وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي المثنى هذه القصيدة هي بروعة فريدة
إنتقاء العنوان كبداية ... الرحيق ...
ثم الشروع بها ::
اقتباس:
أنِـسَ الــفُؤادُ بروضــةٍ فيهــا الـغِنـــى *** يُسقـى رحيـق الزهـر شهداً يُجتنَـــــى
فيـهـا الفواكــــهُ والثـمـــار تنوعــــت*** والتــوتُ والرمـان للأيدي دنـــــــــــــــــى
|
فنبدأ بتخيل تلك الروضة الجميلة وما تحتويه ونبحر بين هذه الأبيات الجميلة
المتناغمة والتي تبعث البهجة والسرور إلى النفوس ^_^
اقتباس:
والطيــــر غــرد بالـغـدير فشاقنـــــــا *** مثــل المــآذن حين تـدعـو مؤمنـــــــــــا
ويُـذرٌ مسكٌ مِن جنـــــاحَيْ طـــــــائرٍ ***كمُــــلَ النعــيم بها فكانــت مـسكنــــــا
|
كيف لذلك الطير المغرد الجميل أن يصور بطريقة أروع حيث يذر المسك من جوانحه بتلك الطريقة
لم يسبق لي أن مررت على مثل هذا التشبيه وهذه الرفاهية في تصوير النعيم ^^
اقتباس:
تلك المشــاعر في اجتمــاع أحبـتـــي*** عينـــاي ما أروت فهــلا أعينــــــــــــــــا
ونروح نغــدو للقـــــاء وشملنـــــــــا *** حــب يدوم إلى القيـــامة بيننـــــــــــــــا
|
الحب في الله .. حب خالد .. ولن يندم شخص أحب إخوته في الله ..
فنعم الصحبة الصالحة ^^ ونعم الصحبة صحبة القرآن ^_^
اقتباس:
أبلغ بريــــد الحـــب خيــر تحيــــــة ***لأحبتـــي قلبــــي لهم وأنـــــا أنــــــــــــا
إن كنـت لا أنســى صفـــي دقيقـــة *** بــالله قـل لي كـيف أنســـى المحسنـا
أكــرم بشخص إن لقيــت مـرحبــــا *** متبسـمــا يـبـدي البشــاشـة والسـنــى
متطلــــــعا لرضـــــــاك يحســن لفظـه*** حلــو الشمـائل فاح مسك في الثنــــا
|
ما أروع هذه الأبيات .. أقف عندها لتكرارها وتأملها ..
وهكذا حال القلوب الناصعة المحبة للخير .. تصون الود لأهل الود حتى للحياة الأخرى
من هم هؤلاء .. هم أهل البشاشة أصحاب النقاء والصفاء في المظهر والمخبر
تتبسم قلوبهم لتنعكس تلك البسمة على محياهم وأفعالهم
ثم نحضى بتفصيل رائع عن تلك الصحبة :
اقتباس:
كالشـمس أعلى رفعـة والبـدر أكــــ *** مـــل خلـة والنجـــم أهدى للسنــــــــــا
حتى :
فـعـلام قد رحلـــوا وألقـوا حســـرة *** في القلـب لا تبلـى ويتبعـها الضنـــــــــى
|
وهكذا حال الدنيا فراق ولقاء يعقبه فراق .. ولا نعلم هل نعود لنلتقي أم نفنى على أمل اللقاء
اقتباس:
والله ما غيـــــرتُ قدر شـعيــــــرة*** عهــد الأحبـــة بعدما هدمــوا البنــــــــــــــا
ولقد دعـــوت الله ذهنـــا صافيـــــا*** فـإذا بقلبــــــــــــــي حيــن ذلك أمــــــــنا
|
كيف يبقى الوفاء يحكي قصة حب صادق .. وكيف يستمر ذلك اللسان بالدعاء لمن نحب
وربما لن نجد مؤمن .. إلا حافظ الود وهو الفؤاد
اقتباس:
فلقـد لقيـــــت من الفــــراق مرارة ***حتــــــى رأيـتُ المـوتَ أمـراً هينـــــــــــــا
إن الفـراق هو الممـــاتُ بعينـــــــه*** وأراك في الدنيـــــــــــا تعيـــــش مكفنـــا
|
ياله من تشبيه بليغ .. وحقيقي .. فالفراق الحقيقي هو الموت ..
وما أشد مرارته .. أحببت هذا التشبيه كثيراً
اقتباس:
وبســاعة التوديـــع موت نـــــازل*** دان الشجـــــــــاع لهـا ودان له القنـــــــــــا
يرجـوا وصـالاً والأحبــة حولـــــه ***تـركوا المكـــــــان وغــــــادروه تلونـــــــــــــا
|
الشاعر المثنى .. وأنت تستحق اللقب ..
فلقد تغلبت قصيدة الرحيق على كل عيوب سابقتها .. على الأقل من منظوري
وهكذا حال كل مودع يرجوا الوصال وينتظر عودة الأحبة .
اقتباس:
هل يرجع الأصحاب عهداً زاهـرا *** ويعـود غيــــث الحـــــــب يسقـــــي روضنــا
أم ينتفـــي عهــد الـوداد بلوعــــــة *** والجــدب يلتـف بالتــفرق دوحـــــــــنا ؟
|
وهذا سؤال كل شخص دقت أجراس الفراق بداره ..
اقتباس:
تتســـــاقط الأوراق حـين رحيلكـــم *** والصدع يسري في الأراضي ممعنـــــــا
|
أتصور المكان .. ولحظة الرحيل .. صورة تعكس مدى الحزن في ذلك الموقف
اقتباس:
ما أقصـر السـنوات حين نعيشهـــا*** متـــآلفــيــــن وبالوصـــــال وبالهـنــــــــا
وتطـول حتى قلــت عيش مقيـــــد ***إن حـرش الشـيطــان يومــا بيننـــــــــــا
|
لا فض فاك أخي المثنى .. درر وحكم تصور حال الفراق ببلاغة ..
اقتباس:
لـكن لـوائـــــي مــا رضيت بغيره ***ويظـل ما بقـيــــــــت حياتــــي ديـدنــــــا
أنـــا أنـت أنـت أنـــا كلانا واحـــد*** جـسـدان في روح وهمــــــك همنـــــــــــا
هذي غمـام الحـب جاد غيوثهــــــا*** والـــــزرع ينبـت بعد بــــارقـة المنــــــى
والدهــر يفنــى والحيــاة بجـنـــــة*** يا رب في الفـردوس فـاجمع شملنـــــــا
|
اللهم آمين ^_^
عاطفة الشاعر الصادقة هي التي أخرجت لنا هذه القصيدة والتي حوت الكثير من التشابيه البديعة
في جرس موسيقي رائع .. أقترح أن يتم تلحينها إن أمكن ^_^
وهي رائعة ما شاء الله تبارك الله ... أستأذنك باستخدام كلماتها في محافلنا
..
الموضوع يستحق التثبيت .. ونستميحك العذر على أي تقصير بدر منا ..
وبإذن الله نجد المزيد من كتاباتك وقصائدك مستقبلاً آملين من المولى أن يكلل حياتك العملية بكل التوفيق ..