آلسَّلامُ عليُكم ورحَمة آلله وبركَاتُه,
مسآءُكم خيْرَ وبركَة ورآحَة بآل , مسآءٌ يُجدِّدُ السَّعادَة
فِي أورآحِكُم وَ قلُوبِكُم .. ~
هِيَ قصَّةٌ سَبَق وَ نشرُتَهآ
بذآتِ الاسِم " C O F F E ", لكنَّنِي نظرُت إليَها
بيَن أرشيْف مُجلَّد قِصَصِي, فقَرَّرَت وضَعهآ فقَد يجِد فِيهآ
بعضُكم سلوَىً أو مُعآيشَة تفآصيْل ولحَظآت مَّـا.
تمْضِي بنَآ درُوب الحيَاةِ ,
فيجرُّنـآ أملٌ تارَةٌ يتلُوه الحُزْن
تـارَةً أخرَى .. ونَظلْ نرْنُوا
نْنتظِر
بزُوغَ فجْرٍ يُطلِّ بـترْحَـآب فيكْشِف عَن الغمُوضْ !
عَن سرِّ { آلمحطَّـة القديْمَـة }
كَانَ صخبُ الشُّرْطَةِ يمْلَؤُ المكَـآن , فمنْهُم
مَن يُحاوِل إبْعادَ النَّاسِ عَن الشّـآرِع وآخرُونَ
يهمٌّونَ بوضْع تلْك الشّرائِط الصًّفْرَاء , وَ
اللُّوحاتِ البيْضاءِ الَّتِي تحْمِل .. مِن عبارَات التّحذيْر أقْواهَـآ !
بيْن الُوفُودِ المُرْتقِبَة بفضُول , وجْهٌ مُنْكَس
عيْنـآنِ رمادّيتانِ تبْرُقـآن بِحُزْن وجْهٌ بريءٌ رسَم
ملآمِح الهمْ وشعْرٌ رمادّي يميْلُ إلَى البيَـآضْ حرَّكتْهُ الريّح
حيْن همّ بالانْصِراف !
ولكِنَّ نِداءَ رجُل الشُّرْطَـة .. : " إنَّهُ حيْ إنًّهُ يتنفَّسْ !! "
جعَل الفتَى يلْتفِتُ بذهُول ! , علَى أملٍ لَم يخِب
فَقدْ آرْتمَى فُوقَ النَّاقِلَة البيْضـآء جسدٌ يعْرِفُه جيِّداً .
,,
فتَح عيْنيِه بتثَاقُل , نظَر إلَى البياضِ حُوْلَه
التَفتَ يميْنـاً وأمْعَن النَّظَر بعيْنيِه الزّرْقاوانِ الصّافيِتَانْ !
تمـاَماً كعـآدتِه , همّ بالحديْث لكِنّهُ وضَع يدَه
علَى شعْرِه الأسْوَدِ الباهِت وقدْ تصبَّبَ العرقُ مِن بشْرَتِه الَّتِي
لوَّحتْهـآ الشَّمْس
فنـآدَهُ آكيْرِا : أخيْ , أنْتَ بخيْر ؟!
نظَر إلَى الوجْهِ البريءِ بجانبِه وابْتسَم مُطمْئِنـاً
لكنَّهُ لمْ يقُوَ علَى الحديْث , فقطْ ضبَـآبٌ كسَى
صُورَة أخيْهِ أمَـآمَه , فأغْمَض عيْنيِه .. وصُوْت أخيْهِ
يُنـآدِي : رُوِيْ ! .. رُويْ !
قدِ ابْتعَد شيْئاً فشيْئاً حتّى رآح فِي سُباتٍ مِن جديْد
,,
كـآن آحْتِراقُ القِطارِ , الّذِي يقلُّهمَـآ بسببِ عُطْلٍ
مِيكانيْكيٍّ أمْراً قدِ انْتشَـر سريْعاً لكِنَّها احْتضَنتْهُ
بقُوَّة وهمَسْت بالحقيْقَة المُرَّة , اتّسعَت عيْناهُ
الزّرْقاوتانِ وبرقتَـآ بدهْشَة .. ! أرَاد أنْ يُجيْبَها
لكِنَّها رمَت بهِ خارِجاً , دفعْتهُ بعيْداً فاصْطَدمَ بالزُجاجَ
وتنـآثَرتْ قِطَعهُ أرْضـاً وهُو بجانِبهَـآ لحظـآتٌ
ودَوى صٌوْت الإنفِجار فأدْرَك أنَّ
والِدَتهُ أنْقذَتْهُ ونجَـآ ! , ضحَّت بحياتِها قالَت الحقيْقَة وَ رحلتْ !۔
دمُوعٌ رسمَت طريْقَها علَى خدّيِه وامْتزَجت بدِماءٍ غطَّتْهُ
قبْل أنْ يصِل المٌسْعِفُون وَ رِجال الشُّرْطَة مُقْتحميِن الأفُواجَ
المُتفرِّجَة ويصْرُخَ أحدهُمْ : " إنَّهُ حيْ إنًّهُ يتنفَّسْ !! "
آبْتسَم بسُخْريَةٍ وهُوَ يسْمَعُ هذِه الجُمْلَة , لكنَّهُ
فتَح عيْنِيه وقدْ علـآ صُوتُ النِّداءْ : رُويْ ! أنْتَ بخيْر ؟!
فأدْرَك أنَّه اسْتعادَ وعْيَهُ مِن جديْد وأنَّ مآ رأهُ كـآن
ذكْرَى ليْسَت ببعيْدَة , ولكِنَّهـآ مُؤلِمَةُ بحقْ !! .
,,
ومرَّتِ الأيّامْ , بزَغ فجْرُ ذلِك اليُومْ ورسَم الشّفقُ
لوْحَـة امْتزَجت بشُعاعِ شمْسٍ ستشْرُق بعْدَ دقائِق ..
ظلَّان وقَفـآ بصْمْت علَى
{ أطلآلِ المحطَّة القديْمَـة }
رويْ : لقْد همسَت ليْ ,
قَالهَا بهدُوءْ
بعُمْق ثُمّ ابْتسَم بحُزْن ولْم يتحرَّك بصرُه عَن
سكَّة الحديْد وهُو يُكْمِل : لقْد قالَت
" آعْتَنِي بـ آكيْرِا ,
وقُل لَّهُ بأنّنِي آسِفَةً لترْكِي إيَّـآهُ طُوالَ هذِه المُدَّة لكنّ
الحقيْقَة هِي أنًّ والِدَهُ أجْبرَنِي علَى الرّحيْل , قُل لَهُ
أنَّ الودَاع لمْ يكُن خيَآرِي وأنَّ فِراقَهُ لْم يَكُن إحِدَى أمنيـآتِي
أبداً , قُلْ لهُ إنَّنِي ... أُحِبُّــهْ "
فغَر فاهُ مُنْدهِشَـاً , ببِرائِتهِ المُعْتادَة
ممْزُوجَة بـسعادَةُ مغْمُورَةٍ بحُزْن , فهَـآ هُو أخُوه مِن والدِتهْ
يعُود بعْد عشْرَة أعوامْ , ويهْمِس بحقيْقَـةٍ
كـآنت والِدَتهُ قدْ قطَعتْ أميالَاً لتقُولَهـآ ,
أمْعَن النَّظرَ فِي سكَّـة الحديْد , وابْتسَم
وبصْمتٍ وَ ألَـم إنحَدرتْ دمُوعٌ مِن عُمْقِ الحُزْن
مِن آهـِ كُل آنْتِظاراتِه بشُوقْ , واحْتِضَـآنِه لـِ
رسـآئِل والِدَتهِ وأخيْهِ , بكُلِّ مـآ لـ الودَاعِ
مِن معْنَـى وبكٌلٍّ مـآ جسَّدهُ مِن حرْمـآن
بكـَى , حتَّـى طلعَت شمْسٌ ارْتفَعت فِي السّمـآء
وَ نشَرت خيُوطَهـآ فِي الأرْجاء كأنَّها تقُول :
" الأمَل ينْتشِر .. ويعْبرُ أفْئِدَةً أظْلمَها الحُزْن
فالحيَـآة وإن فقدْنـآ مَن فقدْنـآ مُسْتمِـرَّة " .
علَى درُوب الودَاع ,
حُزِمت أمْتعةٌ الغائيبِن بلآ عُودَة
واصْطحبهُم قِطارُ المُوتِ
تارِكاً لنـآ الأحْزاَن وَ .. ذِكرآهُم ! .
تمـــَّتْ!.
18 - 11 - 2011 م
تحيَّتِي مُعطَّرَة بـ نسِيم كُلِّ خيْر ,
وشُكراً مُقدَّماً لكُلِّ مَن مرَّ مِن هُنـا
الموضوع الأصلي :
(مميز) علَى ذِكْرَى المحَطَّـةِ القديْمَـة ! .. " مِن أرشيِف القصَص " ~ || الكاتب :
C O F F E || المصدر :
منتديات أنيدرا