^
فِي مكَانٍ آخرَ, كانَت تنُظر إلَى " النَّافذِة بشرُود " .. امتدَّت يدُها
نحُو فُنجانِ القهَوةِ على الطَّاولةِ الدَّائرية أمامَها, كادَت ترتِشُف مِنه لُولا صُوتٌ جَعل
الفُنجان الذّي فِي يدَهِا يهتزَّ بِما فِيه :
- آ آنـسَتِي ! إنَّهُ أمرٌ فضَيع, خبرٌ سيءُ جداً
لم تستطِع الفتاةُ المسكَينةُ الَّلاهثَة التَقاط أنفاسِها إلَّا حيَن انتَهتْ تلَك
الجُملَة, فانحَنى رأسُها ومالَ جسدُها نحُو الأسَفلِ , فِيمَ تركِت الفتاةُ الأخرَى الفنَجان فِي
يدِها, وقَفت بوجلٍ وردَّدت بهدُوء :
- مـا الأمَـر ؟
رفَعت الفتَاةُ الخائَفةُ رأسَها , تلعَثمِت الكلِمات وتسلَّلت قطراتٌ مِن
العرِق إلى جبيِنها لتعِكسَ توتَّرها , ردَّدت بخفُوت :
- الـ .. الـ ..
لكنَّها اندفَعت بجملَتها بعَد ذلِك بانفِعال :
- القهَوةُ نفذِت مِن المنزِل آنسَـة " C O F F E " .
كانتَ تلَك " قُنبلةً هزَّت أرجَاءَ " شرفِة القَصر السَّاكِن فِي ذلِك
الصَّباح, قُنبلَة الصَّرخِة الاحتِجاجيَّة المدُويَّةِ الِّتي صدَرت مِن الأميَرةِ C O F F E