الفصل الثامن …
نظرت لها فاطمة شرزآ وهي تجيبها :” يا لك من وقحة !” نهضت وفاء وهي تنظر لها بهدوء :” لا اسمح لأحد بالتحدث عنه هكذا ولا بأي طريقه أخرى!”
زينب :” ستندمين غدآ وستقولين وقتها انك ..” قاطعتها وفاء وهي تجيب عليها :” حتى وان ندمت فلن آتٍ لكم شاكية ..”
ما إن فتحت مريم فمها حتى دخلت حنان بتلك الغرفة التي كانت تحوي الفتيات وهي تقول:” مبروك يا وفاء هل حقآ ما سمعت ! صدقيني فأنت لن تري أفضل منه مناسب لك !” التفت لها كل الأعين لترى من تلك المرأة التي تظن نفسها شيئآ ما فأجابت عليها وفاء:” لست بحاجة لإشادة منك .”
حنان:” لست هنا لأشيد به لك بل لــ أهنئك فقط ولا أقول لك أن كنت بحاجة لأي مساعدة فلا تخجلِ وتعالي إلي “
مريم بهدوء :” لسنا بحاجة لكِ فأننا كافون بالنسبة لأي شيء تحتاجه !”
فاطمة:” لسنا بحاجة لأمثالك .”هزت تكتفيها واستدارت مولية ظهرها لهم وهي تضحك وخرجت .
بعدد مضي أسبوع كاملا ولم يقدم احدآ على أي حركة أخرى كأنهم بحاجة فقط سماع الموافقة وليس هناك شيء مهم آخر
أتت رباب للزيارة وجلست مع أخواتها وبدأت تتحدث عن موضوع خطبة وفاء وان الموضع قد يكون برمته مزحة وإنها غيبة حقآ عندما وافقتِ قائلة:”وإذا كان مصرآ وراغبآ بكِ حقـآ فأنك لو رفضتِ فسيعود ليتقدم لخطبتك من جديد!”
وفاء:” رباب بالله عليك هل تظنين إنني غيبة حمقاء ؟ إنني فتاة ناضجة ومسئولة عن حياتي ولست بتلك الحمقاء الصغيرة التي لا تعرف ما هو بصالحها.”
رباب:” هل تقولين إن زواجكِ هذا بصالحك هل تقصدين تدمير حياتك وذوي شبابك هو من مصلحتك ؟”
وفاء:” كل ما أقوله أن حياتي لا تعني احد منكم بل تعنني لوحدي..” قاطعتهم فاطمة بقولها :” لقد تغيرتِ وأصبحتِ فتاة متكبرة من يراك يظن أن حتى الزواج قد حدد وقته وأنتِ حتى ألان لم يحدث شيء سوى وصول موافقتكِ التي قد يأتي عمكِ بأي لحظة ليقول أن ابني يعتذر فانه لا يريد إتمام هذه الزيجة “.
بتلك ألحظة كان المنطق من يتحدث بما إن لا حد تقدم ليكمل بالموضوع هل حقآ توقفوا وأصبحوا لا يردون إتمام الزواج هذا الفكرة أصبحت تؤرق مضجعها أفكارها أصبحت مسلوبة أردتها أصبحت اقل بدأت بالتردد ولكن بعد ماذا؟
جفاها النوم بتلك الليلة ، انبلج صباح اليوم التالي نهضت من فراشها تشعر أن عظامها متكسرة ، حثت خطاها متوجة للمطبخ بغية أن تأكل شيئآ لم تشعر بوجود احد لذا لم تدلي بغطائها على وجهها فتحت باب الثلاجة وإذا بصوت نعس تتردد أصدائه بإرجاء المكان قائلا :” من هناك؟”
أجفلت وأوقعت الكـأس من بين أصابعها وانتشرت قطع الزجاج الصغيرة بالمكان كله لم تبالِ بالزجاج المتكسر بل بصاحب ذاك الصوت ، أخذت تستدير رويدآ، رويدآ ببطء مميت شعرت بأن دمائها تسابق الهواء .
ما إن استدارت بالكامل حتى رأته واقف أمامها مباشرة كادت أن ترتطم بصدره لو لم تبعد رأسها بضعة إنشات
” من هناك؟” أعاد طرح سؤاله متمنياآ أن يسمع صوتها لقد صُدم عندما شمّ رائحة عطرها تنتشر بإرجاء المطبخ بينما هو جالس ظن انه محض خيال .
تلعثمت بالنطق ولكنها استجمعت قوتها واجباته بصوت هادئ به بعض الارتجاف الخفيف :” إنها أنا آسفة هل أزعجتك ولكنني أتيت لأخذ كأس من الماء فقط” كذبت لا تعرف لِمَ لم تقل إنها أتت لتجد شيئآ تأكله وإنها تشعر بالجوع .
لا يعرف لما ولكنه تتمنى لو أن عيناه حقآ مثبتة على عيناها ان يعرف هل هي مُسدلة الغطاء أم لا هل تكتفي بكوني أعمى ولم تسدل غطائها أم إنها … لم تكتمل أفكاره لأنها قاطعته قائلة :” استمحيك عذرآ .”
أجابها بصوته الرخيم :” تفضلي!”ما إن شعر بأنها خطت خطوة مبتعدة عنه حتى امسك بذراعها لا شعوريآ و أدارها له بينما هي شهقت حتى ظنت إن روحها قد ستخرج صدمها إمساكه إياها وبدون إدراك نطق لسانها الحاد قائلا:” ماذا تظن نفسك فاعلا؟”
أجابها بلا مبالاة :” فقط أريد من خطيبتي أن تعمل لي بعض التو ست!” ما أن أنهى جملته حتى شعر بسخف ما قام به
أجابته:” آه حقـآ ؟! ومن قال أنني خطيبتك؟ أنت ؟ أرجوك لا تصدق هذه الكذبة كثيرآ !” صدمت من لدفعاها أو هجومها القاسي ما إن أنهت جملتها حتى عضت على شفتها كي لا تفلت منها كلمات قاسية أكثر .
أجابها:” أريد بعض التو ست ومعه كوب من الحليب سأنتظرك بالخرج لا تتأخرين” خطى خارجآ ولكنه توقف برهة قائلا:” آه نسيت ، ومن قال انك لست خطيبتي؟ أنتِ؟! أرجوك صدقي إنها ليست بكذبة وإنها الحقيقة “
تمتمت بصوت منخفض ظنت انه لن يسمعه قائلة :” خطبة ولكن مع وقف التنفيذ!” ما إن أنهت هذه الجملة حتى شعرت بجسد يخيم عليها بظله ويد تقبض على رسغها تدفعها للحائط وذاك الجسد بجبروته يميل عليها كأنه النسر يهجم على فريسته رأت عيناه مثبتة على عيناها كأنه ينظر لها حبست أنفاسها لحظتها أدركت إن غطائها متوسد كتفيها ووجها مكشوف . حاولت رفع يدها لتغطي وجهها ولكنه احكم قبضته عليها تكلم بصوته الأجش الذي لا يتعدى صداه ابعد من قرب وجهيهما :” أنتِ لي يـا فتـاة ، وقد قمت بتـوقيع عقـد عندما وافقتِ على الزواج بي , ولا أظن انك نسيتِ ؟”
لا تعرف لم هي ايضآ همست قائلة:” وما أدراك إنها أنا ، هل تدعي أنك أعمى؟”
ابتسم حتى بانت تجاعيد عيناه :” لا بـل أنني أعرفكِ ، ” صمت للحظات قرب وجهه منها وتنفس بالقرب من عنقها وأكمل :” يحال أن أخطئ بكِ!” ارتجفت فرائصها خوفآ منه حاولت الابتعاد من جديد آبى أن يتركها
همست قائلة:” اتركني أرجوك!”
” أريد تو ست إنني أتضور جوعآ ” اتسعت عيناها تعجبآ منه ما إن ابتعد عنها حتى شعرت بالبرد يتسلل بعظامها رفعت نظرها تتبعه حتى جلس بأحد المقاعد معلنـآ انتظـاره لإفطاره .
دلكت رسخها لقد ألمها ، استدارت كادت أن تتنحى بدون صوت ولكنها سمعت صوته يرتفع قائلا:” آه ، لا تنسي أن تنظفِ المكان ؟” رددت خلفه كالبلهاء :” أنظف ؟؟” ضحك بهدوء وقال:” اجل نظفي قطع الزجاج “
ألقت نظرة حول المكان ورأت قطع الزجاج المتناثرة بإرجاء المكان تنهدت معترفة بعدم حيلتها