عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-07-2012, 10:09 PM
الصورة الرمزية SHERRY ~
SHERRY ~ SHERRY ~ غير متصل
أنيدراوي مبدع
 
معلومات إضافية
الانتساب : Dec 2011
رقم العضوية : 111218
المشاركات : 16,109
   الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
Smile35 [مشاركة] الشوق ينسج وشاحاً من الحنين على إمتداد مائتين و خمسين ميلاً ~

[مشاركة]  الشوق ينسج وشاحاً من الحنين على إمتداد مائتين و خمسين ميلاً ~,أنيدرا





أشتاق إليه .. لانه ملأ يوماً مكاناً هو اليوم
فارغ موحش و قاحل بداخل روحي ..

أشتاق إليه .. لأنه كان النور و الأمان لفضاء
حياتي و نقطة الإرتكاز ..




هذه الليلة شديدة القسوة و الصعوبة عليها ... بالكاد سحبت أنفاسها لتطلق تنهيدة طويلة ساخنة تركت آثارها
على زجاج النافذة البارد لتتجمع أنفاسها مكونة دائرة صغيرة هناك فترفع يدها بعفوية تعودتها منذ صغرها لترسم قلباً
فيختفي , تعيد تجميع أنفاسها على الزجاج و ترسم قلباً آخر ليختفي كسابقه ...
إبتسمت برقة لشعورها بسخافة ما تفعل.

إلتفتت للوراء لتقلب نظرها في غرفتها شبه المظلمة , رفعت شعرها و جمعته للأعلى و تحسست رقبتها و كأنها
أرادت أن تتحسس نبضها أن كانت مازالت على قيد الحياة!! ...
مررت يديها على وجهها ثم ضغطت بقوة على خديها و فركت عينيها و لم تتركهما إلا عندما شعرت بالألم فيهما
لتجد على يديها بضع رمش سقط من جفنيها المحمرين ... تذكرت آخر يوم لهما كان في المشفى بسبب حساسية عينيها ..
فحدثت نفسها [ لو كنت أعلم أنها ستكون آخر مرة نخرج فيها سوياً لربما سألته أن نذهب إلى حديقة جميلة
أو مقهى صغير نتحدث فيه ] بدأت بتذكر تفاصيل ذلك اليوم بدقة غريبة , تذكرت عينيه اللتين عجزت عن تفسير ماحملت
عند خروجها من غرفة الفحص لتجده بإنتظارها واقفاً واضعاُ يداً فوق أخرى و ينظر إلى الأرض و كأنه ينظر
للمجهول .. فيتغير كل شيءٍ عندما رآها و يطلق إبتسامته المشرقة.

هزت رأسها و إبتسمت هي الأخرى و لكن إبتسامة دامعة لتنهي بها ذكرى آخر يوم لهما معاً ..
[ علي أن أغلق صندوق الذكريات هذا في رأسي ] حدثت نفسها [ اه صندوق ] قالتها كمن تذكر شيئاً
تذكرت صندوقها الخشبي الصغير الذي أخرجته من أحد أبعد أدراجها كان فيه كيس بلاستيكي صغير
ملفوف بعناية أخرجت منه قميصه الأزرق , دست رأسها فيه لتشم رائحته ..
لكنها لم تعد موجوده!! ...
استنشقت قميصه بكل قوتها سحبت انفاسها خلاله شهيق * زفير ... شهيق * زفير ...
[ رائحته إختفت ] صوت مختنق هتف بداخل روحها اليائسة ... ضمت القميص الى صدرها و ارتمت
على الأرض لتخفي وجهها فيه و تبكي بحرقة لا تعادلها سوى حرقة اليوم الذي ذهب فيه و لم يعد ..
أحست و كأنها فقدته مرة اخرى ~

[ تباً للذكريات أين تختبئ؟ ] كانت دموعها تتساءل .. نظرت أمامها ... قد غابت صوره من على المدفأة
لم يكن هناك سوى صورة لطفل صغير إقتصتها من أحدى المجلات لتملأ بها الأطار الذي إشترته لتضع فيه صورته
التي لم تجدها لاحقاً [ تباً للذكريات أين تختبئ؟ ] لم تتوقف تساؤلات دموعها التي لم ترحمها في ليلها الحزين الطويل
أوليست الدموع سلوى , ما بال دموعها أمست جلاداً لا يعرف الرحمة؟؟

أخذت تجوب غرفتها جيئة و ذهاباً بخطوات قصيرة متماثلة متثاقلة ... كم مر من الوقت و هي تدور في الظلمة
وحيدة تبحث عن كلمة تبدأ بها رسالتها إليه ...
جلست على كرسي أمام طاولة الزينة ممسكة بقلم و دفتر الرسائل .. نظرت للورقة ماعساها تكتب ثم رفعت نظرها للمرآة
أمامها تنظر إلى وجهها تبحث عن كلمة تستخرجها من بين ملامحها [ هل أستطيع ان اصور نفسي و إشتياقي
بكلمات أكتبها بدموعي ... ] ثم نظرت للمرآة [ هل ارسم عيوني؟ ] صمتت قليلاً ثم أطلقت ضحكة صغيرة عندما
إنتبهت انها بدأت تقضم اظافرها [ آه كم حاول جعلي أترك هذه العادة السيئة .... لافائدة ] تجمعت الدموع في عينيها
ثانية و قالت بصوت أعلى هذه المرة[ لا فائدة ... لا فائدة ] و ضربت بقوة على الطاولة .. توقفت للحظة
خوفاً من ان يسمع احد صوتها و انهمرت دموعها بصمت ... وضعت يدها على فمها بخجل لتكتم شهقاتها .. فعاد الهدوء لغرفتها المظلمة ..

[ لابد أن أنهي رسالتي قبل شروق الشمس ... لا معنى لها بعد ذلك! ]
تمالكت نفسها برباطة شأنها المعهودة و جلست ثانية .. أخرجت هذه المرة دفتر الذكريات الرمادي الذي إشتراه لها
كان مزين بفراشات زرقاء و ارجوانية و قد حفر أسمها على غلافه الخارجي المقوى ..
أسمها هي فقط !!
لطالما إقترنا أسميهما أين ضاع أسمه؟؟ .... [ تباً للذكريات أين تختبئ؟ ]

فتحت صفحة من المنتصف لتكتب رسالة تختلف عن سابقاتها التي كتبتها مئات المرات ..

[ عظيم هو شوقي إليك ~
أكبر من قدرة البشر على التجاهل ...
أشعر و كأنك خذلتني ظنتتك ستبقى معي للأبد ..
أين أنت مني الآن ؟ لم لست معي ... حتى في احلامي غادرتني؟
أيسعدك إشتياقي و إحتياجي ؟
أيروقك ألمي و ضعفي ؟ أهجرتني و نسيتني ؟
لم لا أسمع منك جواباً ؟ هل أنت سعيداً في البعيد ؟
كم اتمنى أن أسمع منك ما يريح قلبي؟

الليل يمضي سريعاً و ستشرق الشمس عما قريب
و سترحل الأطياف خلف السحاب و ستندثر روحي ... و أنت لا تجيب!

أحبك .. احبك دون كل الرجال .. و سأحبك لآخر العمر ..
أنت حبي الأول و الكبير.

سأنهي رسالتي هذه و أرسلها لنفس العنوان لعلها تصل إليك ..
و لن أنتظر منك جواباً ..

أبنتك المحبة ~ ]


وضعت الرسالة بهدوء في الظرف و أغلقته بإحكام
أودعته نار المدفأة لتلتهمها النار كسابقاتها ...

ثم عادت إلى النافذة قبيل شروق الشمس تنظر شمالاً حيث إتجه حين رحل آخر مرة ..
إلى مقبرة يرقد فيها منذ عشرين عاماً .. تبعد مائتين و خمسين ميلاً ~

ثم أشرقت الشمس.




رحلت سريعاً .. لم و لن أكتفي منك ..
فقدت المشاعر معناها و غابت عن الدينا روعتها
و اصبحت كل الأشياء ضبابية ..مخيفة !!

سنلتقي يوماً..

الموضوع الأصلي : [مشاركة] الشوق ينسج وشاحاً من الحنين على إمتداد مائتين و خمسين ميلاً ~ || الكاتب : SHERRY ~ || المصدر : منتديات أنيدرا


رد مع اقتباس