السلآمُ عَليكُم ^^
تَصوموا وتفطروا عَلَى خير
تــــآبِع
ثُمَّ حَولَت كلامها إلى "أوليفيا" :"كيفَ إستَطعتِ أن .."
قاطعَتها "أوليفيا" وَهيَ تَبحَث فِي حَقيبَتِها الحمراء الحريريَة عَن شَيئٍ ما :
"أستَطيع أن أَعلَم فِي ماذا يُفكِر أي شَخص مَتى أَردتُ ذلِك..
ومَهما كانَ بُعدُ ذَلِكَ الشَخص عَني..كما يُمكنني التَحدُثُ مَعَهُ
داخِل رأسِهِ مَتى ما أَردت"
قالَت "أليس" بِتَحَدٍ وَذهول معاً :"أَثبتِي لي هَذا وَتحَدَثِي مَعي داخِل رأسِي الآن "
رَفَعَت "أوليفيا" ناظريها وَقالَت:"سَيكون الأَمرُ مؤلِماً ألماً لا يُطاق لأنها أول مَرَة لكِ..
كما اَنَنِي أَحتاجُكِ بِكامِل قواكِ العَقليَة والجسديَة ..وإذا أَردتِ دليلاً ..ألا يَكفيكِ أَنَنِي
عَرَفتُ فيما تُفَكِر فِيهِ أُختُكِ لِلتَو؟!"
بَدَت "أليس" مَشدوهَة بَينما"كاميليا" تَبدو مَأخوذَة بِهذهِ القُدرَة العَجيبَة
إستَقامَت "أوليفيا" فِي جَلسَتِها مَرَة أُخرى وجالَت بِنَظَرِها فِي المَكان بِحنيَة وقالَت بِرقَة:
"هذا المَكان دافِئٌ جِداً " رَأَت "أليس" الدَموع تَتَجَمَع فِي عينيِها شَعَرَت بِحزن إتجاهَها
تَنَهَدَت "أوليفيا" بِعُمق وواصَلَت بَحثَها وقالَت مِن غَيرِ أَن تَرفع ناظريها عن حَقيبَتِها:
"حَسَناً "أليس" مِنَ المؤكَد أنَكِ تَعرفينَ "أزيناريا" أليسَ كَذَلِك ؟"
عَقَدَت "أليس" حاجبيها وقالَت:"أستميحُكِ عُذراً؟"
رَفَعَت "أوليفيا" ناظِريها وكررت :"أزيناريا"
قالَت "أليس" :"لَم أَسمَع بِها "
قَالَت "أوليفيا" بِتفاجُئ :"مِن المُحالِ ألآ تَكونِي قَد سَمِعتِ بِها ..لا شَكَّ أنكي قَد سَمِعتِ بِها ولَكنَّكِ قَد نَسيتِ الإسمَ فَقَط"
قالَت "أليس" :"بَل لَم أَسمَع بِها قَط "
قَالَت "أوليفيا" بِعناد:"بَل سَمِعتِ بِها ولَكِنَّكِ نَسيتِ الإسمَ فقَط"
تفاجأَت "أليس" وقالَت بِذهول:"حَسَناَ"
كانَت "كاميليا" مُتَفاجِأَة كَذَلِك ولِكَنها سَعِدَت بِوجودِ شَخصٍ يَستطيع أن يُعانِد أُختها
تَنَهَدَت "أوليفيا" وقالَت :"جيد..وَ مؤكَد أيضاً بأنَكِ تَعرفينَ حَجَرَ "زانيوس الخَامِس"
قالَت هَذا وأَخرَجَت مِن حَقيبتِها أَخيراً شيئاً يُشبِهُ الصَندوقَ الخَشَبي مُتَوسِطُ الَحَجم عَليهِ رُموز غَريبَة
قالَت "أليس" وَقَد ضاقَت ذرعاً :"ما هذا أيضاً؟..نَوع مِنَ الحَشَرات؟"
قَالَت "أوليفيا" بِتَفَاجُأ :"مُستَحيل"
ثُمَّ أردفَت بإنفعال:"مُستَحيل لَقَد ظَنَنتُ أنَّ هذا الهَمَّ أُزيحَ مِن كاهِلي أخيراً"
وأَدخَلَتِ الصُندوقَ فِي حَقيبتِها بِضيق .
قَالَت "أليس" :"عذراً؟!"
تَجاهلَتها "أوليفيا" وقَالَت:"لماذا لَم تُخبِرهُم السَيِّدَة "رين"؟.. لماذا أرسلَتنِي إذن ؟"
قَالَت "كاميليا" بِلَهفَة:"أَتَعرفينَ والدَتِي؟!"
تجاهلَتها "أوليفيا" هيَ الأُخرى وقالَت :"عذراً وَلَكِنِّي أُفَكِر بِصوت مُرتَفِع "
وَأضافَت وهيَ تُوضِب حَقيبَتَها :"أَعتَقِد أَنَه وقتُ الرَحيل الآن"
وَجَمَعَت شَعرَها فِي كَعكَة مُرتَفِعَة بِسُرعَة
تَذّكَرَت "أليس" أمراً وقالت:"أَتقولينَ أنَكِ عشتِ هُنا مِن قَبل ؟!"
قالَت "أوليفيا" بإستعجال :"بَلى"
جازَفَت "أليس" :إذن كَم عَدد غُرفِ النَومِ فِي هَذِا المَنزِل؟"
أجابَت "أوليفيا" :"64 غُرفَة نوم رئيسية و13 غرفَة نَوم سريَة أي 77 غُرفَة نوم عُموماً ..لماذا؟"
أجابَت "أليس" بإرتِباك :"لا لشيئ لَكِن .."
تَوقَفَت "أليس" عنِ الكلام وقَد خَطَف أبصارها ذَلِكَ البَريقُ القَوي
وعِندَما دَقَقَتِ النَظَر إكتَشَفَت أن "أوليفيا" تَحمِل نَفسَ القِطعَة المَعدنيَة التِي أرسلتها لها والدتها
صَرَخَت برعب :"مـــــــــــــــــــــا هَــــــــــــــــذا؟"
قَفَزَت "أوليفيا" فِي مَكانِها وَقالَت :"ما الأَمر لَقَد أرعبتني ؟"
صَرَخَت "أليس" مَرَة أُخرى وهي تُشير إلى القِطعَة التِي فِ يَد "أوليفيا":"مــــــــــــــــا هـــــــــــذا ؟"
نَظَرَت "أوليفيا" للقِطعَة ببرود وقالَت :"إنها "زيبث" قديمَة إشتريتها قَبلَ 7 أعوام "
صَرَخَت "أليس" بإنفعال:"مِن أينَ حَصَلتِي عَليها ؟"
قالَت "أوليفيا" بِسخريَة :"وهَل هُناكَ أحدٌ لا يَملِكُها ..إذا أردتِ واحدة ..بإمكانِكِ شِراءُها مِن سوقِ "أزيناريا" المَركَزي..ولكِنهُم قَد رفعوا أسعارَها "كثيراً هّذهِ الأيام "
كانَت "أليس" مُتَصَلِبَة فِي مَكانِها حاوَلَتِ الكَلام ولَكِنَ الصَدمَة عَقَدَت لِسانَها
قَالَت فِي النهايَة :"مَن أَنتِي مَرَة أُخرى ؟"
إبتسَمَت نِصفَ إبتسامَة وقَالَت :"أوليفيا ..منيرفا أوليفيا "
أَحكَمت قَبضتَها بإحكام علَى الـ"زيبث" ورَدَدَت بِصوت مَسموع :"أزيناريا" واختفَت !
لَم تَستطِع "أليس" أَن تَتحدث ولكِنها عرفَت شيئاً واحِداً
قالَت بِهمس :"لَقَد عَرفتُ ماذا كانَت أُمي تَقصِد "
تسائلَت "كاميليا" :"كيف؟"
"أليس" :"عَرفَت ماذا كانَت تَقصِد عِندما قالَت في رسالتِها :"إستعملا هذهِ القطعَة المعدنيَةَ لِلرَحيل " "
ثُم عقدت حاجبيها وقالَت :"ولكن هذهِ كانَت مُجرد صُدفة ..ماذا لو لَم أعلَم بهذا أبداً ؟"
أَحسَت بأنها مَصدومَة بَدَأَت بَعض الأشياء بالوضوح عِندما فوجِئَت بِعَدد مهوول مِنَ الأسئلَة المُتزاحِمَة
تًندَفِع إلى رأسِها كأنها تَحتَج على شيئٍ ما .
وفجأة تَذَكَرَت أمرَ الغُرفَة .
في أزيناريا..~
فِي غُرفَة "لورين " أَو بالأصَح سِجنَها كانَت تَتَرقَب رسالَة ما
سمعَت فجأة طَرقاً خفيفاً على الباب وظرفاً أصفر سميكاً يندفع بِحَذر أسفَلَ الباب
إنقضَت عليهِ بسرعة فتحته ورأت رسالة مع مِفتاح تنهدت بإرتياح وَفَضَتِ الرسالَة لتقرأها:
أهلاً أميرتي,,
لَقَد شَتتتُ إنتباهَ "بيزموث" ولكنني لَن أستطيعَ هذا لفترة طويلَة
إياكِ أَن تَستعملي الـ"زيبث" إلا عِندَ خُروجِكِ مِن القَصر فنحنُ نَشُكُّ أنهُ مراقَب
كوني حَذِرَة وإبتعِدي مَسافَة كافيَة عنِ القَصر قبلَ ان تستعمليها
أسدي عليَّ خِدمَة ومري على "ألبرت" أخبريهِ أن ينتبِهَ عَلى الفتاتين فهما مراقبتان
لآ تتأخري علينا فنحنُ نَنتظرك ^^
داي,,
إبتسَمت "لورين" لأوَل مَرَة مُنذُ أسابيع وقَد شَعَرَت بِعضلاتِ فَمِها قَد تيَبَسَت
أدخلَت المفتاح في البابِ وأدارتهُ بِـ هدوء
فَتَحَتِ البابَ وهيَ تَكادُ تَطيرُ فرحاً
لَقَد مرَّ شَهرُ منذُ أن رأتِ العالَم الخارجِي
مشَت علَى أطرافِ أصابِعها وقَلبها ينبض بِشدة
إجتازَت جناح السَجناء ِ وَهي سَعيدة بأنها غادرته
مَرَت بِجناحِ اللورد "آرثر" وَهيَ لا تكادُ تُخرِج نَفساً
نَزَلَت الدهليـز الطويل واتجهَت للبوابَة الخارجية فتحتها بِهدوء
خرجَت وشعرت بأشعةِ الشمسِ تَلسَعها
والهواء المالح يلفحُ وَجهها ويحرك شَعرها الطويل
أزاحَت خصيلات شعرَها الذهبيَة مِن وَجهها وهِي تَكادُ تَرقُص فَرحاً
رَكَضَت كما لَم تَركُض يوماً
وتَوقفَت عِندَ زُقاقٍ مظلِم وهِيَ تَتَنَفَس بِشِدَة
وردَدَت "لندن" واختَفَت
مَخرَج
كُنتُ طائِرٍ عَندليب
حُبستُ في قَفصٍ حَديدي
ولَكِن اليوم
تَحرَرت مِن زنزانتي الحديدية
خَرجت إلى الحدائِق والغابات
ورحتُ أغني وأنا أثِب من غُصنٍ إلى غُصنٍ
وصوتِي العذِب يُخرجُ رائِعاً جِداً
عَرفتُ حينَها
أن طَعمَ الحُريَة
هوَ ألَذُّ مذاقِ قَط
نهآية الفَصل الرابِع ..