عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-2012, 07:51 PM   رقم المشاركة : 2
C O F F E
سولاريتشا!
 
الصورة الرمزية C O F F E





معلومات إضافية
  النقاط : 3660462
  الجنس: الجنس: Male
  الحالة :C O F F E غير متصل
My SMS اللهم مَن أراد بِي سُوءاً فردَّ كيدَه فِي نحرِه واكفِني شرَّه


أوسمتي
Pix214 -1- الأسطُورَةُ المُتناقِضَة, بيَن ما يُروَى وما دوَّنُه التَّارِيخ

-1-



" الأسطُورَةُ المُتناقِضَة, بيَن ما يُروَى وما دوَّنُه التَّارِيخ "

لَمْ يكُن لـ صباحِ هذَا اليُوم طابعٌ مُختِلف, لَم يكُن سوَى
يُوماً دراسيَّاً مُعتاداً لَم يمَنع مايَا مِن أنْ تتنَّهَد بعُمقٍ وِهيَ تحِمُل حقيَبتها
مُتوِّجَهةً إلَى مدرسِتها, وقَد راحت تقلِّبُ فِي رأسِها العديَد مِن


الأفكار, تلِكَ الِّتي لَم ينِتشلَها مِنها سوَى يدٍ ربَتتْ علَى كتفِها الأيَمِن
كانَ صاحِبها كارْل الّذِي تحدَّثَ بِبُطءْ :

- صَـبـاحُ الـْخيِـر, مـَايَــا !

التَفَتتْ إلِيه الأخيُرَة, وقَد ردَّدَت برُوتينيَّةٍ
بَل بتهكُّمٍ شَديْد :

- صبآحُ الخِير, كارْل !

- آوهـ, مابكِ تبَديَن كئيَبةً بعَض الَّشِيءْ ؟!

تنَّهدِتِ الفتاةُ بِعُمقٍ وهِيَ تُنِكسُ رأسَها نُحوَ الأرضِ !, لكِنَّها
رفَعت رأسَها فجأةً وقَد هَتفَت :

- آآهـ إنَّه حُقَّاً يُومٌ تعِيْس!,
كاَنت البدايةُ حيَن انسكَب مِنّي كأسُ الحلِيب الّذِي
كُنت أهمُّ بتنآوُلِه, والآن هذَا ... !

وصَمتتْ قليْلاً وقَد وازَى كارْل صمَت ترقُّبٍ
لما ستقُوله, إلَّا أنَّها فاجئَتُه حيَن ردَّدَت :

- آنُظر إنَّها قطَّةٌ سوَداءٌ تتبُعِني
منذُ مدَّة !


وأشَارت خلَفها بيَن شُجيَراتٍ صغيَرةٍ, علَى رصِيف شارع
كانَ الاثنانِ يقْطعانه, لـ ينفجِر كارْل ضاِحكاً وهُوَ يتوَّجُه
نحُوَ تلِكَ الشُّجيَرات مُحاولاً الإمساكَ بتلَك القطَّة :


- هههههـ .. هَل هذَا هُوَ ما جعَلكِ
تسيَريَن بهذَا الوجِه الكئِيب ؟!


لكِنَّه قَد اصَطدم بانفِعال مايَا بمجُردِّ رُؤيَتِه
يِحُمل تلَك القطَّة بيَن يدِيه إذْ صرَخت :


- آآآآهـ , ستُصِبحُ منُحوساً توقَّفَ عَن
حمِلها, هيَّا توقَّفْ ! أنزلِها حالاً

لكِنَّ كارْل استمرَّ بالضَّحكِ, وكان سـ يستمِرُّ لُولا
صُوتُ فتاةٍ قَد علا بنبرَةٍ مرحَةٍ قلَّما فارقَتْها :


- ماذَا يفعُل عصُفُورا الحُبِّ هذَا الصَّباح ؟!


لكِنَّ ماَيَا سارَت مُبتِعدةً وقَد
كسَتها حُمرَة الخَجل وهِيَ تُردِّدُ بغضَبٍ لـ تسمَعها الفتاةُ
الِّتي كانَت تسيُر نحُوَهم :

- جينِي أنا أسمُعكِ, أسمُعكِ ولكِنَّكِ
سـ تدفَعِيَن الثَّمَن لـ ذلِك !


وأسرَعت مِن خطُواِتها وَ لَم يمَنع ذلِكَ جيِني
مِن أنْ تُقِهقِهَ بصُوتٍ عالٍ, قَد قاطُعه كارْل بقُولِه بابتسامَة هادِئَة :

- ماكَان علِيك قُول ذلِكَ,
فقَد أحرجِتها كثيْراً !

لكِنَّ جِيني قالَت, بـ لا مُبالَاة :

- لا عليَك, مايَا هكَذا دائِماً
ثُمَّ إنَّ علِيها أنْ تتوقَّفَ عَن تجاُهلِ مشاعرِك !


قالَتها ثُمَّ انصرَفت إلَى القطِّ الهادِيءِ
بيَن يدِّي كارْل وقَد ربَتتْ علَى رأسِه بسعَادةٍ بالَغة :

- يا إلهِي يالكَ مِن قطِّ لطِيف !.

***

-1- الأسطُورَةُ المُتناقِضَة, بيَن ما يُروَى وما دوَّنُه التَّارِيخ,أنيدرا


وفِي الصَّفِ كاَنت رُوز مُنهِمكَةً فِي قراءةِ, كلماتٍ
دوَّنَت بيَن صفحاتِ دفَترِها الصَّغِير, ولأنَّها بدَت فِي غايةِ الانسِجامِ
وِهيَ ترسُم ابتسامةً رقيقَةً كُلَّما أنَهت سطَراً ممَّا كُتِب. فقَد بدَا ذلِكَ

لـ جِيني, فرصةً مُناسِبَةً لـ تتسَّلَل قُربَ صديَقِتها بهدُوءِ مُنتَهِزَةً خلوَّ الصَّفِ
وَ سكُوَنه, وقَد بدأت تلِتهُم ذاتَ الحرُوفِ ثُمَّ ما لِبَثت أنْ كسَرت ذلِكَ
الهدُوءَ بقُولِها بابتسامةٍ ساخرَة :

- آآآهـ إنُّه مُعجَبٌ جديِد !

وسَحبتِ الدَّفَتر المُوضوعَ فُوق طاولَةِ الأخيَرةِ إلَّا أنَّها
كاَنت أقوَى مِنها إذْ جَذبُته نُحوَ وضمَّتُه إلِيها وقَد آكتسَت وجُنَتاها بلُونٍ أحمَر :


- جِيني توقَّفِي عَن ذِلك !

وَ قُوَطعت جُملَةً كانَت جِيني سـ تقُولَها
بـ صُوِت مايَا الِّتي ردَّدَت بتهكُّم :

- آآآهـ جينِي, تتَّفنُن فِي إحراجٍ الآخرَين,
ألَن تتخلَّي عَن هذِه العادَةِ فنُحن سـ نتخرَّجُ مِن المرحَلةِ الثَّانويَةِ
هذَا العام ؟!

وافقَها كارْل الّذِي دَخل للتَّوِ قائِلاً :

- هذَا صحيْح جِيني, توقَّفِي
وإلَّا فـ ستحَظِيَن مُستقبلاً بشخصِ يتفنَّنُ فِي إحراجكِ !

لكِنّ جِيني توَّجَهت إلى طاولَتها وِهيَ تُردِّد :

- ليَس لديَّ ما أخفِيه لذآ
لَن أصابَ بحرَجٍ إزاءَ أيِّ شيءْ !,


لكِنَّ ذلِكَ الحوار قَد بدَا مُنتَهياً,
إذْ توافَد الطُّلابُ بمَا فِيهم ماكسْ الّذِي ألَقى تحيَّةَ
الصَّباحِ ببرُودِ قائِلاً :

- صباُح الخِير جميْعاً,

واتَّخَذ مِقَعدُه خلَف جِيني, وتلاَ جلُوسَه
سؤالٌ مِن مايَا الِّتي ردَّدَت :

- بالمُناسَبة ألَم يرَى أحدٌ جِيمي هذَا اليُوم ؟!

وأتَت إجابةٌ سريعةٌ مِن صاحِب الاسِم الّذِي
احتضَن كتاباً أسوَدً ضخَماً بيَن يدِيه وقَد ردَّد :

- مرحباً, لَقد كُنت فِي المكَتبِة برفقَةِ ماكْس !

وجَلسَ فِي مقعدِه, مُستأثِراً بحضُورِه علَى فضُول
الجمِيع, إذْ عمَّ صمُت التَّساؤُلِ الّذِي أفصَح عُنه كارل أخيْراً :

- هَل وجدَّت مكاناً مَّا أخيراً ؟!


قالَها بترقُّبِ, فلَم يخِب ظنُّه إذْ رفَع
جيمِي الكتابَ وهُوَ يوجِّهُ نَظرُهـ للجمِيع مِن حُولِه قائِلاً :

- أجَل,وجدُّت مكاناً مَّا أخيْراً

هتَفتْ جيمِي بابتسامةِ يملؤُهَا الحماسْ :

- حقَّاً ؟!

لكِنَّ الإجابَة لَم تُكن سوَى إيماءةِ
مِن رأسِ جيمِي, بسَببِ دُخولِ المُعلِّم الّذِي دفَع الجمِيَع
لـ الجلُوسِ بصمِتٍ يملُؤه التَّرقُب .


***


مضَى اليُوم الدَّراسِيٌّ طَويْلاً, أطَول مِن المُعتادِ بسَببِ,
ذلِكَ الإحساسِ العمِيَق بـ الفضُول والانِدفاعِ المُمتزِج بالمضِّي
بمحاسٍ لـ معرفةِ تفاصِيل المكانِ الّذِي أتَى بِه جِيمي.

وبَعد أن أعلَن جرسُ استراحةِ الغداءِ خرُوَج جمِيع الطُّلابِ ,
كانَ ذلِكَ إْذناً لـ يبدَأ جيِمي الحديَث عمَّ فِي جَعبِته وَ يُفصِح عَن
تفاصِيل الحكايِة الشَّيقةِ الِّتي حثّتُه جِيني علَى رُويِها حيَن قالَت :

- هيَّا جِيمي خرَج الجمِيع, ماذَا تنِتظِر ؟!

أمسَك جيِمي بنظَّارتِه ثُمَّ مضَى يُقلِّبُ صفحاتِ الكتابِ,
حتَّى هَتف :

- آوهـ, هذِه هِيَ !, انظُروا

اقترَب الجمِيعُ نحُوَه وقَد راحُوا يحدِّقُون فِيمَ احتواهُ
ذلِكَ الكِتابُ حيُث كانَت الكلِماتُ مكُتوبةً بخطِّ صغيرٍ تحَت صُورَةِ
قصرِ فِي أعالِي الجبالِ بدَا لـ رُوز مألُوفاً إذْ قالَت :

- آوهـ, قصرُ عائَلة فالَتْس !, أليَس كذلِكَ ؟!

- أجَل هذَا صحيْح

قالَها جِيمي ثُمَّ بَدأ يقرأُ الحرُوفَ بنبرَتِه
الهادئَةِ :

- انظُروا إنَّ هذَا الكِتابَ يتحدَّثُ عَن أسطُورَةِ الفارِس
فريدريَك فالَتْس, ذلِكَ الّذِي استوَلى الدُوق [ ريتشآرَد سلآفِيتْس ] علَى
قصرِه وقامَ بسجِن شقيقَتِه . حيَن استَغلَّ ذهابُه لـ زيارةِ
حاكِم المُقاطَعةِ المُجاورَة !.

- ولكِنَّ فريدْرِيكْ هذَآ, قَد انتصَر وقامَ
بانقلابٍ عسكرِّي ناجحٍ واستَعادَ كُلَّ شيءْ !

قالَها كارْل, لـ ينفِي جِيمي ذلِكَ بقُولِه :

- هذَا هُوَ محَورُ القصَّة, فما كُتِب
فِي هذَا الكِتابِ التَّارِيخيُّ يخِتلُف عَن القَصصِ الَّتِي
رُويَت فِي كُتبِ الرَّواياتِ والقصِص العالميَّة

تنَّهَد وأخَذ يبحُث بيَن السًّطُورِ سريْعاً ثُمَّ
أشار لـ أحدِها قائِلاً :

- انظُروا هُنا, يقُول هذَا الكِتابْ إنَّ
فريدْرِيك لَم ينَجح فِي الإنقلابِ العسكرِّي, فقَد تمكَّن رجالُ
الدَّوق ريتشآرَد مِن القبِض علِيه وتمَّ تنِفيُذ حُكِم الإعدامِ بهِ فِي
صالةِ الحُكِم أمام عينيَّ الدُّوق !

- آهـ يا إلهِي, هذَا فضِيع!, وماذَا
حَدث لـ شقيْقَتِه المسكِينَة ؟!

قالَتها رُوز بتعآطُفٍ شدِيدٍ,
لـ يُكِمل جيِمي كلامَه :

- سُجِنَت حتَّى المُوت !

قالَها ثُمَّ صمَت قليْلاً وأكَمل :

- ولكِنَّ هذَا ليَس مُهمِّاً, المُهمُّ هُوَ ما جرَى
بعَد ذلِكَ, إذْ يُقالُ هُنا أنَّ أمُوراً غريبةً بدأتْ تحدُث
بعَد مقَتلِ ذلِكَ الأميْر, حيُث لمَح بعضُ الحرّآسِ طيفُه يظُهر

ليْلاً بالإضافةِ إلَى حوادِثَ غريبةً مثَل اختفاءِ بعضِ الحُرّاسِ فجأةً!.
إلَى أنْ انتَهى ذلِكَ بـ العثُور علَى جُثَّةِ الدَّوق ريتَشارَد مُنتِحراً
بعَد أقلِّ مِن عامٍ واحِد !

قطَّب كارْل حاجبِيه قائِلاً :

- بقُولِكَ هذَا فإنَّ الأمرَ يتطابُق وأقوال
السُّكانِ حُولَ تلَك الأمُورِ الغريَبةِ الِّتي تحدُث بيَن الفنيةِ
وَ الأخرَى

والَتفَت حُولَه قائلاً :

- تعلُمون, أعنِي تلَك الرَّحلَة الِّتي حاولَ
مِن خلالِها ثلاثَةُ طلابٍ مِن كُلَّيةِ علمِ الآثارِ أن يستكِشُفوا القصَر
وانَتهى بهِمُ الأمُر بالهرِب ذُعراً مِن طيفِ شخصٍ غريبٍ أطلَّ مِن الطَّابِق العُلوِّي
حالَ دخُولِهم !

أضافَ ماكِس بجديَّةٍ :

- رُغمَ أنَّ الطّابِقَ السًّفلِيَّ كانَ مهُجوراً تماماً !

لكِنَّ نبرَة جِيني قَطعت الصَّمت الّذِي
سادَ بعَد ذلِكَ بقُولَها وهِيَ تصِفُق يدَيَها ببعضِهما بحماسْ :

- هذَا رائِع, لـ نذَهب لـ رؤيَتِه غداً
فالعُطلَة الأسبُوعيَةُ سـ تكُون مناسِبةً تماماً !

- بالتَّفكِير فِي ذلِكَ فإنَّ الغَد هُوَ
وقتٌ مناسِبٌ فهُوَ يُوم عُطلَة !, هَل نَذْهب ؟!


تساءَلت مايَا فـ توالَت المُوافقَاتُ واتَّفقَ
الأصدقاءُ علَى اللِّقاءِ غداً قُرَب محطَّةِ القطارِ حيُث
يستقُّل الجمِيُع قطارَ الَّتاسِعَةِ صباحاً متوجِّهيَن إلَى الغابَة .


يتبْعَ .. .. ..