كذبة أكبر من جبل حفيت
لإزالة كل الأعلانات،
سجل الآن في منتديات أنيدرا
"كم يتعذب الناس لأجل أن يتشوهوا" جملة وردت في رواية " قصة حب مجوسية" لعبدالرحمن منيف، ومناسبتها كانت حفلة تنكرية حضرها بطل القصة لأن حبيبته كانت مدعوة وحضر الناس يلبسون خراطيم الفيلة ووجوه الوطاويط وآذان القرود.. متنكرين كما هي الأصول.
ما ينطبق على الشكل الظاهري للإنسان ينطبق على الأرجح على جوهره الداخلي فكم نتعذب في الحياة لأجل أن نتشوه. الكذب مثلاً لا يحقق النتائج المرجوة منه وكما يقولون حباله قصيرة. أما لماذا لا يحقق شيئاً فلأن الكاذب شخص غير موثوق فيه وبالتالي تكون قدرته على بناء علاقات صحية أو استثمارات تجارية أقل بكثير من الإنسان المعروف بالصدق.
النغمة التي يعزف عليها الكون هي نغمة صحيحة لا نشاز فيها ومن يشذ عنها فلن يحقق ما يريد، وأعتقد أن هذا بالذات هو الذي دفع الغرب إلى تحري الصدق في المعاملات، أي أن صدقهم لا يشترط أن ينم عن براءة داخلية بقدر ما ينم عن فهم أكبر وأعمق من تلك المجتمعات التي "تكذب". وحتى على مستوى الأفراد تجد الظاهرة واحدة فالكذابون بشكل عام أقل وعياًَ وثقافة من الصادقين وأقل نجاحاً في مجتمعاتهم.
هذه هي المشكلة فما هو الحل؟ إحدى جاراتي مقتنعة تماماً أن الكذب هو الوسيلة الوحيدة للنجاة. قبل يومين رأيتها من بعيد تتسوق في "المول"، وبسبب انشغالي مع أطفالي لم أستطع التحدث إليها، فاتصلت بها بالموبايل لتفاجئني بالقول: "الجو جميل جداً هنا، على جبل حفيت". طبعاً سايرتها في الكلام، وودعتها على أمل اللقاء، وعلى مخرج "المول" بالضبط حدثت المصيبة حيث التقيت بها وجهاً لوجه فاحمر وجهي خجلاً من مواجهتها، أما هي فقد استقبلتني بالأحضان وهي تقول: "أهلا حبيبتي، والله، تمنيتك معي الأسبوع الماضي على جبل حفيت، لقد كان الجو رائعاً".
بقلم مريانا علاونة
تحرير يوسف جباعته
الموضوع الأصلي :
كذبة أكبر من جبل حفيت || الكاتب :
خطيبة كامي || المصدر :
منتديات أنيدرا