رد: ♫ ~|| عآنق تـلك َ البهجـة .. بثقـة ||~ ♫
[
♫ ~
مذكرات ُ طالبة ِ توجيهي ..
[ ربما قد تشعرون َّ بمبالغة ٍ في مذكراتِ اليوم ، لكنهآ فعلا ً ما حدث َ ]
بين َّ أصوات ِ العصافير ِ الصغيرة ، و بين َّ طرقاتِ عامل ِ البناء ِ للحجر ِ ، و بين َّ صراخِ و بكاء ِ " أبن الجيران "
ها أنا ذا .. أدرس بتركيز .. تارارارا ، مفاجأة ٌ قوية صحيح .. ؟
حسنا ً حسنا ً .. أنـا أكذب .. أنا لا أدرس ُ بتركيز ٍ آبدا ً ..
و المشكلة ُ الأعظم ُ أن غرفتي هي أقل ُ الغرف ِ إزعاجا ً في البيت . . .
لنقل .. أحاولُ أن أجمع َ شتآت َ مآ آدرس ُ في كلِ هذا الإزعاج ِ ..
أستيقظت ُ من الخامسة ِ صباحا ً ..
كنت ُ أعيد ُ دراسة َ وحدة ٍ في الفيزياء ِ لأن إحدى صديقاتي أخبرتني آنها ستأتي عندي الساعة َ التاسعة صباحاً لأشرحهآ لها ..
و كآن واجبا ً علي كي أوصل لها كل شيء ٍ بشكل ٍ صحيح أن أتأكد من فهمي لهآ . .
جلست ُ مدة ً لا بأس َ بهآ و أنا أعيد ُ و أعيد ُ على المادة ِ ..
و رن ّ منبه ُ هاتفي معلنا ً أنها الأن َ و أخيرا ً التاسعة ..
جلست ُ في غرفة ِ الجلوس ِ بعد أن بدلت ُ " بيجامتي " التي إمتلأت بغبار ٍ من البارحةِ ..
و رفعت ُ شعري َّ على شكل ِ كعكة ٍ بدلا من تركهِ منسدلا ً ..
و قليل ٌ من العطور ِ .. و قليل ٌ من غسل ِ الوجه ِ الذي قد نسيت ُ ملامحه ُ الأصلية لشدةِ إتساخة ِ ..
تعلمون .. وقتي ثمين ..
المهم .. جلست ُ بكآمل ِ إناقتي .. و أخذت ُ أنظر ُ إلى الساعة ِ لحظة ً بعد َ لحظة ٍ .. لعلني آسمع ُ رنين َّ جرس ِ الباب ..
و بعد َّ إنتظار ٍ .. و إنتظار ٍ .. و إنتظآر ٍ .. و [ Waiting [
قررت ُ أن أرفع َ سماعة َ الهاتف ِ لعلها تخفف ُ وطأة َهذا الإنتظار ..
- مرحبا ً
قالتها كأنه ُ لم يكن ّ هناك َ شيء ٌ .. كأنها لم تتأخر عن موعدها معي ..
- أهلا ً .. كيف َ الحال
بعد كل ِ السؤال ِ عن الأحوال ِ و الأعمال ِ ..
تملكتني الجرأة ..
و قررت ُ سؤالهآ ..
متى ستأتين ّ ؟
أجابتني ببساطة ٍ : لن ّ أتي ..
و أخذت ُ استفسر ُ عن السبب ِ الذي أتضح بالنهاية ِ أنها ستذهب ُ لمعهد ٍ متخصصٍ للمادة ..
إذا .. بدلت ُ " بيجامتي " من أجل ِ لا شيء ..
و وضعت ُ العطور َ من أجل ِ لا شيء ..
حسناً حسنا ً .. لا بأس ..
نظرت ُ إلى الساعةِ لأجدها تجاوزت العاشرة َ إلا ربعا ً ..
و أنا لدي ّ معهد ٌ أذهب ُ إليهِ ..
لم تضع أناقتي إذا ً سدى ..
تقدمت ُ من خزانتي لأرتدي شيئا ً يتناسب ُ مع طبيعة ِ ديننا و مجتمعنا ..
مللت ُ من ملابسي .. كلها سيئة ٌ او متسخة ..
و لم اجد وقتا ً هذا الأسبوع لأغسلها .. و لم أطلب من أمي أن تغسلها ..
لا بأس .. لا بأس ..
ذهبت ُ إلى خزانة ِ أمي .. فلفت َ إنتباهِ جلباب ٌ قصير أو معطف ُ طويل .. لست ُ متأكدة ً من نوعه ِ ..
بلونين ِ جميلين ِ على بعضهمآ .. الرمادي ُ و الوردي ..
أخذت ُ أجربه ُ ..
يبدو جيدا ً ..
امسكت ُ الهاتف َ بسرعةٍ ..
و أتصلت ُ على أمي أستأذنهآ أن تسمح َ لي بإرتدائه ِ ..
و سمحت لي بالطبع ..
أجل أجل .. أنها قوة ُ " التوجيهي "
ارتديتهُ بسرعةٍ ..
و أخذت ُ أرتدي الحجاب ..
لكن ّ شكله ُ .. ليس َ جيدا ً ..
أخذت ُ أعيد ُ و أزيد ُ..
و كل َ مرة ٍ آفشل ُ فشلاً ذريعاً بسبب ِ " قبة " الجلباب ..
أشتعلت ُ غضبا ً .. و رميت ُالجلباب ..
و خرجت ُ إلى غرفتي ..
لأفتح الخزانة َ مجددا ً ..
لفت َّ إنتباهي معطفي الأسود َ و الأزرق ..
لكنه ُ و للإسف ِ بحاجة ٍ لكي ..
و أنا أكاد ُ أكون متأخرة ً ..
و بسرعة ِ الفهدِ .. بدأت ُ الكي َّ ..
بسرعةٍ بسرعة ٍ ..
و بعد َ قرون ٍ من تعديل ِ الياقة ِ و أسفل المعطف ..
دقت الساعة ُ العاشرة ُ معلنة ً انني أنتهيت ُ ..
و الاسوء ُ أنني تأخرت ُ ...
أخذت ُ ارتدي حجابا ً بلون ٍ مناسب للمعطف ِ ..
و هذه ِ المرة َ كان شكلهُ جيدا ً حقاً ..
و أخذت ُ أسرع ُ و أسرع ُ و أسرع ُ .. و أنا أرتدي المعطف ..
و لشدة ِ ذكائي ..
قطعت ُ أحدَ أزرار ِ المعطف ..
راااااااائع ..
لن ّ تجد َ فتاة ً بمثل ِ حظي هذا اليوم ..
أخذت ُ أركض ُ بسرعةٍ و أنا أهتف .. " ما اذكاني .. الحمد ُ للهِ .. عبقرية َ بسم الله .. "
هذهِ الصرخة ُ عادة ٌ عندي كلما فعلت ُ شيئا ً يثبت ُ كم أنا " ذكية "
و بسرعة ٍ تسبق ُ سرعة َ الضوء ِ ..
وصلت ُ إلى ماكينة ِ الحياكة ِ.. و أخذت ُ الأدوات َ الضرورية َ و غير الضرورية َ .. من أجل ِ أصلاح ِ المعطف ..
خطر َ ببالي فجأة ً .. أن أتصل َّ على صديقة ٍ تذهبُ معي عادة ً إلى هذا المعهد ..
وأسألها إن بدأ الأستاذ ُ بالشرح ِ أم لا ..
و لسوء ِ حظي .. أخذ أنفي ينزف ُ دماً بمجرد ِ أن أمسكت ُ الهاتف ..
الحمد ُ لله ِ .. لا بأس لا بأس
- السلامُ عليكم
- و عليكم ُ السلام و رحمة ُ الله
- " شو .. بدا الاستاذ شرح "
- لا
- " ليش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "
و يمكنكم تخيل ُ أي نبرة ٍ مصدومة ٍ و مندهشة ٍ التي استخدمتها في هذا السؤال ِ ..
- " الحصة أتأجلت لبكرة و أنا هلأ بالبيت "
أنشراح ُ صدر ٍ .. أستطيع ُ التنفس َ براحة ٍ الأن ..
أنا لست ُ مثالية ً ..
لكنني احب ُ الالتزام بمواعيدي ..
و سجلي مع هذا الأستاذ ِ من ناحيةِ التأخير ِ هو مرة ٌ واحدة ٌ فقط ..
و لم أكن لأسمح َ لنفسي بتكرارها ..
و هكذا ..
ذهبت ُ تلقائيا ً إلى غرفتي ..
و بدلت ُ ملابسي بأخرى مريحة ..
و وضعت ُ كل َّ المتسخِ من ثيابي لأغسلهُ ..
و ذهبت ُ غير َ واعية ٍ لنفسي إلى المطبخِ ..
و سكبت ُ لنفسي كأسا ً أبرد من وجهي من عصير ِ الفراولة ِ ..
أخذته ُ بتكاسل ٍ ..
و جلست ُ على الكنبةِ في غرفة الجلوس ِ أشربه ُ ..
و ها انا ذا .. بعد َّ كل ِ ذاك َّ الضغط ِ ، و ضيق ِ الصدر ِ ، و سوء ِ الحظِ ..
عدتُ إلى الدراسة ِ ..
بين َّ أصوات ِ العصافير ِ الصغيرة ، و بين َّ طرقاتِ عامل ِ البناء ِ للحجر ِ ،
و تحت َ صراخِ و بكاء ِ " ابن الجيران " المزعج ..
هذه المشاعر ُ المتضاربة ُ .. انتهت ^^
ربع ُ ساعة ٍ من الوقت ِ المسروق ِ هي مدة ُ كتابتي لهذه ِ " الخربشات "
شآكرة ٌ لك َ لقراءة ِ هذه ِ الكلمآتِ ..
~ ♫
|
|