إيليا أبوماضي باعث الأمل ومفجر ينابيع التفاؤل
لإزالة كل الأعلانات،
سجل الآن في منتديات أنيدرا
أسعد الله يومكم بالخير أحبتي ..
اذا كان للشعر لسان ينطق ، وقريحة تعبر عما يفيض من الصدور ، فـإنَ إيليا أبا ماضي ، إيقاع عذب يصدح بأغان ترتل أناشيد تربط الماضي بالحاضر ، لتكتنف الوجود بترانيم علوية ، تفتح آفاقاً جديدة في أذهان الناس ، ليستريحوا معها من ضيق النفس في الليالي الداجيات الحالكات وينطلقوا بثقة وإطمئنان ، إلى فسحات الأمل ، وراحة البال .
إذا كان للشعر أعمار كأعمار النّاس ، ونبض خافق يفصل بين الموت والحياة ، فإنّ الشاعر المهجري إيليا أبو ماضي لهو عمر الشعر الطويل ، ونبض الوجود المتجدد بدفقة المهجة الحرّى في عروق البشر من كل لون وجنس ،ليكون زيتاً جديداً في مصباح العالم المنير دروب الأمم ، ليجعل أهل هذه البسيطة شعباً واحداً ، يطرد عتمة اليأس ، ويضيء بقوة الإرادة ، وصلابة العزم ، نهج الإنطلاق الموحد لأبناء جهات الكون الأربع .
إستطاع إيليا أبوماضي ، بشعره النقي الصّافي ، أن يطهر قصائده من مصانعة الدخيل والوقوف على بابه ، أو السجود بين يديّه طلباً لوضيفة يرقاها أو وسام يلمع على صدره ، أو هبة مادية ينتفخ بها جيبه ، لأنه سخر بالراتب والألقاب ، وزهد بالأوسمة ، ورفض الأعطيات ، ولم يستجب للمغريات ، كما فعل بعض الشعراء الذين رافقوا هجرته .
المحيدثة القرية اللبنانية المتعلقة بأهداب الجبل ، في قضاء الذيال السحب الناعمة البيضاء صيفاً ؛ والداكنة رمادية ، ولربما سواداً خفيفاً شتاءً ؛ لم تكن تدري بأنها سوف تنجب في عام 1307 هـ / 1889 م طفلاً نجيباً من عائلة متواضعة ، سيكون له شأوٌ بعيد ، وشهرة واسعة في عالم الشعر الحافل بالقصائد المخملية الطبيعية ، العذبة الكلاسيكية ، الوجدانية ، المدلول ، العميقة التلميح إلى رمزية غيبية الفلسفة . ولم تكن تدري [ المحيدثة ] المعتزة بأشجار حورها الباسق ، المناطح لأعنان السماء ، أنّ هذا الطفل المطل برأسه على دنيا الحياة الناعمة ، في عالم الطبيعة الساحر ؛ سينافس شجر الحور علواً ورفعةً في تألق نجمه الشعري ليس داخل الوطن العربي فحسب ، بل في دنيا الإغتراب الأمريكية التي أطلت به على أوروبا كلها ،
ترجمة لشعره ونقلاً لمعانيه الزاخرة بالفكر والفلسفة ، وكانت لولادته ، دمعة حنان ترقرقت على خد الأم المسرورة بقدوم وليدها المنتظر على أحر من الجمر حيث كانت ولادته سهلة مريحة ، لم تقاس منها الوالدة عسرة أو صعوبة ، كما كان يحدث لسائر الأمهات في ذلك الزمان .
|
الموضوع الأصلي :
إيليا أبوماضي باعث الأمل ومفجر ينابيع التفاؤل || الكاتب :
Ďѓέάм || المصدر :
منتديات أنيدرا