العنوان: وشاح
النوع: دراما-قصة قصيرة
الشخصيات: مجهولة :")
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××× ××××××
بدأ الجو بالتقلب لتغلب عليه نسمات بداية الشتاء الباردة .
لم يعد الكثيرون يفضلون الخروج من المنزل لذلك كان الطرقات أكثر هدوئاً ,الجميع يفضّل البقاء في المنزل ,مشاهدة التلفاز
أو البقاء في السرير والنوم بعد شرب كوب ساخن من الشوكولاتة , وربما زيارة منزل صديق والنوم في العليّة على ضوء النجوم كما قد يقوم البعض .
خارجاً على أحد الأرصفة , كان يمشي أحدهم بتأني لكن بخطوات واسعه , برأس منحني للأسفل مما غطّى نصف وجهه بالوشاح الضخم ذو
اللون البني الذي كان يرتديه , كان ينظر إلى خطواته فحسب , لم يعلم إلى أين يتجّه فقط أراد أن يسير تلك الليلة
لا يهم أين سيصل أو سيتوقف , هو سيستمر بالمشي فقط حتّى يحس بأن الحِمل على قلبه قد انقشع
وأن الهواء الذي يتنفسه قد أصبح أنقى وأسهل للتنفس , وأن عيناه تستطيع الارتفاع لمشاهدة تلك النجوم
في سماء تلك الليل من دون خوف أو ريبة مما ينتظره .
توقف فجأة , بعض خصلات من شعره البني القصير تحركت من مكانها نتيجة لتوقفه المفاجئ,
التفت إلى ماقد شد انتباهه , هناك على زاوية الرصيف طفل يجلس وحيداً.
اتخذ ذاك الشاب خطواته نحو ذاك الصغير واخفض من مستواه حتى ساواه في الطول ,مسّد على رأسه ثم نظر إلى الطفل بتساؤُل.
تجنب الصغير النظر إلى عيني الشاب , وأدار رأسه إلى الجهة الشمالية,
ابتسم الشاب من خلف الوشاح ,ثم اقترب من الطفل وسأله عمّا كان يفعله وحيداً لكن الطفل لم يُبدي أي ردّة فعل
لم يبدُ أنه سمِع ما قيل له , لذلك خلع الشاب وشاحه ووضعه حول رقبة الطفل ثم قرص خدّه وربّت على رأسه مغادراً .
××
نظر الطفل إلى الشاب لبضع ثوانٍ , كان يستمر بالمشي بخطوات ثابتة لكن واسعه وواثقة على عكس طأطأة رأسه
التي كانت تحمل بعض الغموض أو الحزن ربما؟
وقف الطفل , وقام بلف الوشاح حوله بإحكام ,كان الجو بارداً بعد كل شيء وهذا الوشاح أتى له من بدون مقابل
استخدامه بطريقه جيداً سيكون أفضل من رفضه .
ابتسم والتفت من حوله بسعاده , بعد عدّة ليالٍ باردة منذ حلول هذا الشهر , الآن فقط يستطيع أن يشعر بالدفئ يلف جسده
تلألأت عيناه واتسعت ابتسامته أكثر عندما رأى عجوزاً تبيع الحلويات على الشارع المقابل
لذلك أسرع , قام بالجري حتّى وصل عند تلك العجوز وحيّاها باحترام مُقبِّلاً يدها ومتمنيًّا لها شتاءً دافئً
ابتسمت يالمقابل وربّتت على رأسه شاكرةً له , تركته يختار ما يشاء .
ابتسم الطفل حتّى أن عينيه تلألأت بسعادة بالغة , سرق بضع نظرات على تلك العجوز بينما
هو كان يختار ما يود أخذه , كانت تنظر له بابتسامة دافئة تارة , وتارةً أخرى تضمّ كفيها نافثةً فيهما بسبب البرد .
أخذ الطفل قطعة شوكولا ثم خلع الوشاح ولفّه حول كفّي تلك العجوز وقبّل رأسها مغادراً ,ابتسمت له وقبِلت بهديته.
××
عادت إلى منزلها من بعد عمِلها الشاق في بيع الحلوى , لم يكن ذلك النوع من الأعمال متعِباً لكن
بالنسبة لشخص كبير في السن , يجلس في الجو البارد على كرسي من البلاستيك ,نعم كان متعباً..
خلعت الوشاح ووضعته على المنضده في وسط غرفة الجلوس تلك .
نار المدفئة كانت مشتعله , ولن تشعر تلك العجوز بسعاده أكبر من تلك التي تحسّها الآن.
العودة من بعد عملٍ شاق في مثل هذا الجو البارد إلى منزلك الدافئ المريح قد يكون أجمل شعورٍ قد تحس به
أن تعرف أن هناك من تعيش وتعمل لأجله , أن تنظر لنفسك على أنك ذو فائدة حتّى وإن لم تكن بالكبيرة .
قطع أفكارها صوت خطوات الجري الذي أعتلى غرفة الجلوس , عرفت أن حفيدتها قادمة
مثل كل ليلة , لن تكون الأمور مكتملة وتشعر بسعادةٍ حقّة مالم تأتي إليها حفيدتها وتطلب إليها قراءةَ حِكاية
××
نهضت تلك الصغيرة من النوم واغتسلت وغيّرت ملابسها مسرعةُ كي تذهب للعب خارجاً .
توجّهت إلى غرفة الجلوس بتسلل كي لا توقِظ جدّتها التي غفت على الكرسي أمس وهي تحكي لها حكاية ما قبل النوم.
قد يكون عليها التوقف عن طلب الحكايات من جدّتها لأنها تنام قبل أن تنتهي الحكاية وهكذا يكون على الصغيرة
أن تقوم بتغطيّة جدّتها والذهاب للنوم كل ليلة وهي لم تستمع لنهاية الحكاية بعد,وفي الصباح ستكون جدّتها قد
نسيت أي قصّة كانت تحكيها في الليلة الماضية .
ابتسمت الفتاة وقبّلت جبين جدّتها النائمه ثم أخذت الوشاح من على الطاولة وارتدته .
الوشاح الذي أتت به جدّتها الليلة الماضية ,وضعته على رقبتها وابتسمت للدفئ الذي شعرت به .
بطريقة فريدة , ذلك الوشاح كان يُشعر بالدفئ حقّاً.
أسرعت بالخروج من المنزل مودّعةً والدتها وتوجهت لساحة اللعب فوراً .
خطواتها كانت سريعة باتجاه ساحة اللعب لذا سقط وشاح جدّتها حتى قبل أن تدرك ذلك
××
كما يبدأ صباحه عادةً كوب القهوة الساخن كان في يده .
قرر الخروج من منزله باكراً اليوم على غير العاده , صباح اليوم كان يبدو هادئاً والسماء تبدو نقية.
ارتدى حذائه وخرج من منزله وهو يتمتم بلحنٍ ما كان يحفظه منذ صِغره .
مغمضاً عينيه , بدأ بالمشي في الطريق الذي حفِظه منذ طفولته أيضاً .
استوقف خطواته شيءٌ ما , لذلك توقف وألقى نظرة وارتسمت ابتسامه صغيره على وجهه
انحنى ليلتقط وشاحه من الليل الماضية وحدّث نفسه “إذاً ذلك الصبي كان عنيداً جِداً على أن يأخذه؟”
-النهاية-
الموضوع الأصلي :
{ مميز } وشاح [قصة قصيرة] || الكاتب :
jojo570 || المصدر :
منتديات أنيدرا