الفــصل الثــاني
ابتسم ييسونغ لسماعه صوت اخيه فقال:” منذ متى وانت هنا؟”
خطى الى داخل الغرفه حتى وصل بالقرب من اخيه ووقف عند حافه السرير وقال بصوت رخيم :” ليس منذ زمن طويل”
ضحك ييسونغ بخفه وقال :” لكن بما يكفي لتسمعني؟” بقى واقفآ بدون أن يحرر جوابآ لاخيه الذي كان لايزال ينظر بإتجاه الباب يظنه لا يزال واقفا هناك.
شعر ييسونغ بيد آخاه توطئ سريره اقترب ريووك من وجه اخاه جاعلا من انفاسه تلامس بشرة الاخر بقوله :” انني بالقرب منك لست واقفا عند الباب …”
اتسعت عينا ييسونغ من المفاجئة لكنه كشف عن ابتسامة هادئة وقال:” آه .. هل نسيت انني اعمى ؟”
كانت عينا ريووك تتجولا على محيا وجه اخاه، وقال بداخله كيف لهذه العينان الحادتا النظر ان تقفد رونقها .
اكمل قائلا:” الأ زلت هنا؟” اجابه ريووك بصوت لم يتعدى صداه حدوهما بقوله :” أجـل لازلت هنا”
إستقام بوقفته وقال:” لم تقل لي ماهي الافكار التي كانت تضايقك؟”
اعتدل ييسونغ بجلسته وقال ضـاحكـآ:” مجرد افكار غيبة .. لاتشغل بالك بها “
صمت قليلا واكمل قائلا:” ألم يعد هيتشول بعد؟”
رريوك:” بالله عليك لو انه عاد لعرفت ذلك؟”
ضحك ييسونغ وقال:” معك حق انه مزجع حقآ”
استدار خارجآ من الغرفه ولكنه توقف بالمتنصف وقال:” اتمنى لو استطيع ان ادخل رأسك لاعرف بمـا تفكر ايها الاعمى العجوز” ضحك ييسونغ عاليآ لما سمعه من اخيه وقال له :” اصمت حتى لايسمعك لي تيوك ويقتلك”
ابتسم ريوك وخرج من الغرفه استند على الجدار وطأطأ برأسه أرضـآ وقال محدثآ نفسه :” لقد تغير كثيرآ كـان غـامضـآ والان اصبح أكثر غمـوضـآ “
***
بعد عودتهم من منزل عمهم قاموا بتبديل ملابسهم وجلسن يتحدثن عن جيهـان بينما هم كذلك أتت ألاخت الكبرى وقالت:” عمن تتحدثن هكذا؟” لم تستطع زهراء ان تبتلع لسانها واخبرت اختها بكل ما حدث انفجرت فاطمة غاضبآ وقالت : ان سمعتكم تقولون انكم ستذهبن مرة اخرى هناك سأقطع اقدامكن . “
وفاء:” لِمَ لكل شخص وجهة نظر وهي لاتريد احدآ منا زوجة لاخيها ، هذا ليس بيدها هي ، ولكن لا ضير بإن ..”
قاطعتها فاطمة بقولها :” أنتِ أليست لديك كرامة ؟”
وفاء :” كرامة ؟!! وما دخل الكرامة بمنزل عمي.؟”
فاطمة :” اعترفي هل انتِ تذهبين هناك حتى يلحـظ وجودك احدهم ويطلب يدك”
وفاء:” ماهذه الافكـار .؟”
فاطمة :” هذا ما تعريبن عنه بإفكاركِ المبتذلة ايتها .. لا اعرف بما تفكرين .”
والتفت إلى الاخيرتان وقالت لهم :” وانتم هل ستلحقن بها أينما ذهبت ؟”
مريم:”نحن الثلاث ان قمتِ بتقسيمنا نعود شخص واحد لذا لا تتبعي نفسكِ بمحاولة ردعنا عن الحاق ببعضنا البعض”
فاطمة :” يالكن من بائسات لا يستحق الامر ان تذهبن لمنزل عمكن حتى تسمعن هذا مثل هذا الكلام وتبتسمون هكذا كأنكن غيبات .”
زهراء:” ليس الامر وكأننا فرحنـا بما سمعنا ، “
قاطعتها وفاء بقولها:” من يسمعكم يظن إنهم عند الباب واقفون”
فاطمة :” يا حسرتي عليكن “.
خرجت فاطمة ودخلت غرفتهم التي تضم معها اختها زينب ، وبدأت تخبرها بمـا سمعت للتو
زينب:” فتيات هذا الجيل لا يفكرن بغير الرجال .”
فاطمة :” إذن تتفقين معي بإن أخواتك وَ وفاء بالذات غرضها من هناك الزواج؟”
زينب :” من فحوى كلامها فقط تفهمين هذا، والبرهان الاول ان ما سمعته هناك لن يشكل مانعآ من ذهبها من جديد وخصوصآ ان عمـك لديه الكثير من الاولاد بسن الزواج او بالاحرى كبار ومناسبين لجميع فتيات العائلة ولكن الذكية من تحاول الوصول وتثبت نفسها بحيث يرغبن بها لتكون زوجة احد إخوانهم .”
فاطمة :” دعينا نصمت حتى لا يقولن إننا نتكلم عنهن “
مضى اسبوع على ماحدث ولم يحدث أي اتصال بينهن.
حتى ذاك اليوم الذي بدأ فيه دونجهـاي بالصراخ لانه يريد ان يأكل ساندويش الفلافل من صنع زوجة عمه .
ضربته امه وقالت:” حتى لو رأيتك تبكي عند قدميّ لن اقوم بالاتصـال بمنزل عمك حتى اطلب لك شيئآ”
دونجهـاي:” إذن دعوني اتصل أنا !”
جيهـان:” نعم ، حتى يتعبرنها بنات عمي دعوة ليحضروا هنا ، لا يا عزيزي أذهب للمطعم الذي بجانب المنزل واطلب لك الساندويش .”
كيـوهيـون :” لولا انني أستصيغ ان اتصل بمنزل عمك لاتصلت وطلبت لك بعضآ منه.
ولكن ما ان اسمع فقط رنين هاتفهم حتى أصبح كيـوهيون الشيطان لا اعرف لِمَ.”
ضحك سونغ مين وقال:” لانك شيطان من الاسـاس لذا لن يشكل الموضوع مشكلة.”
نظر كيوهيون شرزآ اتجاه اخيه وقال:” من الشيطان ، لو دققنا النظر لاصبحت ملاكـآ بجانبك .”
ضحك سونغ مين واجابه:” حسـنآ يا ملاك الغفلة فلتكرمنـا بصمتك.”
لم يتنبها ان ابيهم يراقبهم جميعـآ إلا عندما قال :” اين البقية ؟”
التفت الثلاثة منهم اتجاهه لم يلحظوا وجوده لانه بالفترة الاخيره لم يعد يجلس معهم او لم يعد موجودآ اساسا .
كان موجهـآ سؤاله لزوجته الاولى والده لي تيـوك ،ولكنها عـزلت زوجها من حياتها بعدما تزوج زميلة ابنته الصعلوقه تلك. لذا لم تحرر له جوابـآ
ولكنه اعاد سؤال بطريقه مرعبة جعلت فرائصها تترجف .
لايزال يشكل رعبآ بالنسبة لها حتى وان حاولت ان تكون قوية ولكنها لاتزال تلك المرأة الضعيفه التي قبلت بجميع اخطائه ولاتزال تقبل بها حتى الان.
التفت له واجابته قائلة:” من تقصد بالبقية؟.”
اجابها قائلا:” لازال صوتك يطرب قلبي ” ما ان نطق اخر حرف حتى بدأ التشجيع من قِبل اولاده خصوصآ دونجهاي الذي يعشق غِزل والده بزوجاته الثلاث عدى رقم اربعه الذي لايطيقه.
ضحك الاب عندما رأى حمرة الخَجل تعلو وجنتي زوجته وقال :” أنني عجوز ولكني أعود شـابآ كلمـا سمـعت صوتك ..”
سونغ ميـن :” يكفيكما هذا، لقد كبرتما على هذا الكلام.” لم يطق ان يرى ابيه يتلاعب بمشاعر والدته .
يسمعها هذا الكلام وبعدها يتمرغ بحنايا جسد أخرى . يكره هذا النوع اللعوب ولكنه لم يكن أي أحد بل كـان ابيه.
نظرت له امه بنظرة عتب حتى التغزل بها كثير عليها .
كان جوابها مقتضبآ :” كُلآ بعمله” بقيت عينا الاب مُثبتة على زوجته وقال :” مابكِ؟”
الام:”لاشيء!” لم تشعر بالراحة بجلوسها هنا معه بنفس المكان وامام إبنها وابنـاء زوجها . لذا وقفت تريد الدخول للمطبخ او لغرفتها التي اصبحت وقرها الخاص، ولوحدها .
نظر الاب لابنائه وقال:” وانتم لِمَ لستم بالعمل؟”
اجابه دونجهـاي:” نحن ولدنا وبفمنا ملعقه من ذهب فـ لِمَ العمل؟”
ضاقت عينا الاب وقال:” هل تقصد بإنكم لاتعملون؟”
ضحك كيوهيون وقال :” لا ..” اتسعت عينا الاب فلم يكاد ينطق بحرف حتى سبقه سونغ مين بالقول :” نحن لدينا إجـازة” فقال الاب الذي لم يعجبه ما يسمعه:” والبقية؟”
تمطا دونجهـاي على الصـوفـا وقال:” يعملون!”
همهم الاب بشيء ليس مفهوما وبقي صامتا .
كانوا يتكلمون مع بعضهم البعض بدون ان يشركوه بالحديث
كان يراقبهم عن كثب لقد كبروا حقآ واصبحو رجال هاهو كيوهيون الذي كنت احمله بين ذراعي قبل عدة اعوام اصبح رجلآ ويعمل ولديه لسان سليط .وهاهو أبني الذي كان دائمـآ ما يتعُبني ويشِقيني بسبب مرضه أصبح رجلآ واقفآ على قدميه ويُعتمد عليه .آه لقد كبر أبنـائي ولم يفكر احدآ منهم بالزواج حتى هذا اليوم ..
ابـنائي كبروا وانا مُلتهي بأزمة منتصف العمر .. لكن لو ارد احدآ منهم الزواج لتكلم ،اليس كذلك ؟!
كان غارقـآ بافكـاره عندما اجفله رنين الهاتف، قفز عليه دونجهاي قفزآ ليُجيب
دونجهاي:” مرحبـآ”
هيتشـول :” مرحبا دونجهاي اين والدتي؟” تجعد مابين حاجبي دونجهاي وقال:” انت مخطئ بالرقم!” واغلق السماعه بوجه اخيه كيف له ان يعرف انه انا ولا يرحب بي ولا يسأل عن احوالي مباشرة اين امي؟” وما ادرني انا اين هي؟
انزعج دونجهاي وقال بنفسه حتى وهو مسافر لم يتغير قيد انمله ماهذا الرجل.
قاطع الاب افكاره وقال له :” من كان على الهاتف؟” مط شفتيه مجيبآ ابيه بقوله:” هيتشـول.” توجهت له جميع الانظار وسأله سونغ مين :” ولكن الم تقل له انه مخطئ بالرقم؟” لم يحرر دونجهاي جوابا اكتفى فقط بهز كتفيه ونهض ليصعد لغرفته .
وبينما هو يصعد السلم نادى بأعلى صوته :” مـــــنى ..يــا منى.”
اجابته بنعم واخرجت رأسها له لترى مايريد ولكنه اشار لها برأسه ان تلحقه.”
صعدت خلفه ووصل الى الباب والتفت لها قائلا:” اتصلي بمنزل عمي واخبري زوجة عمي بأنني اريد ساندويش .”
ارتفع حاجبي منى وضحكت قائلة :” لكن زوجة عمك توقفت ..” لم تكمل كلامها حتى قاطعها قائلا:” أعطني الرقم وانا سأتصل.” اعطته رقم منزل عمه ودخل الغرفه الي كانت فارغه من الجميع عداه هو.
ضغط على ازرار لوحة الارقام ووضع السماعه على اذنه لم يطل انتظاره حتى سمع صوت على الطرف الاخر
فاطمة :” مرحبـا ؟” استنكر دونجهاي الصوت ولكنه اجاب بصوته الرجولي قائلا:” مرحبـا , كيف الحال؟”
فاطمة :” بخير ، من معي؟”
دونجهاي:” دونجهاي يتكلم ” صمت للحظات وعندما لم يسمع منها جوابا اكمل:” ابن عمك!”
فاطمة :” آه ، مرحبا بك كيف حالك؟ ماهي اخبار عمي؟”
دونجهاي :” عذرآ اتصلت لانني اريد ساندويش!”
لم تستوعب فاطمة ما قاله وكان جوابها الوحيد الصمت والتعجب وعندما شعرت بأنه يتنظر منها جوابا
تعلثمت قائلة:” سـ .. سـان .. ساندويش ؟ ساندويش ماذا؟”
ضحك دونجهاي وقال لها “من انتِ”
اجابته بقولها انها فاطمة وانهم توقفوا عن عمل الساندويش
اكمل قائلا:” اظنك لا تعرفين ماذا يوجد بالمنزل نهائيآ ، اعطني وفاء او زهراء او احد اخر !”
فاطمة :” يالك من قليل التهذيب !” واغلقت السماعه ودخلت الغرفه بدأت تتكلم عليه وكيف لرجل قليل التهذيب ان يخاطبها بهذه الطريقه المبتذلة ياله من وقح واصبحت تتنقل من غرفه لغرفه وهي تتكلم عليه
لم يرق لدونجهاي ما حصل ولكنه لم يعد الاتصال فقرر ان يجبر منال او منى بالاتصال وطلب بعضآ من الساندويش لا يعرف كيف يستسلم وخصوصا اذا كان الموضوع متعلقا بالطعام
وبينما هو يتجول بغرفته حضر إون هيوك من العمل ولانهم بنفس الغرفه راى دونجهاي كيف يمشي ذاهبا وايابا وكان هناك موضوع صعب جالس يفكر به
لم يبال به كثيرآ اخذ منشفته وما ان وصل عند الباب حتى استوقفه دونجهاي بقوله :” انت ! مابالك حتى لم تلقي السلام؟”
التفت له إون هيوك وقال:” آه ، لم انتبه لك !” كان يريد ان يغيضه فقط
ما ان فتح دونجهاي فمه حتى اغلق إون هيوك باب الغرفه.
دخلت فاطمة غرفة الفتيات وجلست تتكلم عن ذاك الرجال الذي تظنه يستهزء بها وان مقصده كان فقط ان يتصل
قالت:” الجميع يعلم ان والدتي توقفت عن العمل ! ياله من وقح حقآ”
وفاء:” اهدئي الان واخبرينا بما حصل حرفيآ!”