بدأت الرومانسية في فرنسا عندما قدّم باحث فرنسي عام 1776م ترجمة لمسرحيات شكسبير إلى الفرنسية، واستخدم الرومانسية كمصطلح في النقد الأدبي.
و اشتق مصطلح الرومانسية من كلمة رومان , وكانت تعني في العصور الوسطى حكاية المغامرات شعرا ونثرا وقد دخلت هذه الكلمة إلى اللغة الانجليزية بهذه الدلالة ثم أصبحت مصطلح يدل على مجموعة هذه الصفات ثم أصبحت تتصف بها بعض الأعمال الأدبية كالعاطفة الشديدة والغرابة ثم أصبحت اسما لهذا المذهب الأدبي الذي يضم هذه الصفات وصفات أخرى .
خلال سيطرة الكلاسيكية على الأدب ونتيجة لتشددها في تطبيق قواعدها المقررة ظهرت في أنحاء متفرقة من أوربا دعوات إلى التحرر منها والتفلت من قيودها العقلية الصارمة مثل الدعوة إلى العقلية المتشددة وظهرت أعمال أدبية لاتنضبط بقواعدها وفي أواخر القرن الثاني عشر الميلادي كثرت الانتقادات الموجهة إليها وتهيأت عوامل أخرى تشجع الاتجاه المناقض لها وأهمها عاملان :
1- ظهور تيار فلسفي يدعوا إلى الانطلاق بالفكر والتحلل من جميع الضوابط والمفهومات كالتقارير الاجتماعية والقواعد الدينية مع نقد الأسس الفلسفية والاجتماعية التي تقوم عليها الكلاسيكية ويقوم على هذا التيار فلاسفة منتشرون في أوربا وأهمهما جان جاك روسو وهيجل و شاهتور و داليان
2- اضطراب الظروف الاجتماعية والسياسية وما خلفه هذا الاضطراب من أثر ما شهدته أوربا في هذا القرن أي الثاني عشر من أحداث كثيرة أهمها الثورة الفرنسية والحروب الطاحنة بين الدول الأوربية والصراع على المستعمرات وحروب نابليون بونا برت ونتيجة عن هذه الحروب من اضطرابات فكرية زادت من حدتها موجات الإلحاد المتزايدة وقد ترك ذلك في نفوس الأوربيين قلقا شديدا وشعورا بالمرارة وخيبة الأمل وانتشر بينهم ما
يسمى اصطلاحا مرض العصر وهو إحساس حاد بالكآبة وضيق شديد من الواقع المعاش وبحث عن مخرج منه , وقد تفاوتت آثارها في هذه الشعوب واختلفت كذلك في أدبهم وظهرت رومانسيات مختلفة ولكنها تجتمع على عدد من الخصائص المشتركة تجعل من الممكن إن نظر إلى رومانسية غربية موحدة .