وقفتُ هناكَ للحظات...على عتبةِ بابك... محدقةً إليه...
و ألفُ سؤالٍ تزاحمَ يحاصرُ فكري
ما الذي قادني إلى هنا؟!
هل أنتَ بالداخل؟
هل اطرقُ الباب أم فقط ادخل؟
وإذا بالبابِ يطلقُ صريراً مزعجاً
توقفتُ عنِ التنفسِ للحظات, حتى بدأتُ اشعرُ بنبضاتِ قلبي يكاد يخرجُ من جوفي وممتدةً لنهايةِ أناملي لتنتهي بأطرافِ قدمي
كنتُ مرتعبة, فقد كانَ بابُ مكتبكَ مفتوحْ.. وأنتَ مسافر !
و لا احدَ غيري هنا, و أنا بالتأكيدِ لم افتحهُ منذُ أنْ أنتَ أغلقته.
مر نسيمٌ باردٌ من تحتِ الباب مداعباً أرجلي بخفة, ففتحتُ البابَ بهدوءٍشديد
النافذةُ مفتوحة!
هذا ما دفعَ البابَ إلى الصريرْ
لكن... ما الذي أخرجني من السرير؟
اهو سفرك؟
أم هي رغبةٌ في اللا وعي تدفعني إلى أن ا فتشَ مكتبك و أن افتحَ ملفاِتك واعبثَ بكتبك
لأصدقكَ القولْ
لطالما رغبتُ بذلكْ,لا اعلمُ ما المثيرُ بأغراضك!
لكن العبثَ بها بغيابك يؤنسني
أدرتُ مفتاحَ الكهرباء ليرشدني النور
دخلتُ المكتبَ بخطىً متقاربةٍ هادئة وأكملَ البابَ صريرهُ حتى انغلقْ
رفَضْتُ النظرَ وراءَ كَتِفي
مازلتُ اشعرُ برجفةٍ تتملكني
هاهو مقعدك الجلدي وراء مكتبك
الراسخ, ما إن جلستُ عليه أحسستُ برعشةٍ غريبة تلاها شعورٌ دافئٌ سرى بجسدي
ربما لأنني لم اجلسْ عليهِ منذ فترة..أو هذه أول مرة؟!
وهاهي نظارتك كماَ تَرْكتَها متوسطةً المكتبَ,المكتب الذي فرشتَ عليهِا ألبوم حياتنا وأجملَ ذكرياتنا
و مصباحكَ المضحك والذي نَظَرْتَ إليهِ بجدية لا اعر فُ لما!
مددتُ يدي لأفتحَ الدرجَ الذي على يساري,لكنْ قاطعني صوتُ عقاربِ الساعةِ المشيرةِ إلى التاسعة
حدقتُ إليها بانتباه,لا بدَ أنها معطلة يجبُ أن تكونِ مشيرةً إلى..........
ماذا حدث؟!
كيف وصلتُ إلى السرير؟!
(رن الهاتف بصوتٍ جنوني)... نسيتُ أن ا ضعهُ بالدرج ليلةَ البارحة
نعم؟!
صباح الخير آنستي... طلبتِ مني أنْ أوقظكَ بتمامَ الساعةِ التاسعة
اجل... , اجل تذكرت استيقظتُ لتوي... حسناً شكراً لك.
كُفَ عن ملا حقتي أيها الشبحُ البائس
اتركني لوحدي
سأتخطى رحيلك بنفسي
و أعيش بؤنسٍ بوحدتي
اتركني لوحدي
...اود ان اتوجه بالشكر لمن أنهى التنقل بين سطور فكري المتواضع...
لا تسلبني نقدك البناء, و اعلم اني لن استقبله بأقل من صدر رحب و ابتسامة...