ازدرت لعابها بصعوبة واستدارت له بقدر ما تستطيع وإذا بها تصطدم بنظراته تطوقها لا تعرف لماذا ولكن بكل مره تكون معه لا تشعر بان هناك حديث فقط مشاعر مضطربة توتر ورغبة .
تحب أن تسمع صوته ولكن على ما يبدو انه محال ...
اسند جبينه المغطى بشعره على كتفها للحظات وأبعدها عنه فجأة شعرت بالهواء البارد يتسرب بينهما رأته موليا ظهره لها وهو يترك الحوض ويمسك بروب الاستحمام كانت قطرات المياه تنساب على جسده لم تتمالك نفسها خرج صوتها بدون ان تدرك :" إلى أين ؟!"
شعر بالخوف يتملكها استدار لها لم ترى عيناه جيدا لكون خُصل شعره تتهادى على جبينه العريض ابتسم حتى ظهرت أسنانه وتجعدت عيناه وقال:" سأعود لن أتأخر ، انتظريني !"
تركها واغلق الباب خلفه وقفت مكانها بدون حراك تنظر للمكان الذي اختفى من خلاله شعرت بالمياه باردة رغم البخار المتصاعد منها . أخذت تنظر حولها حتى سمعت صوت الباب يفتح لشدة توترها لم تستطع ان تحرك إصبع واحد وما إن رأت انه هو حتى تنفست الصعداء رأته يدخل ويغلق الباب بقدمه لكون يديه تحملان كأسان من العصير المثلج .
ابتسمت رغما عنها فكرت أن تخرج لتساعده ولكنها تذكرت عُريها ووقفت مكانها وضع الكأسان جانبا خلع الروب ونزل معها بالحوض أعطاها الكأس الخاص بها كانت تفوح رائحة أليمون منه وإذا به يلقي بنفسه عليها مسندا ظهره على صدرها متمرغا بين حنايا ثدييها ،و رأسه على كتفها ووضع الكأس بين شفتيه يرتشف عصيره بهدوء، انتظام تنفسه هدوءه جعلاها تهدأ مثله كان الصمت سيد الموقف, لا يوجد صوت هناك سوى الأنفاس ..
أسندت ذقنها على كتفه ولأول مره تحيط بوسطه شعر بعناقها له بأنه يعني الشيء الكثير له ابتسم بهدوء لم تصل ابتسامته حتى لعيناه بدأت يداها تعبث بعضلات بطنه المسطح برقه متناهية، وضع يداه على يديها وهمس :" ما بكِ؟!"
اجابته بنفس الهدوء:" لنبقى هكذا للحظات فقط!"
لم يتحرك قيد أنملة ، شعر بها تقول الكثير ولكن بلا صوت ولا حتى إيماءة فقط بمشاعرها ونبضات قلبها الذي يتناغم مع قلبه ولكن لسانه قطع الصمت :" لدي سؤال!"
"ماذا؟"
" ألان بعد أن استعدت نظري وبعد إن تعايشنا مع بعضنا لبعض الوقت الم يحدث وان غضبتكِ أو أزعجتكِ .. ما أقوله هو إننا ."
قاطعته بقولها:" كثيرا .. لقد أغضبتني كثيرا وأزعجتني أكثر من كثيرا أيضا وأكرهك حد الثمالة ولكنني أعشقك حتى النخاع أنت شيء بحياتي لا أستطيع الاستغناء عنه ربما أنت أجمل شيء حصل لي طول سنيني الماضية .. قد أكون مجنونة ولكن هذه الحقيقة ولا يهمني رأيك ... فأنت لي !"
كانت تتمنى ان تصرح بهذا الكلام بصوت عال ولكنها إجابته فقط بهز رأسها بالنفي ابتسم وهمس من بين شفتيه :" كاذبة !"
سحبها من يدها على غفلة منها لتقع بأحضانه وينظر بعيناها مباشرة وقال:" اصدقيني القول ، أريد الحقيقة!"
بدون شعور تحرك رٍأسها نفيا فهي تخجل منه تتمنى أن تكون تلك الجريئة معه ولكن هذا صعب...
ابتسم بخبث وقال:" لم أكن أظن إن زوجتي بهذا الخجل عبير أجرأ منكِ ..!"
رفعت نظرها له وقال:" ماذا اتغارين!؟"
كان رافعا إحدى حاجبيه ساخرا منها ضربته براحة يدها لا تطيق ذكر اسمها فما بالها وهو يُثني عليها أمامها ..
استقامت بوقفتها قاصدة الخروج سحبها من جديد لتقع بأحضانه صرخت ليس لأنه آلمها ولكن لرفضها أن تستمع ما تبقى من حديثه خرج صوتها من بين أسنانها :" دعني .."
" وان لم افعل ، ماذا ستفعلين ؟!" كان ينظر لها بقسوة امسكها من عنقها ليقربها منه حتى لامس طرف انفه انفها العيون تنظر ببعضها وقال:" اصرخي بما في جعبتك! تكلمي بما ..."
قاطعته قائلة:" ما لذي تريد أن تصل إليه!؟ "
صمتا للحظات وأكملت :" هل تريد أن تعرف حتى أي مدى اشعر بالندم لموافقتي على الزواج بك!!"
قال"وهل أنتِ نادمة!؟" هزت رأسها بالنفي شعرت بالدموع تهددها بالسقوط أخفضت رأسها قليلا لتواريها عن نظره امسك ذقنها ورفع رأسها لتنظر له لم تعرف ماذا تفعل . لكن ربما فكرتها الغبية التي تدور برأسها ستأتي بمفعول أقوى حتى لا يرى دموعها أحاطت ذارعيها حول عنقه لتخبئ رأسها بعنقه شعر بأنه يقسو عليها رفع يده ليربت على ظهرها وقال:" لم اقصد إزعاجكِ ولكن هدوئك كثيرا ما يخيفني !"
لم تجبه خائفة ان يخونها صوتها ويخرج باكيا لذا فضلت الصمت حتى شعرت بأنها سيطرت على نفسها .
لم يطيلوا البقاء بالحوض اذ نهضا ليستحما بسرعة ويأخذا طفلهما شعر بالفراغ الذي خلفه .أو إنهما شعرا بأنه حلقه لابد منها حتى لا يخوضا هذه المواضيع...
عندما أنتيها من كل شيء كانت الساعة قد قاربت الثامنة قرر اخذ عائلته لأحد المطاعم بعيدا عن عائلته كانت جميلة متألقة بينما هما بالطريق رأت ملصقا عندما استدار لجانبه يريد أن يتحدث معها لم يجدها استدار كانت الصدمة مرتسمة على وجهه رآها واقفة أمام إحدى لوحة الإعلانات التي لا يعرف ما هي قصتها تقدم ناحيتها ليرى ما بها سألها عندما وقف خلفها :" ماذا هناك؟ ما بكِ؟!"
استدارت له بعينان يقسم إنها جعلت قلبه يتوقف للحظات بهما لمعان غريب كأنها طفل واقفا أمام احد الألعاب التي يريدها ابتسمت بخجل وخفضت رأسها شعر إن هناك أمرا ما ولكنها رفعت رأسها بابتسامة مغتصبة تحف على هاويتها الحزن وأجابت :" لاشيء هيا لنذهب!"
لم يكن يعرف من هم الأشخاص الذي يملئون تلك اللوحة بابتسامتهم المشعة ولكن كل ما فكر به لماذا كانت بتلك السعادة وهي تنظر لها تقدمته بخطوات امسك بيده وسألها :" لم تجبِ ما بكِ!؟"
عادت تهز رأسها بلا .. فهي تعرف محال أن يوافق على أن تحضر حفلا والأدهى انه حفل رجال..
لا تريد أن تبني آمالا وبعدها يهدمها ببساطة عاد سؤالها :"متأكدة؟!"
لم ترغب بأن تؤكد لذا هزت كتفيها بعدم مبالاة
جعلته بحيرة طوال الطريق حتى انه اخذ ينظر بكل لوحة إعلانات عله يرى اللوحة من جديد ..
حول مائدة العشاء طلبا لهما طبقا فتوشيني بالدجاج وعصير وبعض المقبلات ..
اخذ ينظر لها كأنه يبحث عن شيء سألته :" هل هناك شيء بوجهي؟!"