وصُولاً إلى بضِع جُزئيَات, أوَد إفرآد
كلِماتِي لِها :
اقتباس:
نار ولهيب يشتعل ويتوهج احمرارا اكثر واكثر ..
دخانً اسود وصراخ طفل قد تدافعت دموعه على خديه ..
و يدان صغيرتان تضمان ذلك الدب المحشو بخوفٍ شديد
و صوت الصغير يصرخ بعينين حائرتين ( أبـــي , امــي ..أيـــن انتـــم...؟!)
ذِكريآت " جُون " تطفُو على
السَّطح أهِيَ ذآتُ أخرَى ؟!, إنَّني أستمِتع بتضآرُب
الماضِي والحاضِر فِي شخصيَّة هذا الإنسان !
اقتباس:
نهضت روز لتلحق بهم لكنها انتبهت فجأة لشاب ابيض و ذو شعر اشقر يجلس امام طاولتهم وكأنه ينظر اليها ..
تعجبت من نظراته وحاولت تجاهله لكن ابتسامته الخبيثة جعلتها تشعر بالخوف والقلق منه
التفتت لتأخذ حقيبتها ثم وضعت النقود فوق الطاولة وحال ماهمت بالذهاب انتبهت لأختفاءه ..
شعرت بالريبة اكثر لكنها تجاهلة الامر وقررت المضي خلف صديقاتها ..
:" في الحفل ... اذا لم يستجيب ليوناردو لرغبتنا ... اريدك ان تمسك بأبنته وتحضرها الى هنا .."
اجاب بأنصياع :" حاضر سيدي " ثم اردف بتعجب :" هنا ..؟!"
قال ريتشارد وهو ينهض من كرسيه :" اجل هنا .. وخصص لها غرفة في الطابق العلوي .."
:" حاضر سيدي.."
" ريْتشآرَد " رُجل عصآبات حذِر مِن
الطَّرازِ الأوَّل, يحِمل بجَعبِته خطَّة ثالِثَة...
إنْ لَم ينَجح " جُون " إنْ لَم يتدَّخل " ويليَام "
فهُو لدِيه الحَل, آختطافُ الفتَاة, اللَّجوءْ لـ الطَّريقَة التَّقليديَة,
" الضَّحيَة والفديَة " أو على الأقَل هذا ما فهِمْتُه.
اقتباس:
كانت ليلة بائسة بصرخات صغير قد اضاع كل شيء قد عاش لأجله
كان جالسا تحت رحمة قدمين الرجل الذي قد عزم على اخذه معه
يتوسله بأن يعتقه في حال سبيله وهو قد استوحش هذا المكان
وهؤلاء الأشخاص الذين قد خلت قلوبهم من الرحمه
سار في طريق هادئ ليصل الى سيارته وهو يرتشف من كوبه قهوته الشديد المروره
انتابه احساس غريب وهو يستشعر الهدوء الذي حوله ..
صمت غريب .. و اشعور وكأن هناك عيون تراقبه ..
ابطء في خطاه اكثر ليشعر فجأة بخطوات شخص عن يمينه فسارع بالالتفات
ليلمحه وهو يركض هاربا منه فركض بأقصى سرعة هو الاخر ليلحق به
جرى وجرى خلفه بأنفاس متسارعة وهو يتسائل عن هوية ذلك الشخص
لحقه ليقف اخيرا في زقاق مسدود وليس هناك من حوله أي احد
شد على قبضته بغضب وقد قفز الى ذهنه الرجل من ذلك اليوم ..
لكن الوسيلة الوحيدة لمعرفة هويته هو , وليام ...
وحيرَته وَ ركضِه مِن مكانٍ لـ آخر شخْص يتوقَ
لـ يجَعل " جُون " يخرُج عَن تظآهُرِه بالجمُود
ودفِنه لـ إنسانيَّته, شَخص " كـ ويليَام " تماماً.
اقتباس:
ابتسم ابتسامة تحمل الكثير من الخبث وبعيون لمعت بحماسة اثر الفكرة التي تدور في رأسه
:" خدعة صغيره ... ستجعلني اكتشف الكثير من الخفايا ...
وستجعل ابي يعترف بي رغما عنه .... سنحتفل بها هذه الليله ..."
توقفت فجأة وهي تسمع صوت طلقة نارية ليرتجف قلبها معها ...
مشت بضع خطوات مهزوزة ببطء وكأن الأرض من حولها اصبحت تتمايل
وقفت وهي ترى شخصا يقترب منها من بعيد ,
تذبذب صوته اليها وهو يقول :" مابكِ انستي ..؟ هل انتي بخير..؟!"
شعرت بقدميها و اطرافها تتخدر شيئا فشيئا والرؤية تصبح اكثر ظلمة وانعداما
ليهوي جسدها على الارض بضعف بين يدين الخادم الذي فزع من حالها ..
صوت الطلقة النارية اخترقت سكون المكان بحدتها لتنطلق في الهواء مندفعة :" اين اختفى .؟" نظر الثلاثة حول المكان بحثا عنه لكنه باغتهم بأن امسك بأحدهم من الخلف وشد على رقبته اخرج مسدسا صغيرا كان مثبتا في حزامه من الخلف ليصوبه نحو رأس الرجل الذي اخذ يرتعد خوفا :" كك ,, كـ كيف حدث ذلك ..؟؟؟" :" كان يكذب .. انظر لسلاحه.." كانت عيناه حادة وتشتعل غضبا و بنبرة تحذيرية سأل :" من الذي ارسلكم ..؟ اخبرني هيا" استنجد الرجل برفاقه ليهاجموه لكن جون احكم قبضته اكثر وعاد ليقول :" لن تخرجوا احياءا ان لم تجيبوني.." قال احدهم بدهشه:" لـ لحظه .. آآ آنه , انه احد ابناء ريتشارد .. تبا , لم يخبرونا بأنه هنا.." صعق الاخر ليقول :" تبا , ان قتلناه ستطاردنا العصابة بأكملها , لنهرب .." وقبل ان يخطوا اول خطواتهم وجه فوهة المسدس اليهم لتشق طريقها نحو ساق احدهم بكل جرأة فوقع على الارض متألما ومجروحا ويصرخ دفع الرجل الذي معه ليذهب ثم توجه الى الشخص الاخر المستلقي فاستغلوا البقية الفرصة ثم هربوا بينما الرجل الواقع اخذ يتخبط محاولا اللحاق بهم تركهم غير مبالي سوا للشخص الذي امامه وهو يستشعر خوفه الذي سيجعله يجيب لا محاله اقترب منه ووضع باطن قدمه على جرحه ليسمع صراخه المتألم انحنى منه قليلا ليقول :" اخبرني ... من الذي بعثكم ؟.. ولماذا؟.." :" لـ لآ اعلم.." ضغط اكثر وأقوى من سابقتها ليزداد صراخه وليقول اخيرا : " لااعلم , اقسم لك .. لااعلم هويته , كان هناك رسول يخبرنا بالاوامر فقط , ووعدنا بالكثير من المال ان اتممنا المهمه , أرجـوكـ , اتركني ارجوك,," خطر في باله اول شخص قد يود فعل ذلك ليبعد قدمه وهو يهمس :"هكذا اذن .." ------------------------------------------ :" جــون .. ؟!" هذا مانطقت به روز عندما نهضت فزعة لتجد نفسها مستلقية على العشب نظرت حولها لتجد جيمس قادما نحوها وهو يقول بقلق :" هل انتي بخير ؟.. مالذي حدث ؟" لم تستطع كبح دموعها وبكائها وهي تتلعثم في كلامها وتشير للمكان الذي جاءت منه :" هـ هناك ... غرباء .. وجون , سيقتلونه , ارجوك اسرع" لم يفهم من كلامها سوى بأن هناك مشكلة كبيرة حلت عليهم نهض ليغادر بينما هي امسكت برأسها بألم :" انستي , هل انتي بخير ؟.. مالذي تشعرين به ؟" رفعت رأسها ونهضت بصعوبة لتتبع جيمس رغم محاولات الخادم في منعها ------------------------------------------------------- :" سيدي لقد فشلوا في مهُمِتَهِم..." ابتسم وليام وهو يخرج من بوابة القصر ليركب سيارته وهو يقول : " لابأس... كنت اعلم " :" هل..؟؟" اردف وليام قبل ان يكمل:" انهي امرهم .." قطع هدوءهم صوت هاتف وليام ليجيب :" ابي ..!" اتاه صوت ريتشارد البارد وهو يقول : " عمل جيد يا وليام , لم اتوقع بأنك ستصل لهذا الحد وتعصي اوامري هكذا , اهذا كله بسبب كرهك لجون ؟ .. ام بسبب مهمة غبية لن تنجح بها مهما فعلت " شد وليام على قبضته بغضب جامح لأن والده كالعادة كان يعلم بكل خطوة يخطوها وكعادته ينظر الىه باستخفاف واستصغار اخيرا نطق :" اذن , كنت تعلم بشأني ... مع ذلك لم تمنعني !" رد ريتشارد بنبرة علتها السخريه : " لأنني كنت اعلم بأنك لاتملك القدرة والجرأة الكافية للوقوف ضدي " ضحك قليلا ليردف :" في المرة القادمه , افعلها جيدا ... عندها لربما سأعترف بمهارتك .." حال مااغلق رمى وليام بالهاتف بقوة مستشيطا و غاضبا من كلام والده الذي مهما فعل لن يراه سوى فتى مغفلا و ابلها .. ------------------------------------- وقفت بدهشة وهي ترى جون يسير باتجاههم معافى بهدوءه بل وكأنه لم يحدث له أي شيء .. ركضت باتجاهه ووقفت وهي تتأكد من خلوه من أي جرح او اصابات :"أأ,,,, أنت بخير؟؟" اجاب وهو يوجه نظرات لجيمس:" اجل .." :" معك الضابط جيمس .. لقد اخبرتنا روز عما حدث ,, ارجو ان تبلغنا بالتفاصيل من فضلك .." وقف جيمس امامه وينتظره ليبادر بأخبارهم عما حدث بينما هز جون كتفيه ليقول : " لا اعلم مالذي يريدونه بالضبط , لكنهم هربوا قبل مجيئكم بقليل .." عقد جيمس حاجبيه بتعجب ليسأل :" لماذا قد يهربون فجأة ؟ " :" لأن هذه الفتاة ذهبت لتبلغكم بالامر , فربما ذُعِروا .." التفت جيمس ليوجه كلامه لكيفن سريعا :" سنقوم بتمشيط هذا المكان بحثا عن ادلة , اما فريق اخر سيبحث في كافة المنطقة التي حول منزل العمدة فلابد بأنهم لازالوا يحومون في الارجاء .." ثم التفت لجـون وقال : :".. تستطيع الذهاب , لكن يجب ان نأخذ افادتك بشكل رسمي فيما بعد .." اراد جون ان ينهي الامر بسرعة لذا قال :" لاداعي لذلك , كان المكان مظلما ولم ارى شيئا , بالإضافة الى انني وصلت متأخرا .. لا اريد ان اندم على مساعدتها بإزعاجكم لي لاحقا .. " عقد جيمس حاجبيه بحنق من كلمات جون المغرورة ليقول :" هكذا يتطلب العمل , و .." ثم اردف بنظرة ونبرة لاذعه :" لم يكن هناك أي داع لتمثيل دور الشهم لإثارة اعجاب الفتاة ربما... فهذا قد يكون مزعجا وقد تتسبب في المشاكل لنفسك لأسباب تافهة , على كلن , نشكرك على القيام بهذا الدور " شعر الجميع بتوتر شديد من نظراتهم المتشابكة و الحارقه التي كانت ستطول لولا ان كيفن قد وضع يده على كتف جيمس ليهدئه بينما روز كانت واقفة وتشد على رأسها بتعب ... اقتربت بعدها لتشكر جيمس وتدعه يتابع عمله , ثم التفت نحو جون لكنها لم تجده في مكانه توقعت بأنه سيغادر لذا ركضت نحو البوابة مسرعة لتجده واقفا ويستعد للخروج نحو سيارته التي وقفت مقابله هتفت له لتمنعه من المغادره ... :" انـتـظـر .." التفت نحوها , ليفاجأ اخيرا بذراعيها تطوق رقبته بخفة و بدفء لتحتضنه وبنبرة ممتنه : " شكرا لك .. انا مدينة لك بحياتي حقا .. ما فعلته شيء نادر ان يفعله أي شخص .." كان متجمدا في مكانه , لم يقوى على الحراك حتى استوعب اخيرا الامر شعر بكمية الدفء التي انبعثت منها واستشعر صدق عباراتها التي تسللت الى عقله المتحجر المظلم لتبعث فيه بعض من نسمات الحياة لتبدأ روحه بالنبض للحظات .. ابتعدت خطوة للخلف لتتعلق عيناه بأبتسامتها وعيناها وهي تقول مودعة بخجل : " اشكرك مرة اخرى .. الى اللقاء .." اشاح بوجهه بسرعة ودار مغادرا من دون ان يبت بحرف واحد ليركب في المقعد الخلفي للسيارة وينطلقوا من فورهم ... :" انها لطيفه .." ابتسم بسخرية على عبارة ستيف الذي بدوره شعر بسعادة كبيرة لرؤية جون يقيم علاقات طبيعية مع اناس ليسوا بأعداء خطيرون او زملاء قساة قلب في عالمه الكئيب الذين يحومون حوله مرت عدة دقائق لينطق جون بعدها .. :" توقف على جانب ذلك الشارع .." :" سيدي ؟ لـماذا .. ؟" توقف ستيف لينزل جون من السياره وهو يقول :" لدي شيء لأفعله هنا .." مشى على طول الشارع ليدخل اخيرا الى زقاق ضيق ومظلم وجد الثلاثة قابعين في اخره لتنتابهم الدهشة حال مارأوه .. تقدم منهم اكثر ليقول :" لما لم تحسنوا الاختباء " اخرج مسدسه الصغير الحجم واشهره وهو يقول بنبرة مخيفة : " ليس هناك من سبب يجعلني ابقيكم على قيد الحياة " هتف احدهم بخوف :" ارجوك .. لن ننطق بشيء عنك .. سنهرب ولن يعثر علينا احد .." :" الشرطة قادمة , ارجوك دعنا نهرب " لمح هاتفا وهو يهتز دلالة على اتصال احدهم.,, اقترب واخذ منه الهاتف و اجاب ليسمع المتحدث وهو يقول : " اين انتم .. الم نتفق على ان نتقابل في الميناء .." ابتسم بسخريته وهو يجيب : " يبدو بأن رجالك لن يستطيعوا مقابلتك بعد الان .. اعتذر على فشل خطتكم " اغلق الهاتف بعدها ورماه على القابعين امامه , القى نظرة خاطفة عليهم وقد كانوا يحاولون معالجة رفيقهم شعر بأنه من الافضل ان يقوم بتركهم بدل قتلهم فكر قليلا بينه وبين نفسه * ان قتلتهم ستتجه اصابع الاتهام عليِ , يجب ان يختفوا من هنا * بعدها اردف : " الشخص الذي ارسلكم يبحث عنكم الان .. ان قابلتموه سيقتلكم بكل تأكيد .. ان اردتم الحفاظ على حياتكم لاتظهروا ثانية وابتعدوا بقدر ماتستطيعون .." هتف الجميع له :" حاضر .. " "نعدك" ------------------------------------------------------------------
في الصباح بالتحديد في منزل متواضع ولطيف بصالته الصغيرة وسلم في زاويته ينقلنا لمساحة صغيرة وجد بها غرفتان للنوم خرجت كاثرين متأنقة لذهابها للجامعة وبعد ليلة حافله كانت لاتزال تشعر بنعاس شديد و ارهاق جلست على اول اريكة في صالتهم لتسمع صوت والدها السيد روي وهو يقول بسعاده : " ها قد استيقظت ابنتي الجميله .." ابتسمت لكلماته التي اعتادت سماعها في كل صباح ومساء وكأنه يشتاق لها مع مرور الساعات وفي كل مرة كانت تشعر بالامتنان لوجوده في حياتها وبالحنين لكلماته وكعادته حين انحنى وقبل جبينها بلطف وسرعة ليعود لداخل المطبخ والذي كان مكشوفا على صالتهم اخذ يصنع كوب قهوته بينما هي جلست بصمت وكأن هناك شيء يشغل بالها :" كيف كانت حفلة الامس ..؟!" بسؤاله هذا فتح لها المجال لتتذكر محادثة بقيت في ذهنها تتكرر لتؤرِقَها طوال الليل :" مابكِ, ؟ كاثرين" انتبهت لوالدها الذي جلس بجانبها وابتسم وهو يقول :" مالذي يشغلكِ .؟" دهش عندما قالت فجأة :" ابي .. هناك شيء خطير اريد ان اطلعك عليه .." عقد روي حاجبيه بقلق وقد انتبه اخيرا لشحوب وجهها وملامحها المرتابة ليقول :" ماذا هناك ..؟" اعتدلت في جلستها و اخذت تتلاعب بأصابعها بربكة لتقول اخيرا :" بـ بالامس .. سمعت شيئا , .., لم استطع النوم وانا افكر فيما سمعته .. ولا اعلم هل يجدر بي البوح بذلك , والى من ... وقررت اخبارك بما انك تعمل مع السيد ليوناردو فتستطيع مساعدته .." لاحظت القلق الذي انتاب والدها وهو يقول:" حسنا , لاتقلقي , لكن مالذي سمعته .." صمتت قليلا لتتذكر تفاصيل المحادثة وبعدها قالت : " لا اعلم بالضبط لكن هناك اشخاص ينوون الاحتيال على السيد ليوناردو , لقد سمعتهم وهم يقولون ذلك .. لم افهم جيدا لكن انهم ينوون خداعكم بشراء سفن بسعر مرتفع ليستخدموها في مصالح ممنوعه , سـ سمعتهمـ..." قاطعها والدها وهو يقول بنبرة ناهره : " اسمعيني .. يجب ان لا تخبرِ أي شخص بما جرى , اذا كان الامر صحيحا فهم اشرار وسيعرضونك للخطر .. انا سأتصرف مع السيد ليوناردو بهذا الامر .. هل سمعتي , انسي ماحدث تماما" بقدر ماكانت مندهشة من ردت فعله تساءلت ان كان مايقوله صحيح لتقول: " اليس علينا ان نخبر الشرطه؟؟" زادت حدة نبرته وهو يقول :" لآآ , ان قلتي للشرطة سيعلمون بأمرك , لا اريدك ان تعرضي نفسك للخطر , هل فهمتي؟" هزت رأسها بالايجاب ليردف :" حتى روز يجب ان لاتعلم .. " صمتت قليلا لتفكر في كلامه وهزت رأسها مجيبة ليمسح والدها على شعرها بحنان ويكمل : " لا تحزني , انا فقط خائف على ابنتي الطيفه .." ابتسمت له بامتنان ونهضت لتغادر لجامعتها بعجل وكلماته تدور في رأسها .. ------------------------------------------------------ على مائدة واسعة تحوي اصناف عديدة لوجبة فطور فاخره جلس كلن من جون ووليام وهم يتبادلان شرارات من نظرات الكرهه دخل ريتشارد ليجلس هو الاخير بابتسامة غريبة علت وجهه : :" ارى انكما لازلتما على وفاق .." قال عبارته التي حملت كمية كبيرة من السخرية ثم بدأ بتناول طعامه بهدوء لا يحبذا ان يعكره أي شخص اخيرا نطق جون :" سيدي .. تلك الصور .. لـم .." قاطعه ريتشارد وهو يقول :" ليس الان يا جون .." صمت باستسلام ثم وضع منديله وهو يقول بهدوء :" سأتأخر .." حال ما نهض سمع ريتشارد وهو يسأل :" ماذا لديك هذا المساء ..؟" شرد قليلا وهو يتذكر كريس وعودته.. فقال سريعا :" لاشيء .." امسك ريتشارد بكأس الماء الذي انعكست عليه صورة جون الواقف خلفه بملامح شارده :" اذن .. قابلني في المكتب " :" حاضر سيدي .." - قالها وخرج ليغلق الباب خلفه , توقف قليلا وزفر بحنق غريب قد انتابه في داخل غرفة الطعام , قال وليام بعد خروج جون :" ابي ..انا " قاطعه ريتشارد وهو يقول :" ماذا ؟ .. لم تكن تعلم بأنني اراقبك منذ البدايه ...." شعر وليام وكأن لسانه قد انعقد ويداه ربطت ولم يعد يستطع فعل أي شيء , لقد فعل كل ذلك ليرغم والده على الاعتراف بأسراره التي يتمسك بها دائما وليتخلص من جون , والاهم ليجبره على الوثوق به بدلا من جون .. لكن اتضح بأن والده يعلم مسبقا مالذي يفكر به جيدا .. ولن ينتزع تلك الافكار منه مهما بلغ من عناده :" اعلم بأنك لست احمقا كما اقول دائما , لكن .. هناك اشياء ستكتشفها حين ما يحين الوقت المناسب لها " قال بستنكار وافكار تدافعت الى عقله :" افهم من كلامك بأنني على حق .. هناك سر بين علاقتك بليوناردو و بابنته .. وجون ايضا انه..؟ " مسح ريتشارد فمه بمنديله دلالة على شبعه ليقول مقاطعا :" لا تكن فضوليا جدا .. " خرج ريتشارد ليبقى وليام يفكر بأمور عديدة ليقول اخيرا بغضب : ",, انتظر الوقت المناسب ؟... هه ,... سأتخلص منه قبل ان يحين ذلك الوقت" ---------------------------------------------------------------
في خضم انشغال الطلبة بوقت الاستراحة القصير الذي اعطى لهم الحرية في افراغ الملل الذي شعروا به خلال المحاضرات والترفيه عن انفسهم قليلا ... جلست ايمي بين كلآَ من كاثرين و روز لتضيق عينيها بشك وهي تقول :" ماهذه الهالات المتناقضة بينكم .. " ضحكت روز بينما ابتسمت كاثرين بخفة مجاملة لتكمل ايمي : " انتن غريبتين , بالامس كانت روز نصف ميته والان هي تكاد تطير من السعادة التي لا اعلم سببها لكن اتوقع بأنه امر متعلق بشاب ما .." عاودت روز الضحك ببلاهة وخجل لتشعر كاثرين بصدمة وقد انتبهت للتو على تصرفاتها :" لحظه .. هناك ماحدث بالامس ليجعلكِ تبدين هائمة هكذا .." اخذت روز تداعب خصلات شعرها بخجل لتقول :" لاشيء .. حقا لم يحدث شيء .." سألت ايمي بشك واضح :" هيا , اخبريني بهوية ذلك الذي جعلك تتوردين بهذا الشكل .." بقوا على هذا الجدال الذي انهته روز بأن نهضت وهي تقول :" سأذهب لدورة المياه قليلا .." سارت ببهاء وهي لازالت تفكر في كل تفاصيل ماحدث لها في الحفل ضاربة بعرض الحائط اولئك المجرمين الذين هددوها ومتناسيتهم تماما فكرت قليلا :* لا اعلم مالذي ارادوه , ولماذا اتوا الى هناك .. لكنني لم اعد خائفة منهم .. اشعر بثقة كبيره , وجيمس ايضا سيساعد في النيل منهم .. فلماذا الخوف ,,!"
انتبهت لـ جون وهو يقف في احد زوايا حرم الجامعة الكبيره بهدوء تام, اقتربت منه ببطء لتجده ممسكا بورقة ويبدو بأنه يتأمل شيء فيها اقتربت اكثر لتتبين ملامح الصورة التي يمسك بها فوجدت اطفالا ميزت من فورها احدهم لتقول بحماسة مفاجئه :" أهذا انت ..؟" تفاجئ بالتي تقف خلفه ليبعد الصورة ويدخلها في جيب معطفه الرمادي القاتم لتردف بنفس نبرتها :" انه يشبهك , هل هي صورتك ؟" اشاح بوجهه متجاهلا لها لتكمل :" لا اصدق , تبدو لطيفا جدا " ضحكت فجأة وهي تقارن شكل الطفل الذي يبتسم في الصورة بالشخص الغريب الذي امامها لكنه رد بجمود :" لاشأن لكِ .." ابتسمت رغم رده وهي تفسره على انه مجرد حرج , بدأت تعتاد على اسلوبه منذ مجيئه شعرت بأنه من الاشخاص الانطوائيين والذين يحتاجون لمن يحادثهم ويعاملهم بلطف رغم جمود اساليبهم وحدة نبرتهم وغير مشاعرهم التي يصعب ان يظهروها ضحكت في سرها وهي تقول * غريب حقا ..* كانت ستلتفت لتغادر لكنها وقفت فجأة وهي تشعر بصداع في رأسها ضغطت عليه واغمضت عينيها بقوة محاولة تحمل هذا الالم المفاجئ :" هل انتي بخير ..؟" فتحت عيناها لتجد جون ينظر اليها بتساؤل :" هـآ~ أجل .. بخير " ابتسمت له ثم قالت وكأنها تذكرت شيئا :" آجل .. اشكرك مرة اخرى , اعلم بأنني شكرتك لكن لا اعلم كيف اعبر عن امتناني .. لقد ساعدتني دون ان تعلم شيئا عن المشكله , اشعر بسعادة لذلك " نظر اليها وكيف تتكلم بأريحية معه وبكل بساطة تعلقت عيناه مجددا بأبتسامتها ليشيح بوجهه مرددا بغرور : " حمقاء " لم تسمع ماقاله لكنها اجابت :" حسنا , اراك لاحقا ^^" حال ماغادرت شعر بأهتزاز هاتفه دلالة على اتصال احدهم ليجيب بنفس نبرته الرسميه :" نعم ,, " :" اين انت .. لقد وصلت للتو الى المطار .." زفر جون ثم قال :" قلت بأنك ستصل في المساء ,," :" اجل , لقد خدعتك لأنني أعلم بأنك ستشغل نفسك بمواعيد اخرى كي تتهرب مني , هيا قابلني عند البوابه " كان كلام كريس صحيحا لذلك لم يجادله بل اغلق الهاتف ثم سار نحو بوابة الخروج من الجامعة واخذ طريقه بسيارته ليصل بعد ساعة تقريبا الى المطار دخل وهو يجول ببصره بين الواصلين والمسافرين وغيرهم اخيرا وجد ذلك الشاب الأبيض ذا الشعر الطويل الذي يصل الى عتبات اذنيه لاحظ ابتسامته الفرحة والمتمردة وعيناه الزرقاء التي تشع حيويه كـ شخصيته تماما حال ما وجده ذلك الاخير لم يعطه أي فرصة بل انقض عليه ليعانقه من بين قهقهاته العاليه حاول جون التملص بضيق وهو يقول :" ابتعد ايها الغبي .." تراجع كريس خطوة للخلف وهو ينظر لجون ليقول بنبرته العالية : " أوووه , انت لم تتغير ابدا , " صمت قليلا وهو يرى تعابير وجه جون الباردة وبعض من ملامح الضيق عليه ليردف : " لكنك ازدت سوءا .. , كيف حالك ؟؟ ألازلت اعزبا ؟؟ ,," تجاهله جون بصمت بان عليه ليخرج نحو سيارته بينما لحق به كريس و قد اعتاد على اسلوبه .. ركبوا السيارة بعد ان ادخل حقيبته المتواضعة ذات الحجم المتوسط اليها
نطق جون اخيرا وكأنه يفرغ السؤال الذي اشغله منذ ذلك الاتصال : " لماذا عدت ..؟ " سمع زفرة بسيطة خرجت من كريس الذي اسند رأسه واغمض عينيه بملل ليقول : " ارجوك جون , لا تكن هكذا .., على الاقل , ليس الان " اشعل جون محرك السيارة بعصبية بانت على حركته في امساك المقود بقوة ثم قاد وهو يشعر بأنه سينفجر في أي لحظة لأسباب عديدة تدور في رأسه من عادته ان يتحكم جيدا بأعصابه لكن لم يستطع هذه المره و هذا الشعور لم يختفي منذ الامس و مع كل الامور التي تواجهه اخر شيء يتمناه هو ظهور كريس - - توقفوا عند احد المطاعم بحسب طلب كريس الذي كان يتضور جوعا بعد جلوسهم واخذ النادل لطلباتهم , لم تغب حدة نظرات جون اللاذعة عن كريس الذي ضاق ذرعا به :" حسنا كفى .. يارجل انت تخترقني بهذه النظرات , سأخبرك بكل شيء , لكن اهدأ اولا , "
لم يستطع جون سوى ان يندفع بغضب لم يستطع كبته وهو يقول محاولا خفض صوته بقدر استطاعته : " مالذي ستخبرني به ؟,, تعلم ان مجيئك الى هنا يعرضك للخطر .. وجلوسي معك على هذه الطاولة يجعلني في خطر اكبر وقـد اُعد خائـ,, .."
قاطعه كريس اخيرا ليقول بضيق : " الى متى ؟؟.. بالله عليك , الى متى وانت تخاف ريتشارد هذا .."
صمت جون وكأن كلمات كريس سكبت كالماء البارد فوق رأسه :"انا لست .."
.. لكنه قاطعه بعدها بهدوء وابتسامه :" ان دخلنا في هذا النقاش فلن استطيع ان اكل .., لذا لنؤجله لاحقا .. "
زفر جون مطولا ليهدئ نفسه , ثم نظر الى ساعته التي تشير الى الـ 1:00 ظهرا
اخيرا قال :" الرئيس يريد مقابلتي في المساء .. لقد شككت بأنه قد علم بأمرك وهذا وارد , ارجو ان تنتبه"
:" اذن من حسن حظي بأنني اتيت باكرا .. هذه هي فائدة الخداع .."
قالها وهو يقطع شريحة اللحم ويأكلها بنهم شديد تحت نظرات جون التي تحولت من حدة الى شيء اخر ,
وكأنه فجأة تذكر بأن القابع امامه كان يوما صديقا لسنين حتى اتى اليوم الذي افترقا فيه ,,, أنب نفسه على طريقة تفكيره القاسية التي جعلته حتى ينسى سؤاله عن حاله في تلك الايام الماضيه بدلا من معاتبته على المجيء ... فلمحت نظرة عطف طفيفة عليه وهو يقول : " مالذي كنت تفعله ؟.. اعني فـ خلال تلك السنتين .." اجاب كريس من بين الطعام الذي في فمه : " لاشيء يذكر , اعمل في وظيفة جيده , واستأجرت شقة صغيرة ... وللأسف لازلت اعزبا .."
ظهر شبح ابتسامة على ملامح جون لأخر جملة قالها كريس الذي لايمل من البحث عن نصفه الاخر كما يقول
ليسمعه وهو يقول بسخريه : " اوه , لا اصدق , منذ متى وانت تبتسم هكذا ؟؟"
تجاهله الاخير بحنق ليكمل كريس : " ماذا عنك.. مالذي كنت تفعله ؟ , مع انني اتصور بالفعل كيف هي حياتك"
صمت جون مطرقا ببصره للأسفل ومتحاشيا نظرات كريس, ليسمعه وهو يقول بضحكة ليخفف عنه : " لاداعي , اعتبرني سألت كـ مجاملةٍ فقط "
صمت بعدها ليدعه يكمل طعامه وقرر بأن يتركه هذا اليوم ليرتاح وبعدها سيكون لكل حادث حديث
عند مكتب جيمس المليء بأكوام الاوراق و اكواب القهوة الفراغه واكياس الطعام المعلب في كل مكان كان مشمرا عن اكمامه امام جهاز حاسبه وكتب وملفات
لم ينتبه لكيفن الذي دخل واخرج تنهيدة شفقة على ذاك المهووس الغريب :" مالذي تفعله جيمس ؟؟" انتبه الاخير له اخيرا لينهض بحماسة وهو يقول :" هل احضرت نتائج المختبر ؟؟" تقدم كيفن وجلس على احد المقاعد وقال :" اجل اجل , " وضع جهاز ذاكرة صغير على الحاسب واكمل : " طبقا لقطرات الدماء التي في موقع الحادثه اكتشفنا انها لأحد المجرمين الذين لديهم سوابق في القتل والسرقه والكثير من الاعمال وقد استخرجت ملفه بالفعل .. وهاهو ... " ضغط على احد الازرار لتخرج صورة رجل ضخم الجثة وذو ملامح جامحة كبقية المجرمين فكر جيمس وهو يرى صورة الرجل : " هممم.. , اذن سأخذ نسخة واذهب بها لأعلم من روزالين اذا كان هو نفس الشخص ام لا للتأكد اكثر ,.. وبالطبع سأسأل ذلك المدعو جونثان , فـ حدسي يخبرني بأنه يخفي شيئا " ضحك كيفن بسخرية ليقول :" مالذي يجعل حدسك هكذا تجاه شخص لاتعرفه .." رد جيمس ليشرح لكيفن وجهة نظره : " هناك ماحدث في ذلك القصر مع المجرمين لكنه لم يخبرنا انا متأكد من ذلك , لقد قال بأنه لم يرهم وانهم هربوا , لكن وجدنا طلقة وبعض الدماء على العشب كيف تفسر وجوده واصابة احد المجرمين في نفس الوقت .. هل اخفى حقيقة بأنه كان يدافع عن نفسه بمسدسه خوفا منا؟ , ام انه يريد التستر عليهم بأنكاره لكل شيء ... , ليس لدي دليل واضح لكن يجب ان استجوبه "
صمت كيفن ليستجمع ماقاله جيمس في عقله وهو يحاول ان يوضح الصورة اكثر لكنه قال: " غير ذلك , فـ روزالين اكدت انه لايملك أي سلاح .. لذلك لانستطيع اثبات شيء .. لا يجب ان تأخذك الافكار بعيدا هكذا .. قد تتسبب في مشكلة ان اخطأنا "
بعيدا عن كلام كيفن رد جيمس وهو يقلب القلم الذي في يده بتفكير : " الافضل ان نراقبه بحذر .."
:"آه , لافائدة منك .." امسك جيمس بكيس شفاف كان يحتوي على رصاصة صغيره نظر اليها بأمعان لينتبه لشيء غريب عليها احضر مكبرا واخرجها و هو يحاول ان يمعن النظر على ماتحتويه اخيرا قال :" هناك نقش غريب على الرصاصه .." اقترب كيفن ينتبه هو الاخر على ذلك المنقوش عليها امسك جيمس بورقة وقلم واخذ يقلده بدقه :" تبدوا كـ الحروف , يجب ان اعلم مالذي تعنيه .." نظر كيفن لما رسمه جيمس ثم قال بدهشه : " رسمك بعيد جدا عن مارأيناه , ارسمه جيدا والا لن تعلم ابدا" تذمر جيمس وهو ينزع الورقة ويحاول من جديد بقوله :" انا سيء في الرسم ><" ----------------------------------------------------------------
اوصل جون كريس بعد عدة ساعات من طلبه للتنزه قليلا لأحد النٌزل المتواضعة ثم سار بسيارته على طريق البحر اخيرا ركنها امام احد الموانئ وهو يتأمل منظر البحر , ذلك الشفق الاحمر, النوارس البيضاء , انزل نافذة السيارة ليداعب النسيم البارد تقاسيم وجههِ الهادئه استرخى في مقعده ثم اخرج تلك الصورة التي لطالما حملها اخذ يتأملها من غير ملل لتمر الثواني والدقائق والساعات وكأنه يعيد لنفسه الذكريات .. هذه المرة لم يكن هناك شعور ساخر واستياء لتلك الصورة بل حل محلها شيء اخر تماما وشي بداخل عقله ردد له ... * لافائده , لقد نسِيتَك تماما .. لابد بأنها تكرهك الان لما فعُلته بهم ...*
اطال النظر لذلك الثغر الباسم الصغير وهو يقاوم شعور الاشتياق الذي اجتاحه بقوه لكنه استسلم لهذا الشعور حين تسائل هذه المره .. * لم تصلني أي صورة منذ شهرين , هل هي بخير ياترى ! * اخذت ذكرى ضبابية تتسلل نحو عقله شيئا فشيئا لتتضح معالمها
- -
:" جوني , ماذا ستصبح عندما تكبر ..؟" :" اممم , اتمنى ان اعمل وأكسب مالا كثيرا , لأشتري لكِ الكثير من الفساتين والحلوى " ضحكت الطفلة بسعادة على هذه الامنية الجميله ليكمل جون بسؤال :" ماذا عنكِ؟"
توردت خجلا وهي تقول :" اتمنى ان يكون لدي عائلة لأطهو لهم طعاما لذيذا كل يوم .." ضحك على ماقالته بسخرية ثم قال :" انتي لا تعرفين كيف تطهين .. " شعرت جوليا بالحنق وهو يضحك بستهزاء لتشيح بوجهها غاضبه انتبه جون لغضبها ليتقدم منها وهو يقول :" كنت امزح , سأكون اول من يأكل طهيك " بعدة كلمات منه جعلها تعود لأبتسامتها بسعادتها البسيطة والتي تثار من بضع تخيلات طفولية منهما - - -
عاد لواقعه المظلم وهو يمسح كل مادار في عقله ليدخل الصورة في جيب معطفه وهو يلوم نفسه على هذه الافكار التي تسيطر عليه , يجب ان ينسى , لا... يجب ان يكون اقسى من ذلك ... شعر بأنه غير راضي عن نفسه التي تتخبط بين العديد من الافكار مؤخرا اشعل المحرك ليقتاده نحو منزله الذي يبعد ساعة كامله بعد ان حل الظلام - - - - دخل من البوابة وسار ليجد نفسه امام مكتب ريتشارد الذي استدعاه وهو يقول :" تفضل .." تقدم اكثر ليقف امامه ثم قال:" لقد جئت كما استدعيتني , سيدي .." حدق ريتشارد اليه لفترة ثم قال :" لم تحدثني عما جرى في ذلك الحفل ..؟ " رد جون بثقه:" بدى لي بأنك علمت مسبقا سيدي ,, انهم مجرد متنمرين يبحثون عن المشاكل .."
رد ريتشارد بنبرة غريبة وكأنه يريد ان يصل لنقطة ما : " اذن لماذا تركتهم يهربون , بما انهم يبحثون عن المشاكل .." صمت جون قليلا وقد علم مايرمي اليه سيده ليجيب :" ان قتلتهم .. سيكُتشَف امري .." :" لم احسبك متردداً هكذا .. هل انت خائف .." اجاب جون بحده :" لاسيدي .. لكن , قد يُفشل ذلك مهمتنا .. ان قتلتهم الان .." قاطعه ريتشارد وهو يقول :" المهمة في امان .. اريدك ان تتخلص منهم في اسرع وقت .. انهم يعلمون امورا قد تعرضنا للخطر , " شد جون على قبضته بقوة بحنق لم يظهر عليه , ثم قال :" امرك سيدي ..." قبل ان يخرج قال :" سيدي .. لم يصلني أي شيء منذ مده .. لا اعلم مالسبب .." :" تقصد صور صديقتك .. , " ابتسم بغرابة وهو يقول : " جون , يجب ان لاتعتاد على مراقبتها هكذا , يجب ان تعيش حياتك جيدا كما فعلت هي .. , انها تنعم بحياة جميلة فـ الى متى ستستمر في مراقبتها هكذا .. سيأتي اليوم الذي تتركها ترحل من ذهنك"
صمت جون مصدوما من كلام الرئيس الذي تغير فجأة ليجيب بحده كبيره مناقضة لهدؤه : " لا .. لا استطيع , اكمال حياتي من دون ان اتأكد ان كانت بخير حقا .. سيدي ,.. لقد وعدتني .." زفر بخفة ثم اكمل بخبث :" حسنا , هذه الفتره لن تصلك أي صور لها .." نظر لملامح جون التي تحولت ليكاد يجزم بأنها نفس ملامحه منذ اول لقاء بينهم قبل سنوات , نفسه الخوف من المصير .. الرجاء .. و الشتات .. وهذه النظرات الحذره
بالنسبة لريتشارد هذا هو زر التشغيل الذي يجعله يتحكم فيه كليا لذلك قال قبل ان ينطق هو : .. " لكن .. سنعقد اتفاق اخر .."
صمت جون بتَرَقُبٍ لمٍا سَيٍقوله ريتشارد هذه المره وهو يحاول تهدأِة نُفسه عن الصراخ معترضا فـ كل ماطلبه هي بعض الصور فحسب :" سأجعلُكَ تقابلُها ..."
تسارعت نبضاتُه بعِبارة ريتشارد التي لمس بها الوتر الحسَاس لدى جوُن أردف :" ستعودان كما كنتم سابقا لكن ذلك سيكون بشرط ..." صمت ليدعه يكمل شرطه الذي اقسم ان يفعل أي شيء ليتمه قبل ان يعلم ماهو .. :" اريدك ان تنتهي من هذه المهمة مع ليوناردو على اكمل وجه .. عندها سأحضر لك جوليا .." ظل واقفا منتصبا في مكانه وكلمات ريتشارد تتردد في ذهنه مرارا هل سيكون بهذه السهولة الوصول لها .. هل حقا سيقابلها ..
:" سأكملها سيدي .. اعدك بذلك" قال كلماته بنبرة واثقة وحازمة وعينان قد لمعت برغبة الحياة من جديد وقد قفزت في ذهنه العديد من الافكار عن صديقته وكيف سيقابلها من قبل حتى ان يفكر بـ كيف سيتم المهمه .. وقبل ان يغادر دخل السيد فريمان بأبتسامة واسعة وهو يقول : " سيدي .. لقد وقعنا الصفقة بنجاح .. كل شيء يسير بشكل جيد ..."
كانت قلقة من شيء يخالجها وهي تحاول ان تكتم السر الذي سمعته عن صديقتها تثق بأن كلام والدها صحيح لكن وبنفس الوقت تشعر بأن سكوتها يعد خيانة لصديقتها المقربه ومن خلال ذلك التوتر والقلق الذي لاحظته روز سألتها فجأة :" كاثرين .. مابكِ..؟ , هل انتي متعبه؟؟؟ " صمتت بخوف ظهر في عينيها , خوف من الحاح روز الذي سيجبر كاثرين على الافصاح وهي لا تستطيع ان تمسك يهذا السر اكثر.. تلعثمت وهي تقول :" لـ لاشيء .. قلقة بسبب الامتحان فقط .." ردت روز بثقه : " لا اظن ذلك ... هناك مايشغلكِ.. هيا اخبريني تعلمين بأنني لن اتركك الا عندما تفصحين لي مابكِ.."
* ماذا لو كان والدي مخطئا .. ربما يوجد هناك حلول اخرى غير ماقاله .. ربما يجب ان نخبرهم ثم نطلب المساعده ... وايضا قد لايكونون اناسا خطيرون , "
نظرت لروز وهي تشعر بتأنيب الضمير يسيطر عليها و اخيرا قالت : " هناك امر مهم .. سأخبركِ به .., " اصغت روز بأنتباه شديد وهي ترا تعابير كاثرين الجادة عليها اخيرا قالت :" روز .. يجب ان تخبري والدكِ .. هناك من يستغله .. يجب ان يحذر مـ .."
:" مرحبا .." صمتت كاثرين والتفتت بسرعة نحو الشخص الذي خلفها بأرتباك واضح .. تقدمت روز وهي ترحب :" جيمس .. مرحبا بك , " ابتسم جيمس اليها ثم القى نظرة شغف نحو كاثرين والتي بدورها طأطأت برأسها بوجه بارد من دون ان ترد تحيته او تلقي بابتسامتها الطيفة الخجوله ... لتقول :" اعذراني .. سأذهب للقاعه" :" لحظه , لم تكُمليِ ماقلتِه .." - ابتسمت كاثرين بهدوء ثم غادرت بينما جيمس اخذته الف فكرة عن ردة فعل كاثرين الباردة تجاهه ومن غير ادراك سأل بقلق : " مابها كاثرين ؟؟., هل هي غاضبه ..؟" ابتسمت روز وقد فهمت سر قلقه لتقول : " لاتقلق , انها هكذا منذ الصباح , ويبدوا بأن هناك مايزعجها .." زفر جيمس بأحباط ثم نظر الى المكان الذي غادرت منه وهو الذي اراد ان يستغل الفرصة برؤيتها لهذا اليوم
اخيرا نفض هذه الافكار عنه ليخرج صورة صغيره وهو يقول : " انظري جيدا .. هل هذا من رأيتِه في تلك الليله" نظرت روز للصورة بأمعان ثم قالت : " البنية هي نفسها .. اجل ربما يكون هو ,, هل وجدتموه ؟"
عاد ليدخل الصورة في جيبه وهو يجيب: " لا , للأسف .. لكن بما اننا عرفنا هويته فلاتقلقي , اذا تكرر الامر فنأخذ اجراءات اخرى لسلامتك " لم تفهم روز مالذي عناه بتلك الاجراءات لكنها اجابت :" شكرا لك جزيلا .. "
- اخيرا سأل :" ذلك الشاب من الحفل , هل استطيع مقابلته " علمت من الذي يقصده فقالت :" لم اره اليوم .." :" أوه , حسنا , شكرا " وقبل ان يذهب استوقفته وهي تقول :" لحظه , آآ , " نظر اليها بتعجب بينما اقتربت منه وهمست بخبث :" اعلم بأنه ليس من شأني لكن .. اذا كنت تكن مشاعر تجاه كات فـ من الافضل ان توضح لها ذلك , كما تعلم , يوجد الكثير من من يودون الخروج معها , وليس لديها أي سبب لترفضهم "
ابتسمت ضاحكة ثم غادرت بينما هو تجمد في مكانه بصدمه وقد بانت عليه ملامح خجل
, في شقة كريس كان جون قد وصل منذ الصباح الى شقته وجلس على احد المقاعد المتواضعة ليقدم اليه الاخير علبة صودا ويجلس امامه وهو يقلب جميع الاشياء التي يريد ان يقولها بداخل عقله ... :" حسنا , ماذا لديك اليوم ,,؟!" رد جون سريعا وهو يفتح علبة العصير : " لدي مهمةُ هذهِ الليله ,, وعليِ انجازُها سَريعا " :" تبدو متحمسا جدا ..." :" اجل .." صمت كريس لأنه يعلم مانوع المهمات التي تعطى اليه ثم قال وهو يتذكر سبب مجيئه مجددا: " ارجوك .. لاتنفذ المهمه .. دع شخصا اخر غيرك ..الا تستطيع ؟"
كان جون يتوقع مثل هذا الطلب فصمت للحظات .. ثم لاحظ كريس لمعان عينيه عندما اعتدل في جلسته وهو يقول بجديه :
" لقد قابلته بالامس .. اخبرني بأنني استطيع ان اقابل جوليا .. لكن بعد ان اكمل مهمتي , لذلك علي انجازها سريعا"
زفر كريس بشفقة على حال جون التائه, ثم قال : " أنه يخدعك .. انك متمسك بأوهام ياصديقي , ريتشارد لن يفعلها لأنه يعلم بأنها نقطة ضعفك .. سيستمر في ابتزازك هكذا طوال حياته ..انه يستغلك"
ازدادت حدة صوته وهو يردف :" الم ترى مافعله بـ ماري و بي .. انه لايضع لنا اعتبارا ابدا , لهذا السبب علمت بأنني لن اتمكن من العيش حرا سوى بتركهم , بعد ان قرروا قتلي مسبقا .."
وكما هو المتوقع من جون تجاهل كليا كلام كريس ليذهب هباءا لتبقى فقط الفكرة التي رسخت في عقله .
نظر كريس لملامح جون الباردة وكأن كلامه لم يؤثر به ولو قليلا فأردف بشفقه: " لقد اعمتك فكرة بأنك ستقابل جوليا ..اليس كذلك ! , لحظات صمت سرح فيها كريس قليلا ليقول :" حسنا , لا ألومك .. لو كنت مكانك واخبروني بأنني سألتقي بماري لفعلت المستحيل ... " ابتسم بسخرية وقد لمعت عيناه حزنا وهو يقول :" لكنها رحلت الان .."
لاحظ جون الحزن الذي خيم على نبرة كريس فجأة فسأل ليغير الموضوع :" دعك مني .. ماسبب عودتك هذه ..؟"
استرخى كريس على كرسيه وزفر مطولا ليهدأ اعصابه ثم اكمل : " اسباب عديده , اولا اردت ان اجعلك تهرب معي لكن كما ارى انت متشبث بهم بقوه ... ثانيا لدي بعض الاشياء لأبحث فيها هنا ..." :" ماهي ..؟" :" سأخبرك حال ما اعلم ..... " عاد جون ليسأل وقد انتابه القلق :" انت ... لا تفكر بفعل أي حماقه "
لاحظ ابتسامة سخرية علت فاهه وهو يقول :" مثل ماذا ؟... الانتقام ؟ لا تخف لن افعل شيئا .. " عقد جون حاجبيه بحنق لأستخفافه لكنه قال :" هذا افضل .. احذر ان لا يمسكوا بك خلال بقاءك .. فهم لازالوا يبحثون عنك .."
حلت فترة صمت اخرى اخذت كل واحد لأفكار عديدة وبعيدة ليقطعها اخيرا كريس بنبرة عميقة وهو يقول : " هل تذكر !,, عندما امسكت بي عصابة ريتشارد اول مره .. كنت خائفا منهم .. خضت الكثير من المشاكل وعاقبوني مرارا لكنك كنت تساعدني حتى من دون ان اطلب منك المساعده .. وحتى هذا اليوم انت تستمر بمساعدتي دائما .."
:" لا اعلم مالذي تتحدث عنه .."
قالها جون ليقطع هذه الذكريات التي لا تتسبب سوى الألم وتذكره بجون القديم الضعيف فأردف كريس : " اتظنني لا اعلم من اين تأتي كل تلك النقود التي تدخل في حسابي البنكي في كل شهر .." لاحظ جون وهو يقف اخيرا ليقول :" دعنا من هذا .. يجب ان اغادر الان , لاتتسكع كثيرا في الارجاء حتى لايكتشف ريتشارد امرك .."
هتف كريس برجاء وهو يراه مغادر :" ارجوك ... اتوسل اليك ... لاتفعل شيئا قد تندم عليه لاحقا ..."
رنت كلماته في اذن جون فوقف لبرهة ممسكا بمقبض الباب وهو يفكر في عبارته , لديه قناعة كاملة بمايفعله ولاشيء ليخسره في حياته لديه الثقة بأن نصيبه من الحزن قد اخذ مااخذ ولن يتكرر بعد الان لذلك , سيفعل مايشاء من دون اكتراث لما سيئول اليه الامر لاحقا
رد بعد لحظات بصوت الامبالاة :" ليس هناك مااندم عليه .."
كان جيمس مستلقيا على اريكة المكتب بتعب وانهاك شديد .. نظر الى الساعة وهو يحسب لوقت استراحة الغداء اصدرا امرا بالبحث عن صاحب الصورة وجميع المراكز بدأت بالبحث عنه لكن مازالوا لم يجدوه ,,
اخذته الافكار قليلا لقضيته التي لن ينتهي منها ليخاطب نفسه بشيء من الاحباط "* لقد انتظرت دخولي لهذا المقر بفارغ الصبر وها انا اقف حائرا عند اول قضية استلمها .. لهذا السبب ليس هناك من يريد العمل بها .. لا استطيع تركها بعد ان عملت بها كل هذه الفتره , في كل مرة اكتشف شيئا ليس له أي فائده ... آآه هذه اول مرة اجرب فيها شعور الخاسر .." حلت فترة صمت بينه وبين عقله واغمض عينيه لدقائق قليله
اخيرا نهض فزعا وكأنه طرأت على عقله فكرة ما ليخرج سريعا سار عدة ممرات ونزل عدة سلالم بعجل شديد ليجد نفسه في شبه مكتبة كبيرة وقديمه تنبعث منها رائحة الغبار القى التحية على احد موظفي الارشيف الذي سأله :" بماذا اخدمك ..؟!" اجاب بأبتسامته وقد عادت اليه عزيمته :" ابحث عن ملف قضيه .. منذ عشر سنوات .."
العرض العادي
