لَقَد استطاعْ أن يَسرِق الوقت ْ ! - إنّه ُ وَحدَه آرثر كُونَان دُويل ْ -
لإزالة كل الأعلانات،
سجل الآن في منتديات أنيدرا
بِسـم ْ الله الرحمَـن الرَحِيـم ْ
مَدخَل :
- أنت ْ ! من أنت َ ؟! وكيف استطعت معرفة هذا الأمر ؟
- أنَا شارلوك هولمز , و َ عملي هو معرفَة مالا يعرفه الآخرون !
قد يبدُو الأمر ُ غريبا ً أو عاديا ً حتّى .
لكِن تلك الصفوف المتراصّة بمُختلَف الكُتب .
و باختِلاف مكانِها و زَمانِها إلا أن ّ هُناك اسم ُ قد لَمَع من بينِها .
اسم ُ منذ أن كُنت صغيرا ً إلا أنّ مُنتجاتُه كانت تُرافقني و بخاصّة - ماقَبل النّوم ْ -
كما أقول دوما ً أنا لا أُفلح بالبِدايات ِ كثيرا ً .
لذا لنترُك ثرثرتي المُملّة بهذا الشـأن !
أجَل أحببت ُ أن أُسميه هكذا أو أن أُطلِق على أمُسيتي
البوليسيـة بهذا الاسم , لأن بحق استطاع أن يسرِقه ْ وهذا ما لا يفعله كثيرون .
سوى من أمثال [ شكِسبيـر , عبّـاس العقّـاد , لويزا ألكُوت ] و قد لا يسعني
استحضار أسماء النُخبـة !
هل تُريدون بالفعل أن تَكتشِفوا كيف سرق آرثر كُونان دويل الوقت ؟!
لنتعمّق أكثر إذن .
تعمّقا ً على أُسلوب الأرستقراطيّون القُدَماء .
بِدون إطَالة مملّة ~ وهذا ما أكرهه حدّ الموت ْ ~ و َ
بدون إبخاس لحق هذا الرجُل العظيــم ْ .
هُوَ السيّـد : آرثر كُونَان دُويل .
وُلد لأسَرة متوسّطة الحَـال في أدنبرة بأسكتلنـدا في الثاني والعشرين
من أيار - مايو - عام 1859 , كَان صاحب طُفولة عَادية كما ذُكر في صحيفَـة " ستراند "
الشَهيرة , التحق بكلية الطب فيها وعُمره 17 عاما ً . إذ أن كليّة الطب هو حُلم حياتِه .
كان من بين مدرّسيه الجرّاح الكبير الدكتور : جوزيف بِل ْ .
في عام 1882 حصل دويل على شَهادة الطِب في جامعة أدنبره ,
وبعدها كان يحلم بأن يًصبِح جراحا ً شهيرا ً و خبيرا ً في التشخيص تماما ً
كالدكتور : بِل .
ولكِن قلّة المال الذي كان يعاني مِنه اضطرته إلى العمل طبيبا ً
على سفينَة لصيد الحِيتـان ْ , ثم مارس مهنتـه في منزل صغير استأجره في ضواحي
بورتسماوث , مع ذلك واجهته مُشكِلة أخرى وهي قلّة عدد المرضى .
اتجه للكِتـابة مع عمله وذلِك أملا ً في أن يحصل على دخل إضافي .
كتب عددا ً من القِصص لمجلات الفِتيان , ولكن أجره عنها كان ضئيلا ً !
وفشلت روايته الأولى في العُثور على ناشِر .
في في غمرة إحساسِه باليأس فكّر في أساليب
الدكتور : بيل في التشخيص وبعدها خطرت في ذهنه أن يستخدمها في قصّـة
يكون ُ بطلها واحدا ً من رجال التحري , وهَكذا وُلد المُتحري " شارلوك هولمز " بين
جنَبات ِروايـة " دِراسة قرمزيـة " .
الحق , أن دويل ابتكر شخصية ً تفيض بالحيـاة , حتى أن الجَماهير
رفَضت أن تصدّق أنها شخصية خيالية .
فكان دويل يتلقى بانتظـام خطابات موجهـة إلى هُولمـز تطلب مساعدته في
حل قضايا حقيقيـة , وبعض هذه القضايا كشفت لنا عن قدرة دويل نفسَـه .
كانت إحدى هذه الحوادِث تتعلق برجل سحب كل أمواله من البنك و حجز غرفة في
أحد فنادق " لندن " ثم حضر حفـلا ً عاد بعده إلى فندقه حيث بدّل ملابِسـه ثم اختفى .
عجز رجال الشرطة آنذاك عن اكتشاف مكانه و خشيت أسرته أنه قد أُصيب بسوء ,
لكن دويل حال المشكلة سريعا ً حيث قال :
[ سوف تجِدون رجُلَكُم هذا في غلاسكو أو أدنبرة وقد ذهب هناك بمحض إرادته
إن سحب أمواله من البنك و كلّها تشير إلى الهروب المتعمّـد .
كما أنه خرج عن الحفل في ساعة مبكرة و ذهب إلى الفندق ليبدّل ملابِسه .
فلا بُد أنه كان ينوي القِيام برحلَـة , و القِطارات السريعة المتجهة إلى أسكتلندا
تغادر المحطّـة عند مُنتصف الليل ] .
لقد كان استنتاج دويل هذا صادِقا ً , حيث عُثر على الرجل في أدنبرة فِعلا ً !
دُيل في الحقيقة كان طبيبا ً رياضيا ً مُتعدد المواهب .
فقد مارس المُلاكمة وكرة القدم والبولينغ و الكريكت " اللعبة البريطانية الملكية "
كما كان خطيبا ً مفوّها ً ومحاضرا ً ناجحا ً ومُحاورا ً بارعا ً ,
وذاعت أفكاره و آراؤه المتنوعة في الطب و العِلم و الأدب والسياسة و
الاجتماع أيضا ً .
تطوّع دويل في حرب البوير وصار كبيرا ً للجراحين فيواحد
من المستشفيات الميدانية , و في نهاية هذه الحرب مُنح وسِام الفروسية .
و لقب " سير " تقديرا ً لخدماتِه .
عند عودته لإنكلترا أصدر كُتبا ً منها ما تحدث فيه عن هذه الحرب .
ومنها ما أكمله دويل من رواياته .
توفي السير آرثر كونان دويل في السابع من تمّوز - يوليو -
عام 1930 بعد أن بلغ الحادية والسبعين .
يتبـع ْ !
الموضوع الأصلي :
لَقَد استطاعْ أن يَسرِق الوقت ْ ! - إنّه ُ وَحدَه آرثر كُونَان دُويل ْ - || الكاتب :
kura || المصدر :
منتديات أنيدرا