* في الثامنة والنصف مساءً صعد الجميع غـُرفهم بعد إنتهاء الجولة ..
دخلت غيوري لتستحم بينما كانت ايون تستلقي على السرير تـُتابع التلفاز ..
أما هيونا شريكتهم الثالثة في الغرفة كانت تـُقلب في هاتفها بملل تنتظر خروج غيوري ..
بعد أن خرجت غيوري إستلمتها هيونا تعليقات وسخرية لكن غيوري كانت
كالصمـّاء تماماً ولم تلتفت لها مـُطلقاً ..
- طرقات على الباب جعلتهم يلتفتون آذنين للطارق بالدخول ..
أطلّ برأسه يجول بعينيه سريعاً على الثلاثة الاتي أمامه وتوقف عند غيوري التي كانت تجلس على سريرها
وتضع كريم الترطيب على وجهها : آنسة خضراء .. إرتدي ملابس ثقيلة وإتبعيني ..
لم يـُعطها مجالاً لأن تسأل عن السبب فقد خرج وأغلق الباب سريعاً ..
__________
إرتدت معطفاً طويلاً فوق بنطالها الضيـّق وقميص بدون أكمام
و إرتدت قبعة صوف بعد أن جففت شعرها سريعاً ..
خرجت تتمشى ببطء في الممر حتى وصلت نهايته لترى شاان
يقف مـُستنداً على الحائط يعبث بهاتفه ..
إقتربت تقف أمامه مباشرة : ماذا هناك ؟! ..
أدخل هاتفه وهو ينظر إليها بإبتسامة : سرّ ..
سحبها وخرج سريعاً من السكن متجاهلاً أسألتها ..
__________
- كانت تنظر للباب الذي أطلّ منه شاان قبل دقائق ثم نظرت
لـ ايون : هل طلب منها الخروج معه ؟!
- أومأت ايون برأسها : أجل ألم تسمعي ذلك ؟! ..
- رمت هيونا المجلة من يدها بغضب : هذه الأجمـّا !! متى ستختفي ؟! ..
ورفعت رأسها تنظر لـ ايون التي وقفت فوق رأسها : ماذا تريدين أنتِ أيضاً ؟! ..
- ايون بهدوء : أعتقد أن عليكِ إيقاف غيرتكِ حالاً من فيكي ..
وتوقفي أيضاً عن مناداتها بأجمـّا ..
ضحكت هيونا : ولماذا أتوقف عن مناداتها بلقبها ؟! ..
إبتسمت ايون وهي تخفض رأسها تنظر لهيونا بطريقة
مـُستفزّة : لإنكِ بذلك تـُثبـِتين أنكِ أيضاً أجمـّا ..
" ماذا !! .. أغلقي فمكِ "
إنفجرت ايون ضاحكة : لماذا أنتِ غاضبة هكذا ؟! ..
فيكي في مثل عمري وعمركِ هذا يعني أننا أيضاً أجموني ..
__________
* كانا يمشيان بصمت بعد أن إبتعدا قليلاً عن السكن ..
وغيوري لازالت تنتظرهـ أن يتكلم لكنه
كان فقط ينظر أمامه بإبتسامة قبل أن يقول : مالذي ترغبين في أكله
على العشاء ؟! ..
إرتبكت وهي تقول : سنأكل .... في السكن مع الجميع ..
هزّ رأسه وهو يقول نافياً : ومالذي أريدهـ بالجميع ؟! .. أريد أن آكل معكِ أنتِ فقط ..
حدّقت بوجهه .. ملامحه الجذّابة .. إبتسامته التي تربكها ..
عينيه التي تركزّ النظر في عينيها ..
جميعها جعلتها تزدرد لعابها بإرتباك وهي تبعد عينيها سريعاً قائلة : أي شيء ..
إبتسم برضى وهو يـُشير لمكانٍ ما : ما رأيكِ بهذا ؟!..
_________
- " أين شاان وفيكي ؟! .. "
- " لقد خرجا قليلاً .. "
- " ألن يتناولا العشاء مع البقية ؟! .. "
- " لا أدري أجاشي .. ربما يتأخران .. "
أومأ المحامي برأسه مـُتفهماً وهو يمشي بإتجاهـ باقي الطلاب الذين
يقومون بإعداد العشاء بينما توجهت ايون لميكي والبقية ..
__________
يقفان أمام سورٍ خشبي يـُطلّ على منطقة جبلية غارقة في الظلام إلا
من أنوار منازل قادمة من أسفل الجبل ..
مدّ يدهـ يبحث عن يدها التي تـُخفيها في جيب معطفها إتقاءَ البرد ..
أمسكها وأدخلها في جيب معطفه دون أن ينظر إليها ..
رفعت رأسها تنظر إليه بإستغراب لكنه قال : كنتُ أتمنى لو إستطعتُ دعوتكِ
لمكانٍ أفضل من ذلك لـ ....
قاطعته غيوري سريعاً : كلا هذا المكان جيـّد .. لقد أعجبني ..
" شكراً لكِ .. "
" على ماذا ..!! "
" لإنكِ لم ترفضي الخروج معي .. "
إبتسمت وهي تنظر بعيداً عن وجهه : لم أخرج لأجلك .. لقد كنتُ جائعة ..
بقي صامتاً يتأمـّل وجهها وهي تتجنب النظر إليه مـُحدّثاً نفسه
" كاذبة .. لم أخبرها منذ البداية أننا سنذهب للعشاء .. "
إبتسم ولم يـُعلـّق ..
أخرج هاتفه الذي إرتفع رنينه في هذه الأثناء وكان ميكي
هو المـُتصل : هي أين أنتم ؟! .. ستموتون على يدّ هيونغ اليوم ..
أُنظرا للساعة ...
ثم أغلق الهاتف دون أن يعطيه فرصة للتحدث ..
نظر شاان لساعته وشهق بفزع : سنموت اليوم ... !!
نظرت إليه غيوري بفزع : مالأمر ؟! ..
" الساعة العاشرة إلا خمس دقائق ... "
مع آخر كلمة كانا قد إنطلقا يجريان بأقصى سرعتهما ناحية السكن ..
__________
- في منتصف الليل كان شاان يجلس مع ميكي ويتهامسان حتى لايوقظان كيونا ...
- " هل حقاً يمكننا ذلك يا ميكي ؟! "
- " أولاً يجب أن نسأل هيونغ .. "
- وقف شاان : حسناً سأذهب لأتكلم مع هيونغ الآن ....
توجها لغرفته ودخلا .. كان مستلقياً يعبث بهاتفه و تركه حين دخلا ..
إقتربا وجلسا أمامه
وبسرعة قال شاان : هيونغ .. نريد مساعدة غيوري ..
صمت الهيونغ وهو ينظر إليه يتكلم بينما أكمل شاان : أريد أن أفعل أي شيء
لأجلها .. لا تنسَ أنها هي من أنقذتني من موتٍ محقق ..
- الهيونغ بجدّية : ومالذي ستفعله لأجلها ؟! ..
- ميكي : نريد أن نأخذ قضيتها المتوقفة ..
لقد بحثنا عن الموضوع وعرفنا أن قضيتها متوقفة .. كما ذُكر في المجلة أيضاً ..
- الهيونغ : هل تعتقدان أن الأمر بهذه السهولة ؟!..
- شاان بإنفعال : مهما كان صعباً سأقوم به .. هيونغ أرجوك ساعدنا ...
- الهيونغ : ومابك مـُهتم هكذا ؟! ..
لم يردّ شاان ليقول هيونغ وهو ينظر لأعينهم
التي تراقبه : أووهـ لا تنظروا إلي هكذا .. الموضوع صعب جداً ومعقد ..
إن تدخلنا ربما يعرفون أنها عندنا .. أو نعرف مكانها ..
- توقـَفَ عن الكلام وهو يراقب أعينهم المـُتأملة ثم قال وهو يشير
للباب : أخرجا أريد أن أفكر بالأمر ..
خرجا يمشيان بإحباط .. فقط يأملون أن يساعدهم الهيونغ حقاً ..
_______
- في غرفتهن لم يتمكنوا من النوم تاركين الغـُبار يحيط بهن من كل مكان
لذا أحضرن مايحتاجونه للتنظيف وبدأن بشطف الأرضية التي أغرقوها بالصابون ..
دخلت عليهن هيونا التي وقفت تنظر إليهن بملل ثم قالت : أسرعن أريد أن أنام ..
- توقفت ايون تستند على عصا الممسحة وقالت : حقاً !! سننتهي سريعاً
يا آنسة لكن إن ساعدتينا بالتأكيد ..
- هيونا : الخادمة هنا وتريدنني أن أعمل !! توقفي عن المزاح و أسرعن فقط ..
- ايون بغضب : لن تنامي هنا إن لم تـُساعدينا ...
وتقدمت بحذر و وقفت تسدّ الباب في وجه هيونا التي
ضحكت بسخرية : هل تمنعينني الآن ؟! ..
- تقدمت غيوري تخطو ببطء فوق الصابون وأمسكت بإيون : توقفي ايون ...
وأنتِ ( تعني هيونا ) إخلعي هذا الحذاء القذر قبل أن تدخلي ..
- بعناد دخلت هيونا بحذائها لتدفعها ايون بغضب :ياللوقاحة !!
- هيونا تتمسك بإيون : هي هي !! كنتُ سأقع أيتها الغبية !!
حذائي أنظف من أرضيتكم !! ...
* تشابكت ايون وهيونا بالأيدي كل واحدة تدفع الأخرى و أوشكت ايون على
الوقوع فهي حافية القدمين ..
تدخـّلت غيوري لتوقفهن لكن هيونا دفعتهن جميعاً لتمشي نحو سريرها ..
لم يقعن وحاولن منعها من المشي بحذائها المليئ بالتراب ..
- ايون : هيونا ستموتين اليوم إن واصلتِ حقارتكِ ..
- هيونا تصرخ : أنت التي ستموتين إن لم تبتلعي هذا اللسان الطويل ..
أبعدتهن عن طريقها ومشت لتجلس .. لحقتها غيوري لكنها دفعتها بقوة لتفقد
توازنها وتتمسك بهيونا ويقعن جميعاً على الأرض بطريقة مؤلمة يصرخن من الألم ..
- أسرعت ايون نحو غيوري التي وقعت على مؤخرتها وسألتها : هل تأذيتِ ؟! ..
وحاولت مساعدتها على الوقوف لكنها لم تتمكن من الحركة ..
كانت غيوري تتألم لكنها تضحك في نفس الوقت من وقوعها ..
بينما هيونا كانت تمسك قدمها بألم وتصرخ فقط ..
- أمسكت ايون بيد غيوري تحاول ايقافها لكن تلك الأخيرة كانت
تضحك وهي تقول : توقفي .. لحظة لا أستطيع الوقوف ..
بسبب الضجيج إجتمع سكان الغرف الأخرى ومن بينهم الشباب
الذين أسرعوا بالدخول ..
تباكت هيونا وهي ترى شاان يدخل الغرفة مسرعاً وهتفت : أوباا لقد دفعتني !! ...
وكأنها غير موجودة توجـّه شاان لـ غيوري بخطوات سريعة لتقول غيوري
بخوف وهي تـُحاول الدفاع عن نفسها : أنا .. فقط ....
- سكتت عندما قاطعها وهو يجلس بجانبها بخوف : هل أنتِ بخير ؟! أين تأذيتِ ؟!...
___________
* خرج بهدوء من غرفته بعد أن تأكد من نوم صديقه ..
أجرى إتصالاً وهمس حين ردّ الطرف الآخر : سيد هوان
أعتقد أنني رأيتُ نام غيوري هنا ..
تحوّل صوت هوان الناعس إلى نبرةٍ عالية حين قال : ماذا قـُلت !!
المحامي يانج جي بإرتباك : لستُ متأكداً في الحقيقة ..
لكن في الأيام الماضية بدأتُ البحث عنها بجدية ولا أظن أنها
كورية الأصل ..
أتاهـ ردّ هوان صارماً حين قال : لم يكن عليك نقل خبر غير موثوق إن
لم تكن مـتأكداً .. إبحث في أمرها أكثر قبل أن تعود ..
يانج جي بعجلة : لكن عودتنا اليوم !!
هوان بعدم إكتراث : قم بتأجيلها ....
__________
- تفاجأ الجميع من تجاهل شاان لهيونا .. بينما هو لم يكن يرى سوى
الواقعة غيوري والتي قالت بدهشة : أنا بخير لم أتأذى ...
- قاطعتها ايون قائلة : كاذبة إنها لا تستطيع الوقوف ..
- أمسك شاان بقدم غيوري بحذر : لماذا لا تستطيع .. أين أصيبت ؟! ...
- أبعدت غيوري يده : لم أتأذى ..
- ضحكت ايون وإقتربت من شاان وهمست في إذنه إلتفتَ بعدها
بسرعة وحملها بين يديه وسط صرخاتها
وخرج بها نحو العيادة الصغيرة التي في النـُزل ..
وضعها فوق السرير وقال للطبيب : لقد وقعت على ....
وضعت غيوري يدها على فمه بسرعه وهي تشعر بالإحراج ..
إبتسم الطبيب وهو يرى كيف تجلس ثم قال : يجب أن تقوم بعمل أشعة
لعظام الحوض في المشفى ..
- إعترضت غيوري سريعاً : كلا لم تتأذى ..
- الطبيب : و كيف عرفتِ أنها سليمة ؟!
- غيوري بوجهٍ قد بدأ يصطبغُ باللون الأحمر : أنا المصابة وأعرف ..
- الطبيب : هل تستطيعين المشي ..؟!
- غيوري : أجل ...
- الطبيب : جربي إذاً المشي وسنحكم بعد ذلك ...
ساعدها شاان على النزول من على السرير وتمكنت من الوقوف بطريقة طبيعية ..
مشت عدة خطوات حاولت جعلها طبيعية ...
- الطبيب : تبدو إصابتها مجرد كدمة بسيطة تحتاج إلى كريم طبي فقط ..
لكن إن إستمر الألم عدة ساعات فيجب أن تذهب للمشفى لإجراء الأشعة ..
كتب لهم الوصفة وخرجا يمشيان وشاان ملتصق بها مـُصر على أن
تستند عليه حتى أوصلها غرفتها التي كانت خالية ..
وكانت غارقة في الفوضى .. خرج بها متجهاً لغرفتهم و أجلسها على
سريره ثم قال : إبقي هنا حتى أعود ...
- غيوري : إلى أين ستذهب ؟!
- شاان : سأعود قريباً .. إتصلي بي إن إحتجتِ شيئاً ..
___________
- داخل السيارة التي في طريقها للمشفى مع صديقاتها كانت
هيونا تبكي : لن أعود لـ السكن ..
- إحدى صديقاتها : ولماذا ؟!..
- هيونا : ألم تري ماذا فعل شاان ؟! لقد تجاهلني تماماً وفقط
ذهب لتلك القبيحة ..
- صديقتها : لا تكوني غبية .. بالهروب أنتِ تتركين لها المجال ..
شاان يحبكِ لكن ربما كان هناك شيء يشغله ..
- صمتت هيونا وهي تفكر في كلام صديقتها قليلاً ثم قالت : معكِ حق ..
سأعود بعد أن أتعالج ..
- صديقتها : أنت مخطئة .. يجب أن تجعليه هو من يذهب بكِ للمشفى ..
لكن حاولي أن تكوني أكثر لطفاً هيونا ..
- هيونا : ماذا تعنين ؟!
- صديقتها : بما أن شاان أصبح يهتم بها فلا يجب أن تظهري أنتِ دائماً
بمظهر القوية المسيطرة ..
أومأت هيونا برأسها بغباء بينما غيـّرت صديقتها طريقهم عائدين للسكن ..
____________
- دخلت ايون غرفتهم و رأت شاان ينظفها لوحده ..
إقتربت بسرعة وهي تقول : مالذي تفعله ؟!
- توقف شاان ونظر إليها : أنظف الغرفة ..
- ايون بإحراج : لا داعي لذلك .. أعطني الممسحة أنا سأكمل ..
- شاان : كلا .. ساعديني لننتهي بسرعة وتعود فيكي إلى هنا ...
- ايون : وأين هي الآن ؟!
- شاان وقد عاد ليعمل : في غرفتنا .. أين هيونا ؟!
- إيون : لا أدري ..
* أكملا تنظيف الغرفة بسرعة ثم عاد لغرفته ..
دخل و رأى غيوري نائمة على جانبها الأيمن تـدير ظهرها للباب ..
كانت غارقة تماماً في النوم .. لم يرغب في إيقاظها ولا تحريكها من مكانها ..
خرج لغرفة الفتيات ورأى ايون التي إرتدت ملابس النوم ..
ليقول لها : ايون .. خـُذي ماتحتاجينه وإذهبي للنوم مع فيكي ..
- ايون : لماذا ؟!
- " لقد نامت .. لذا أقترح أن تذهبي للنوم معها .. "
- " وهيونا ؟! "
- شاان : إذا عادت سأخبرها أن تلحق بكم ...
- خرجت ايون من عنده وتوجهت لغرفتهم .. دخلتها وإستلقت بالسرير
المجاور لسرير غيوري ...
بينما عند الشباب الذين كانوا في غرفة ايل وو ..
خرجوا عندما إتصل بهم شاان وتبعهم ايل وو .. دخلوا وأخبرهم شاان ولم يعترضوا ..
كل شخص أخذ سريراً ماعدا ايل وو الذي بقي واقفاً
يراقبهم ثم قال : تصبحون على خير ..
ومشى ليخرج لكن شاان لحق به وسحبه من يده متجهاً لغرفة هيونغ ..
طرق الباب ودخل ليرى الهيونغ يعمل على جهاز الكمبيوتر ..
نظر إليهم وهو يخلع نظارته وقال : ماذا الآن ؟!
- شاان : هيونغ , ألا يمكنه النوم معنا ؟!
- نظر إليهم الهيونغ ثم قال : لديه غرفة !!
- شاان : أعلم لكن هو لوحده ينام بعيداً .. ألا يمكنه أن ينام معنا .. أرجوك هيونغ ..
- ضحك الهيونغ : كأنكم أطفال .. حسناً فلتفعلوا ما يحلو لكم ..
اغربا عن وجهي ولا تأتيا مجدداً ...
- خرجا بسرعة وتوجها للغرفة يتشاركان السرير وسرعان ما ركله
شاان لينام على الأرض أو على الصوفا بعد أن أزعجه ضيق المكان ..
لكنه إضطرّ للنهوض حين رنّ هاتفه وخرج للردّ عليه في الخارج ..
نزل سريعاً لهيونا التي تنتظرهـ في الممر و وقفت
بمجرد أن رأته : هل هي بخير ؟! .. ( تعني فيكي )
أومأ برأسه : أجل .. ماذا عنكِ ؟! ..
" لم أذهب للمشفى بعد .. "
" لماذا ؟! .. "
بدأت بالبكاء : وكيف سأقود مع قدمٍ كهذه ؟! ..
أجلسها ورفع قدمها ينظر لإصابتها .. وقف ومدّ يدهـ لها : لحسن الحظ لا تبدو
إصابتكِ سيئة .. لنذهب لعيادة السكن ..
إمتعضت لكنها لم تنطق بحرف .. فقط رافقته بصمت إلى هناك ..
________
- بدأت تتسلل خيوط الشمس عبر النافذة الزجاجية لتوقظ النائمين
في ذلك السكن الصغير ..
و هاهي غيوري تفتح عينيها ببطء بعد أن نالت كفايتها من النوم ..
فركت عينيها و هي تحدق بوجهه
" هل بدأتُ أحلم به ؟! " ..
شهقت عندما سمعت صوته الهادئ يقول وهو يجلس على الأرض
أمام سريرها ويستند عليه بجانبها : صباح الخير ...
ضحك من شهقتها : آسف أفزعتكِ ...
- جلست بصعوبة وهي تقول : مالذي تفعله هنا ؟! ...
- رفع شاان كيساً صغيراً وهو يبتسم : أحضرت الدواء ...
- مدّت يدها لتأخذه لكنه رفعه بعيداً وقال مبتسماً بخبث : هل تريدين مساعدة ؟! ...
- صمتت تستوعب مايقول ثم صرخت به : هييي !! سأقتلك إن ......
- وسكتت وهي تراقب يدهـ التي قرّبها بسرعة و قرص
خدّها وقال بنبرة طفولية : جميلة حين تغضبين .. !!!
وضع الكيس على سريرها وخرج تاركاً إياها تنظر لمكانه الفارغ ...
إلتفتت عندما قالت ايون التي كانت تتظاهر بالنوم : متى ستتزوجان ؟! ...
- غيوري تتحسس خدها : أغلقي فمكِ ... !!
________
بعد إنتهاء الجميع من الإفطار لحق شاان وميكي بـ هيونغ ودخلا
غرفته وقال شاان مباشرة : هل فكرت ؟!
- تنهد الهيونغ بضيق ثم قال : كلا ليس بعد ..
- ميكي : هيونغ أسرع وقرّر ..
- الهيونغ : كيف اُسرع !! هل سأقرر لـ نزهة بحرية !! الأمر ليس بالسهولة
التي تتوقعونها ...
- شاان : أنتَ فقط تعقد الأمور .. مالصعوبة في الموضوع !!
- رمقه الهيونغ بنظرات خالية من التعبير ثم قال : اُخرجا من غرفتي حالاً ...
- ميكي : هيونغ لا تكن هكذا ..
- الهيونغ يرفع صوته بغضب : قلت اُخرجا ...
- سحب ميكي شاان وخرجا من عنده مـُحبطين وبقوة وعادوا لغرفتهم
يجلسون بصمت لبعض الوقت حتى قال ميكي : هل كان يجب أن تسخر من
سهولة الأمر ؟! ....
- رمى شاان رأسه على الوسادة وهو يقول بضيق : توقف أنت أيضاً ....
________
- في الصين .. وفي المشفى الذي يرقد فيه الأمير ..
إلتفتتَ الأم ناحية الباب بإبتسامة وهي تقول : مرحباً يونا .. تفضلي ..
- إقتربت يونا من وانغ وهمست له : صباح الخير عزيزي .. كيف حالك الآن ؟! ..
- إبتسمت الأم وهي تقول : تعالي وإجلسي ..
- يونا تمسح على شعره المـُرتب : حسناً أنا قادمة ...
* مشت بإتجاه الأريكة وجلست مع الأم تتحدثان قليلاً ..
بعد فترة نهضت الأم لتغادر لقضاء بعض الأعمال والعودة في المساء بينما
بقيت يونا عنده ..
بعد خروج الأم نهضت وجلست بجانبه وراحت تتأمل وجهه
وهي تبتسم : حقاً أشعر بالفرح لأنك فتحت عينيك ....
مدّت يدها لوجهه تتحسس تقاسيمه الجميلة ثم قالت : أحسد نفسي لأنك
أحببتَ فتاة مثلي .. أنت حقاً وسيم وانغ .. شكراً أنك لم تمت ...
ضحكت فجأة وهي تقول : أعلم أعلم تشعر بغبائي فأنا أدخل في موضوع
وأخرج من آخر فجأة لكن هل تعلم ..
أشعر بالندم الشديد لأنني لم أحضر حفل تخرجك ..
لو أنني كنتُ هناك لما فارقتك لحظة واحدة تاركة المجال للمعتدي أن يصيبك ..
آسفة وانغ ..
_______
- خرجت غيوري من غرفتها تمشي ببطء تبحث عن الجميع ..
قابلت هيونا في الممر وكانت تمشي بقدمٍ ملفوفة ..
- توقفت غيوري وسألت : هل قدمكِ بخير الآن ؟! ..
- رمقتها هيونا بنظرات ساخرة من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها
ثم قالت : أجمـّا .. ماكان عليك قبول الدعوة والحضور ..
هذا المكان لايناسبك مـُطلقاً ..
- رسمت غيوري إبتسامة ساخرة على طرف شفاهها : كل الأماكن في نظرك
لا تناسبني .. مالذي يـُناسبني إذاً !!
ثم لم أكن أرغب الحضور .. لكن مالعمل وقد تمت دعوتي وبإصرار شديد .. !! ..
- بان الإمتعاض على وجه هيونا التي قالت : لا أعلم من المـُتخلـّف الذي دعاكِ ..
لكن يبدو أنه سيندم على حماقته !!
- غيوري تضحك : هل تعتقدين أن تشاسونغ أجاشي من النوع الذي
يندم على مثل هذه الأمور ؟!
- إتسعت عينا هيونا : المحامي تشاسونغ هو الذي دعاكِ ؟! ...
وإبتسمت بخبث وهي تكمل : ربما لأجل أن تساعدي طلابه على التنظيف
لا أكثر .....
- " هل تعتقدين أنني سأميـّز طلابي عن الجميع بطريقة كهذه ؟! "
- إستدارتا بفزع ورأتا المحامي يقف خلفهن ..
إرتبكت هيونا وهي تقول : كلا لم أقصد أن .....
- قاطعها المحامي يسألها : كيف حال قدمكِ الآن ؟! ...
- أومأت هيونا برأسها بصمت لينظر المحامي لغيوري : كيف حالكِ ؟! هل تحسنتِ ؟!
- غيوري تبتسم : أجل .. شكراً لك ..
- تقدم المحامي وأمسك بذراعها و مشى وهو يقول : لا يفترض بك المشي كثيراً ..
لنعد للغرفة الآن ...
- بقيت هيونا تراقبهم بحنق .. بينما إبتسمت غيوري بسخرية
ومشت مستندة عليه عائدة لغرفتها ..
________
- عاد الهيونغ لغرفته وجلس يكمل أعماله التي عجز عن التركيز فيها
بسبب تفكيره بالقضية ..
ترك مافي يده وأسند رأسه على الصوفا يفكر : حسناً تشاسونغ أنت
تعلم أن الموضوع بالغ الصعوبة ..
لكنك تمكنت من حل قضية أكثر تعقيداً من هذه ..
ألا ترى تلك الطفلة كيف يـُعاملنها الفتيات بـ دونية و بأسلوبٍ قذر ..
من المؤلم رؤيتها وهي تتحمل إهاناتهم فقط لأنها لا تستطيع العودة !! ....
بقي المحامي يفكر بالموضوع حتى أصابه النعاس ونام جالساً في مكانه ...
______
- في غرفة الشباب .. كانت الأجواء تجلب الملل ..
فـ كيونا يعبث بهاتفه وشاان منشغل بجهازه المحمول ..
وميكي يقرأ في كتاب رماهـ بعد فترة و نهض يخرج بإتجاه غرفة الفتيات ..
دخل لـ يجد ايون تجلس أمام التلفاز وحدها ..
إقترب وجلس بجانبها يسألها : كيف كان النوم على سريري ؟! ..
- إبتسمت إيون وقد بدأ وجهها يميل للون الأحمر وهي تقول : هل كان سريرك ؟! ..
- إبتسم ميكي بخبث وهو يومئ برأسه : جذبتكِ رائحتي المميزة لتنامي عليه ...
- ضربته ايون على كتفه وعادت تنظر للتلفاز
وهي تقول : لو كنت أعلم أنه لك لما نمت عليه ..
- ضحك ميكي بصوتٍ مرتفع ليزداد إحراجها وتنظر
إليه بـ غضب : مالذي يـُضحـِكك ؟! ....
- قرّب ميكي وجهه منها ببطئ وهو يركزّ النظر في عينيها ثم همس : حقاً !! ...
- إزدردت ايون لعابها بتوتر وهي تحدّق بوجهه ثم قالت : حقاً ماذا ؟! ...
- ميكي بهمس : لو علمتِ أنه لي .. مانمتِ عليه ؟! ...
- لحظة سكون مرّت كان ميكي ينظر فيها لعيني إيون المرتبكة كثيراً
من قربه منها ..
ولم تستطع حتى أن ترد عليه .. حاولت إستجماع شجاعتها وتراجعت
للخلف ببطئ وهمست : لـ .. لم أعـ ......
لم تستطع أن تكمل وهي تراه يقترب منها ويركز نظره على شفتيها ....
* " صوت شهقة , تلاه صوت إرتطام شيء بالأرض جعل ايون تدفع بميكي بعيداً عنها ويلتفتان للخلف "
- إرتبكت غيوري وهي تحاول الإنحناء قرب الباب وتجمع ما وقع منها
وتتحاشى النظر إليهم ..
أسرعت ايون إليها وإنحنت بالقرب منها تساعدها على جمع قطع
الشوكولا التي كانت مع غيوري ..
بينما وقف ميكي و مشى ليخرج وهمس عندما مرّ بجانبها : تعرفين كيف تختارين الوقت !!
- همست غيوري : آسفة ايون ..
- ضحكت ايون : على ماذا ؟! ..
- غيوري بإحراج : لا شيء ...
- في هذه الأثناء دخل شاان الذي يبحث عن ميكي ورآهن أمام الباب ..
أسرع و إنخفض قرب غيوري وأمسكها
يوقفها وهو يقول : مالذي تفعلينه ؟! ....
- وقفت غيوري وأبعدت يده : ألا ترى ؟!
- سحبها شاان وأجلسها على الصوفا وعاد إلى ايون
وقال : لم يتبقى شيء إجمعيه أنتِ ولا تجعليها تتعب نفسها ...
- وقفت ايون ونظرت اليه : عفواً سيد شاان !!.. بدل إلقاء الأوامر تحرك وساعدني ..
- شاان بعجلة : أودّ ذلك لكني مستعجل ....
وخرج بسرعة لتقول ايون بإعتراض : على ماذا كل هذه العجلة ؟! ...
* في غرفة الهيونغ دخل شاان وميكي وبمجرد أن
جلسا قال : أنا موافق ..
إنتهت الحلقة ..