:[ نـ،ـصفـ .. سـ،ـ..ــاعـ،ــة ! ]:
لإزالة كل الأعلانات،
سجل الآن في منتديات أنيدرا
السلام عليكمـ و رحمة الله تعالى و بركاتهـ
أقدمـ لكمـ إحدى قصصي القصيرة
متمنيةً أن تنالـ إعجابكمـ ^^
~:[ نـ،ـصفـ .. سـ،ـ..ــاعـ،ــة ! ]:~
.
.
-لم يتبق لكِ سوى نصف ساعة على موتكِ
بذلك الصوت الحاد و بتلك النبرة البائسة و الكلمات المتثاقلة، أردف الطبيب قائلاً....
و أنا لم أصدم و لم يعتري جسدي الحزن أو اليأس، الصمت وحده كان عنوان هيأتي، أنا المريضة الملقاة على سرير المستشفى، مازالت لي نصف ساعة لتوديع هذه الحياة !
أخذ الطبيب يخطو خطوات الإحباط خارجاً ، و كأنه هو من سيموت . أنا لا ألومه فأي شخص يسمع بوفاة أحد ما كان يقطن عنده عدة أشهر سيحزن عليه، لكن ماذا عن الذي يعيش معه منذ صغره ، هل سيحزن؟
الساعة لا تعرف شيئاً آخر غير دوران عقاربها إلى ما لا نهاية من الزمن، أما زمني – أنا – فسينتهي في غضون نصف ساعة !
لكم تمنيت أن يتوقف الزمن، و لكن عجباً فأمنياتي يستحيل تحقيقها .
كل من في الخارج ينتظر وفاتي ليباشر كل واحدٍ منهم عمله، لا أحد يستطيع مواساتي، حتى الدموع أبت الخروج ...
أتذكر طفولتي الحافلة بالمغامرات و الاكتشافات ، كنت أسافر إلى حيث أشاء، اشتري أغلى الثياب لا أحد يمنعني و الجميع يلبي طلباتي، كيف لا و أنا غارقة في الأموال و مغريات الدنيا، و لا أنكر وجود من يحقد علي.
نسيت حينها أن تلك السعادة التي عشتها ما هي إلا سعادة مزيفة ، ليتبين لي الآن أن الموت مهما دفعت له من نقود فلن يبتعد لأنني سأموت عاجلاً أو آجلاً....
في هذه الأثناء حضرت جدتي و تشوه منظرها تلك الدموع المزيفة ! نعم إنها مزيفة.
فكم عانيت في الماضي من تهديداتها و طغيانها، و كم حقدت علي لأنني كنت الوريثة الوحيدة للعائلة، فقبل وفاة أبي كتب وصية مفادها أنني الوريثة الوحيدة له، كل أفراد العائلة حسدتني و حقدت علي، لأنهم كانوا متيقنين أنني قمت بعمل شيء ما لأكون كذلك ، و في الحقيقة لم أفعل كنت ضحية ظلهم ، و لا أنكر أنني فعلت أشياء بحقهم ، لأجد ما ألوم بهِ نفسي الآن.
وضعت زهوراً فوق أحد الكراسي و جلست على الآخر، أما أنا فلم انطق بأية كلمة ، فآخر شيء كنت أتوقعه هو مجيئها.
كانت تقول أن الأطباء مخطئون و سأشفى و سأعود كما كنت في السابق...إلى آخره من الأوهام.
أنا لم أعر ذلكـ أي اهتمام لأن التعب بدأ يسري في عروقي و ساعتي قد اقتربت . و بعد هنيهات من الكلام الفارغ ذهبت جدتي
و في النهاية استسلمت و قلت لها بصوت شاحب على الرغم من كل شيء : شكراً لكِ على هذه الزيارة ، و أنا سامحتكِ كما سامحت الجميع ، و أتمنى أن تسامحوني إذا قمت بعمل أي شيء بحقكم.
ارتسمت على وجهها ابتسامة ، لا أخفي عنكم أنها ابتسامة جميلة و تمنيت لو تدوم، و لكن في النهاية انصرفت جدتي، و أعلم أنها مازالت في المستشفى منتظرة موتي !
هكذا مرت الخمس عشرة الدقيقة الأولى على موعد وفاتي...
ماذا بعد موتي ؟ هذا السؤال يتكرر في ذهني كثيراً ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل سيبكي شخص ما من أجلي؟
لا شكـ أنهم سيحزنون ، و ربما قد يبكون و بعد ذلك سينسون و سيستمتعون بما تبقى لهم من عمر، و سأصبح – أنا – مجرد حفنة من الماضي المنسي ، لا ألوم أحدا ، لأن كل شخص يريد نسيان أحزانه و يغيرها بما هو سار.
أجل! لذلك لا عجب أن ينسوا تلك الفتاة التي تعد دقائق وفاتها.
فقط التفكير في هذه الأمور يشعرني بحزن عميق و لدهشتي العظيمة أجد دموعي غير قادرة على توديعي،
كانت لدي رغبة في البكاء على نفسي و عن السنين التي مضت بسرعة ، لكن ... ما فائدة ذلك الآن و كل شيء قد انتهى !
ناديت على الممرضة ، و قلت لها أن تحضر لي مفكرة و قلماً
أريد أن أكتب شيئاً ما في هذه الدقائق المتبقية لي، للحظة أحسست أن العالم أصبح هادئاً ، لا أسمع صراخ المنكوبين و لا سيارات الإسعاف، كل شيء هادئ، و هذا ما أحتاجه لكتابة كلمات ستظل هنا بعد وفاتي.
و لكن هل سينتبه أحد ما لما كتبت؟ أشك في الأمر، فلم يزرني أحد ، فقط جدتي التي لا تأبه بأي شيء أكتبه.
كتبت و انتهى الأمر مع أنني أعلم مصير كلماتي ، و لكن... هذا أفضل من أن تبقى ذكرياتي سجينة دماغي فقط
مازالت خمس دقائق، إرهاق فظيع ينتابني ، سأستريح لأتهيأ للموت، أغمضت عيناي ،
و قلت في سري : هذه آخر مرة أراك فيها أيها العالم، هل ستشتاق لي؟
تركت ذلك السؤال بدون إجابة، و إذا بدمعة تخرج من عيني فور إغلاقها لتودعني....
[ النهاية ]
ملاحظة : قمتـ بنشر هذهـ القصة باسمـ kikoi
و هي فقط أناآ ~> للتوضيحـ فقط ^^"
أنتظر آراءكمـ
في أمان الله
الموضوع الأصلي :
:[ نـ،ـصفـ .. سـ،ـ..ــاعـ،ــة ! ]: || الكاتب :
Miss News || المصدر :
منتديات أنيدرا