[ آهَاتـ صَامِتَة تَنْطَلِقُـ مِنـَ الأَعْمَاقـ ]

[Miss News]

[ آهَاتـ صَامِتَة تَنْطَلِقُـ مِنـَ الأَعْمَاقـ ]

Tweet

لإزالة كل الأعلانات، سجل الآن في منتديات أنيدرا

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاتهـ

أضعـ بين أيديكمـ قصة أخرى من قصصي

و هي أحدث ما كتبتـ : )

[ آهَاتـ صَامِتَة تَنْطَلِقُـ مِنـَ الأَعْمَاقـ ]

تلك المعاني التي يصنعها الإنسان بنفسه صعبة جداً على أن يفهمهاآ من هم أمثالي ، فكلـ من الحزن ، الغضب، السعادة، الشجاعة الأملـ ...الخ لا أستطيع فهمهاآ ، هلـ لأني لست بشرياً ؟ أمـ هذا لأنهـ ليست لدي مشاعر و لا أشعر بهاآ ؟
على كل حال فهذه الأسئلة المعقدة دائماً ما تراودنِي في كلـ صباح و سرعان ما أنساهاآ فور رؤيتِي لؤلئك البشر يبتسمون .
فعند رؤيتِي لتلك الابتسامات أشعر بنشاط غريب و أبدأ بجولتي الصباحية على هذه البلدة الصغيرة .
الناس لا يعتقدون بأنني أو من هم أمثالي موجودينـ في هذا العالم ، بلـ يكذبون ذلكـ ،

ذلك أنني مجرد شبح !

أنا أسمعهم و أراهمـ و هم لا ، أريد فقط أن أجد مع من أقضي وقتِي معهـ أو كماآ يقولون عند البشر أن يكون لدي أصدقاء !
أتجولـ بينهم و لا أحد يلتفت إلي لأنني منذ البداية غير موجود ، هذه الحياة دائما تتكرر و نفس الحكاية تُحكى في كلـ يومـ !
أسئلة أطرحهاآ و لا أحد يجيبنِي ، اعتقدتـ أن وجودي بعد ذلك ليس لهـ أي معنى ، لكن ما باليد حيلة فأنا هنا على أية حال.بدأتـ السماء تتلبدت بتلك الغيوم الرصاصية اللونـ و نتكاثر فوق هذه البلدة الصغيرة ،ربماآ ستُمطر ، هذا ما استنتجتهـ
و لم يخب ظني فبعد لحظات بدأت تُمطر بغزارة ، لا أدري لماذا تمظ بهذه الغزارة في فصل الصيف؟

تباً الأمطار ستعكر صفو جولتِي!

يجب علي الاختباء منهاآ في أقرب مكان ممكن ، لأن هذه الأمطار تبيد من هم مثلي - أي أشباح - ، لم أجد مكاناً مناسباً إلا مستشفى بدى هادئاً من الخارج و من الداخل أيضاً ، أعتقد أنه مكان مناسب للاختباء حتى تسترجع السماء صفاءهاآ المتألق !

عند تجوالي في أرجاء ذلكـ المستفشى كان هادئاً بشكل غريب ، فالمستشفى حسب تصوري يكون مليئاً بالحركة و الاضطرابات و الجرحى في كلـ مكانـ ، و سيارات الاسعاف تأتِي من كل الاتجاهات تحمل معهاآ ضحايا من مختلف الحوادث قد يعانون من جروح طفيفة أو خطيرة تؤدي بهم للوفاة ، فكم من حالة وفاة شهدتهاآ في أحد المستشفيات عندما كنت أتجول في مدنٍ أخرى !

ربماآ يكمن هدوء هذا المستشفى كونهـ يتواجد في بلدة صغيرة ، و معدل الحوادث بهاآ قليل، سمعت إحدى الممرضات تتكلم عن مريض في غرفة تشير إليها بأن ذلكـ المريض يتحدث مع نفسهـ بصوت مسموع رغم سوء حالتهـ ، و تقولـ أيضاً أنهـ لم يزرهـ أحد ، أصبحت لدي رغبة لرؤية ذلك المريض لا أعلم لماذا لكن يعتريني إحساس غريب و هذه أول مرة ينتابنِي !

دخلت أخيراً تلك الغرفة التي أشارت إليها تلك الممرضة بعد تردد مع هذه الرغبة القوية التي فاجأتنِي ، هذه أول مرة أحس بهذه الرغبة ، فحياتي التي عشتهاآ لم تتملكني فيها أي رغبة ، كنت أتجول فقط دون هدف و بدون أي معنى.لقد كانت فتاة في مقتبل العمر ، بشرتهاآ بيضاء مثل الثلج ، لا أعلم إذا كانت فاتحةً عينيهاآ أم لا لأن الضمادة تضمدها حول عينيها ، شعرها قصير جداً و أسود مثل لون الظلمة التي نراها عند غلق أعينناآ بإحكام، فجأة بدأت تتكلمـ :

" ياله من عالمـ غريبـ الذي نعيش فيهـ ، نمشي فقط دون توقف و بدون تفكير نحيا فقط هذه اللحظة دون النظر إلى الماضي و لا التطلع إلى المستقبل " تنهدت قليلاً و أكملتـ بهدوء " اشتقت لهذا العالمـ ! "

لم أفهم أبداً ما تقولهـ و أظن أن البشر أيضاً لن يفهموا ، ناهيكم عني ، بدأت مجدداً بالحديث بعد هنيهة من الصمت :

" أريد رؤية العالم المليء بتلك الألوان الساطعة التي تبهج كل صغير و كبير ، و أي كائن يراهاآ تبهجهـ ، لا أدري لِمَ أصبح الجميعـ يمر هكذا دون الانتباهـ لتلك الألوان ، لون السماء و لون السحب ، لون الأرض ذلك اللون البني الناعم الذي لن نجد لهـ مثيلـ ، و تلك السحب البيضاء تمتلئ بتدرجات الأبيض ، أتذكرهاآ عندما كنت صغيرة ، كنت أعتقد أنهاآ طيوراً بريش غريب ، كم ضحكت علي أمِي ، و لم أقتنعـ إلا عندماآ سافرنا في أحد الأيام بالطائرة و شرحت لي أمي كل شيء حينهاآ ، كم كانت نظرتي سخيفة ! "

ظلت تتحدث عن الألوان و ما مدى أهميتها بالنسبة لهاآ ، حتى دخلت ممرضة ، تنحيت جانباً لأشاهد هذه المسرحية بصمت

- هل يؤلمكِ شيء ؟

- لا

- حسناً، إذا أردتِ شيء فأخبريني.

- حسناً

انصرفت الممرضة بدون أي سابق إنذار ، كنت أعتقد أن هذه المسرحية ستستمر طويلاً ، و أستمع إلى نقاشتهما، لكن أصبت ببعض من خيبات الأملـ التي نادراً ما تصيبني حينماآ أكون متوقعاً شيئاَ ماآ لكنهـ ينتهي بسرعة دون مقدمات أو خاتماتـ

يمر هكذا مثل هذه المحادثة الخفيفة و العابرة . اعتقدت أن الفتاة كانت تملك في جعبتهاآ الكثير من الأشياء التي تريد أن ترويهاآ إلى أحد ماآ ، لكنـ لمـ تفعل من ذلك شيء .

كنت أهم بالمغادرة حتى بدأت الفتاة بالنهوض ، و الاقتراب من الجدار المقابل لهاآ بحذر شديد ، ألصقت أذنهاآ عليهـ و بدأت تستمعـ ، استغربتـ كثيراً لأمر هذه الفتاة ، بدى جسدهاآ ضعيفاً للغاية في كل مرة تخشى أن تقع فساقاهاآ النحيلتان لا تحتملان حملهاآ لمدة طويلة بدأت تصغي إلى شيء ماآ بتمعن و بهدوء ، الفضول بدأ يقتحم جسدي لمعرفة ماآ تستمع إليهـ ، و بدأت بتقليد وضعيتهاآ ،

لكن لمـ أسمعـ شيء ، استغربتـ كثيراً ، كيف لم أسمعـ حاولت مجدداً ربماآ لم أسمعـ جيداً ، لكن دون جدوى مكثت هناك أراقبهاآ علهاآ تقول شيء ماآ لكن الهدوء بدأ يعم الغرفة ثم المستشفى ، فجأة ، وقفت و بدأت بالعودة إلى حيث تنتمي بدون أي كلمة .تركت المكانـ و الاستغراب بادٍ على محياي ، هل هناكـ أشباح أخرى مختلفة عني يمكنهاآ التواصل مع البشر و لا تتواصل معناآ؟؟

كل الفرضيات ممكنة فهذا العالم غريب و ساكنوهـ أغرب منهـ !

عند خروجي وجدت تلك الممرضتان اللتان تتكلمات عن كل من هب و دب ، و لا يتركان أي شيء ، أشك على انهماآ ممرضتان فهما لا تتوقفان عن الحديث حول تلك الفتاة التي يدعونهاآ بالغريبة او المجنونة ، لكنني ربماآ أتفهمهاآ قليلاً ، خصوصاً أنه لا يوجد أحد يشاركهاآ أفكارهاآ الغريبة و من تتبادلـ معهـ الحديث ، سمعتهمـا تقولان :

" أشفق على تلك الطفلة المسكينة فهي معرضة للموت في أي لحظة ، قلبهاآ الضعيف لم يجعلهاآ ترتاح ولو لدقيقة ،كما أنها قد فقدت بصرهاآ نهائياً ، و حتى عائلتهاآ جميعهم قد وافتهم المنية ، لا أعلم اي مستقبل سينتظرهاآ "

تتدخل الأخرى بقولهاآ " لا تقولي ذلكـ ، الموت أرحم لهاآ ، فهي غريبة الأطوار و لا تتحدث معي مهما حاولتـ أشك بأنهاآ بشرية ، كما أنهاآ انطوائية لا تريد الخروج ، تقول لي أن الأمر سيان ، سواء خرجت أم لا فما تراهـ لن يتغير أبداً، إنهاآ عنيدة الطباع ، أتمنى أن أنتهي من مراقبتهاآ فالجو حولهاآ غريب جداً "

" أعتقد انكِ محقة " أضافت الأولى .

إنهما تتكلمان كثيراً . أكملت جولتِي ، مازال المطر يهطل ، ربما سيظل هكذا حتى الغد ، كم أكرهـ مثل هذه الوقات التي تحجبني عن تجوالي و رؤيتِي لهذا العالم ، و خصوصاً عند سماع تلك الفتاة أصبحت رغبتِي أشد لاكتشاف هذا العالم الغريب ، أنظر من النافذة و أرى البشر مهما كان الطقس لن يترددو على الخروج و هذا ما يجعلهم متألقين بالنسبة لِي .

أردت فقط الخروج ، قطع صوت تلك الممرضة تأملي ، لتخبر الطبيب المسؤول أن تلك المريضة قد أصابتهاآ نوبة قلبية حادة . ذهبت أنا أيضاً لتفقد الأوضاع ، كانت حالتهاآ مختلفة عن تلك التي شاهدتهاآ من قبل أعني عندما رأيتها في حالتهاآ الغريبة ، ملامحها هادئة و ثابتة ذات طابع جاد،

لكن الآن رغمـ تلك الآلام و العرق المتصبب لم تفارق الإبتسامة شفتاهاآ ، ربما ترى الآن ذلك العالم الذي تريد رؤيتهـ أو أن هناك شيء آخر يجعلها هكذا، من يدري عن سبب تلك الإبتسامة الغريبة لكنها جعلتني أشعر بالراحة و هذا كافٍ بالنسبة لي لأطمئن على هذا الوضع، رغم أنه مازالت لها فقط دقائق معدودة قبل أن ترحلـ ! هذا ما صرح به الطبيب ، و كما أعلن لم تكتمل الخمس عشرة دقيقة على مجيئي حتى فارقت الحياة !
هكذا مر الوقت ، هدأ الجميع للحظة ثم باشر كل واحد ليتم عملهـ الذي هو مسؤول عليهـو الممرضتان أيضاُ أكملتاآ حديثهما عن المرضى الآخرين و عن الحياة اليومية، كان تلك الفتاة لم تكن موجودة ، أو هم هكذا فدائماً ما تمر عليهم حالات مثل هذهـ فلقد أصبح ذلكـ روتينياً !
في اليوم التالي توقف المطر و اصبح بمقدوري الخروج. عندما كنت أتجول لآخر مرة قلت في نفسي : ربما أن لكل مريضٍ قصته الخاصة التي يريد أن يحكيهاآ إلى شخص ما حتى يحكي عن ما يراهـ و ما لا يراهـ الآخرين و ما يسمع و لا يسمعهـ الآخرين، و عن أفكارهـ التي تبدو غريبة لكنهاآ ذات قيمة بالنسبة لهـ فهو قد يدرك أشياء لا يدركهاآ ذلك الذي يسعى خلف هذه الدنيا فقط !

غادرت ذلك المكان الذي شاهدت فيه العديد من الأشياء، ربما قد أعود مجدداً لأن هناك من يريد ان يحكي فأنا حتى لو لم يراني أحد فإنني أسمع و أرى، فقط لو استطعت الرد على من يتكلم لاستطعت فعل الكثير !
رغم ما تعلمتهـ في ذلك المستشفى فالعالم لم يتغير بالنسبة لي، البشر مازالوا هم البشر ، كلُ يتجهـ إلى الطريق الذي رسمهـ و باقي الكائنات تبحث عن لقمة عيشهاآ بيأس و دون توقف
أنا أيضاً سأرحل لأكتشف عوالم أخرى من يدري قد أكشف أحدهم يراني و يفهمنِي .
دائماً ما أتساءل عند كل رحلة أقوم بهاآ لأكتشف عالم البشر : هل ستكون حياتي افضل لو كنت بشريا؟!

ملاحظاتكمـ و اتقاداتكمـ



فِي أمان الله

الموضوع الأصلي : [ آهَاتـ صَامِتَة تَنْطَلِقُـ مِنـَ الأَعْمَاقـ ] || الكاتب : Miss News || المصدر : منتديات أنيدرا

[ღǒღميرو ســانღǒღ]

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
مشاءالله احسنتي اختيارك للكلامات وكتابه موفقه عزيزتي
شكرا لك Miss News .....انتظر جديدك
تقبلي مروري .....

[ساحرة القمر]

{وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته }
مشاءالله عليك اختي

Miss News خيالك واســــــع ....

عندك القدرة الكافيه انك تكتبي روايات .....

تنسيقك للكلمات واختيارك العبارات كان موفقــــا ...

وتسلسل الافكــــــار كان رائــــــــــــع ..

من جد لما قرأت القصه وانا اسميها روايه مش قصه لانو اسلوبها قريب

للروايه اكثر من القصه ..المهم من جد عشت مع القصه وكاني عايشتها حقيقي

وهذا يعتبر شي مهم لازم يتحلى به الراوي ..

قلم صائب....عزيزتـــي

تقبلي مروري ............

تحيــــــــــاتي:~

ساحــــــــــرة القمـــر

[Camillia]

لحظات واعود

[Miss Sun Shine]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهـ,

اهلين مس نيوز
كما عودتنا ,, قصص مشوقه ذات عظى وعبره ~
حياة الاشباح حقاً ممله ,, فهم يكتشوفننا ونحن نكتشف ما لا يعلمون P=
لكن من ناحية اخرى فهم يستطيعون فعل العديد من الاشياء التي بعضنا يتمناها.
شكراً على القصه الرائعه .. تعجبني كتاباتك دائماً
وانتي اول من يلفت انتباهي بكتاباته المشوقه
استمري ,,