السلام عليكم و رحمة الله
كيف أحوالكم جميعاً
لاحظت أمس أنه كان الرد بين مشاركاتي الأخيرة عامين تقريباً
قلت في نفسي هل أنتظر عامين حتى أضع ردي هذا ؟
المهم، باركوا لي أنهيت رواية الأبله و حقاً تركت في داخلي فراااغ
لم يحلو لي أي شيء للقراءة بعد ذلك ، اكتشفت أنني سُحبت بالكامل إلى عالم الرواية
و أنني حتى إذا بدأت قراءة شيء ، يُشرد ذهني بالتفكير في نهاية رواية الأبله
لأنها نهاية لم أكن أنتظرها أبداً !
قرأت مقالات عن الرواية و بالضبط كنت مهتمة بالازدواجية التي بينها الكاتب بين شخصيتيه الرئيسيتين
الأمير و بارفيون ، كيف أنهما متشابهان جداً لكنهما غير متشابهان البتة !
شخصية الأمير شخصية سلبية ، بتفكيره الدائم و العالم الذي يحيطه الذي يحفز هذا التفكير
مما أدى إلى عودته لحالته التي كان عليها قبل البدء العلاج في سويسرا و ربما قد تكون أسوأ من ذلك
في مقال ما ، كانت هناك مقارنة بين إليوشا، شخصية مسالمة مثل الأمير، في رواية الإخوة كارامازوف
حيث أن الأمير كان في البداية مثله ، لكن شيئاً فشيئاً مع توالي الأحداث
بدأت شخصية الأمير في الانحدار عن الطريق السليم ، إلى أن وصل إلى نقطة مخالفته لما كان عليه في البداية
إذ أنه بدأ بحمل السلاح و التفكير في الموت ، حتى أنه لم يتهم بارفيون عند رؤية ناستازيا مقتولة
كأنه يوافق على ما فعله !
هذا غير الوصف الدقيق لحالته المرضية الصرع - الذي كان يعاني منه الكاتب بنفسه لذلك لا عجب في دقة الوصف هته -
هذا المرض الذي يكون من أحد الأسباب الرئيسية لشخصية الأمير السلبية !
هذا غير المواضيع و الفلسفة التي يطرحها دوستويفسكي في هذه الرواية عن مجتمعه الروسي و عن الإيمان
و الظروف التي كان يعيشها الكاتب في مسيرته لكتابة هذه الرواية و سفره لروسيا و إلى دول أخرى تظهر جلياً في أحداث الرواية ،
رغم أنني استغرقت وقت حتى انهيها ، لكن كانت تجربة فريدة من نوعها
في البداية كنت أحب شخصية الأمير و بالطبع ذكرني كثيراً بشخصية إليوشا - قبل قراءة مقال المقارنة بين الشخصيتين-
لكن شيئاً فشيئاً بدأ شعور غريب ينتابني ، و بدأت أتساءل هل هذه هي حقيقة هذا الشخص أم ماذا؟
لم أكن لأتوقع تغير شخصية جميلة كهذه أبداً ، إذ أنه لم يسبق لي و أن قرأت شيء بفكرة كهذه
خصوصاً و أنه مع تعاقب الأحداث و كثرة الشخصيات لن تشعر بالاختلاف فجأة فذلك يكون بطريقة تدريجية
دون تكلف أو مبالغة ، و هذا ما شد انتباهي لأنني لم ألحظ ذلك في قراءتي إلا في النهاية
فعند نهاية الرواية ستُقارن الشخصيات طبعاً مما كانت عليه في اليداية إلى ما آلت بها الأوضاع في النهاية
حال إي سلسلة ، أنمي ، فيلم ، لتكتشف أن شخصية الامير هي أكثر شخصية مختلفة
يعني كيف قدم في البداية إلى روسيا و هو قد تعافى - تقريباً - من المرض
إلى عودته لسويسرا و هو في أسوأ حالاته !
أعتقد أن الكاتب سيُسجل كأفضل الكتاب عندي ، هذا و قد قرأت فقط روايته الأبله
و الجزء الأول من روية الاخوة كارامزوف - ربما قد ذكرت مأساتي معها هنا لكن للتذكير
فالجزء الأول كان مجرد جائزة بين مجموعة الكتب اللي ربحتهم أختي ، يعني لم تكن السلسلة كاملة
أعتقد أنه من قام بالاختيار يريدنا فعلاً دفع الثمن أو أنه لا يفقه في شيء
لكن الوضع كان لا يُحتمل لأنني وجدت السلسلة كاملة في إحد المكتبات لكن الثمن ....لست ثرية لذلك الحد
لكن ان شاء الله لن أستسلم حتى أحصل عليها ، أتمنى فقط البابا ، لما أشتريها، ما يعطيني محاضرات
عن التبذير كما فعل لما اشتريت رواية الجحيم
-
فكيف سيكون الوضع إذا قرأت روايته الأفضل الجريمة و العقاب ،
طبعاً هي من مشاريعي القرائية ان شاء الله
هذا و أنا كنت مخططة أتكلم عن أشياء أخرى في هذه التدوينة
لكنني حقاً لم آخذ حقي في افراغ كل مكبوتاتي و مشاعري عن هذه الرواية الجميلة
التي ألهمتني حقاً
العرض الشجري