++ شظــــــــــــ ذكرى ــــــــــايا ++
لإزالة كل الأعلانات،
سجل الآن في منتديات أنيدرا
يالها من ليلة باردة ، الثلج يتساقط بهدوء ، فيداعب وجنتيها المتوردتان ،
ويواسي دموعها الحرا ، بعيداً عن الناس ، تبكي بصمت ، على ذاك الكرسي المتهالك ،
بعيداً عن أفراح عيد رأس السنة ، ترثي حظها العاثر وسط ظلمات الحزن ...
نظرت إلى الأشجار المعراة في حيرة ، وعيناها تتساءلان بحرقة ،
- ما أقسى هذه الحياة ، أقسى من البرد في شدته و أصلب من روحك
نظرت إلى قلادة على شكل القلب وقد زخرفت بدقة ، وقالت ساخرة :
- مجرد نقوش رقيقة ، هو ما تبقى منك ... وميض ذكرى فقط ...
ثم أردفت بحنان :
- لكنني سأحتفظ بها ، كحال الود الذي كنزته لك بين ثنايا قلبي ،،
احتضنتها بين يديها وهي تستمع إلى أنين قلبها بعمق ،
رغم أن يديها ترتجف برداً إلى أنها بعيدة عن ذلك كله ،
أطرقت برأسها حتى لامست خصلات شعرها أناملها بخفه ، واجهشت ببكاء تزداد حرقته ....
" مازلت مهيمناً على تفكيري ، في كل لحظة ، أراك إلى جانبي ،
أتخيلك الآن سعيداً وترتشف نخب العيد مع من يطمئن قلبك إليه ،
كنت أتمنى أن أكون أنا من يسمر معك إلى جانب الشرفة
أمام المدفئة التي تعكس دفئ مشاعرنا بابتسامه رضا
و بنظرة تتحق عندها الأحلام تأخذنا تلك الألحان العذبة إلى قطعة من الجنان ... "
" قلبي ينادي باسمك ، كل يوم أرتقب حضورك ، مازلت أتذكر أول لقاء لنا ، هل تتذكره ؟! "
لقد كان في العمل ، بينما كنت صحفيه ، حينما أخذت موعداً معك لأجل لقائنا الصحفي بصفتك نائب مدير الشركة "
بالكاد كنت أعرفك حينها ، حتى أننا لم نجري اللقاء ،
من كان ليتوقع أنك ستكون مهماً بالنسبة لي ؟
لكنها الأيام وتقلباتها الهوجاء ، حينما التقينا بالصدفة في الحديقة وعلى نفس الكرسي ،
كنت تقرأ احدى المقالات ، وتبدي اعجابك بصاحبها ، وكونه يخوض شتى المجالات بحنكة ،
أتذكر كيف توهج قلبي فرحاً لأنني أنا من كتبها ، بل وازدادت بهجتي حينما بدت معالم التعجب على وجهك والتساؤلات تتألق في ناظريك حينما أخبرتك بذلك ...
وانطلقنا في حياتنا بعدها ، رغم أنني كنت أتابع وبدقة كل كلمة ترسلها لي
معقباً على كتابتي بالنقد أو المديح ، لا يهم ، كنت أكتفي برؤية اسمك وتلقي الرد منك ...
هدأ بكاؤها قليلاً ، ونظرت إلى ما حولها ، ثلجٌ يتساقط بكثافة ، حتى أن العالم من حولها اكتسى بياضاً ، عادت خواطرها تعزف أشجاناً :
" لم أكن أعرف من الحب سوى وردة حمراء ، وسعادة لا نهاية لها ،
صفحات وردية شفافة كما هو قلبي ، أتمنى الخير لكل الناس وأبدد أحزانهم ،
لقد كنت أرى أن الحب هو سبيلٌ للمعجزات ،
فنحن عندما نحب تعترينا طاقةٌ هائلة تكفي لنسيان كل ما تعسر علينا في زمن من الأزمان "
كنت طفلة حالمة ، ومازلت ، غير أن تلك الطفلة أبصرت زاوية جديدة بعد أن لسعتها نيران حبك ،
فهي ترى أن جنة العاشق تخفي في ثناياها جحيماً يستعر
قد وجبت لكل عاشق حتى تصير ثمالة عشقه كلالة وهواناً ...
تلك الجحيم ، التي كشرت عن أنيابها بعد رحيلك ... تركتني لها ، ولأنك أنت من تركني بها أحببتها ... فالحب أعمى لن يجد الفرق بين النعيم والـجحيم !
رحلت بدون أي كلمة كعادتك ، وتركتني في فضاء تتمد حيرته وتخبو نجومه ،
نصبتك ملكاً على هذا الفؤاد ومهميناً على ذاك الشعور ، لكن مازالت تزداد بعداً ،
فكيف ستصنع المملكة برحيل مليكها ؟
سرت رعدةُ البرد في جسدها لمجرد تذكر " الرحيل"
ثم أمسكت زهرة حمراء كانت بحوزتها ووقفت وهي تتخيله قارئاً الصحيفة ومبتسماً ناحيتها ،
و وضعتها على ذاك الكرسي قائلة :
" إنني أرثي حبي لك ، وقلبي الذي انتمى إلى مقبرة العشاق من بعدك "
الموضوع الأصلي :
++ شظــــــــــــ ذكرى ــــــــــايا ++ || الكاتب :
katren || المصدر :
منتديات أنيدرا