[C O F F E]

- وبسبب بداية الدراسة وما إلى ذلك للأسف لم أتمكّن من المواكبة
وقراءَة الكثير ، لكنني أنهيت كتاب واحد يدعى " بريرا يدَّعي " للكاتب أنطونيو تابوكي
لم أكّون عنه رأياً إيجابيَّا تماماً كان ثقيلاً على قصرِه ولم يرُق لِي كثيراً أغلب الظن
أن السبب هو نوع الرواية وأن عدم إعجابي كان لأسباب شخصيَّة وليس أدبيَّة أو نقديَّة بحته
وهي تحكي : عن بريرا الذي يرأس الصفحة الثقافيّة لجريدة لشبونيا في البرتغال والذي كوَّن
عادة التحدث إلى صورة زوجته المتوفيَّة ، وعن تقاطع فترة من فترات حياته بـ لقاءه بمجموعة
من الشخصيات والأحداث المتتالية ، الحكاية ووصفها عميق وقد كُتب بطريقة ممتازة ولا غُبار على
أسلوب الكاتب لكنني لم أعجب بالأحداث ورتِمها رُغم أنها تحمل خلفيَّة سياسيَّة عن حال البلاد
في ذلك الوقت وهي تعتبر من الروايات ذائعة الصيت في معرض الكتاب العام الماضي ، رأيت الكثيرين
يشترونها ويعلَّقون على مدى إعجابهم بها وتأثرهم بها وبنهايتها وبالنسبة لي أفهم جزء من هذا
التأثر سيما في نهاية الرواية لكنني -شخصياً- لم أستطع أن أتعمَّق بها كثيراً أو ألتِمس منها
أثراً كبيراً



وبعد أن أنهيتها تقطَّعت وتنوعت قراءاتي دون أن انتهي من كتاب
محدد لكنني أمضيت وقتاً طويلاً أقرأ به مجموعة قصصية للكاتب : رجاء عليش بعنوان
" لا تُولَد قبيحاً ! " وهي مجموعة قصصية رائعة أنا في منتصفها حالياً لديَّ الكثير لقوله
ومن جديد لديَّ سلبيَّاتي وإيجابيَّاتي بشأنها لكنني أحببتها وأحببت أسلوب الكاتب ولغته الكتابيَّة
وهذه المجموعة القصصية فيها من الواقعيَّة أن الكاتب كتبَها ليتحدث عن مشكلته مع دمامته وقبحُه
قبل أن ينتحر ، ولأعترف ذلك هو ما دفعني لقراءة الكتاب أريد أن أعرف كيف انقاد صاحبه إلى مثل
هذه النهاية المأساويّة فقد أحزنتني قصَّة حياته الوحيدة الحزينة وشعرت بالمرارة واليأس تتسرَّب كخيوط
سوداء كئيبة بين كلِمات الكاتب المسكين الذي غرق فِيمَا يبدُو لي في نقطة عميقة من بحر
المشاعر السوداء


وحالما انتهي منها إن شاء الله سأعود للحديث عنها بشكل مفصَّل يليق بها