فُتِحت تِلكَ الصَفحة }~
لِـ : تطويَ آلآمًـآ قَـآتِمة .,
وَ نبدأ ذَلكَ الروتينَ اليوميَ
المُبتَدئ بـِ : { آلآمٍ جَديدة !
الورَقة آلأوَلّ :
-”{ بـِدآيةُ طَريّقِيّ }”-
آذنتُ لـِ عيّنَيًّ بـِأنّ تُفتَحـآ , لِـ تَمُر تِلكَ اللحظة بـِ هدوء !
لـِ تعُود إليَّ الذآكرة لمَـآ حَدث بـِ آلأمسس ..
فقَد إنسَـآبتِ تِلكَ الدمُوع المُترآكِمةَ أخيّرًآ لـِ تُريحَ قلبيّ ,
مِنَ الجَيّد بـِ أن اليَوم عُطلة لـِ كيّ أخرُجُ مِنَ المَنزلِ ولآ اتقيّدَ بـِه }
رَفعتِ أنـآمِلهـآ بـِ كسَل لـِ ترىَ تِلكَ آلسسـآعَةِ البيّضَآءْ ,
كـآنتِ تُششيرٌ إلى العـآششِرةِ صبـآحًـآ !
بَعثرت نَظرهـآ إلىَ ششكلِ غرفتِهـآ بعدَ تنهيدةِ رآحَة أخرجتهـآ ..
غرفَتهـآ التَي تَمّيزت بـِ ألوآنِهـآ المُشرقَة بـِ المنزل ,
لكنَ كـآنَت هنَـآكَ البعضِ منَ مشـآعِر الإكتئـآب ؛ أو بـِ آلأحرَى الكثيرُ مِنه !
نَهضت بـِ مللٍ روتِينيّ لـِ تنظُرَ إلى المرآه ,
كـآنَت عَينَيهـآ متورمةً وَ مُحمَرة مِنَ كثرةِ البكـآء و تلّكَ الدموع ..
- جيسس ! هيآ إلىَ آلإفطَـآر يَـآ كَسسولة !,
تـآففَت بـِ مللّ وَ آسرَعتْ بـِ رفع خُصلآتِ شَعرهـآ الغزَآلي بـِ طريّقةٍ غجَرية !
وَ ذهبَت مُسسرعَة , مُتَمنيةً بـِ أن تمضِيّ وَجبةَ الطعـآمٍ بسرّعه ..
وصِلت لـِ غرفةِ الطعـَآم وَ أخذَتِ نفسًآ عميقًآ وَ دخلّت ,
آتـآهَـآ ذلِكَ الصَوتُ الهَـآدئُ الذيَ هَز كيَآنهَـآ لـِ هِدوّءه :
- جيسس لمَآذآ تَأخرتِي ؟ لقَد إنتظَرنَـآكِ طويلاً !
- آسسِفةٌ يآ أبي ,..
جَلسسَت علّى كُرسيُّهَآ بعيّدًآ عَنه ]
كًآنَـت تُفَكرُ بـِ طَريقةٍ تجعلهَآ تخرجُ مِنَ المَنزل ~
أتـآهًـآ ذلكَ الصَوتُ النـآعمُ المُصتنَع :
- جيسس عَزيّزتي , شَقيقكِ ” ليُو ” مَششغولٌ بـِ فِرقته هلَ يمّكِنكِ
أن تجلبيّ بَعضًـآ منَ حـآجيَـآتِ المَنزل ؟
إنهمَـآ دَوّمًـآ يُفضِلآن ” ليُو ” عليّ !
مَهمـآ حصَلتُ عَلى درجـآتٍ عـآليّة لآ يَزآلُ هو المُدلَلّ ..
لكِنّ إنهـآ فرصةٌ للـِ خروجِ من منّزل آلإكتئـآبِ العـآلمي *
- حسسنـًآ أمي , أريدُ بعضَ النقودِ أيضـًآ ~
- آينَ النقودُ التِيّ أعطيتُكِ إيـآهـآ بـِ آلأمسِس ؟
- أبيّ , لَقد طَلّبتَ مِنيّ بـِ أن أنّفقهُـآ عَلى ” ليُو ” , إنهُ حتَى بـِ العِشرينَ مِن عُمره وَ تَقول بـِ أن أنّفِقَ عليّه مَصرُوفي الشَهريّ !
تَركَتِ المَـكـآن غـآضِبةٌ و اليـأسُ مسيطرٌ عليهـآ ,
تلَبستِ الدمُوعَ عينيهـآ لـِ تغزوآ وجنتيّهـآ و تَتوسطهـآ بـِ حرآرة
و قبَل صعودِهـآ لـِ غرفتِهـآ سمِعت هَذآ الحوآر الذيّ دآر بينَ وآلديهـآ :
- عزيزتيّ , كمَ تبلُغ جيسسّ مِنَ العُمر ؟
- أظُن بـِ أنهـآ ستنّهيَ ربيعهـآ الرآبع عششرَ هذِهِ آلسسنه ..”
إبتسَمتِ جيسس بـِ سخريةٍ علّى نفسِهـآ و علّى عَـآئلتِهـآ ,
مآذآ ؟ الرابع عششر !!
آآآه سـأنّهِيّ السآدس عششر غدًآ و لآ أحد يعلم ..
عِندَ إنسيّـآبِ تلكَ الدمُوعِ ليلةِ البَـآرحَة ,
كـآنتِ تعّلمُ بـِ أن دمُوعـًـآ جديدة قـآدمةة ~
لذآ نفسِيّ لمّ تتحَمل هذآ و بدأت بـِ فلّتِ الدمُوعِ .,
كَـ “آلآن” ~
إنسسَـآبتِ تلكَ الدمُوع الحَـآرة علّى وَجنَتيّهـآ
فوّرَ وصولِهـآ إلىَ غرفتِهـآ .,
آمسَكتِ دَفتر مُذكِرآتُهـآ البيّضـآء ~
وَ بدأت أحرُفهَـآ الحَـآرقةِ بـِ مُلآمَسسةِ تِلكَ الآسسطر !
تِلكَ آلأسسطُر ؛ هيَ الوحيدةُ التِي توفِر رآحة جيسس …
بدأتِ بـِ كتَـآبةِ مَـآ حدثَ لهـآ فيّ الليلةِ المـآضيه قـآئلة :
“{
إستيقظتُ علّى رَآئحةِ دُخَـآن .,
كـآنتِ آلرآئِحةُ تَقتلُ رئتيّ ~
فَتحتُ عيّنـآيّ بـِ تَبـآطُئ شديد !
حتَى وضحتِ ليّ الرُؤيـه ,
إنصَدمتُ لِـ رؤيةِ أبيّ السسَكـيّرُ
يحَـآولُ أنّ يحْرقنِيّ , لَكِنّ أمِيّ كـآنتَ تُهدئُه !
حِينهـًآ حقـًآ لَم آسستَطِع الحَركة و مُنذو تلكَ اللّحظَه ~
لم أصمت مِنَ البُكـآء ,
كرهتُ نفسٍسيَ !!
و آلآن عَـآئلتيّ لآ تعلّمُ بـِ أن عيدُ ميلآد طفلّتهُمـآ ,
هوَ غدًآ ~
}”
أقْفلَّتِ المُذكِرة وَ هَرُعتِ إلىَ تَبدِيلِ مَلآبـِـسهـآ ,
وَ عِندَمـآ إنّتهتِ خرجتِ إلىَ المطبخ لـِ تُخبـِر وآلِدتَهـَآ
بـِ أنّهـًـآ سـَ تَخرُج لـِ فتْرَة ~
- أمّي سَـ أخرُج قَليلاً ثمَ سـَ أعُود !
- تنَـآوليّ عششَـآئُكِ بـِ الخَـآرج اللّيلَه ..
- لمَـآذآ ؟
- سـَ يـأتيّ مُديّر فرقةِ أخِيكِ ليُّو لـِ لعَشـآء وَ لآ نُريّد أحدًآ لآ ضَرورةَ له !
صَرت جيّسس علّى أسنَـآنهـًـآ قهرًآ مِنّ شَقيّقهـآ آلأكبر ..
فـَ هُمّ يَهتَمُونَ بـِهِ أكثَرُ مِنّ جيسسّ مُنّذو الصِغرّ ~
إلّتفتتِ لـِ تَخرُج وَ إذ بـِهـآ تَرى “{ ليُّو }” يَبتَسسِم لهـًآ بـِ غُرور !
- أوهْ أهللاً بـِ “{ جيسس }” الفَتـآةِ الغَيّرُ مَرّغُوبٍ بهـًآ هنَآ , صَحِيح دَفتَرُ يَومٍيـآتِك وَ جَدتُهُ
مُلّقىَ علّىَ أرّضِيةِ غُرفَتُكِ أعطَيتُهُ لـِ كَلبـِيّ “{ فِيلّ }” لـِ يَتَسَلّىَ بـِهِ ~
نَظَرَتْ جيسسّ إلّى الكَلب وَ وجَدَت مُذَكِرآتُهـًـآ فِيّ فَمهِ وَ مُمَزَقَه وَ مَلّيئةٌ بـِ لُعـَآبـِهِ القّذِرّ ..
هَرُعتْ جيسسّ للـِ خَـآرج وَ هيَّ تَبْكِيّ بـِ حرآرة !
تَوسسَطَتِ تِلّكَ الدُمُوعَ الجَـآفَةَ وَجْنَتَيّهـآ ,
وَ كَـآنتِ تَرّكُضُ بـِسسرعةٍ جُنونِية و تَصتَدِمّ بـِ النّـآس ~
ليُّو المَحّبُوب فيّ المَدرَسسة وَ المَنزلّ }
يَتَصَنَعُ البَرآئةَ دَوّمـًآ وَ أنَآ أنَـآلُ عِّقَـآبَهُ ~
أريّدُ أنّ أخْتَفِيّ مِنّ هّذِهِ العَـآئِلَّةِ ,
حَتَىَ يَشعُرونَ بـِحُسّنِ مُعــآمَلَّتيّ لهم
إنّ كـآنَتِ فتـآةً أخرَىَ مَكـآنِيّ لـَ هرَبَتِ فَورًآ !
دَخلّتِ إلّى زُقَـآقٍ مَهجور لآ يُوجَد بـِهِ أحَد ..
كـآنَ مُظلمـًآ جدًآ !
وَ بسببِ دُمُوعِهـآ وَ الظُلّمَةِ الشَدِيّدة تَعَثَرَتْ بـِ شئٍ كَبـِير ~
إلّتَفَتتِ لـِ ترَى الشّئَ الذِيّ تَعَثرَت بـِهِ ,
وَ إذّ بـِ ششـَـآبٍ يَنّهض !
نظَرَ إلَيهَـآ وَ ذهَب ,
إسْتَغرَبت “{ جيسسّ }” مِنُهُ كثِيّرًآ ! ! !
لِمـآ كـآنَ مُسّتَلّقِيّ علىَ آلأرضّ ؟ !
حـآوَلتِ النُهُوضِ لّكِن حُنّجَرَتُهـَآ أطّلَقَتِ صَرّخةِ مُؤلِمه ,
لّقَد سَقَطَتِ علّى قِطعٍ منَ الزجَـآج وَ لّمْ تَشّعُرُ بـِهِ
نَظَرَ إلَيّهَـآ الشَآب وَ قَـآلَ بـِ صوتٍ
هَـآدِئٍ مُخِيّف :
- لآ تَصّرُخِيّ , إنَ المَكَـآنَ مُكتَضٌ بـِ السَكـآرَى !
- آسِفَه , لَكِنّ لَقَد سَقَطَتُ علّى الزجَـآج وَ لقَد إخّتَرَقَ جِلّديّ ~
تَقَدَمَ الفتَىَ لـِ يَرَى قَدَمَهَـآ ..
- أعّتَقِدُ بـِ أنّ الصَرَخَةَ لّيسَتِ بـِسَبَبِ الزُجَـآجّ ,
بَلّ لأنّكِ لَوّيتِيّ كَـآحِلّكِ !
مـَآذآ سـَ آفعلُ الآنّ ؟ آلآلّمُ يُسِيطرُ علَيّ ~
وَ كـأن جلّديّ قَد تَمَزَق و قَدمِيّ كُسرَت !
يـآإللهيّ هل مِن مزيدٍ مِنَ الألآمّ !
نَظَرَ إليّهـآ الفَتَى و كَـآنتِ مَلآمِحُهَآ مُشتَتَه ,
- يَجِبُ أنّ أخُذَكِ إلّىَ أقرَبِ مَشْفَىَ ..
صَرَخَت قـآئله :
- لآ , سـَ أبْقَىَ هُنـآ وَ عِندَمّآ يَخِفُ الألمَ سـَ أعُود , شُكْرًآ لكَ !
- إنّ المَكـآن هُنـآ مَلِّيئٌ بـِ السَكَـآرّى ..
كَـآنتِ تتَأمَلُ وَجهُهُ الهَـآدئِ جدًآ ,
صَوتُهُ هـآدئٌ مُخيّف !
و المُرّعبُ أكثَرَ مِنّ ذَلِكَ هُو وَجهَهُ المُلَّطَخ بـِ الدِمَـآء ..
ايضًـآ تلّكَ المَلآبـِس المُمَزَقه ~