عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2012, 11:48 PM   رقم المشاركة : 3
C O F F E
سولاريتشا!
 
الصورة الرمزية C O F F E





معلومات إضافية
  النقاط : 3660462
  الجنس: الجنس: Male
  الحالة :C O F F E غير متصل
My SMS اللهم مَن أراد بِي سُوءاً فردَّ كيدَه فِي نحرِه واكفِني شرَّه


أوسمتي
Icon26 1

***

كـآنَ يُحرِّكُ كرُسيَّهُ الجلْدِيَّ الأسْوَد يميْنَاً ويسآراً , ويُدآعِبُ القلَم الفضِّيَ بيْنَ أناملِه بملَلْ
فرُغْمَ فخامَةِ مْكتبِه الواسِعِ آلقابعِ فِي أعلَى طوابِق البنـآءْ , إلَّا أنَّ الملَل وجَد طريْقَهُ
إلَيْهِ كـ آلْعادَةْ , كـآنَ يُتمْتِمُ بأُغْنيَةٍ مـَّا وفجْأَةً قفَزَ تارِكاً مقْعَدُه لـ يَّتجِه لـ النَّافِذةِ

الزُجاجيَّةِ خلْفَهُ مُتأمِّلاً ذلِك المنْظَر الجميْلَ لـ المديْنَةِ والحدائِق حُولَهُ , والَّتِي امتدَّت
لـ أبْعَد مِن ناظريْهِ تارِكَةً لهُ التأفُفَ بمَللْ , لأنَّهُ لـمحَ للتُّو سيَّارةً وقَفتْ
لينْزِلَ منْهَـآ رجُلآنِ لَم تتبيَّن ملآمِحُهمَآ ولكنَّهُ عرَفهُمَـآ , إذْ أتَى طرْقُ البابِ بعْدَ صعُودِهمَـآ
بدقائَقٍ ليأتيَهُ صَوْتٌ يقُول :


- سيِّديْ ! وصَل السّيْدآنِ مِن شركِة الاسْمَنت

- حسنَـاً أنـآ قادِمْ !


ومَضى وهُوَ يُحاوِلُ رسْمَ آبتسامةٍ ترحيبيَّةٍ علَّهَآ تُسآهَمُ فِي ربْحِ صفْقةٍ أُخْرَى
تعيَّن عليْهِ كسْبُهـآ , لئلَّا يُمْحَـى آسْمُ عائِلةِ وآنْسفيـدْ مِن عالَم التُجارِ الّذِي قَد ينقْلِبُ
فِي أيَّةِ لحْظَةٍ علَى شركتِه ليُحيْلَهَآ اسْماً مِن الماضِيْ
ولكنَّ ذكاءَ الابْنِ الأصْغَر لـ عائِلةِ وآنْسفِيد كـآنَ إلَى جانبِ نفُوذِه القُويْ
عامِلَاً أدْخَل ثلآثَة ملايْينِ دُولآر فِي جُيُوبِ شركِةِ الاسْمِنْت مُقابِل أضْعافٍ فِي جيْبِه خلآلَ نصْفِ سآعَة
آنَهَى إيريْك خلآلَهـآ هذَا الاجْتِمـآع السَّخيْفَ كمـآ وصَفهْ !

آرْتمَى الشّابُ أنيْقُ المظْهَر علَى أريْكَةٍ مُريْحَةٍ فِي غُرْفَةٍ كسَـآهَا الهُدوءْ واتشَحت
بالأحْمَر القاتِم والإنآرةِ الخافِتةِ كمـآ لَمْ تخْلُو مِن الفخاَمةِ المُتناسِبةِ مَع رُقِّي هذآ الفُنْدقْ
كـآنَ قَد ألْقَى بربْطَةِ عُنقٍ خنقَتْهُ طُوآلَ النَّهارِ كمـآ رمَى بمعْطفٍ أسْوَدٍ إلَى جانبِه
وهُوَ يْستمِعُ إلَى تُوجيْهاتِ رجُلٍ جاوَز الأرْبَعيْن وخطَّ الشّيْبُ علَى رأسِه بضْعَ خطُوطٍ ولكِنَّ ملآمِحُه

وآسْتقامَتُه كـآنَتا تُوحيَان بنشـآطِه وَ الْتِزامِه المُطْلَق بعمَلِه , فقَد كـآن بانْثَام المُسْتشارُ
المُخْلِص لأبْنـآءِ عائِلةِ وآنْسفيِد يسْرُد جَدْوَل السّيْدِ إيْرِيك لـ الغَدْ :


- عليْنَـآ تُوقيْعُ العقْدِ تماَم التَّاسِعَة , أمَّا فِي العاشِرِة فسيكُون ذلِك مُوعِداً
لاسْتقبالِ السّيدِ السَّفيْر , وغداُء العمَل سيكُون مَع شركِةِ جُورنـآلْ كُولِرآنسْ لـ الأعْمال السّيَاحيَّةِ
وفِي الرّابِعةِ هُو مُوعِدُ رحْلتكَ إلَى البرآزيْل !

- آآآهـ , أرْجُوكَ بانْثَام اتْرُك الغَد لـ الغَدْ لآ يجبُ عليْكَ سرْدُ كُلّ ذلِك
وأنـآ علَى وشكِ النُّوم إنًّهـآ الثانِيَة عشْرَة لَم أعُد أسْتطِيعُ التَّرْكيِز


كـآنَت نبْرَةُ السَّخطِ بادِيَةٍ علَى وجْهِ إيْرِيك وهُو يُوجِّهُ هذآ الكلآمَ لـ بانْثاَم
الّذِي انْسحَب بـهُدوءْ تارِكاً لـهُ أنْ يُغطَّ فِي سُباتٍ عميْق أخذَ يُتمْتِمُ قبَلُه بقُولِه :


- ليْتَ كُلَّ هذَآ المالِ يزُول مُقابِلَ يُومِ راحةٍ واِحدْ !



***



فكَّرْتُ فِي ترْكِ مدْرستِي عدَّة مراتٍ لكنَّها كاَنت بالنّسْبَةِ لِي سبباً لـ إشْغالِ ذآتِي قليْلاً لذآ
لَم أجرُوءْ علَى ذلِك حتّى الآن ! .. والدّليْل أنَّنِي ذآهِبةٌ الآنَ لـ أُتابِعَ مشْوآرَ دراستِي المُملْ

هذآ ما حدَّثتْ بهِ ييرْمـآ نفْسهَـآ وهِي ترْفعُ خُصلاتِ شعْرِها الأسْوَد بإهْمال
تارِكةً لـ بعْضِهَا أن تتبعْثَر على كتفيْهَـآ فقَد كـآن مظْهرُهـآ هُوَ آخِرُ مـآ تهْتَمُّ لهْ .
لذآ آكْتفَت بترْتيِب قميْصَها الأبْيَضِ سريْعاً وتنُورَتِها الزّرْقـآءِ ومضَت مُسْرَعةً علَّها تتجاوَزُ
التَّأخيْرَ فِي أوّل يُومٍ دراسِيْ ! ,

ولكنَّ الاُسْتاذَ برُوسْ كـآنَ واقِفاً بالمرْصـآدِ أمَام بُوابةِ المدْرَسةِ
ليْرمِيَ إليْهَا بأوَّل إنْذآرٍ لأجْلِ تأخُرِهـآ خمْسَ عشْرَة دقيْقَة عَن الطَّابُور الصَّباحِيْ , فالْتقطَتْهُ
بمَللْ ورمَت بنفْسِهَا علَى مقْعدِهَآ وهِيَ تُتمْتِم :


- تلْكَ الغبيَّةُ مآرسيْل ! تُزْعجُنِي أيَّام العُطْلَةِ ولكنَّها لآ تُفكِّرُ حتّى
بإيْقاظِي حيْنَ أكُون فِي أمسّ الحاجَةِ إلَى ذلِكْ


ولكنّ يدَاً ربتَتْ علَى كتفيْهَـآ لتُوقِظَها مِن نُوبَةِ غضبِهَا بقُولِهَا :


- صبـآحُ الخيْرِ ييرْمَـآ !


كـآنتْ تِلْكَ إيمْلِي الَّتِي وصلَت للتُّو هِيَ الأُخْرَى رافِعَةً الانْذآرَ بمللٍ وهِيَ تقُول :


- السّيْدِ برُوسْ حقّاً مُزْعِج , ثُمَّ ابْتَسمت
وهِي تقُول : كيْفَ كآنَت العُطْلَة ؟!

- مُملَّة !


قالَتْهـآ وآكتفَت بهَـآ وهِي تتَّكيءُ علَى طاوِلتَها مُلْتفِةً ناحِيَة
صديْقَتها تنْتظِرُ مِنْهـآ أنْ تُكِملَ حديْثَهُمـآ :


- علَى العكْس ! كـآنَت الجِبالُ مكاناً جميْلاً
جداً خيَّمُت هُنآك لـ ثلآثةِ أيّام ولَن تُصدّقِي ... !


ولكًّن صُوَت مُعلِّم الأحْيآءِ أتَى
لـيُنْهِيَ الحديْثَ الّذِي بدأتُه الصّديْقتانِ للتُّو , بادِئاً بقُولِه :


- مرْحباً بكُم إلَى النّصْفِ الثانِي مِن العامِ الدِّراسيْ , سنُعيْدُ
كمـآ تعْلمُون تقْسيْمَ النشَّاطات الطُلآبيَة , وأرُيْدُ مِنكُم آختيار النَادِي
الّذِي ستْلتحِقُونَ بهِ قَبْلَ نهايةِ هذآ اليُومْ , مفْهُوم ؟!


وبدَأ الطُلآبُ فِي كتـآبةِ أسْماءِهم على قوائِم النَّوادِي المُوضوعَةِ
فِي لُوحَة الإعْلآناتِ بحلُول آسْتراحِة الغداءْ , بما فيْهِم إيْملِي الّتِي وضَعتْ
اسْمَها إلَى جانبِ ييرْمَآ فِي نادِي الفنُونْ , رُغَم عدِم اقْتناعِ ييرْمـآ بأهمّيةِ
النشَاطاتِ أساسـاً , فقَد أخذَت تُردّدُ ببرُودْ :


- إنَّهُ لـ شيْءٌ تافِه ! هه .. تلْكَ النّوادِي المْدرسيَّة

ولكنّ نبْرَة إيملِي الغاضِبَة أتَتْ لتقُول : لآ ليْسَت تافِهَهْ , إنَّما عليْكِ الاسْتمتاعُ
بمـآ تفْعلِيْن , ثُمّ إنًّها فُرْصَةٌ لـ يتعرّفَ الإنْسآنُ إلَى ميُولِه ورُبّما مجالِ عملِه المُسْتقبَليّ .


كـآنتْ صالةُ الغداءِ قَدِ امْتلأت بـالطُلَّابِ الّذِيَن عادَ المرَحُ ليكْسُوا ملآمِحُهم
بعَد دُروسٍ سآدَ فيْهَا جُو المَلِل التّامْ , لذَا اتّخذَتِ كُلٌ مِن ييرْمـآ وإيْملِي مكاناً مُناسِباً

ومُريْحاً لتناوُل غداءِهمَا بهُدوءْ تخللّتُه أحاديْثُ إيملِي حُولَ الجبِال وجمالِ
الغاباتِ حيْثُ كـآنَت جُلُّ أُوقْاتِها هُنـآك ! , ولكنَّ صُوتَاً قاطعُهمَا بقُولِه :


- هَل لِي بالجلُوسْ ؟!


كـآن ذلِك هُو ديْفيِد مآكيْنزِي شابٌ وسيْمُ الملآمِح فِي ذآتِ صَفّهمـآ , وقائِدُ نادِي
كُرَة السّلةِ فِي المدْرَسة كمـآ امْتازَ باسْمِ عائلتِه البرّاقْ فِي أوسْآطِ التّجارِة وإدارَة
المشآريْع النّاجِحَة , لذآ قآلَت إيمِليْ بسعَادةْ :


- آهـ بالتَّأكيْد , تفضَّـل !

- شُكرْاً لكِ .. كيْفَ حالُكُمآ ؟!


قالَها رُغْمَ أنَّ نظرآتِه كانَت مُوجَّهةً لـمَن جلَس
بجانبِها فقَطْ , لذلِك صمَتتْ ييرْمـآ
وردَّت إيملِي بذآتِ النبْرَةِ السّعيْدَة :


- بخيْر , وأنَتْ كيْفَ كانَت إجازُتكْ ؟!

- آهـ مليْئَةً بحفلآتِ كلآسيكْيَة لكنَّها لمْ تخلُوا مِن أيّامِ المرَحْ

ولكنَّ إيملِي تسآءَلتْ : حفْلآتٍ كلآسيْكيَة ؟!

- أجَل ! كُوَننـآ نمْتلِيءُ بتقالِيْد الأثْريآءَ المُملَّة لذلِكَ فإنَّ الحفلآتِ تُقآمُ
فِي جُوّ كلآسيْكِي ! تعْلَميْنَ ما أعْنِي ,

عشَآءٌ فاخِر مُوسيْقَى هادِئَة الكثيْرُ مِن رجَال الأعْمال
أشْبَهُ بمُؤْتمرٍ أو بحْفَل افْتتاحَ مَعْرِض !

لآ بيْتَزا أو مُوسيْقَى الرُّوكْ ولآ حتّى أصْدقآءَ يُشاركُونكِ طاوَلة الجلُوسْ

آبتسَمت إيملِي وهِي تقُول : يجبُ أنْ تكُون قَد اعتدَّت علَى ذلِك

لكنّ ردّ ديفيْد أتَى ساخِراً : لآ صدْقيْني لآزِلْتُ أُحاوِلُ تمالُك أعْصابِي كُلّما قيدتنْي والدَتِي بتلْكَ البْذلةِ السُّوداءْ

- ههههـ ..! حسنْاً مِن الجيّد أنُّ كُل حفلآتِي لآ تمْلِكُ هذآ الطابِعْ


وآستمرّ الحديْثُ لتستأذِنُهما ييرْمـآ تارِكًة لـ ديْفِيد المجالَ للتَّعرُفِ
لمَن جاءَ لأجْلِهَـآ , فهِو ليْسَ أوَّل شابٍ يُعْجَبُ بـ إيمْلِي صديْقَتِها الَّتِي كـآنتْ تُقرُّ باخْتلافِها عنْهَـآ
بكُلّ شَيءْ , بدْءاً بابْتسامِتها المُشْرقَة وشعْرِهَا الذّهبِي المُموجّ وآنْتهاءً بشعْبيّتِهَا
وشخْصيَّتِها الّتِي علْتَها سمَةُ التّفآؤُلْ !

لَذآ آنْطلَقت عائِدَةً إلَى الصّفْ تُسْنِدُ رأسَها إلَى طاوِلتِهـآ , وترْمِي
بذآكرِتهَا إلَى أعْماقِ ذكْرياتِهَـآ , فأطْلآلُ الماضِي هِي كُلُّ مآ تبقَّى لهَـآ
ليْشَغل تفْكيِرَهـآ .









رَحلَتْ تلْكَ النّسْمَةُ الدّافِئةُ الّتِي لطآلمَا
غمَرتْ رُوحِي , ورسَمت
شمس التّفاؤُلِ حُولِي .. فلَم يبْقَى


لـي سوَى { ذْكرياتٍ ووَجعْ ! ..
فمـآذَا تُخبِّيءُ لِيَ الأيَّامْ






- كـآنَ هذَا الجُزءْ تعْريِف ببضْع شخْصيَّآت آلبْعض سيحْتَل
دُور ثآنُوِي مَع الأيَّآم وآخرُون سيكُون لهُم دُور أسآسِي لتحْريِك القصَّة , لآ
أنْكِر أنَّ شخْصيآت أُخْرَى أسآسيَّة فِي طريْقَها للبرُوز ! لكِن آكتفِي بسَرْد
وقآئِع هذِه الشّخصيآت كـ بدايَة لأرَى آنطباعاتِكُم ! فمـآ رأيُكم ؟!


- مـآ الإيْحـآءُ الذِّي تركْتُه لكُم قصَّتِي , أعنِي هلْ تُحسِّوُنَ
أنْ مـآ ستغْمرُكم بهِ دافيْء , سعيْد , حزيْن أم مُجرَّد أحْدآثَ تقليديَّة ؟!


- شخْصيَّة آستفرَدت باهْتمامِكُم , وودَدتُم لُو تكوُن لهـآ صدآرَة
الحضُور فِي الرّوايَة ؟!



  رد مع اقتباس