مُوضوع مؤلِم يُخلِّد وحشيَّة وعار التارِيخ البِشري
الّذي لا يفتأ يُكرِّر ذاته وينسخ وحشيَّة آباءِه وأجدادِه
ويختار ألّا يتعلَّم من تجاربهم حين يغوص في رغباته ويتبَّعها
فيسيطر عليه الطَّمع والرَّغبة في القتل والتدمير لأجل
السَّلطة والمال ويبَّرر لنفسهِ غاياته
العجيب أن الصور كلَّها كانت لمآسٍ ارتكبها بنُو البشر
بحِّق غيرهم في لحظة هجميَّة خالية من الإنسانيَّة يتعالى فيها
الفرد على الآخر ويكون ضحيَّتها صُوره حزينة مؤلِمة
وسأعلَّق على الصور حسب ترقيهما :
1. ملامِح الطَّفل في الصُورة تبدو ثابتة وشامِخة بشكلٍ يبعث
على الألم والأسَى والحُزن وكأنها مأخُوذه من فِيلم خيالِي يستعصِي
على المرء تصديقه
2. لفتت هذِه الصَّورة انتباهي لنقطة تشغل بالِي منذُ مدَّة وهي
إلى أيّ درجة تؤثَّر المآسي بمن تحلَّ بهم وماهِيَ أبعادها النفسية ؟
فوجدَّت أن غياب الفطرة وَ تشويهها هو أولَّها وأخطرها مثل أن يعتاد
الشخص على التفجيرات والقتل والسَّفك والدماء فيصبح يراها ويتوقَّعها بيأس
وكأنه ينسلخ من إنسانيَّته إلى حالة من الاستسلام والإنهاك أمام
كل تلك الهوائِل وهذا ما يتجلّى من خلال هذِه الَصورة ألِهذا
الدرجة تصل ببني البشر القسوة ؟ تتساقط الجثث فنمرَّ بها مروراً
دُون أن نرأف لحالِها دُون أن نهتمَّ بإيقاظ الضَّمير
3. لفت انتباهي عدد القتلى الّذي راحوا ضحيَّة هذا المرض
الفتَّاك وهو ما فسَّر حجم الخوف والاحتراز الّذي اتَّخذه أصحاب الصورة
4. سمعت ورأيت ما يجَّسد معاناتهم ، وما يحدث لهم من صنوف
العذاب وما يذوقونه من ويلات أثناء نقلهم على هذه السَّفن وكأن
عذاب العبُوديَّة لا يكفي فالكثير منهم يموت ويلقى حتفه وسط أقرانه
قبل أن يصل إلى منفاهُ الآخر ، فكيف برَّر هؤلاءِ العنصرّيون جرائِمهم
وكيف وجدوا أن من حقَّهم أن يتَّخذوا الآخرِين عبيداً فقط لأنَّ عقولهم
الصّلبة المتحجرَّة عجِزت عن تقبِّل الفرُوقات
5. صُورة ترُسم مآسِي الحرِب برأيي كيف أن لها سطوتها دُوماً
وكيف تهوى بالشخص إلى الحزن أيَّا ما كان جبروته وقوَّته التي تنتتهي إلى زوال فهزيمة ساحقة
6. لا أدرِي لما ترتسم الابتسامة الباهته الحزينة وأنا أتذَّكر
كيف يتفَّنن آخرون في وقتنا الحاضر في طرق الإعدام والتعذيب والقتل
وكأن هذا الصَّندوق هو المرحلة البدائيَّة لـ إثراء مخيَّلة المجرمين
والقتلة والظالِمين على مرِّ التاريخ وبذلك يطَّورون وسائل تحقيق
عدالتهم المائلة مع تطَّور الأدوات بين أيديهم فأي جرمٍ هذا الّذي
يعُذِّب صاحبه كلّ هذا العذاب لأجلِه ؟!
7. من جديد يظِّل لمآسي الحرُوب سطُوتها على هذِه الصَّورة وأخرى
سأمرَّ بها لاحقاً
8. هذا يتبع تلك السَّادية في التفنن بتعذيب البشر وإعداهم
في الصورة السادسة فهنا للعذاب النفسي سطُوته ، بالمٌناسبة
مبُرِّر المصَّور قبيح جداً فالحرب ترمي بالأمم في قعر التخلف ولا تنتشلها منه أبداً
9. هذِه هي أكثر صُورة جسَّدت مآسي الحرب وآلمت قلِبي
هذا الطفل الّذي لا يُعلم كم بقِي هناك ومالّذي ناله من ويلات ما حدث؟! ظلّ ليجَّسد العار البشٍري ووحشيَّة الطغيان والظلَّم حين يهجم
به الأقوياء على الضَّعفاء فكيف يكون لتفجير قطار يقّل نساء
وأطفال أي علاقة بحرب حكومات وجنود !؟ ولكنَّها الحرب تأتي فتحرق
كلَّ ما أمامها كنارٍ مستعرِّه