا الهَـمُّ صُفـرَهْ
وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جَمـرَهْ
ليسَ للقومِ حديث غيـر شكـوى مستمـرَّهْ
قد تساوى عندهُمْ لليـأسِ نفـعٌ أومضـرَّهْ
لا تسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهـم يجهـل ُ أمـرَهْ
حائرٌ كالطائرِ الخائـفِ قـد ضَيَّـعَ وكـرَهْ
فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ فـي البحـرِ إبـرَهْ
أيّها الشاكي الليالـي إنَّمـا الغبطـةُ فِكـرَهْ
ربَّما اسْتوطَنَت الكوخَ وما في الكوخِ كسْرَهْ
وخلّفت ظهرك القصورُ العاليـاتُ المُشْمَخِـرَّهْ
والمُسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ
وإذا مَسَّسـت حَصـاةً فهـيَ في عينيك دُرّة
لَكَ الحياة، ما دامتْ لكَ الأرضُ وما فوق المَجَرّهْ
فـإذا ضَيعتَهـا فالـكـونُ لا يَـعْـدِلُ ذرَّهْ
أيُّها الباكي رويـداً لا يسـدُّ الدمـعُ ثغـرَهْ
أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْـرَهْ
لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حيـاةَ الغيـرِ مُـرَّهْ
فتهللْ وتَرَنمْ ، فالفتـى العابـسُ صَخْـرَهْ
إنَّهُ الغد الواعد .... وقد لا يعود مَـرَّهْ
العرض العادي
