[Princess Soso]

(الشيخ و بلاده) لبست سيرينا تنورة و سترة ذات لون بني غامق و هيا الوحيدة التي تمتلكها و اسدلت شعرها الاشقر و نظرت في المرآة و هيا ترتعش من ماهيا مقدمة عليه و لكن رمت جميع الأفكار وراء ظهرها اذا كانت هذه الوظيفة تضمن مستقبل وندي فلن يهمها شيء جائتها سيارة التاكسي لتأخذها الى فندق امبريال حيث المقابلة اخذ موظفي الفندق ينظرون اليها فاشتعل وجهها خجلا لعلمها انهم لا بد يعلمون بسبب وجودها جاء صبي الفندق و طلب منها ان ترافقه فاحست بارتخاء رجليها و لكن سرعان ما تذكرت اختها تبعته حتى وصلت باب المصعد و دخلت و هيا تفكر و ترتعش , ما هوا نوع الوظيفة ان هناك وعد بالاستقرار طيلة حياتها و لكن ماذا سيكون المقابل ؟؟ وصل المصعد و ذهبت الى الجناح المطلوب و طرقت الباب و هيا تقول لنفسها (لقد جننتي يا سيرينا) تقدمت داخل الغرفة بخطا مترددة و تقلصت و قدماها ترتعش و لكنها احست بالراحة عندما دخل رجل عجوز قال انسة سيرينا ؟؟هلا تفضلتي بالجلوس سنيوريتا ؟؟ جلست سيرينا في المقعد المريح و اخذت تتأمل ملامح الرجل النبيل قال لها الرجل قبل كل شيء يا سنيوريتا دعيني اعرفك بنفسي انا الكونت البيرتو دي فالريفيا , و انت تدعين سيرينا ؟ اليس كذلك ؟ قالت بصوت غير واثق : نعم يا حضرة الكونت قال لها : يكفي ان تناديني دون البيرتو يا عزيزتي فانا افصحت عن لقبي في حال اردتي ان تستعلمي عني قالت بصوت متوتر : شكرا يا دون البيرتو و لكن لن اجرؤ ان اقوم بشيء كهذا قال رافعا حاجبيه و لم لا ؟؟ انت لا تعرفين شيء عني و الاعلان يدعوا الى الغموض هزت سيرينا رأسها بالايجاب و قالت : بالمناسبة اريد طرح بعض الأسئلة قال لها : سأجاوب عنها بطيب خاطر بعد ان نتناول الشاي بعد ان قدم لها الشاي اخذ يتفحصها و قال لها : سنيوريتا ارغب في معرفة مالذي لفت نظرك في الاعلان وابتسم في سخرية و هوا يقول : خلال الايام الماضية جلس في مكانك فتيات انكليزيات و على حد قولهم محتشمات و صرحوا انهم يريدون الحياة المترفة لذلك جائوا و لكن احتشامهم مزيف كلون شعورهم , صحيح انني رجل عجوز و لكن ما زلت افرق بين الشعر الاشقر و المصبوغ قالت سيرينا و هيا تشتعل غضبا ان شعري شقاره طبيعي ايها الكونت و اريدك ان تعرف انني ابحث عن الاستقرار المادي ليس من اجلي بل من اجل وندي انت ذكرت في اعلانك انه للاتي يتحملن اعباء الاسرة معي طفلة عمرها سنة و صاحبت المنزل انذرتي أنني يجب ان اغادر خلال اسبوع لأن الطفلة غالبا ما تبكي لذا اني ابحث عن مكان يؤوينا و مصاريف الحضانة قد زادت و ليس عندي ما يكفي لسداد احتياجاتها و هذا ما جعلني امثل امامك اليوم نظر اليها باحتقار و سخرية و قال : وانا الذي اعتقدت ان ابحاثي اتت ثمارها فمن النظرة الاولا رأيت انك مناسبة تماما تبدين فتاة بريئة و سليمة النية , ولكن مع طفلة ؟ فعلا ان الأخلاقيات تغيرت هذه الأيام احمرت وجنتا سيرينا من الغيظ و هبت واقفة و قالت : ان وندي اختي و ليست ابنتي كيف فكرت هكذا كنت في 19 عندما ولدت وندي و لكن توفي والداي بحادث و صرت انا المسؤلة عنها الحياة اصبحت صعبة بالنسبة لي ولا اريد ان اتخلا عن وندي و اضعها في ملجأ الأيتام اعلانك جذب اهتمامي لأنه دفع بي الأمل الى الخروج من هذا الوضع و فتح مستقبل آمن لوندي ارتدت قفازاها و هيا ترتعش و على وشك البكاء و همت بالمغادرة و لكن الرجل العجوز اقترب منها و قال لا تغادري انا آسف لقد أخطئت بالحكم عليك , هل تتشرفين بالبقاء لدي ما اقوله نظرت اليه سيرينا و استسلمت لسحر لطفه و قالت : سأقبل اعتذارك و اتناول الشاي معك وخلال احتسائهما الشاي استجوبها بلياقة و ذكاء و جعلها تبوح بكل شيء عن حياتها بدون ان تشعر اطلاقا انها تخضع للتحقيق بل شعرت بالامتنان للاهتمام الذي يحمله اليها قال لها العجوز : الآن سوف احدثك بالعرض المقدم اليك قالت له : اذا قبلت توظيفي قال لها : لقد اخترتك و لن يقع اختياري الا عليك غير أن القرار النهائي عائد اليك سألها فجأة ماذا تعرفين عن تشيلي ؟؟ اجابت و هيا مندهشة : الشيء القليل انها في امريكا الجنوبية اليس كذلك ؟؟ هز رأسه موافقا و قال : انها وطني و حفيدي يعيش هناك و هوا الذي سيرأس المزارع من بعدي ثم سكت قليلا ثم قال : و من اجله نشرت الاعلان في الجريدة و اريدك ان تأتي معي لتصبحي زوجته حدقت سيرينا مذعورة و قالت في تلعثم : ما ....... ماذا ؟ قال الدون بحزن : نعم هذا محتوى عرضي حفيدي بحاجة الى زوجة و اعتقد اني الوحيد الذي استطيع اختيارها له اطلق زفرة و همس بشكل يدل على الارهاق و التعب : الان انا رجل عجوز و هذه امنيتي الاخيرة ان اغادر و اترك املاكي في ايدي صالحة , عندما يتزوج حفيدي سيصبح قادرا على ادارة المزرعة و العمال راح قلب سيرينا يخفق بقوة و افكارها كلها مشوشة من كلمات الدون كيف ستتزوج من رجل لا تعرفه ؟؟ هل انت تتكلم بجدية ؟ قال العجوز : نعم انا اتكلم بجدية تامة يا سنيوريتا اطلقت زفرة و قالت : ولكن حفيدك هذا اي نوع من الرجال هوا لكي يدع جده يختار زوجته اي نوع من الرجال ؟ انه نسخة طبق الاصل عن والده الذي فقدناه منذ عدة سنين كان يحب زوجته حبا جما و قد كانت مثلك شقراء ثم توفيا في حادث لقد كانا زوجين مثاليين مثلما شكرني ولدي على نصائحي و تربيتي سيشكرني حفيدي يوما ما لا اعرف ماذا سيكون ردة فعله قبالة هذه المبادرة , و لكن في النهاية سيفعل ما اطلبه منه قالها بنظرات باردة جعلت سيرينا تنتفض و شعرت بالشفقة اتجاه ذلك الشاب الذي يعيش في ظل جده المتحكم قالت سيرينا : عليك ان تبحث عن حفيدك زوجة اخرى فغير وارد ان اقترن به وانا لا اعرفه قال لها العجوز لماذا هل انت مغرمة برجل اخر ؟؟ قالت : لا قال لها : اذا لماذا تكذبين الم تقولي انك ستفعلين اي شيء لتضمني حياة مريحة لاختك ؟ سنيوريتا لا تبني امالا لن تتحقق هل تعتقدين انه يوجد رجل يقبل ان يربي طفلة ليست منه ؟ الرجال انانيون و لا يقبلون التضحيات هل تريدينني ان ارسم لك مستقبلك بعد عدة سنوات ؟ سترهقين باعباء تربية الطفلة لوحدك و ستصبحين عجوز في وقت مبكر ستجدين نفسك وحيدة عندما تصبح اختك في سن الدراسة ثم وحيدة من جديد عندما تبدا بالخروج و سترين سن الشيخوخة يمتد امامك و ستكونين غير محبوبة او مرغوبة ولا تعودين في حاجة لانتظار اي شكر او امتنان من اختك على اهتمامك بها و تضحيتك ارتعشت سيرينا و هيا تفكر وقالت : انت رجل قاس يا دون قال لها : بل واقعي يجب ان تفكري بان للحياة سبيل واحد يجب ان تختاريه بعناية لتسلكيه فكرت بكلامه و قررت بعد ان امعنت التفكير : لقد قبلت ارجوا ان يجدني حفيدك زوجة مناسبة