عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2013, 04:35 AM   رقم المشاركة : 17
C O F F E
سولاريتشا!
 
الصورة الرمزية C O F F E





معلومات إضافية
  النقاط : 3660462
  الجنس: الجنس: Male
  الحالة :C O F F E غير متصل
My SMS اللهم مَن أراد بِي سُوءاً فردَّ كيدَه فِي نحرِه واكفِني شرَّه


أوسمتي
رد: إيليا أبوماضي باعث الأمل ومفجر ينابيع التفاؤل

واَحة جميْلَة, أشبَه بـ " مكانْ هادِيءْ "
زآخِر بالألوَان وَ التَّنُوع الثَّرِي بصنُوف مُختلفَة
مِن المعلُومات وَ " المكُنونات الأدبيَّة "
تعاوُن فاتِن ومُبهِر مَزج الكثير من الأسمآءِ
اللَّامِعَة " تحتَ صَرْح واحِد " فتجسدَّ المٌوضوع
" آيَة مِن الإبدآع وحُسن التَّنسيْق "
بما لم يدَع لنآ مجالاً للخرُوج مِنه دُون أن
نُكِمل قرآءِته ونترُك تعليْقنا المُتواضِع, إزاءَ
" زوايَاه وجَوانِبه " .

بدءاً بالمُقدِّمة الِّتي صوَّرت
لنآ " رُوح وقلبْ الشّاعر إيليا أبو ماضي " :


اقتباس:
ليكون زيتاً جديداً في مصباح العالم المنير دروب الأمم ، ليجعل أهل هذه البسيطة شعباً واحداً ، يطرد عتمة اليأس ، ويضيء بقوة الإرادة ، وصلابة العزم ، نهج الإنطلاق الموحد لأبناء جهات الكون الأربع .

وفِي " ولآدِته " أتَت سطُور
وصَف قريْته " المحيْدثَة " كـ أروَع ما يكُون
وكأنَّها القالِب أو اللَّبِنَة الأساسيَّة
فِي تكُوين " نظرَة هذا الشَّاعر وبسآطة وسماحَة رُوِحه العذَبة ".



ثُم كانت لنآ رحلَة مع مُختاراته
الأدبيّة, حيثُ " رآق لِي بشدّة أن أقتبِس " :



أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا
وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما



لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها
زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما



إن أنت أبصرت الجمال ولم تهــــــم
كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا




كانت " نشأتُه " و " أسفارهُ " مُكملّةً لـ وصِف
قريِته وَ رحلَة حيآتِه وأجواءْ عائِلته " الفقيرة "
برُوحهم القرويَّة النَّقية, وقلُوبهم البيْضآء
المُتكاتفَة, أكثَر ما شدَّني هُو " لهفَته للعلِم "
حيَن وصلَنا لزاويَة " درآسته " فكان طالباً
للعلِم فِي كلِّ أرضٍ يقصُدها, حتَّى أن اليأس
لم يكُبِّلهُ " بقيُودِه الكريهه " فِي قريَته
وبيَن " كنف أسرِته ميْسُورةِ الحال " فكان بعدَ
جهادِه الطَّويل, ومعركَة " طلبِه للعلِم " باسِترآق
السَّمع وإبداءْ اللَّهفة وإعمال العقْل هُنا وهُناك
كانت لها ثمارُها إذ أنتَجت وأينعت " قلماً عظيْماً
وكاتباً شآعراً يسمُو فِي عليائِه "




كمآ يتحاشَى القلُم وينطِوي عن
التعبيَّر ورآء الوصِف الّذِي جآءِ فِي
" شخصيَّته الشَّعرَية " ها هُنا :


اقتباس:
كانت شخصية أبي ماضي ، تتطلع إلى الشباب المتجدد الطافح بالأمل ،
الهادف إلى مسار يعلو نحو الرفعة ، وينال السؤود المعبر عن إرادة لا تكلُّ
ولا تملّ ، وقد سعى جهده ، كي تبدو شخصيته نافذة إلى معميات الوجود
وغموضه ، فتقشع عنه غمة الهموم ونصب الأتراح المؤلمة بأحزانها السوداء .


لفتِني فِي " أهَم أعمالِه " صدآقته الوطيْدَة
بـ " جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة " اسمَان
لمعا بيَن " شعرآء المهجر فِي تلَك الفترَة "
فقدَ انسجَم الثَّلاثة معاً من غير أن ندرِي فِي تمازُج
رهيْب ورائعِ يترُك بصمَته القويَّة على تلَك
" المدرسَة الشَّعريةَ اللَّامِعة "




لكنّه فِي الحبِّ كان " شاعراً "
وإنَّما الجميْل فِيه أنّه لم يغرْق في سودوايَّة
انكساراته اللّامُتناهيَة, إنَّما كانت لهُ تجارَب
تكُسب شعرَه " لمحَة رُومانسيَّة صآفيَة " وهُو ما
كان بحاجَة إلِيه وما انسجَم مع شخصيَّته وحسَبْ



اقتباس:
أخذت فكرة عدم تلاشي الإنسان بعد الموت تلاشياً كلياً في التراب, تزداد سنة بعد سنة رسوخاً في رأس أبي ماضي,

اقتباس:
وإيمان أبي ماضي بأن الإنسان بعد موته سوف يعود فيولد من جديد إما حيواناً أو نباتاً تدب فيهما الحياة,
هو إيمان استقاه من بعض أقوال الفلاسفة القدماء الذين كانوا يقولون إن الإنسان الفاضل سيتحوّل بعد موته عن طريق التناسخ الى زهرة فوّاحة العبير,
والإنسان الشرير سيتحوّل الى حيوان.

الغريْب أنَّه يسلُك دربَ " الفلسَفة والغيبيَّات "
ويُبحر فِي روحانيَّات هذا العالَم, دُونما اكترآث
لماديَّة العالَم هائِل التطَّور الّذِي انتقَل إلِيه
" فِي أمريَكا " بعد أن احتضَنته قريَته البدآئيَّة
البسيْطَة, كأنَّما يطبَع ويعزَّز مِن " ماهيَّته وأصُوله
وإنتمائِه الحقيقيَّ "
أمامَنا بانتهاجه هذا المسَلك الفلسفِي الفرِيد.



أخيْراً وصَلنا لـ " وفآته " حيثُ أخَذ
الحُزن مأخذَه, وارَتمى فِي عوالِم الكآبة, وَ الأحزآن ورماديَّة ناقضَت كلَّ آمالِه, بفِعل المُغرِضين
وأعداءْ الأدَب العتيْق بمُسمَّى " التَّطوير وُمجابهَة
الأسمآء الكبيرَة "
بيَنما كانت وحدَته وابتعاد
رفآقه عَنه, وغيآبهم " فِي رحلة اللَّاعَودة " مما
يزيَد الأمرَ سوءاَ والوحدَة وحدةَ والحُزن أضعافاً.
فودَّعه العالَم, وَ انطَوت صفحة وجودِه إنمَّا بقيْت
حرُوفه وكلِماتهُ, شعاراً لكلِّ إنجازاته وأفكآرهِ
طيْلَة حياته الزَّاخرَة بكلِّ ما يثُرِي ويفيَد
" أدبَنا العربَّي الأصيْل ".



ومِن هُنآ, آن لِي أن أشُكر كلِّ
اسمٍ أتحفَنا بهذا المُوضوع ومالِـي سوى
الشَّكر على هذه الرَّحلة المُبدَعة فِي عوالِم
إيليَا وَ بلمسَتكم يا مُبدَعين



" وفقَّكُم ربِّي دُوماً "



  رد مع اقتباس