×|| هناكـَ أَرَى ابْتِساَمةً لَطيِفَة ... وَسَطَ الأَحْزاَن ... ||×
لإزالة كل الأعلانات،
سجل الآن في منتديات أنيدرا
السلامـ عليكمـ و رحمة الله تعالى و بركاتهـ
أهلاً بالجميعـ ^_^
كيف أحوالكمـ و أخباركمـ ؟
ان شاء الله الجميع بخير
...
جئتـ اليومـ بقصة جديدة كتبتهاآ من زماانـ
وقبلـ القصص التي عرضتهاآ مسبقاً هناآ
أتمنى أن تنالـ على استحسانكمـ : )
...
×| هناك أرى ابتسامة لطيفة...وسط الأحزان... |×
ارتدت ملابسها و قالت بصوتِ خانق وسط الثياب : سأذهب يا أمي إلى المسرح لأتدرب قليلاً، فلا تنتظريني للغذاء فقد أتأخر.
ردت عليها والدتها بلهجة آمرة : أ مازلتِ تتدربين؟ حسناً، لا تتأخري أكثر من ذلك
و كانت ستضيف : اهتمي بنفسكِ فالحرب قد أبادت المدن المجاورة. لكنها لم تفعل ذلك.
و قالت ابنتها بابتسامة صنعتها شفتاها بمشقة : أريد أن أحقق هدفي و أن أجعل الجميع سعداء،
هي فتاة تهوى التمثيل و خصوصاً على المسرح الفكاهي، حتى تجعل الصغار و الكبار يبتسمون و لتسمع ذلك اللحن العذب ألا و هي الضحكات البريئة.
توفيَ والدها في مدينةٍ مجاورةٍ و قد كان يدافع عنها بشجاعة، تعيش هي الآن مع والدتها وسط توتر قد سيطر على المدينة لأن المدن المجاورة تعلوها صرخات آلام الحرب، باستثناء بعض المدن الصغيرة.
تُسمى [ هيفاء ]، البالغة من العمر السادسة عشر ، تهتم بكل من يحيط حولها، صغاراً كانوا أو كباراً
و لديها هدف و هو أن تقدم أحسن ما لديها في مهرجان الربيع، لذلك هي الآن تتدرب
صحيح أنها مازالت مبتدئة، لكن إرادتها قوية لجعل الناس المنكوبين يبتسمون ويشعرون بالسعادة.
::
عند فتحها باب المسرح قالت : مرحباً
أجابها أحد العاملين بنبرة يملأها الحزن : أهلا بكِ [ هيفاء ]
لاحظت [ هيفاء] الحزن البادي على وجه العامل فتساءلت عن ذلك
فأجاب العامل : لقد توفيَ أهلي في المدينة المجاورة. ثم بدأ يصرخ : لقد قتلوهم أولئك الأعداء ، لا رحمة فيهم و لا شفقة
كم أود سحقهم بين أصابعي.
[ هيفاء ] لم تشأ زيادة كلمة بعد سماعها لجملِ جعلت إرادتها أقوى و أقوى
لذلك قررت أن تعمل بجد لكي تجعل الجميع يبتسم
ظناً منها أن بالابتسامة ستعيد السعادة للجميع، ....
و هكذا تدربت على هذا المنوال: ترتدي ملابسها المضحكة و بحركات تعبر عن رسالتها المضحكة
استغرقت في التدريب إلى أن أتت صديقتها.
فقالت لها : مرحباً [ رغد ]
ردت عليها : أمازلتِ تتدربين؟ نصف المدينة قد غادروا و آخرون يستعدون للمغادرة و أنتِ هنا بهذه الملابس السخيفة ، أتعتقدين أنها ستحميكِ من هجمات الأعداء؟
قالت [ رغد] كل هذه الكلمات التي كانت بالنسبة لـ[هيفاء ] صدمة تلوَ الأخرى.
فأردفت قائلة : يغادرون؟ و لكن نحن ليس لدينا أي دافعٍ للهرب، المفروض أنهم يستعدون لمهرجان الربيع و ليس الهروب.
فردت [ رغد ] : ألا تفهمين؟ هناك حروب في المدن المجاورة ومن البدبهي أن تُقصف مدينتنا في ليلةٍ أو ضحاها.
قالت [ هيفاء ] بكل أسى : و ماذا عن تدريباتي؟ ماذا عن المهرجان؟
أجابتها: إنسيْ...فالوقت يمضي... و الحياة هي الأخرى تمضي ...
خرجت [ رغد ] تاركةً خيبات الأمل تعلو وجه [ هيفاء ] ، لا تعلم ما الذي ستفعله، و من شدة تلك الصدمات أكملت تدريبها بدون وعي منها، تفكر في الحروب و المعاناة التي ستحل هنا، و جسدها يتحرك بدون أدنى شعورٍ منهاَ.
قاربت الساعة أن تعلن منتصف الليل، و [هيفاء] مازالت تتدرب
و تردد بصوت منخفض : لن أستسلم، لن يضيع أملي في إسعادهم هباءً، قد تكون تمزح معي فقط....لن أستسلم...
أما والدتها فقد أُرغمت على مغادرة المدينة مع جماعة من الناس ، لم تجد أي طريقةٍ للوصول إلى ابنتها التي مازالت في المسرح، و لم تجد أي وسيلة لإخبارها ما الذي يجري .
و عند الفجر، عادت [ هيفاء ] إلى المنزل ، صُدمت عند إدراكها أن والدتها ذهب و لن تعود لتستقبلها كالمعتاد، و في تلك اللحظة أحست بفراغِ مرعب سلب والدتها إلى أبعد مكان في العالم ، فقط الأثاث المُرمى على الأرض بطريقة عشوائية ، هو من رحب بها بطريق حزينة، ليخبرها أن هناك من أتى إلى هذا المنزل.
و من كثرة التعب غفت [ هيفاء ] قليلاً ، بدون أمرٍ منها لفعل ذلكـ ، و نامت ...
كانت دموع حارة تشق مسيرتها في وجهها الذي افتقد لمعته بكثرة التعب ، و تلقي الصدمات،
يدان ترتعشان من وحش الحرب الهائج، الذي سلب والدتها، لا تعلم إن كانت حية أم ميتة
فقط التفكير في هذه الأشياء جعلت [ هيفاء ] تستيقظ، لتفتح عيناها على كابوس آخر و لكن هذه المرة حقيقي.
::
ذهبت [ هيفاء ] إلى المسرح فغداً موعد المهرجان، و كم تمنت أن تلتقي بشخص في القاعة و لكن من سيستجيب لأمنيتها
و بالكاد يوجد أشخاص في المدينة ؟
يتناهى إلى مسمعها أصوات متداخلة ، فنجد شخصاً يقول : إياكم و الابتعاد عني، فالمكان خطر...
و آخر يقول : هيا...هيا ، أسرعوا ...
و هي تتدرب على الخشبة و صدى خطواتها يعطي صوتاً مخيفاً...
و سرعان ما تعبت و لم تعد لديها الرغبة في إكمال التدريب، لأنها كانت تتذكر والدتها في كل لحظة و لم تستطع المتابعة.
قررت الذهاب عند صديقتها [ رغد ] ، فطرقت الباب عدة مرات و انتظرت طويلاً
إلى أن قالت لها امرأة عجوز : لقد غادر سكان هذا المنزل بالأمس.
في الحقيقة [ هيفاء ] كانت تعلم أن صديقتها ستغادر لكنها لم تدرك ما تفعله
و أضافت العجوز : ألم تغادري أنتِ أيضاَ؟
فأجابت [ هيفاء ] التي وجهت نظراتها إلى الأسفل : أنا...أنا لم أغادر و لن أغادر حتى أحضر المهرجان
فاندهشت العجوز لجوابها وقالت: ألا تعلمين أن الأعداء سيهاجمون المدينة غداً؟
لكن [ هيفاء ] مصِرة على قولها : لا يهمني...
و أضافت : صحيح انني فتاة عادية و لن أجبركِ على حضور المهرجان، لكن كم كنت أتمنى أن أرى ابتسامات الكبار و كم تمنيت أن أسمع ضحكات الصغار. تسللت دمعتان من عيناها، و أكملت : حسناً ، إذا أردتي المجيء فسأكون في الساحة العامة . و ابتسمت محاولة إخفاء أحزانها.
شعرت العجوز بالأسى اتجاه الفتاة ، و قالت لها : أتعدينني بأن تكوني غداً هناك؟ لأنني سآتي
و قالت [ هيفاء ] و الفرحة جعلت دموعها تنهمر خارجاً عن إرادتها : شكراً لكِ ، شكراً لكِ ، لا أعرف ما أقول، كلامكِ أعاد لي الثقة بنفسي ، أشكركِ للمرة الثالثة.
ابتسمت العجوز و ذهبت تاركةً يدها تقول وداعاً.
اتجهت [ هيفاء ] إلى المسرح ، و هذه المرة كانت تتدرب بكل ما تملك لتقدم أفضل ما لديها
عسى أن ينال إعجاب تلك العجوز.
::
و أصبح الصباح أخيراً
[ هيفاء ] لم تنم في الليل، فقد كانت تتذكر والدتها التي كانت تشجعها في الماضي على تحقيق أهدافها،
غير أن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن ، و هذا حالها إلى الآن..
حسناً ، كل شيء مرتب . أردفت [ هيفاء ] قائلة.
ثم أضافت : يجب أن أنتظر المرأة العجوز.
انتظرت قليلاً، ثم أتت طفلة لا تتجاوز الست سنوات
لم تنطق بأي حرف، فقط كانت تنتظر العرض،
و بعد قليل بدأت [ هيفاء ] بتقديم عرضها....و بالكاد يوجد أحد بالخارج
تسمع فقط أصوات صواريخ و طائرات حربية، و لكنها لم تأبه بذلك و استمرت بعرضها
و الطفلة أيضا، استمرت بمتابعة العرض. فجأة...
ارتفع صوت القنابل و الطائرات الحربية ، و وصلوا إلى الحديقة العامة
فأطلقوا ما أطلقوه لتدمير المكان، و كانت [ هيفاء ] تحمي الطفلة، و تسبب ذلك بإصابتها بجروحٍ خطيرة قد تؤدي إلى وفاتها،...
قالت [ هيفاء ] بكلمات متقطعة : هل...أنتِ...بخير؟
أجابت الطفلة بابتسامة و هي لا تعي ما الذي يحصل : أجل، أنا بخير، ترى ماذا كان هذا؟ و ما ذاك السائل الأحمر؟
ربما هذه الطفلة لا تعرف ما الذي يجري، أنا لا ألومها على ذلك، فربما تخلوا عنها أهلها . هذا ما قالته [ هيفاء ] في سرها.
فردت عليها : هو شيء يجب أن نخاف منه ، و يجب أيضاً أن نحتميَ منه.
فقالت الطفلة : أتعلمين أن جدتي توفيت بالأمس ، و قالت لي أن أحضر العرض لكي لا تخلف وعداً قد قطعته على أحدهم
فهمت [ هيفاء ] كل شيء الآن و قالت في كلماتها الأخيرة: اسمعيني، اذهبي الآن و احمي نفسكِ ربما قد تصابين بمكروه،
و كوني سعيدة، فالحياة لا تستحق كل هذه الأحزان
ثم ارتخت يدها و توفيت الفتاة التي تدعى [ هيفاء ]، و نجت تلك الطفلة من تلك الحرب
و هي من قصت هذه القصة، و مازالت قصتها إلى الآن سيحكيها الآخرون على أطفالهم و بدورهم سيحكونها إلى آخرين
و هكذا تستمر...
|| النهاية ||
...
بانتظار ردودكمـ و تعليقاتكمـ
التي تشجعوني على طرح المزيد ^^
في أمان الله
الموضوع الأصلي :
×|| هناكـَ أَرَى ابْتِساَمةً لَطيِفَة ... وَسَطَ الأَحْزاَن ... ||× || الكاتب :
Miss News || المصدر :
منتديات أنيدرا