دماء في كل مكان..لماذا أنا أتعرق بهذا الشكل الرهيب..مهلاً!! ذلك ليس عرقاً إنها دماء دماء أحدهم !! لقد قتلته بالسكين ،لكن من هو؟ لأقترب قليلاً و..آآآه
نهضت "رنا" منزعجة من فراشها وعلي إثر صرختها استيقظت أختها "روان" و أضاءت النور وقالت:ماذا بكِ يا رنا؟؟ هل كان حلماً سيئاً يا حبيبتي؟؟
غاصت "رنا" في فراشها وقالت بصوتِ واهن:أجل سيء جداً،لقد كنت علي وشك قتل أحدهم بل لقد كنت قد قتلته بالفعل!!
ابتسمت "روان" ونظرت إلي أختها مشفقة علي حالها ثم قامت و أحضرت لها كأساً من المياه الباردة ،شربتها "رنا" علي دفعة واحدة ،وقد كان وجهها ما يزال متجهماً ولكنها قاومت و اعتدلت في جلستها و نظرت إلي أختها وكأنها تناشدها ألا تخبر أحداً بذلك.
فكرت "روان" في تلك اللحظات الصامتة،بإن "رنا" ما تزال متأثرة بحادثة عمها الذي صدمته سيارة،فهو الذي كان يعولهم بعد وفاة والديها،ولكن بعدما مات اضطرت الأختان للانتقال لمنزل الجدين وقد كان عبارةَ عن قصر كبير محاط بحديقة واسعة من الأشجار والزهور و قد كان بعيداً عن المدينة قليلاً،تبسمت "روان" في وجه أختها و قالت: جميعهم أحياء في ذاكرتنا يا "رنا"،نحن لسنا وحدنا يا أختاه!
نظرت "رنا" إليها وقالت: أجل ،مازال لدينا عم "خليل" الذي يهتم بالحديقة و السائق "مروان" الذي يوصلنا يومياً وتلك الطباخة "سعاد" التي تقوم بكل أعمال المنزل ،هه،يالهم من صحبة!!
-ليس هذا ما قصدته،أعني،نحن إنتقلنا حديثاً إلي هنا،ولكن والدانا و عمنا و جدتنا وجدنا أيضاً،مازالوا في ذاكرتنا،ربما ماتوا في عالم الأحياء،لكنهم هنا في القلب و في الذاكرة،ألا تتفقين معي علي هذا؟
مرت فترة صمتِ طويلة حتى أجابت "رنا" باختصار:نعم،إنهم فعلاً معنا!!
و غاصت مرة أخري في فراشها وقالت: تصبحين علي خير.
ابتسمت "روان" مرة أخري وقالت: وأنت من أهل الخير،أحلاماً سعيدة .
وقبلتها ثم ذهبت إلي فراشها هي الاخري
ومرت بقية الليلة بهدوء..
أشرقت الشمس و بدأت الحياة تدب في أرجاء المدينة النشيطة،و بدأت أصوات الناس في العلو رويداً رويداً..
وخرجت الأختان من المنزل بثايبهما الجديدة و نظر إليهما مروان بمرحِ وقال:هيا يا فتيات،إلي جامعتكن الجديدة!!
نظرت "روان" إلي أختها "رنا" بتحدي،فابتسمت "رنا" و قالت بصوتِ خافت: هيا بنا.
انطلقت العربة صوب المدينة،تحمل الفتاتان اللتان أثارتهما الدهشة بكل ذلك النشاط في المدينة الصغيرة وقالت "رنا" بمرح: أتشوق لمقابلة زملاء جدد!
نظرت إليها "روان" بابتسامة عذبة و ازدادت ابتسامتها اتساعاً عندما شعرت أن "رنا" قد عادت إلي طبيعتها المرحة مرة أخري!
وإنطلقت السيارة إلي المبني الجامعي الجديد،وكل من فيها ،يأمل أن تكون هنا،أسعد أيامنا!!