**
- تقلـّب بـ ضيق وهو يسمع رنين هاتفه المتواصل ..
فتح عينيه يبحث عنه ثم ردّ بصوتٍ ناعس : ماذا يا مزعج ؟!..
- " شاان .. تعال إلى مركز الشرطة حالاً .. " ...
هبّ جالساً بمجرد ذكر الشرطة وهتف : لماذا ؟! ..
- " تعال وستعرف لاحقاً ... " ..
أنهى شاان مكالمته ونهض يبدل ملابسه على عجل وتوجـّه لمركز الشرطة ..
دخل و وجد الثلاثة يجلسون بعيداً مع بعضهم .. ايل وو وغيوري يتبادلون الحديث ويضحكون .. أمـّا ميكي فكان يلتزم الصمت ..
أسرع نحوهم : مالذي تفعلونه هنا ؟! ..
وقفوا عندما رأوهـ وقال ميكي : تسببنا في مشكلة ..
- شاان : ماذا فعلتم ؟! ...
" حكوا له كلّ ماحصل .. "
- جلس شاان معهم بتوتر وهو ينظر لـ غيوري وكأنه يلومها قبل أن يقول : مالذي سنفعله الآن ؟!
- ايل وو بثقة : لا تقلق لسنا المـُذنبين هنا ..
- شاان : أخشى أن يعرف هيونغ بالموضوع .. كثـُرت مشاكلنا هذه الأيام ..
- ميكي : لن يعرف ...
صمتوا بعدها حتى وقف أحد رجال الشرطة أمامهم وقال : المحقق يـُريدكم ...
نهضوا وجلسوا أمام مكتبه وكان بجانبهم الرجل الذي ضربه ميكي في السينما .. تجاهلوه وهم ينظرون للمحقق
الذي سأل شاان : أنت ستكفلهم ؟! ..
- أومأ شاان برأسه ليقول المحقق : حسناً .. ونظر لـ ميكي الذي يجلس بـ برود شديد ويضع ساقاً
فوق الآخرى : ما سبب إعتدائك على هذا الرجل ؟! ..
وأشار على الرجل الذي في السينما ..
- تجاهل ميكي المـُحقق ولم ينظر إليه حتى ..
ليقول ايل وو : لقد كان يضرب هذه الفتاة ...
- المحقق ينظر لـ إيل وو بغضب : لم أوجـّه السؤال لك !!
- شتـّت إيل وو نظراته يخفي ضحكته وهو يتمتم : لن يـُجيبك على أي حال !!
- المحقق : عفواً ؟!
- حرّك إيل وو يديه : كلا لا شيء .. أكمل تحقيقك ..
- وكزهـ شاان : أغلق فمك وإلا حكم عليك بالإعدام ..
- زفر المحقق بضيق ثم قال : لماذا ضربته ؟! ... ما شأنك لـ تـُقحم نفسك بينهما ؟! ..
- كان ميكي يتـأمّل الحائط الذي خلف المحقق بـ طريقة مـُستفزّة وكأن المحقق غير موجود ..
- صرخ المحقق جاعلاً منهم يجفلون في أماكنهم : سأضطرّ لحبسك إن بقيت صامتاً هكذا ...
وعندما فقد الأمل من ميكي نظر لـ غيوري وقال : هل حقاً ضربكِ هذا الرجل ؟! ....
- أمالت رأسها وكأنها تـُفكـّر بغباء ولم تردّ
ليسألها مجدداً بصوت عالٍ : هل ضربكِ أم لا ؟!! ..
أدار ميكي وجهه ناحيتها وهزّ رأسه يحثـُّها على الكلام لكنها أيضاً لم تتكلم ..
- إقترب منها ايل وو وهمس : هيـّا فيكي أخبريه بما فعل هذا الحقير ولنقلب الشكوى عليه ....
- أعاد المحقق سؤاله بنفاذ صبر : هل تـُقرّين أنه ضربكِ أم لا يا آنسة ؟! ...
- فجأة قالت غيوري وهي تبتسم بطريقة غريبة : هل ستـُصدقني ؟!! ...
* خيـّم الصمت لثوانٍ والتعجب فوق رؤوس الجميع ..
- سأل المحقق بإستغراب : ماذا قلتِ ؟!
- وقفت غيوري وهي تضع عينيها بعيني المحقق وقالت بنغمة قوية : هل ستصدقني إن قلت أنه ضربني ؟!!
- المحقق بإستغراب : ولماذا لا أصدقكِ !! .....
عادت غيوري لتجلس وهي تقول بدون إكتراث : إذاً هو ضربني ..
ليلتفتَ المحقق للرجل الجالس ويسأله : هل ضربتها ؟! ..
- الرجل بغرور : لا أنكر أنني ضربتها و لكن بعد أن صفعتني أمام الناس أولاً ...
- المحقق يسأل غيوري : هل صفعتيه ؟! .... أومأت برأسها إيجاباً ليسأل : لماذا ؟! ...
- نظرت غيوري للرجل بنظرات غاضبة ترفع أحد حاجبيها .. لكنها لم تتجرأ على قول السبب
- أعاد المحقق سؤاله بغضب : هل يجب علي تكرار كل سؤال ؟! ألم تسمعي ماقلته ؟! ..
- تردّدت غيوري في التحدث كثيراً ... وبان الإرتباك عليها وهي تشبـّك أصابع يدها بـ توتـّر ..
" وماذا تريدها أن تقول ؟! .. أن هذا الـقذر تجرّأ على التحرّش بها !! .... "
نطق بها ميكي بهدوء وهو يرمق الرجل بنظرات تفيض غضباً بينما إبتسامة ماكرة ترتسم على طرف شفتيه ..
- نظر المحقق لـ ميكي : وأنتَ ضربته لأنه تحرش بها ؟! ...
صمت ميكي ليـُكمل المحقق : إن لم تكن هناك صلة بينكما فلا يحق لك التدخل .. و يـُمكنها الإبلاغ عنه بنفسها ..
ثم صمت المحقق قليلاً وعاد لـ يـُكمل : هل هناك علاقة بينكما ؟! ..
وأيضاً مازال الصمتُ يـُخيـّم على الجميع ..
- بعد فترة الصمْت كان فيها المحقق ينظر لـ ميكي بإنتظار جوابه ..
بينما كانت غيوري تبحث عن سبب لتدخـّله ويـُقنع المحقق ..
- ميكي بهدوءٍ ساخر وقد فهم تماماً مغزى المـُحقق : لو رأيتَ شخصاً يتحرش بـ صديقتك هل كنتَ ستصمـُت وتدعها فقط تبلغ عنه ؟!..
- المحقق : وهل هذه صديقتك ؟!
- " بل صديقتي .. " .. حاصرت النظرات شاان الذي نطق بهذا لأن ميكي تأخـّر في الردّ ويبدو أنه لا يرغب بقول أنها صديقته .. لذا فـضـّل التدخل ..
* سادَ الصمت تماماً .. رفعت غيوري رأسها بدهشة تنظر لـ شاان الذي كان ينظر للمحقق بعيونٍ خالية من التعبير ..
- نظر المحقق لـ ميكي : و ماعلاقتك بهذا الشاب ؟! ..< يعني شاان
- ميكي : صديقي ..
" لم يـُعتبر الموضوع تدخـّلاً .. وغادروا المركز بدون مشاكل بينما بقي الرجل لإستكمال التحقيق .. " ..
**
- بمجرّد خروجهم مشى ميكي مـُبتعداً .. لاحقته النظرات وهمـّت غيوري باللحاق به لكن شاان منعها
قائلاً بـ جفاء : لا يريد أن يتبعه أحد ..
- تلفت ايل وو : لنعـُد للمنزل .. أين سيارتك ؟! ..
- صمت شاان مـُتفاجأً : لم أحضر بها !! ياللغباء !! خرجتُ مـُسرعاً وإستقلـّيتُ سيارة أجرة ..
يبدو أننا سنعود كما جئت .....
* طال وقوفهم دون أن تمـُر بجانبهم أي سيارة ليضطروا للسير
على أقدامهم حتى مواقف الحافلات .. و الصمت هو المـُتسيـّد في ذلك الوقت ..
فلا أحد منهم نطق بحرف فقط أصوات خطواتهم يسمعونها ..
- بعد فترة توقفت غيوري عن المشي بعد أن أتعب ظهرها الكعب العالي ..
إنخفضت جالسة تـُثني ركبتيها " مالذي أشعرُ به حين إرتديتُ شيئاً كهذا ؟! " ..
أما ايل وو و شاان فقد إبتعدا غير منتبهين لوقوفها ..
أسرعت تمشي خلفهم بعد أن رأت إبتعادهم ..
وبين الحين والآخر تتوقف لتضغط على قدمها المتألمة ..
- في إحدى توقفاتها إلتفت إليها ايل وو من بعيد وسألها : مالأمر ؟! .. هل أنتِ بخير ؟! ...
ليلتفت شاان على صوته ينظر إليها ..
أشارت إليه أنها بخير وأن يـُكملوا مسيرهم .. لكنهم وقفوا ينتظرونها ....
طال إنتظارهم وشعرت بالإحراج .. فما كان منها إلا أن خلعت حذائها وأسرعت تجري نحوهم وسط نظراتهم المستغربة ..
- ليسألها ايل وو بإستنكار : مالذي تفعلينه ؟! ...
- تخطـّته وهي تمشي : لا شيء ..
مشى شاان خلفها ثم ايل وو الذي سأل : هل ستمشين حافية القدمين ؟! ..
- أومأت برأسها دون أن تلتفت ليتوقـّف ايل وو و ينحني : إصعدي على ظهري إذاً ...
- نظرت إليه بجمود ثم مشت : لا أريد ذلك ..
تفاجأت حين خلع حذائه وناداها : فيكي إرتديه ...
- توقفت ونظرت له ثم أكملت مشيها : كلا لا أريد ..
- تبعها وهو يتذمـّر : مالذي تريدينه ؟! ..
- إستدارت بسرعة ورأته يحمل حذائه لتقول : أريدك أن ترتدي حذائك ...
- " لا أريد ذلك ... " قالها بعنادٍ طفولي ثم مشى يتخطاها ..
- هزّت كتفيها ومشت هي أيضاً ليقول ايل وو : ألا تشعرين بالبرد ؟! ..
- إبتسمت غيوري بغباء : بلا لكنه شعور جميل ..
- " أين يكمـُن الجمال فيه بالضبط ؟! " .. قالها ايل وو ساخراً وهو ينظر للأرض التي تم إزاحة الثلوج عنها ..
- " منذ الصغر كان أبي يحاول تعويدنا على مشاركة الفقراء في مدينتا معاناتهم وذلك بتجربة مايمرّون به في ليالي الشتاء الباردة .. فـ هناك أطفال لا يجدون حتى جوراباً يرتدونها لحماية أقدامهم من الصقيع .. "
قالتها بإبتسامة أدخلتها في عالمها الذي إبتعدت عنه كثيراً .. وهي تحرص على أن لا تـُخطئ قدميها الخطوَ فوق المربعات التي على الأرض ..
- إبتسم شاان الذي كان يمشي بصمتٍ خلفهما لكنه محى إبتسامته سريعاً حين رأى نظرات ايل وو له ..
- رفع ايل وو حاجبه وهو يقول : سأجرب هذا الشعور إذاً ....
- غيوري تنظر لجواربه : لن تشعر به مع هذه الجوارب ...
ليرفع قدمه اليمنى يسحب الجورب ثم اليسرى بحركةٍ سريعة
ويصرخ بعد لامست قدميه الدافئتين الأرض : بررررد ...
- ضحكت غيوري وهي تنظر إليه : مـُنعش صحيح !!
- أومأ برأسه وهو يمشي : مجنونة ......
بينما سمعوا سـُخرية شاان من الخلف : من أي عصرٍ أنتم ...
- تجاهلاه مكملين سيرهم وهم يضحكون مرتجفين من البرد ..
- نظر شاان إليها وهي تمشي ضاحكة من حركات ايل وو الطريفة وهو يكاد يتجمد .. وسرح بفكرهـ بعيداً
" أليست من سيؤول ؟! و والدها ألا يجعلهم يعانون زيادة على معاناتهم ؟! .. أليست من الفقراء إن كانت خادمة ؟! .. "
- ضحكوا عندما أصبح يمشي بجانبهم يحمل حذائه بيده ويده الأخرى يضعها في جيب بنطاله مـُركزاً نظره للأمام ...
- غيوري وهي تنظـُر لـ شاان بفصول : كيفك تـشـعـُر ؟! ....
- هزّ كتفيه : لا شيء مميز ...
* تقدمت غيوري بخطوتين سريعتين وتوقفت أمامهم تسد الطريق قائلة : لحظة لحظة , إن أصابتكم الحمى غداً فلا شأن لي .. لا تشتـموني وتـُحمـّلوني المسؤولية .. أنا لم اُجبركم ...
- ضحك ايل وو بينما رفع شاان حاجبه دون أن يتكلم لـ تستدير وتـُكمل مشيها وهي تـُردد : لقد أعذر من أنذر ....
- شاان بملل : حسناً حسناً فهمنا ...
- ايل وو : ماذا عنكِ ؟! ألن تـُصابي بالبرد ؟!
- غيوري تبتسم : لا أعتقد , فقد إعتدتُ على ذلك .... لاحت إبتسامة على شفتـَيّ شاان والتي إعتقدتها غيوري ساخرة ...
وصلوا مواقف الحافلات وجلسوا يرتدون أحذيتهم .. بعد دقائق قليلة كانت الحافلة تتوقف أمامهم ليصعدوا بها ويأخذوا لأنفسهم أماكناً ..
**
- وصل ميكي المنزل ودخل يرمي نفسه على الصوفا حيث أغراهـ منظر اللحاف والوسادة حيث كان شاان ينام ..
حدّق بالسقف وهو يـُفكـّر : أول مرة أضرب شخصاً هكذا .. وأول مرة أدخل مركز الشرطة ..
يبدو أن فيكي ستجعلني أفعلُ الكثير للمرة الأولى ..
غطّى جسدهـ كاملاً وأرخى جفنيه لـينام بعد يومٍ لم يتوقع أن يحدث فيه أي تغيير عن سابق الأيام ..
**
- وصل كيونا الذي سبق أن إتصل به ميكي ليأخذ سيارته ويعيدها للمنزل .. وصل المواقف وأخذ السيارة وعاد ليجد ميكي لوحدهـ نائماً في الصالة ..
" هل يتناوبون على هذه الزاوية ؟! .. "
تمتم بها كيونا وهو يخرج هاتفه و يتصل بـ ايل وو الذي رد عليه .. سأله عن سبب تأخرهم وعرف أنهم في الحافلة ..
أغلق هاتفه وتوجه لغرفته لينام بعد أن تأخـّر الوقت ..
**
- توقفت الحافلة ونزلوا يـُكملون سيرهم للمنزل وسط ذاك الطريق المـُظلم ...
وكانت غيوري هذه المرة تحاول مـُجاراتهم في السير وتحاول أن لا تكون الأخيرة ..
دخلوا المنزل أخيراً ومباشرة دخل ايل وو للحمام إغتسل ورمى بنفسه لينام بعمق ..
أمـّا غيوري فقد دخلت غرفتها وإنتظرت أن ينتهي الشباب من إستخدام الحمام لتستحم بهدوء ...
بينما رمى شاان بنفسه على الأرض بجانب ميكي النائم في الصالة وسحب جزءاً من لحافه يتغطى به ونام مباشرة ...
**
- خرجت من غرفتها بعد أن أنهت إستحمامها .. مشت بهدوء في الصالة وهي تضع يدها على بطنها الذي يـُصدر أصواتاً من شدة جوعها .. وقفت أمام الثلاجة تتأملها بكسلٍ شديد
" لا طاقة لي لأطبخ ... آآهـ سأموت من شدة الجوع .. "
أغلقت بابها وإستدارت تنظر لـ شرائح التوست التي وضعت على الطاولة المتوسطة ..
" ليس أمامي غيركِ .. "
و أسرعت تأخذها وتصنع لنفسها عشاءً ..
خرجتْ بعدها للصالة ورأت ميكي وشاان ينامان هناك ويتغطيان بلحافٍ واحد ..
" ألا يشعـُران بالبرد ؟! .. خصوصاً هذا الغبي الذي ينام على الأرض .. "
وضعت مامعها وأسرعت لغرفة ميكي الذي رأته يتغطى بلحاف شاان .. أخذت لحافه وخرجت تغطي به شاان ثم عادت غرفتها ...
إستلقت بكسل بعد أن أكلت و راحت تـُحدّق بالسقف ..
إسترجعت جميع ماحدث لهذا اليوم " ذاك الرجل الــ ... كيف يسبقنا بالشكوى ؟! يا لحقارته .. ليت ميكي كسر ظهره أيضاً ... ميكي .. "
توقفت بذاكرتها قليلاً تتذكر ملامحه المـُتفاجـِأة ثم الغاضبة .. كان مـُخيفاً جداً وهو يضرب الرجل ..
وأيضاً شاان !! لماذا يسخر من البداية إن كان سيفعل مثلنا ؟! ..
هؤلاء الحمقى متشابهون في أفعالهم ..
سحبتْ لحافها تتغطـّى جيداً " لماذا أشعر بالبرد الشديد رغم أني أشعلتُ المدفئة ؟! " .....
**
- صباح اليوم التالي كان مختلفاً كـ حال يومه السابق .. فـ ميكي الذي كان ينام في الصالة .. إستيقظ باكراً كعادته وقبل الجميع ..
أيقظ شاان الذي تفاجأ من رؤيته ينام على الأرض بملابس الخروج مثله تماماً ولا شيء تحته ..
- ميكي وهو يتـّجه للغرفة : إنهض لا نريد تأخيراً ..
رفع شاان رأسه وكأنه يرفع طوب إسمنت من الثقل الذي يشعر به .. أمسك برأسه وهو يتجه للحمام ليستحمّ ..
بينما في الغرفة أيقظ كيونا بعد معركة صغيرة وهدّدهـ : سأنادي فيكي لتوقظك ..
ثم خرج لـ ايل وو يوقظه لكنه تفاجأ عندما وجده يتصبـّبُ عرقاً ..
وضع يده على جبينه و وجده دافئاً " هل اُصيب بالحمى ؟! " ..
خرج ليحضر له دواءً ثم عاد يوقظه ..
- دخل عليهم كيونا في هذه الأثناء وإقترب منهم : مابه ايل وو ؟!
- ميكي : حرارته مرتفعة ..
- كيونا يتمتم بإستغراب وهو يخرج بكمل إستعدادهـ : أتسائل مالذي حدث معكم بالأمس ؟! ..
بينما وضع ميكي الدواء بجانب ايل وو الذي رفض النهوض وراح يـُكمل إستعداده للمغادرة ..
- بعد فترة خرج شاان من الحمام ودخل غرفته رمياً بجسده على فراشه وهو يمسك برأسه ..
- كيونا الذي دخل يستعجله : شاان مابك ؟! هل أنتَ بخير ؟! ..
- " لا أدري , أشعر بصداعٍ شديد " نطق بها شاان بصوتٍ منخفض وهو يـُمسك رأسه بقوة ويغمض عينيه بألم ..
- " هل أنت محموم أيضاً ؟! " و إقترب كيونا يتحسّس جبينه ثم أكمل : كلا لستَ كذلك ؟!
- شاان بتعب : من المحموم ؟!
- كيونا : ايل وو ..
- إنقلب شاان على بطنه وغطـّى رأسه بوسادته : كيونا أحضر لي مـُسكناً ..
خرج ليحضر المسكن وعاد يعطيه بسرعة .. تناول قرصين وعاد ليستلقي ..
- دخل ميكي عليهم : كيونا لنذهب أنا وأنت .. لا أعتقد أنهما سيتمكنان من الذهاب ..
- وقف كيونا ينظر بـ حيرة لـ شاان الذي بدا بشكل مـُحزن وهو يضغط على
رأسه ويغمض عينيه بقوة ثم قال : ألا يجب أن يبقى أحد عندهم .. ؟! ..
* خرج ميكي وكيونا للجامعة بعد أن أقنعهم شاان أنه ليس بذاك التعب الشديد ..
وسـ يستعين بفيكي في حال إحتاجا لشيء هو وايل وو ..
**
- رأسه سينفجر وهذا الدواء لم يبدأ مفعوله حتى الآن .. " ربما بسبب أنني جائع .. "
هذا ماكان يفكر به شاان وهو
ينهض ليحضر شيئاً يأكله رغم فقدهـ لشهيته ..
لكنه توقف عند ايل وو " هل إنخفضت حرارته ؟! " ..
جلس بجانبه يتحسس جبينه ومازال محموماً ..
أخذ الدواء وبتعبٍ تحدث إليه : ايل وو إنهض , يجب أن تأخذه قبل أن تموت علينا , ايل وو أسرع , أنا لا أحتملُ نفسي من التعب , أسرع هيا ..
نادى على فيكي حتى تـُعد الحساء لكنها لم ترد .. بقي بجانب ايل وو يحاول به أن ياخذ الدواء و ينادي عليها بين الحين والآخر ..
لكنها لم تأتِ حتى الآن ...
* بعد أكثر من ربع ساعة أخذ ايل وو الدواء وعاد لينام .. كان يرغب بضربه لكنه بدا مثيراً للشفقة وهو متعب هكذا ..
خرج يناديها .. طرق الباب لكنها لا ترد .. فتحه و و جدها نائمة
" ياسلام .. نحنُ ننادي منذ الفجر وهي غارقة في النوم " ..
دخل و وقف بجانبها قائلاً : هيي فيكي .. أجمـّاا ..
- ردّت بصوت ثقيل : هممممم ..
- رفع صوته : إنهضي وأعدّي حساءً , ايل وو مريض ..
وبقي ينتظر جوابها لكنها لم ترد ليقول بصوتٍ أعلى : هل سمعتي ما قلته .. ايل وو مريض .... أسرعي هيـّا ..
- رئاها تـُبعـِد لحافها عنها وتنهض ببطئ شديد .. خرج عائداً لـ ايل وو وتركها ..
سمع صوت باب الحمام يـُغلق .. ثم تخرج بعد دقائق .. كان مستلقياً بجانب ايل وو مغمـَض العينين ..
فتح عينيه عندما سمع خطواتها ورئاها تمشي بإتجاه المطبخ .. عرف أنها ستـُعـِد الحساء لذا أغمض عينيه مجدداً ...
**
- وقفتْ في المطبخ تـُعدّ الحساء وهي تشعر بالتعب الشديد .. بالكاد تفتح عينيها وترغب فقط بالإستلقاء مـُختبئة تحت أغطيتها وتتمنى في داخلها
أن لا تكون مـُصابة بالحمى .. أنهت إعداد حساء بسيط وهي تشعر بالدوار الشديد .. وضعته في صحنين وخرجت بهما مـُتجهة لغرفة ايل وو و شاان ..
دخلتْ ورأتهما .. الأول مختبئ تحت الأغطية و شاان مستلقي على ظهره ويضع يده فوق عينيه ..
فجأة بدأت ترى الأشياء تتمايل أمامها .. خشيتْ أن تفقد وعيها لذا وضعتْ مافي يدها على أقرب طاولة وتمسكت بها
ونطقت بحروفٍ بالكاد إستطاعت تجميعها : شاان الحساء ..
و إستدارت تتلمـّس أمامها تبحث عن الباب وكأنها اُصيبت بالعمى ..
**
- كانت ايون تجلس بصمت تقرأ في ملفٍ أمامها .. وبجانبها كيونا الذي كان يضع رأسه على الطاولة بكسلٍ شديد ..
- ايون بملل : أين ميكي ؟! لقد تأخـّر .. لن يتمكن من الدخول إن حضر الدكتور ..
- كيونا : لا أدري مالذي يفعله حتى الآن ؟! ..
ورفع رأسه وهو يخرج هاتفه : سأتصل بـ شاان وإيل وو ..
لكن دخول الدكتور أجبره على تأجيل الإتصال ..
أعاد هاتفه وهو يراقب ميكي يدخل خلف الدكتور بطريقة مـُضحكة ويجلس في أقرب كرسي قبل أن ينتبه له الدكتور ..
ضحكا بصوتٍ منخفض وهم يراقبونه من الخلف ..
- ايون : يبدو طويلاً جداً من الخلف ... كما أنه لا يـُحني ظهره مثلك ..
- نظر إليها كيونا : ومتى حنيتُ ظهري ؟!
- ايون : ومتى رفعتَ ظهرك ؟! دائماً ما تتوسد الطاولة وتنام ..
- ضحك كيونا : حسناً حسناً لننتبه للمحاضرة أفضل ...
- إبتسمت ايون بسخرية : لأنني أقول الصدق !! ...
- " ايون اخرجي خارج محاضرتي ... " قالها الدكتور وهو يقرأ في الملف الذي في يده ..
- نظرت له ايون بصدمة : عفواً ؟!
- الدكتور : تفضلي واخرجي من محاضرتي ولا تـُضيـّعي وقتي أكثر ..
- وقفت ايون بإعتراض : ومالذي فعلته ؟!
- الدكتور مبتسماً : كنتِ تتحدثين مع الشخص الذي بجانبكِ , هل يكفي هذا ؟!...
* أوشكت ايون على البكاء لكنها إنحنت تأخذ حقيبتها و خرجت دون أن تقول شيئاً ونظرات الطلاب تلاحقها بصمت ..
- تفاجأ الجميع بوقوف ميكي وخروجه هو أيضاً بدون كلام .. لترتفع الهمسات داخل القاعة ..
بقي كيونا في مكانه صامتاً وتوقع رسوبهما ..
- خرج ميكي يجري مـُسرعاً خلف ايون وهو يناديها : ايوون ..
- توقـّفت دون أن تلتفت لـ يقترب منها : لا تقلقي سأتحدث لـ هيونـ ...
تفاجأ ميكي عندما إستدارت و وضعت رأسها على كتفه تبكي ..
- إرتبك ولم يعرف ما يقوله غير : هل تبكين ؟! ..
- ايون : لماذا يحدثُ هذا لي ؟!
- ميكي بسرعة : لأنك لا تصمـُتين !! ... آآ.. آسف !!...
- إبتعدت وهي تمسح دموعها بيدها بإرتباك : آسفة .... ونظرت لقميص ميكي الذي تبلل بدموعها ..
إبتسم ميكي بإحراج : لاعليكِ ..
- تنحنحت ايون ثم قالت : لكن ... لماذا خرجت ؟! ..
* لكن الجواب جائها من الخلف : ولماذا برأيكِ سيخرج ؟! ..
نظر له ميكي بدهشة : وأنتَ أيضاً ؟!! ..
مشى كيونا بإتجاه البوابة بـ لا مبالاة : لا أرغب بالدراسة لوحدي ..
تبعاهـ عائدين للمنزل مـُتأكدين من رسوبهم في هذه المادة ....
**
يتبع ....