منتديات أنيدرا الدراما الكورية و اليابانية



الملاحظات

الروايات والقصص المكتملة الرّوآيات والقصَص آلمُكْتمِلة لأنيدرا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-07-2013, 12:25 PM
الصورة الرمزية SHERRY ~
SHERRY ~ SHERRY ~ غير متصل
أنيدراوي مبدع
 
معلومات إضافية
الانتساب : Dec 2011
رقم العضوية : 111218
المشاركات : 16,109
   الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
Pix119 The Beast Inside Me ღ « مشاركة »

The Beast Inside Me ღ « مشاركة »


لإزالة كل الأعلانات، سجل الآن في منتديات أنيدرا






The Beast Inside Me ღ « مشاركة »,أنيدرا







" الجمـيــلة و الـوحــــش "

حكاية عن الجمال الحقيقي .. ما تنعم به الروح قبل الجسد من صفاء و نقاء
يعكسه جمال خفي لا يُرى إلا بالقلوب و ليست بالعيون التي قد تخون !



و لنفتح للخيال باب واسع ~







The Beast Inside Me ღ « مشاركة »,أنيدرا




رغــبة في التـغيير !!


ستكون حكاية عن فتاة بارعة الجمال عايشت الحب و الحنان و الكثير من السعادة .. السعادة التي بسببها فقدت جزء منها..
و في سبيل البحث عن هذا الجزء المفقود .. تخلت عن الكثير ..
كادت أن تفقد أهم ما تملك .. روحها العذبة الجميلة !!


فـ هلاّ بدأنا حكاية آنابيل الفتاة الرائعة ..

وقتاً ممتعاً







أشكر الآنسة اللطيفة مس هوب على التنسيق الرائع
كما و أشكر دريم الرائعة لمساعدتها الفاعلة




الموضوع الأصلي : The Beast Inside Me ღ « مشاركة » || الكاتب : SHERRY ~ || المصدر : منتديات أنيدرا


رد مع اقتباس
قديم 02-07-2013, 02:34 PM   رقم المشاركة : 2
SHERRY ~
أنيدراوي مبدع
 
الصورة الرمزية SHERRY ~





معلومات إضافية
  النقاط : 4676819
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :SHERRY ~ غير متصل
My SMS Don't ever let me go


أوسمتي
Pix119 رد: The Beast Inside Me ღ « مشاركة »





" إن عيناً لا تبكي ..
لا يمكنك الوثوق بها!

سامحيني يا إبنتي كل ما أردته لكِ هو السعادة المطلقة
لكن قصر نظري لم يسعفني لمعرفة ما يترتب على مافعلت
إبحثي عن لحنك الحزين ..
إلحقي بقلبك "



مدت يدها في الظلام .. لتزيح الستارة عن نافذة غرفتها علّها تجد مع القمر بعض السلوى
كانت عيناها تنظران للقمر بحزن .. هو أيضاً كان يشاركها حزنها
أرسل لها شعاعاً فضياً صغيراً يلهو بين يديها يسليها قليلاً
لكن كلمات والدها الأخيرة كانت تسكن قلبها .. حتى أنها كادت لاتسمع سواها
إن عيناً لا تدمع لا يمكن الوثوق بها ...



"آنابيل " الرائعة الجمال .. ذات الإبتسامة الساحرة , صديقة الزهور و الفراشات و الطيور .. أميرة الليالي المقمرة السعيدة
أمست وحيدة .. بعد وفاة والدها الحبيب الذي أفرط في دلالها
لكن لم تستطع أن تذرف عليه دمعة واحدة !

آنابيل الآن لا صديق لها سوى قمر حزين يرسل لها أشعته الفضية تداعب خديها و شعرها الجميل ليزيدها جمال فوق جمال حباها به الله.
لكن ماقيمة الجمال الوحيد الحزين؟!


كانت تردد هذه الكلمات سراً .. تلوم بها نفسها و لكن بأي ذنب ؟!
أين هو الخطأ؟؟





هو سر تحمله معها منذ أربع سنوات ..
كانت خلالها الوحدة و الحزن هما ملجأها .. و إبتسامة مصطنعة ترتديها عندما تقابل والدها أو أحد إخوتها
كان ذلك في عيد ميلادها السادس عشرة عندما تجشم والدها الصعاب في سبيل إيجاد تعويذة !!
هذه التعويذة من شأنها أن تبعد عنها الدموع مهما عصفت بها الأحزان

" آآه يا والدي الحبيب , أهدية هذه أم لعنة؟! "
لم تجرؤ هذه الكلمات من الخروج من بين شفتيها .. شأنها بذلك شأن كثير من كلمات الألم التي داعبت قلبها الصغير بكل إصرار


تغيرت حياتها كثيراً ..
بعد أحضان والدها الحبيب الذي أعياه البحث عن من يستطيع فك هذه التعويذة
حتى خر صريع المرض .. و مات أسفاً على فرط حبه لإبنته التي كانت تردد امامه كم هي سعيدة
و كم هي مميزة كونها قد نست معنى الدموع و أساها .. رغم كل إدعاءتها الكاذبة عيناها لم تستطع أن تجاريها الكذب

" بعض اللعنات لا يمكن فكها بمجرد الكلمات "



و ماذا الآن ؟؟!
الكل ينظر إليها بأنها فتاة والدها المدللة التي لم تسقط دمعة واحدة من عينيها لفقد والدها
عقدت العزم على المضي بنفسها للبحث عن تعويذة اخرى تكسر الاولى
خصوصاً و انه قد زادت الهوة إتساعاً بينها و بين إخوتها
و العيون اللائمة تلاحقها بنظرات تضربها بسياط لا تعرف الرحمة
كما أنه لا يمكن إفشاء السر و إلا فستكون هذه التعويذة أبدية لا مفر منها!


في اللحظة و بدون تفكير
إرتدت رداءً على كتيفها و فتحت الأبواب و خرجت تركض دون أن تنظر للوراء
كانت تركض و تركض كمن يهرب لينجو بحياته من خطر محقق
لأنها كانت تعلم أن نظرة واحدة للوراء ستكون كفيلة بأن تخمد نار الرغبة في الخلاص

قارب الليل على الإنتصاف
و هي مازالت تركض .. بلا دليل و لا وجهة محددة .. فقط هروب للمجهول
كان القمر يرسل لها سريعاً شعاعاً خلف آخر و كأنه يمدها بالقوة و الدعم و هي تلحق بالشعاع
أو الشعاع يلحقها .. لا أحد يعلم !




قادتها قدماها المتعبتان إلى قصر كبير مظلم و شبه مهجور أو هكذا ترائى لها نظراً لحالته و بوابته المكسورة ..
الاشجار ذابلة كان كل شيء قديم و مهمل .. لكن من يفكر بهذا الآن هي تكاد تسقط أرضاً من التعب بالكاد تلتقط انفاسها
و أشعة القمر تحدوها للتقدم لطلب القليل من الراحة بين جدران هذا القصر المهجور.

توغلت بوجل .. حتى وصلت لمدخل القصر , حتى هو كانت شبه مفتوح
دخلت .. كان البهو كبيراً جداً بسقف مرتفع تتدلى منه ثريا كبيرة قد فقدت أجزاء منها و بعض الاثاث هنا و هناك

كان قصراً مخيفاً كل ما يحتويه هو اثاث مخملي فخم مهمل قديم كل شيء هنا مصنوع من الخشب او المعدن غير المصقول!
" و كأن أحداً لا يرغب برؤية نفسه هنا " .. قالتها مبتسمة اتبعتها بصوت عالي " هل من أحدٍ هنا ؟؟ "
لثواني فكرت بالجملتين .. أرعبتها الفكرة التي توصلت أليه!
مشت بضع خطوات بسرعة لتجد امامها باباً زجاجياً هربت من خلال زجاجه بعض من أشعة القمر الفضية التي تعرفها جيداً

خرجت من هذا الباب المنقذ مسرعة فإذا بها تجد نفسها في عالم آخر ... !

أشجار غاية في الجمال , أزهاراً بديعة , كراسي أنيقة .. بركة ماء صافية تترقرق فيها مياه كأنها السحر!
شعرت بالعطش الشديد لرؤيتها بعد ليل طويل من الجري المتواصل
إقتربت من البركة و عمدت بيدها فيها التي غاصت في مياهها بكل سلاسة .. وضعت قليل من الماء بين شفتيها .. لكن لم تستطع على إبتلاعها

" آآه ما هذا ؟؟ " تساءلت آنابيل " كيف يمكن لمياه بهذه الروعة أن تكون مالحة حتى انها ليست باردة ؟! "





" إنه الجمال الســـــيء "

كانت كلمتين صدرت من صوت أجش غليظ
و من بين الأشجار ظهر كائن ضخم أشبه بإنسان و لكنه لم يكن كذلك
لم تتبين آنابيل ماهيه هذا المخلوق .. ربما خافت أشعة القمر ان تقترب منه !

" ليس سوى جمال يخفي وراءه ألم عظيم .. هذه المياه ليست سوى دموع خطاياي "
" أنها خطايا إقترفتها في الماضي تركت لي ما تبقى .. بعد أن ظننت أنها ما أبحث عنه "

مد يده الغليظة لشعاع صغير و أشار له أن يصعد على يديه
قفز الشعاع الصغير بعد ان أحس بالامان و تقافز معه بعض من أخوته الاشعة الصغيرة
عندها تمكنت من رؤيته .. تملكها رعب شديد
رجعت للوراء و المخلوق يقترب منها بهدوء لم تقوى على الهرب .. شلت قدماها عن الحركة
بل إنها لم تستطع أن تصرخ .. وقعت أرضاً فاقدة الوعي

قبل أن تلمس الارض إلتقطها الوحش بيديه الضخمتين و كأنها طفل صغير
حملها لداخل القصر و وضعها في أحدى الغرف على سرير وثير
توارى الوحش عن الانظار بعد أن اطمأن أنها نائمة و طلب من الخدم رعايتها




في الصباح
أشرقت الشمس و دخل نورها الدافيء لغرفة آنابيل .. نعم هي غرفة آنابيل
كان فيها لوحة زيتية تحمل صورتها !

هذا ما جعلها تتسمر امام الجدار الحامل للوحة دون أن تنتبه لخادمين واقفين بجوارها
أحدهم يحمل وعاء للماء لتغتسل به و الآخر يحمل مناشف عليها تطريز لشعار موجود في كثير من الأماكن في القصر

إلتفتت بعد أن قام احدهما بمناداتها بصوته الصغير المضحك
" سيدتي .. سيدتي "
عندما رأته إرتسمت علامات التعجب .. كانوا أقزاماً من الورق كالدمى تماماً
لم تحاول أن تستفسر عن شيء .. كانت خائفة من الإجابة!

" هناك في الشرفة على الطاولة تجدين إفطارك سيدتي " قال أحدهما و غادرا بهدوء تماماً كما دخلا
كانت تتضور جوعاً مما جعلها تلتهم إفطارها .. تسللت خارج غرفتها كانت تريد المغادرة على عجل
بيد أن صوتاً غليظاً أتى من آخر الممر الذي لم تعرف له بداية من نهاية
صوتاً سمعته قبلاً و ظنت انه حلماً فقط لاغير

" آنــــابيل , إلى أين ؟! "
صوت خشن ضخم .. كان للوحش من ليل الامس الذي لم يكن حلماً بل كابوساً حقيقياً
يسير على الأرض بقدمين , هذا مادار في خلد آنابيل عنرما رأته مقبلاً نحوها

" شكراً لضيافتك سيدي , سأغادر الآن " قالت آنابيل و قد إرتعدت فرائصها امام كائن مخيف
حجمه ضعف حجمها يحمل قبحاً منفراً


" ليس الآن .." قال الوحش بسخرية
" انتي الآن مدينة لي و عليك تسديد الدين "

وقفت آنابيل وقفة إصرار و قالت بصوت حازم " مدينة لك بماذا سيدي الفاضل؟! "
قال لها غاضباً
" دخلتي قصري دون أذن مني و سخرتي مني و شربتي من البركة ..
ألا تعلمين ان جزاء من يفعل ذلك هو الموت ؟! "


خافت آنابيل من صوته و غضبه و عينيه الحمراوين التي لم تطيق النظر اليهما مطولاً
وافقت على سداد الدين و الذي كان يحتم عليها البقاء في قصره لمدة شهر يبدأ من اليوم
على شرط أن تكون ملزمة بتناول طعام العشاء معه كل ليلة


" آنابيل , ما العمل أنه الآن أنتي و الوحش؟! "
صوت بداخل صدرها تردد أشبه بصدى لصوت خافت لليأس!





  رد مع اقتباس
قديم 03-07-2013, 09:37 AM   رقم المشاركة : 3
SHERRY ~
أنيدراوي مبدع
 
الصورة الرمزية SHERRY ~





معلومات إضافية
  النقاط : 4676819
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :SHERRY ~ غير متصل
My SMS Don't ever let me go


أوسمتي
رد: The Beast Inside Me ღ « مشاركة »







رد: The Beast Inside Me ღ « مشاركة »,أنيدرا




و حيـــن جُن الليــــل ..


"ماهذا ياقمــــر ؟! "
أهكذا تخونني ؟! .. ألم نكن صحبة الألم و لسنوات ؟! "
تقودني لقيد فوق قيدي! "

لم يستطع القمر أن يجيب بل توارى بين كتل الغيوم الرمادية الحزينة
كانت أشعته الفضية الصغيرة تقف بخجل عند أطراف نافذة غرفة آنابيل الكبيرة
لكن قلب آنابيل الطيب لم يحتمل أن تكثر اللوم على أنيسها و صديقها الوحيد .. رغم خيبة الأمل , مدت أصابعها و تناولت أصغرهم
وضعته على خدها لمسته بحنان قالت " أن كنت مجبراً كان عليك على الأقل تحذيري "
همس صوتاً بداخلها .. " شهراً واحد لن يضر .. لأجل روحاً جريحة "
لم تفهم جيداً لكن حاولت أن تقنع نفسها أن شهراً واحداً بعيداً عن عذاب البقاء في نعيم منزلها المريح
قد يريحها قليلاً .. أو قد تجد في الأرجاء مايعينها في مهمتها التي خرجت من أجلها.









و عندما إنتصف الليل ..
طلب منها أحد الخدم أن تتبعه لتناول طعام العشاء مع مالك القصر
للحقيقة .. خافت من هذه الدعوة " مخلوق كهذا ماذا قد يتناول للعشاء؟! و عند منتصف الليل!! " كانت تتساءل و هي في الطريق
بعد أن قدمت لها احدى الخادمات فستان جميل و بعض الحلي الباهضة الثمن !

وصلت لقاعة الطعام الكبيرة .. ربما كانت المكان النظيف الوحيد في القصر إضافة لغرفة آنابيل
بل و كانت مضاءة بشكل مريح تحتوي على مائدة طويلة عليها شمعدانات فضية فخمة و تحيط بها كراسي وثيرة كثيرة ..
جدرانها بلون نبيذي دافئ فيها نافذة تطل على الحديقة الخلفية تزينها ستائر طويلة حمراء نقش عليها القمر زخارف فضية يقابلها لوحة جميلة في الجدار المقابل لوحة زيتية كبيرة تحمل بيوتاً و أشجار وكأنما هي قرية ولدت بحضن الريف و إندمجت معه.

كانت هذه الغرفة التي تجمعهما كل ليلة.

نادى رئيس الخدم .. السيد /ديكارت جان جاك .. وقف طاقم تقديم الطعام بجانب المائدة حاملين اطباق مغطاة
دخل السيد أو ربما نقول الأمير لكنه كان يرفض هذا اللقب
كانت خطواته ثقيلة قوية .. يرتدي معطف طويل و شعره منسدل يغطي معظم وجهه
جلس على المائدة بعد أن ألقى نظرة خاطفة على آنابيل دون أن تنتبه لها .. كانت عيناها قد إلتصقت بالارض
بدأ الخدم بتقديم الطعام و الذي حوى في معظمه على الخضار و الفواكه و القليل من اللحم
لنعترف أن هذا أثار تعجب جميلتنا آنابيل بعد أن توقعت أن غولاً مثله قد يتناول جماجم بشرية على الإفطار

بل و أكثر من ذلك كان عشاءً هادئاً .. كان فيه السيد بارع في إستخدام فضيات المائدة كأحد النبلاء
و أكتملت حالة التعجب عندما رأت رئيس الخدم يقدم له كأساً تحمل شرابأ يبدو و كأنه يضيء بلون ابيض أو فضي !
أنتهى العشاء و توجه الجميع لغرفهم .. آنابيل في سريرها تنام و تحلم بدمعة تتدلى من رموشها تغسل بها روحها قبل عينها






و مرت أيام قلائل ..
كانت آنابيل تعد الأيام ريثما ينته هذا الشهر الذي بدا أمامها و كأنه دهر !
معظم وقتها تقضيه في الحديقة الخلفية حيث الأشجار و الأزهار و التي خلت من أي كائنات
لا عصافير ..
لا فراشات ..
فقط تلك البركة السحرية و التي كانت تثير القشعريرة في نفس آنابيل أكثر من أن تبعث لقلبها الراحة!

لم تكن الوحدة هي ما تشكو منها فقد إعتادت عليها و تعايشت معها لكن كانت فقط رغبتها في البحث عن حل لمشكلتها هو ما يؤرقها و يشغل بالها
خصوصاً بعد أن حدد الوحش حركتها بغرفتها و الحديقة الخلفية فقط!








إحدى الليالي سمعت آنابيل صوت عزف ناي حزين يتردد برقة في أرجاء القصر ..
لم تستطع سوى التوقف و الإنصات لعذوبة اللحن و رقة العزف
شعرت باللحن يدخل لقلبها .. يحدثها ... يبعث لها صحبة لطيفة في وحدتها
كان لحناً حياً!

حاولت البحث عن مصدر اللحن لكن دون جدوى
عقدت العزم على البحث مجدداً لأن العزف الجميل كان يتردد كل ليلة
عندما تجلس وحيدة بجانب نافذة غرفتها وحيدة بعد ان بات القمر يختبيء خجلاً منها

كل يوم تبحث في غرفة أو جناح
حتى وصلت لغرفة مؤصدة بعناية بعيدة كل البعد لكن الفضول هو من حداها للتقدم
دخلتها كانت غرفة قديمة بلا نوافذ مبعثرة أثاثها محطم
في المنتصف يقف حامل صور عتيق يحمل لوحة زيتية ممزقة الأطراف لشاب بهي الطلعة أزرق العينين
نظرت لعينيه مطولاً .. تساءلت " من صاحب اللوحة ؟؟ هل هو أحد ضحاياه؟! "

دخل أحدهم سريعاً من الباب
جرها بقوة للخارج ... و جرى بها مسرعاً ممسكاً بطرف فستانها الأبيض الجميل
حتى أدخلها غرفتها و أحكم إغلاق الباب

إلتفتت فوجدته القزم رئيس الخدم .. " أجننتِ ؟!! لو علم سيدي سيغضب كثيراً .. أراهن بأنكِ لا تتمنين رؤيته غاضباً!! "
قال هذه الكلمات و هو ينتفض ربما خوفاً أو غضباً .. و خرج تاركاً إياها في حيرة لم تنقطع منذ دخولها الأول لهذا القصر الغريب.










تعلق قلبها باللحن الحزين
عاشت فيه أحلاماً على أرض الواقع .. مع عازف الناي الحزين بعد أن سرت شائعة في القصر أن عازفاً جوالاً قدم للقرية المجاورة
أصبحت تمشي و تنام و تأكل و .. تحلم الحاناً شجية صبحاً و مساءً

كانت أكثر من مجرد ألحان .. كانت كلمات و أشعار .. كانت غذاءً لروحها الوحيدة
شعرت بالحياة تدب فيها من جديد مع كل عبارات الغزل التي تصلها مع كل نغمة صغيرة يعزفها هذا الناي ..
أو لنقل عازف الناي الحزيـــــن !

" هل أحببت العزف ؟!! " تساءلت " أم إنه العازف !! نعم أظنني وقعت في غرامك أيها المجهول "
لكن لا جواب سوى ألحاناً شجية تنقل لها رسائل حب عبر أريج تحملها أشعة القمر الذي تصالح مع صديقته

إنه سحر الحب .. حب سحري خُلق في قلب فتاة وحيدة تبحث عن دموعها الهاربة

سأداويك و سأجمع دموعك بيدي

كان هذا وعد عازف الناي الحزين لها .. لكن ..
العازف سيرحل بعد أيام .. و قبل أنتهاء موعد إيفاء دينها للوحش .. إذن ماذا تفعل ؟؟
هل تتناسى وعدها للوحش و تهرب أم تضحي بحبها الوليد و يرحل حبيب روحها دون حتى ان تراه؟!
كانت الحيرة تعصف برأسها .. لكنها لم تتجرأ على البوح

" آآه يا آنابيل .. قصة حياتك ان لا تبوحي بما يجول في صدرك "



_ عازف الناي لم تغادر ؟!
_ إنه قدري
_ متى ؟؟ و إلى أين ؟!
_ غداً عند منتصف الليل ..
في سفينة تغادر إلى آخر الأرض
_ إنتظرني .. سأرافقك
_لا تنسي !!

و إختفى اللحن و غاب القمر ~

لم تفهم ما قد يكلف النسيان !







هربت قبل منتصف الليل في الليلة الأخيرة من الشهر المتفق عليه
لم تفكر بوعدها و لا بتوديع طاقم الخدمة اللذين عاملوها بكل حب و إحترام
حتى الوحش الذي كان يعاملها كأميرة و يعتني بها بسرية دون أن يضايقها بوجوده الذي يعلم مسبقاً كم ينفرها

أسرعت للميناء غير عابئة بالعاصفة التي بدأت للتو و التي جعلت الميناء يخلو من الجميع
سواها هي بعد أن أبحرت السفن الى آخر بقاع الأرض إلى غير رجعة

رمت بنفسها على كرسي حديدي قديم في الميناء بجوار أحد الجدران العتيقة و أطرقت برأسها
بعد ان شعرت بتحطم قلبها .. " تأخرت !! " همست روحها بحزن يكاد يخنقها
و .. بألم بالغ نزفت عينها أولى دموعها و تدلت كبلورة كرستالية من رموشها الجميلة
كانت دمعة مؤلمة .. ساخنة .. سقطت هي و كثير أخر تبعنها
لكنها لم تقع أرضاً !!

كانت دموعها تتقاطر و تتجمع في يد ضخمة مخيفة تعرفها جيداً
لطالما نفرت من صاحبها نظرت للأعلى ..
رأت الوحش يقف فوق رأسها يحميها من العاصفة خلفه و من الامطار الغزيرة
بعد ان إختلطت دموعه بحبات المطر المتساقطة بغزارة

" أخبرتكِ بأن سأداويك و أجمع دموعك .. كما جمعت كثير من الدموع "
و خر على الأرض بعد أن فقد كامل قوته و طاقته

كانت مدهوشة لما حصل .. عجزت عن التفكير و وصل النقاط ببعضها !!


وقعت آنابيل أرضاً على ركبتيها بجوار جسد الوحش
و هي تنظر لعينيه الطيبتين !!
لم تنظر اليها من قبل .. لم تكلف نفسها عناء النظر و انما الإشمئزاز منه , هذا فقط مافعلته.

إقتربت عربة مسرعة تجرها خيول و توقفت بالقرب منهم خرج منها رئيس الخدم مسرعاً يحمل زجاجة صغيرة
كانت الزجاجة مضيئة تحمل تلك الجرعة التي تعود الوحش على تناولها كل ليلة
أعطاها لآنابيل طالباً منها أن تساعده في تناول جرعته الاخيرة بعد ان خرج من المنزل دون تناولها لأنه قرر اللحاق بها

أمسكت القنينة بكلتا يديها فتحت الغطاء و امكست برأس الوحش و وضعته في حجرها .. و بدأت تسقيه منها
لكن الوحش لم يستيقظ .. شعرت بشرخ في قلبها !!


" لحق بي بعد أن اخلفت بوعدي معه .. لم يعبئ بحالته و انما بي أنا التي تركته دون اي تفكير به! "

نظرت إليه .. و كأنما تراه للمرة الأولى

" كيف لي أن رأيت الوحش الذي في وجهك و لم أرى الوحش الذي يسكن بداخلي ؟!! "

بكت .. و بكت .. بكت بحرقة شديدة
كانت دموعها تتساقط كما تساقط المطر فوقها هي و الوحش الذي ضمته اليها و هي تردد
" آسفة .. آسفة .... "


لم تنتبه ان شيئاً ما طرأ على الوحش وسط بكاءها المرير .. ليس فقط شكله و انما حجمه أصبح اصغر !
نظرت إليه بتعجب !!
و لأنه أصبح أصغر حجماً سقط " ناي " من جيبه الداخلي .. تدحرج أمامها
إتسعت حدقتا عينيها .. و توقفت لتسقط بجواره فاقدة الوعي

إستيقظ الأمير ليراها بجانبه مع كثير من الدموع و التي استطاع ان يميزها عن مياه الأمطار
حملها بين يديه الى العربة و عاد بها إلى القصر







صباحاً في غرفتها ..
إستيقظت مع دخول الأشعة الدافئة من نافذة غرفتها لتجد رجلاً بزي أنيق يقف بجوار السرير

حياها و عرف عن نفسه أنه رئيس الخدم كان بإنتظارها لتسيقظ بأمر من سيده
قال لها " أعلم مدى الغرابة التي تشعرين بها .. "

جلس على كرسي بجوار السرير و أخبرها أن الوحش لم يكن سوى الأمير ديكارت و الذي كانت صورته في الغرفة التي دخلتها سابقاً
لكنه كان شديد الغرور بنفسه و تسبب بالكثير من الأذى للناس فألقى احدهم عليه تعويذة ان تسلبه هذا الجمال بكل مالديه بما في ذلك قصره و خدمه !
و لا علاج له سوى ان تذرف دموع الحب من أجله ..
لكن من يحب شخصاً يحمل هذا القبح بغض النظر عن أن يبكيه!
جمع لأمير بالقوة الكثير من الدموع تلك التي في البركة , لكن ليس أي دموع تفيد لابد أن تكون دموع حب خالص من فتاة عصية الدمع !


سكت قليلاً ثم اردف مبتسماً..
" عانى سيدي الأمير كثيراً حتى وجدكِ و صبر كثيراً في إنتظاركِ "

" أظنكما كنتما بحاجة لبعضكما البعض !! "







,

حبــــك كان مرساتي و كل مرافئي
تعلمت أن أحبـــك مع ضوء القمر ..
يا توأم القمر .. يا نجم النجوم

حبـــــاً حمله قوس المطر في يوم ربيعي مشمس
في عالم تنزل فيه الدموع فرحاً

تعلمت حبـــاً .. حالة خـــاصة
حلماً لقلوب غمرها اليأس و أرواحاً حزينة

لعينيك سأعزف اجمل الحاني
بـــقربــــك .. تنتهي كل الاشياء و تبدأ السعادة






كان الإثنان متشابهان في آلامهما و وحدتهما
كان كل منهم بحاجة للآخر
بعد أن أحاط به حبها و حطم وحشاً سكن محياه
و تسلل حبه لقلبها و طرد وحشاً تلبس روحها
و وجد كل منهما الدفء الذي يحلم به بين يدي الآخر

حلم بها زوجة و هي رضت به .. تزوجا و عاشا حباً ملحمياً
و حلقا سوياً في فضاء من سعادة.





النــــــهايــــــــــــة ~







  رد مع اقتباس
قديم 06-07-2013, 02:30 PM   رقم المشاركة : 4
~Tomo-chan
Monessa≈❥
 
الصورة الرمزية ~Tomo-chan





معلومات إضافية
  النقاط : 4230784
  الجنس: الجنس: Female
  الحالة :~Tomo-chan غير متصل
My SMS LOVE YOURSELF♥


أوسمتي
Icon26 رد: The Beast Inside Me ღ « مشاركة »






مرحبــآ
اهلااا شيري قلبي عساك بخير يارب
واخيرا قرأت هالابدااع

وش اقول بالضبط ؟؟؟ وجهي ترسمت عليه كل ردود الفعل
مره ابتسامة ومره حزن مره شفقة ....
القصة رائعة جداا بطرحك لو كنتي انتي الي سردتيها من قبل مو كان احسن
آنابيل مسكينة بجد من التعويذة الي طاحت عليها وعيشتها بحزن
بس الى ان وصلت للوحش الي توقعته حظ سيء و بيزيد ع حزنها ., بس الواقع
غير الي فكرت فيه ,, رحمته ,<كف


اقتباس:
كانت دموعها تتقاطر و تتجمع في يد ضخمة مخيفة تعرفها جيداً

لطالما نفرت من صاحبها نظرت للأعلى ..

رأت الوحش يقف فوق رأسها منحي يحميها من العاصفة خلفه و من الامطار الغزيرة

بعد ان إختلطت دموعه بحبات المطر المتساقطة بغزارة

" أخبرتكِ بأن سأداويك و أجمع دموعك .. كما جمعت كثير من الدموع "
خطيرررر هالمشهد
والنهاية هي المطلوبة ياحليله طلع هو نفسه عازف الناي
ويعاني مثلها وكانو محتاجين بعض !! بجد هنا تأثرت
يختي فرحت بجد بالنهاية هذي عجبتني بشكل كبيررر ..
القصة كلها و طريقتك بالسرد تخليني اتخيل الاحداث نفسها كأني اتابع شي قدام عيني
استمتعت وانا اقرأ

خيال وروعةةةة مااستغرب من هالجمال منك
والتنسيق يجننن ومتناسق ومناسب جداااااا

الله يعطيك العافية ع كل هالمجهود وايضا الشكر للي لهم لمسات ف هالموضوع الجميل
موفقة حبي ربي يسعدك


اوتسكاااااااري




 
التوقيع
رد: The Beast Inside Me ღ « مشاركة »,أنيدرا

~
اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما ذكره
الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ♥


آخر مواضيعي

Start your day with a smile "مشاركـه"
صحة الحديث (اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت) ...
وصفــات الصبايا الرمضانية ~ *فعالية*
❝ مميزة عالمها الخــآص ❞
(مميز) تـقـريـر عن الأنــمـي " ~ Amnesia ~ "

 
  رد مع اقتباس
قديم 06-07-2013, 02:58 PM   رقم المشاركة : 5
Ďѓέάм
ترنيمة صمت





معلومات إضافية
  النقاط : 5227
  علم الدولة: علم الدولة United Arab Emirates
  الحالة :Ďѓέάм غير متصل
My SMS إمضِ كأنكَ لم تسمع إصمت كأنكَ لم تفهم تجاهل كأنكَ لم ترى وإنسى كأنكَ لم تعرف فقط كي تعيش !!!


أوسمتي
رد: The Beast Inside Me ღ « مشاركة »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

ما شاء الله موضوع في قمة الروعة والأسلوب راقي كصاحبته تماماً راق لي موضوعكِ غاليتي شيري كما أن تسلسل الأحداث وجمال الأسلوب زاده جمالاً وتألقاً

واصلي فأنا متشوقة لقراءة المزيد من كتاباتكِ المدهشة ^^

لكِ خالص إحترامــــــــــي وودي ،،




 
التوقيع
حان الرحيل
حان الرحيل يا أيام العناء
حان الرحيل يا لحظات الشقاء
لا بأمري ولا أمرها
ولكن أمرتنا الكبرياء
حان الرحيل
هلم بنا يا قلب وكفانا عناء
ما كنا لنرجو من الغدر الوفاء
هلم نمضى فى خريف العمر
علنا ندرك منه الشتاء

[/center]
[/center]
آخر مواضيعي

My Sweet Totoro
تكريم فعاليات اليوم الوطني السعودي
تكريم مواضيع شهر سبتمبر 2013 م
اليوم ميلاك يا عسى أيامك كلها أعياد
مهرجان اليوم الوطني السعودي

 
  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مشاركة, beast, beauty, inside

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
 
الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 PM.
ترتيب أنيدرا عالمياً
Rss  Facebook  Twitter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

منتديات أنيدرا An-Dr للدراما الآسيوية و الأنمي

منتديات أنيدرا